أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: الأول و الآخر و الباسط و القابض - الإمام الغزالي الإثنين يونيو 09, 2008 5:56 am | |
| موسوعة الكسنزان للشيخ محمد عبد الكريم الكسنزان الإمام أبو حامد الغزالي : اعلم أن الأول يكون أولاً بالإضافة إلى شيء ، والآخر يكون آخراً بالإضافة إلى شيء . وهما متناقضان ، فلا يتصور أن يكون الشيء الواحد ، من وجه واحد ، بالإضافة إلى شيء واحد - أولاً وآخراً جميعاً . بل إذا نظرت إلى ترتيب الوجود ، ولاحظت سلسلة الموجودات المرتبة ، فالله تعالى بالإضافة إليها أول ، إذ الموجوات كلها استفادت الوجود منه ، وأما هو فموجود بذاته ، وما استفاد الوجود من غيره ومهما نظرت إلى ترتيب السلوك ، ولاحظت مراتب منازل السائرين إليه ، فهو أخر ما يرقى إليه درجات العارفين . وكل معرفة تحصل قبل معرفته ، فهي مرقاة إلى معرفته . والمنزل الأقصى هو معرفة الله تعالى . فهو آخر بالإضافة إلى السلوك - أول بالإضافة إلى الوجود . فمنه المبدأ أولاً ، وإليه المرجع والمصير أخراً يقول الإمام الغزالي : " قال بعض مشايخ الصوفية : من رآني في الابتداء ، قال صديقاً . ومن رآني في الانتهاء ، قال زنديقاً ، يعني : أن الابتداء يقتضي المجاهدة الظاهرة للأعين ، بكثرة العبادات . وفي الانتهاء يرجع العمل إلى الباطن ، فيبقى القلب على الدوام في عين الشهود والحضور ، وتسكن ظواهر الأعضاء فيظن أن ذلك تهاون بالعبادات وهيهات . القابض الباسط من العباد : من ألهم بدائع الحكم ، وأوتي جوامع الكلم . فتارة يبسط قلوب العباد بما يذكرهم من آلاء الله ونعمائه . وتارة يقبضها بما ينذرهم به من جلال الله وكبريائه وفنون عذابه وبلائه وانتقامه من أعدائه بشرية النبي : إذا شارك الناس في البشرية والإنسانية من حيث الصورة فقد باينهم من حيث المعنى ، إذ بشريته فوق بشرية الناس لاستعداد بشريته لقبول الوحي : قُلْ إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، أشار إلى طرف المشابهة من حيث الصورة : يُوحَى إِلَيَّ ، أشار إلى طرف المباينة من حيث المعنى | |
|
روح ايمان
عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 07/01/2011
| موضوع: رد: الأول و الآخر و الباسط و القابض - الإمام الغزالي الإثنين يونيو 27, 2011 9:50 pm | |
| بارك الله فيك على هذا الموضوع | |
|