يقال : الطاء : طوله ، أى قدرته .
والسين : سناؤه ، أي : رفعته .
والميم : ملكه ومجده فأقسم الله بهذه .
ويقال : يشير إلى طاء طيران الطائرين بالله
وإلى سين السائرين إلى الله ،
وإلى ميم مشي الماشين لله .
فالأول : مرتبة أهل النهاية
والثاني مرتبة أهل التوسط
والثالث مرتبة أهل البداية
ولكل سالك خطوة ولكل طائر جناح .
ويقول : جمع الله القَسَم بقوله :
طسم ثلاث حقائق وهي أصول الحقائق
كلها :
الأولى : حقيقة جنانية نعمية جامعة وهي شجرة طوبى
ولذا أودعها الله في المقام المحمدي لكونها جامعة للنعم الجنانية ومقسماً لها
كما أن النبي مقسم العلوم والمعارف وأنواع الكمالات
والثانية : حقيقة برزخية جامعة لحقائق الدارين
: وهي شجرة سدرة المنتهى فأغصانها نعيم لأهل الجنة وأصولها زقوم لأهل النار
لأنها في مقعر فلك البروج وهو الفلك الأعظم
ويسمى فلك الأفلاك ...
والثالثة : حقيقة الحقائق الكلية
وهي الحقيقة المحمدية لقد أقسم الله في طسم بأجمع الحقائق كلها لفضلها على جميع الحقائق
لأن الحقيقة المحمدية حقيقة الحقائق وروحها دنيا وبرزخاً وآخرة ولهذا ختم به الحقائق
ويقول : يشير إلى القسم بطاء طوله تعالى
وطاء طهارة قلب حبيبه عن محبة غيره
وطاء طهارة أسرار موحديه عن شهود سواه وبسين سره مع حبيبه
وبميم مننه على كافة مخلوقاته بالقيام بكفاياتهم على قدر حاجاتهم