قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: المشتركات الدينية بين المذاهب الإسلامية الأساسية الخميس سبتمبر 11, 2008 3:03 pm | |
| شفيق شقير_الجزيرة
شفيق شقير_الجزيرة
المشتركات التي تقارب بين المذاهب وأهلها كثيرة، فبعضها يجمع عليه أهل المذاهب الأساسية من
السنة والأباضية والإثناعشرية والزيدية في حين أن هناك قضايا أخرى قد تجمع بين البعض منها أكثر من بعضها الآخر.
يجتمع أهل المذاهب الإسلامية الأساسية في الكثير من أمهات الدين،[/url] [size=25]تتفاوت المذاهب أحيانا في تقاربها من بعضها بعضا، وتعتبر الفوارق بين السنة والاثني عشرية هي الأكثر نسبيا، وعلى العموم لا يخلو مذهب من تقارب جزئي مع آخر. الرواية عن النبي الكريم تتجلى في مذهب أهل السنة الصورة الأوضح لعلم رواية الحديث عن النبي محمد صلى الله وعليه وسلم كمنظومة كاملة لتلقي الدين من مصدره وتبليغه للأجيال المتعاقبة، وتلتقي معه الإباضية والزيدية في هذا الأصل مع تفاوت في حجم الرواية، حيث إنها كانت أقل فيهما لأسباب خاصة بكل منهما. فالإباضية يرون أن سبب قلة الرواية عن أئمتهم ليس عزوفهم عن الأخذ بالرواية ومنهجها في تلقي الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة أنهم لا يعتمدون إلا الرواية سبيلا، ولكن ذلك -كما يقولون- بسبب عزوف المحدثين عن الرواية عن االأباضيين وأئمتهم الذين اتهموا بالابتداع، وبسبب الملاحقة والسجن اللذين تعرضوا لهما من الدولة الأموية التي كانوا يعارضونها فحالت بينهم وبين الناس. والزيدية أيضا يقولون بأن مسلكهم هو الرواية في الأصل ولا يقولون بعصمة الأئمة، ويرون الرواية عن النبي الكريم، ولكنهم خصوا الرواية عن طريق آل البيت بالعناية بسبب الاختلاف السياسي مع السلطات الأموية والعباسية المتعاقبة. ويرى بعضهم أن سبب قلة الأحاديث في مذهبهم تعود إلى شروطهم المتشددة في الرواية ولتركهم الأحاديث التي تخالف العقل والمنطق ولقلة الروايات المكررة عندهم، فضلا عن تعرض آل البيت وأتباعهم للإيذاء والملاحقة من السلطة الأموية والعباسية مما حال دون تقعيد وتدوين مذهبهم بنفس كفاءة غيرهم من المذاهب الأخرى، على حد وصفهم. ولكن اجتماع هذه المذاهب على مبدأ الرواية يجعل بينهم مساحة كبرى للتقارب، وهو قائم بالفعل حيث يجتمع في اليمن الزيدية وأهل السنة في مساجد واحدة -خاصة في المدن- وقد يكون إمام المسجد من أحد المذهبين دون أي توجيه أو ضغط سياسي. وكذلك الشأن مع أهل السنة والإباضية في عمان ودول المغرب العربي . الإمامة والسياسة
الاثنا عشرية لهم منظومة إمامية متكاملة فقهيا وعقائديا وسياسيا حيث يقف على رأسها وبـ"نص من الله" الإمام المعصوم عن الخطأ عصمة تحاكي تلك التي أثبتتها المذاهب الأخرى للنبي الكريم، ولا حكم عندهم إلا للمعصوم من آل البيت وهم اثنا عشر إماما. وقد تطورت النظرية بقيام دولة في إيران وفق نظرية ولاية الفقيه التي هي في الواقع الدولة التي تنوب عن الإمام الثاني عشر المعصوم من آل البيت (واسمه محمد وهو ابن الإمام الحسن العسكري المتوفى 260) والذي بحسب معتقدهم أنه لا يزال مختفيا عن الأنظار منذ زمن أبيه ولا يزال حيا حتى اليوم. ويلتقي المذهب الزيدي مع الاثني عشرية في أصل تفضيل رئاسة ذرية بيت النبوة في السياسة والدين، ولكنهم يختلفون معهم في كيفية التفضيل، فلا عصمة للأئمة من آل البيت النبوي عند الزيدية لا في السياسة ولا في الدين ولا نص وجوبا على توليهم الحكم، ويجوز أن يتولى السلطة من هو أقل منهم فضلا. والنظرية الزيدية لم تتطور في الواقع الحديث باتجاه خاص بها، لذا فقد أصبح عندها من الناحية العملية القبول بمبدأ الاختيار لمن اختاره المسلمون بالشورى أمرا غير مرفوض. أما السنة -فرغم تفضيلهم بحسب الرواية عندهم- لمن انتسب لقريش على غيره في تولي الحكم عبر الشورى، فإن الواقع التاريخي أثبت أنهم لم يجعلوا القرشية أصلا عمليا يبنون عليه، فقد تولى الحكم من غير قريش وأقر ذلك علماؤهم من غير إنكار، والبارز عندهم التزام الشورى وأن لا نص على أعيان الحكام. والإباضية لم يشترطوا شرطا أساسيا إلا البيعة أي الاختيار من عموم المسلمين، فمن اختير بالشورى فهو إمام، ولم يشترطوا نسبا ولا أصلا قبليا. والصورة العامة لاختيار الحاكم والنظام السياسي تظهر أن المذاهب قد تجاوزت من الناحية العملية النصوص التي تبنتها في هذا الشأن ولا تخلو جميعا من محاولات لفهم النصوص في سياق واقعي مختلف. فالصورة النموذجية عند السنة والتي تشترط بيعة أهل الحل والعقد لا تبتعد عما هو عند الزيدية في هذا العصر، والذين تجاوزوا حكم الأئمة عمليا، كما أنها تلتقي مع الإباضيين الذين يشترطون البيعة كأساس للحكم.
| |
|