قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: حب آل البيت وسر سلمان عند الشيخ محيى الدين بن عربى الأربعاء نوفمبر 19, 2008 11:36 am | |
| حب آل البيت عندالشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى
اعلم أيدك الله أنا روينا من حديث جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال مولى القوم منهم وخرج الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته وقال تعالى في حق المختصين من عباده أن عبادي ليس لك عليهم سلطان فكل عبد إلهي توجه لأحد عليه حق من المخلوقين فقد نقص من عبوديته لله بقدر ذلك الحق فإن ذلك المخلوق يطلبه بحقه وله عليه سلطان به نفلا يكون عبدا خالصا لله وهذا هو الذي رجح عند المنقطعين إلى الله انقطاعهم عن الخلق ولزومهم السياحات والبراري والسواحل والفرار من الناس والخروج عن ملك الحيوان فإنهم يريدون الحرية من جميع الأكوان ولقيت منهم جماعة كبيرة في أيام سياحتي ومن الزمان الذي حصل لي فيه والزمان الذي أتملك الشيء فيه أخرج عنه في ذلك الوقت إمابالهبة أو بالعتق إن كان ممن يعتق وهذا حصل لي فيه هذا المقام ما ملكت حيوانا أصلا بل ولا الثوب الذي ألبسه فإني لا ألبسه إلا عارية لشخص معين وهذا حصل لي لما أردت التحقيق بعبودية الإختصاص لله قيل لي لا يصح ذلك حتى لا يقوم لأحد عليك حجة قلت ولا لله إن شاء الله قيل لي وكيف يصح لك أن لا يقوم لله عليك حجة قلت إنما تقام الحجج على المنكرين لا على المعترفين وعلى أهل الدعاوى وأصحاب الحظوظ لا على من قال مالي حق ولاحظ ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهرة الله وأهل بيته تطهيرا وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم فإن الرجس هو القذر عند العرب هكذا حكى الفراء قال تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فلا يضاف إليهم إلا مطهر ولا بد فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا أهل البيت وشهد الله لهم بالتطهير وذهاب الرجس عنهم وإذا كان لا ينضاف إليهم إلا مطهر مقدس وحصلت له العناية الربانيةالإلهية بمجرد الإضافة فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم فهم المطهرون بل هم عين الطهارة فهذه الآية تدل على أن الله قد شرك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأي وسخ وقذر أقذر من الذنوب وأوسخ فطهر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالمغفرة فما هو ذنب بالنسبة إلينا لو وقع منه صلى الله عليه وسلم لكان ذنبا فى الصورة لافى المعنى لأن الذم لايلحق به على ذلك من الله ولامنا شرعا فاو كان حكمه حكم الذنب لصحبه ما يصحب الذنب من المذمة ولم يصدق قوله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فدخل الشرفاء أولاد فاطمة كلهم رضى الله عنهمم ومن هومن أهل البيت مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران فهم المطهرون اختصاصا من الله وعناية بهم لشرف محمد صلى الله عليه وسلم وعناية الله بهم ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا فى الدار الآخرة فإنهم يحشرون مغفورا لهم .. وأما فى الدنيا فمن أوتى منهم حدا أقيم عليه كالتائب إذا بلغ الحاكم أمره وقد زنى أوسرق أو شرب أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة كما عز ـ كما وقع من ماعز وأقيم عليه الحد ـ و أمثاله ولا يجوز ذمه وينبغي لكل مسلم مؤمن بالله وبما أنزله أن يصدق الله تعالى في قوله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فيعتقد في جميع مايصدرمن أهل البيت أن الله تعالى عفا عنهم ، فلا ينبغى لمسلم أن يلحق المذمة بهم ، ولامايشنأ أعراضن قد شهد الله بتطهيرهم وذهاب الرجس عنهم لا بعمل عملوه ولا بخير قدموه بل سابق عناية من الله بهم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وإذا صيح الخبر الوارد في سلمان الفارسي فله هذه الدرجة فإنه لو كان سلمان على أمر يشنؤه ظاهر الشرع وتلحق المذمة بعامله لكان مضافا لي أهل البيت من لم يذهب عن الرجس فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم وهم المطهرون بالنص فسلمان منهم بلا شك فأرجو أن يكون عقب عقيل وسلمان تلحقهم هذه العناية كما لحقت أولاد الحسن والحسين وعقبهم وموالي أهل البيت فإن رحمة الله واسعة وإذا كانت منزلة مخلوق عند الله بهذه المثابة وهى أن يشرف المضاف إليهم بشرفهم وشرفهم ليس لأنفسهم وإنما الله تعالى هوالذي إجتباهم وكساهم حلة الشرف فكيف ولي الله بمن أضيف إلى من له العناية والمجد والشرف لنفسه وذاته ؟ فهو المجيد سبحانه وتعالى فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده وهم الذين لا سلطان لمخلوق عليهم في الآخرة قال تعالى لإبليس إن عبادي فأضافهم إليه ليس لك عليهم سلطان وما تجد في القرآن عبادا مضافين إليه سبحانه إلا السعداء خاصة وجاء اللفظ في غيرهم بالعباد فما ظنك بالمعصومين المحفوظين منهم القائمين بحدود سيدهم الواقفين عند مراسمه فشرفهم أعلى وأتم وهؤلاء هم أقطاب هذا المقام ومن هؤلاء الأقطاب ورث سلمان شرف مقام أهل البيت فكان رضي الله عنه أعلم الناس بما لله على عباده من الحقوق وما لأنفسهم والخلق عليهم من الحقوق وأقواهم على أدائها وفيه قال رسول صلى الله عليه وسلم لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من فارس وأشار إلى سلمان الفارسي وفي تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الثريا دون غيرها من الكواكب إشارة بديعة لمثبتي الصفات السبعة لأنها سبعة كواكب فافهم فسر سلمان الذي ألحقه بأهل البيت ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من أداء كتابته وفي هذا فقه عجيب فهو عتيقه صلى الله عليه وسلم ومولى القوم منهم والكل موالي الحق ورحمته وسعت كل شيء عبده ومولاه وبعد أن تبين لك منزلة أهل البيت عند الله وأنه لا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما يقع منهم أصلا فإن الله طهرهم فليعلم الذام لهم أن ذلك راجع إليه ولو ظلموه فذلك الظلم هو في زعمه ظلم لا في نفس الأمر وإن حكم عليه ظاهر الشرع بأدائه بل حكم بظلمهم إيانا في نفس الأمر يشبه جري المقادير علينا وعلى من جرت عليه في ماله ونفسه بغرق أو بحرق أوغير ذلك من الأمور المهلكة فيحترق أو يموت له أحد أحبائه أو يصاب في نفسه وهذا كله مما لا يوافق غرضه ولا يجوز له أن يذم قدر الله ولا قضاءه بل ينبغي له أن يقابل ذلك كله بالتسليم والرضى وإن نزل عن هذه المرتبة فبالصبر وإن ارتفع عن تلك المرتبة فبالشكر فإن في طي ذلك نعما من الله فكذا ينبغي أن يقابل المسلم جميع ما يطرأ عليه من أهل البيت في مماله ونفسه وعرضه وأهله وذويه فيقابل ذلك كله بالرضى والتسليم والصبر ولا يلحق المذمة بهم أصلا وإن توجهت عليهم الأحكام المقررة شرعا فذلك لا يقدح في هذا بل يجريه مجرى المقادير وإنما منعنا تعليق الذم بهم أذ ميزهم الله عنا بما ليس معهم فيه قدم وأما أداء الحقوق المشروعة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقترض من اليهود وإذا طالبوه بحقوقهم أداها على احسن ما يمكن وإن تطاول اليهودي عليه بالقول يقول دعوه إن لصاحب الحق مقالا وقال صلى الله عليه وسلم في قصة لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها فوضع الأحكام لله يضعها كيف يشاء وعلى أي حال يشاء فهذه حقوق الله ومع هذا لم يذمهم الله وإنما كلا منا في حقوقنا وما لنا أن نطالبهم به فنحن مخيرون إن شئنا أخذنا وإن شئنا تركنا والترك أفضل عموما فكيف بأهل البيت وليس لنا ذم أحد فكيف بأهل البيت فإنا إذا نزلنا عن طلب حقوقنا وعفونا عنهم في ذلك أي فيما أصابوه منا كانت لنا عندالله اليد العظمى والمكانة الزلفى فإن النبى صلى الله عليه وسلم ماطلب منا عن أمر الله إلا المودة فى القربى وفيه سر صلة الأرحام ومن لم يقبل سؤال نبيه فيما سأله فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته وهو ما أسعف نبيه _ صلى الله عليه وسلم ـ فيما طلب منه من المودة فى قرابته فكيف فى أهل بيته وهم أخص القرابة ؟ ثم أنه جاء بلفظ المودة وهو الثبوت على المحبة فإنه من ثبت وده في أمر إستصحبه فى كل حال وإذا استصحب المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت بما يطرأ منهم في حقه مما له أن يطالبهم به فيتركه ترك محبة وإيثارا على نفسه لالها قال المحب الصادق وكل ما يفعل المحبوب محبوب وجاء باسم الحب فكيف حال المودة ومن البشرى ورود اسم الودود لله تعالى ولا معنى لثبوته إلا حصول أثره بالفعل في الدار الآخرة وفي الناس لكل طائفة بما تقتضيه حكمة الله فيهم وقال الآخر في المعنى أحب لحبها سود الكلاب أحب لحبها السودان حتى ولنا في هذا المعنى أحب لحبك الحبشان طرا وأعشق لاسمك البدر المنيرا
_ ملحوظة الكلمات المكتوبة باللو ن الأزرق محذوفة من النسخة التى تنشرها المواقع الغير صوفية يتبع | |
|
عاشقة الحضرة
عدد الرسائل : 72 تاريخ التسجيل : 15/05/2008
| موضوع: رد: حب آل البيت وسر سلمان عند الشيخ محيى الدين بن عربى الأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:36 pm | |
| بارك الله فيك يااستاذ قدرى وفي كل القائمين علي المنتدى | |
|