كثيرا ماكنت استظل بكلمة السيد المسيح مملكتي ليست علي الأرض مملكتي في السماء
و بعيدا عن شرعية الإستدلال بنصوص أهل الذكر و الأمر بذلك
كانت كلمة الملكوت تطل من بين غموم الدنيا لتفتح الصدر رويدا و تستقبل انوار الحب و الملكوت
و شخصية السيد المسيح بعيدا عن قضايا الصلب و البنوة و غيره من الخلافيات
فنحت مفهوم الملكوت لطبيعة شخص السيد المسيح التي صبغت روحانيته سواء من ناحية الخلق كصورة انسانية غير متكررة بين انثي و ملاك أو صورة حياته في الملكوت و التي لا شك انها جميلة و فريدة
كأن الملكوت ابن لروح حواء بتول و روح القدس و ما اصعب الأمرين و اجملهما
و السيد االمسيح كأي نبي نؤمن به يمكن التواصل معه و محبته و شهوده و رؤيته
و ما أسماه المتصوفة بالعيسوية و اليسوعية و كون اليسوعية هي باطن العيسوية المحمدية و هي المنتظر الباطني في آخر كل زمان و ختام دور آخر الزمان الذي نحن بصدده في المجئ الثاني و التي تثبته الشرائع الثلاث يفتح الباب علي مصراعيه لمملكة الملكوت و دولة الحق القائمة او نموذج الكمال المثالي الموجود فينا و من فوقنا دون ان نراه حولنا علي الأرض بل و المحال تحققه في دنيانا اللهم الا نسبيا فلا وجود للدولة الكاملة علي الأرض بغير انسان كامل
و تنتهي دائما محاولات انشاء الدولة الدينية للحروب و سفك الدماء و تدخل النوازع السياسية و تحول الموضوع كله الي سياسة تجهض الملكوت الي كهنوت و ساسة و خلافات علي الرئاسة و نفوس متصارعة لا ارواح راقية باحثة عن الإيمان و الصلاة و العبادة التي هي اساس الدين و مبادئ الملكوت و مملكته
نعم الدولة النبوية الرسالية متحققة و لكن في السماء
و مانراه علي الأرض من خلافات بين المتدينين هي صور لنفوسهم و واقعهم و نقائصهم انطبعت علي الدين
من داخل وهم محاولة اقامة الملكوت علي الأرض او اقامة مملكة الله علي الأرض
دول باكملها تقع في ذلك الوهم و تاريخ كبير له لا نسبة له
لأن دولة الإيمان من بعد الرسل و صحبتهم سماوية ايمانية و أساس و سيادة الملك العدل
أما الملكوت فهو قائم و مستمر و ملك غير نسبي
سبحان من بيده ملكوت كل شئ
_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين