أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: أبو عبد الله المَغْرِبِيُّ الخميس نوفمبر 13, 2008 10:58 pm | |
| أبو عبد الله المَغْرِبِيُّ، و اسمُه محمد بن اسماعيلَ. كان أستاذَ ابرهِيمَ الخَوَّاصِ، و إبرهيمَ بنِ شَيْبان. صَحِب عَلِيَّ بنَ رُزَيْن. و عاش، كما قيل، مائة و عشرين سنة، و مات على جبل طُورِ سيْناء. و قبرُه عليه، مع قبرِ أستاذِه عليِّ بنِ رُزَيْن. مَات سنة تسعٍ و سبعين و مائتين؛ و قيل: تسعٍ و تسعين، و هذا أصح إن شاء الله. و أسند الحديث: 1 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الطَّبَريُّ، قال: حدثنا إبرهيم بنُ شَيْبان؛ حدثنا أبو عبد الله المغربِيُّ؛ حدثنا عَمْرو بن أبي غَيْلان؛ حدثنا عبدُ الأعلى ابن حَمَّاد؛ حدثنا حَمَّاد بن سَلَمة؛ عن ثابت، عن أنس: (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَه فِي قَرْيَة، فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلكاً؛ فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟. قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ القَرْيَةِ!. قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟. قَالَ: لا! غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبَتُهُ فِي اللهِ!. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَما أَحْبَبْتَهُ فِيهِ). 2 - سمعتُ أبا بكرٍ الرازيَّ يقول: سمعتُ ابرهيمَ بن شَيْبان يقول: سمعتُ أبا عبد الله المَغْرِبيَّ يقول: الأبدالُ بالشام، و النُّجَباءُ باليمن، و الأَخيار بالعراق . 3 - و سمعتُ أبا بكرٍ يقول: سمعتُ جعفراً يقول: سمعتُ أبا عبد الله المَغْرِبِيَّ، يقول: الفقيرُ المجرَّدُ من الدنيا و إن لم يَعْمَلْ شيئاً من أعمال الفضائل - ذَرَّةٌ منه أفضلُ من هؤلاء المتعبدين المجتهدين، و معهم الدنيا . 4 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: ما رأيتُ أَنْصَفَ من الدنيا!. إن خَدَمْتها خَدمتْك، و إن تركتَها تركتْك . 5 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: أفضلُ الأعمال عِمَارة الأوقات بالموافقات . 6 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: أعظم الناس ذُلاًّ فقيرٌ داهَن غَنِيًّا، و تواضع له. و أعظمُ الناس عِزًّا غَنِيُّ تذلَّل لفقيرٍ، و حَفِظ حُرْمته . 7 - أنشدني أبو الفرج الوَرْثَانِيُّ، قال: أنشدني أبو علي المَوصِليُّ، لأبي عبد الله المغربيِّ: يا مَن يَعُدُّ الوِصال ذَنْبًا كيفَ اعْتذارِي و لي ذُنُوبُ؟ إِنْ كان ذَنْبي إليك حُبِّي فإِنَّنِي مِنْه لا أَتُوبُ 8 - سمعتُ عبد الله بن عَليِّ بن يحيى، يقول: سمعتُ أبا عبد الله المَغْرِبيَّ، يقول: أهلُ الخُصوص - مع الله تعالى - على ثلاث منازِل: قومٌ يَضِنُّ بهم عن البلاء، لئلا يَستغرِق الجزَعُ صبرَهم؛ فيكرهون حكمه، أو يكون في صدورهم حرج من قضائه. و قوم يَضِنُّ بهم عن مُساكَنَة أهل المعاصي، لئلا تَغْتَم قلوبُهم، فمن أَجْل ذلك سَلِمت صدُورُهم للعالم. و قومٌ صَبَّ عليهم البلاء صبًّا، و صبَّرهم و ارتضاهم، فما ازدادوا بذلك إلا حُبًّا له، و رضًا لحكمه. و له عِبادٌ، منحهم نِعمًا تَجَدَّدُ عليهم، و أَسْبَغ عليهم باطنَ العِلْمِ و ظاهرَه، و أَخْمَل ذِكْرهم . 9 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: من ادَّعى العٌبودية، و له مُرادٌ باقٍ فيه، فهو كاذب في دعواه. إنما تَصِحُّ العبوديَّةُ لمن أَفْنى مُراداتِه، و قالم بمُراد سيِّده. يكون اسمُه ما سُمِّي به، و نَعتُه ما حُلِّي به. إذا سُمِّي باسمٍ أجاب عن العُبوديَّة؛ فلا اسمَ له و لا وَسْم. لا يُجيب إلا لمن يدعوه بعُبودية سيِّده . ثم بكى أبو عبد الله، و أنشأ يقول: لا تَدْعُنِي إلاَّ بِيَاعَبْدِها فإنَّها أَصدقُ أَسْمائِي طبقات الصوفية - (ج 1 / ص 78) 10 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: الفقراءُ الراضون هم أَمَناء اللهِ في أرضه، و حُجَته على عباده. بهم يَنْدفِع البلاءُ عن الخلق . 11 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: الفقير الذي لا يَرجِع إلى مُسْتَنَدٍ في الكَوْن، غير الالتجاء إلى من إليه فقره، ليُغنيه بالاستغناء به، كما عَزَّزَه بالافتقار إليه . 12 - و بهذا الأسناد، قال أبو عبد الله: ما فَطِنَتْ إلاَّ هذه الطائفةُ، و احْترقتْ بما فَطِنَتْ . _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|