الأرض
في اللغة
" أرض : 1. أحد كواكب المجموعة الشمسية وهو الكوكب الذي نسكنه . أو أي جزء منه .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (461) مرة بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى :
" يا عِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ أَرْضي واسِعَةٌ فَإِيّايَ فاعْبُدونِ ".
في الاصطلاح الصوفي
الدكتور علي زيعور
يقول : " الأرض " عند الإمام الصادق {عليه السلام} " : قلوب الأولياء " .
من صفات الأرض وطبائعها
الشيخ الأكبر ابن عربي :
يقول : " طبع الأرض : فهي الذلول التي لا تقبل الاستحالة ، فيظهر فيها أحكام الأركان ، ولا يظهر لها حكم في شيء تعطي جميع المنافع من ذاتها . هي محل كل خير ، فهي أعز الأجسام لا تزاحم
المتحركات بحركتها ، لأنها لا تفارق حيزها ، يظهر فيها كل ركن سلطانه .
وهي الصبور القابلة الثابتة الراسية ، سكن ميدها جبالها التي جعلها الله أوتادها ، لما تحركت من خشية الله آمنها الله بهذه الأوتاد فسكنت سكون الموقنين ، ومنها تعلم أهل اليقين يقينهم ، فإنها الأم التي منها
أخرجنا وإليها نعود ومنها نخرج تارة أخرى .
لها التسليم والتفويض ، هي ألطف الأركان معنى ، وما قبلت الكثافة والظلمة والصلابة إلا لستر ما أودع الله فيها من الكنوز لما جعل الله فيها من الغيرة ، فحار السعاة فيها ، فلم يخرقوها ولا بلغوا جبالها طولا .
أعطاها صفة التقديس ، فجعلها طهورا في أشرف الحالات وذلك عند الاضطرار لما أقامها مقامه ، مثل الظمآن يرى السراب فيحسبه ماء ، فإذا جاءه لم يجده شيئا يعني ماء ووجد الله عنده فما وجد الله إلا
عند الضرورة ، كذلك طهارة الأرض لا تكون إلا لفاقد الماء على ما كان من الأحوال . فانظر ما أشرف منزلها . ثم أنزلها منزلة النقطة من المحيط ، فهي تقابل بذاتها كل جزء من المحيط وينظر إليها كل جزء
من المحيط ، فكل خط منها يخرج إلى المحيط على السواء والاعتدال ، لأنها ما تعطي إلا بحسب صورتها ، وكل خط من المحيط إليها يقصد ، فلو زالت زال المحيط ولو زال المحيط لم يلزم زوالها . فهي الدائمة
الباقية في الدنيا والآخرة . أشبهت نفس الرحمن في التكوين .
واعلم أن الله تعالى قد جعل هذه الأرض بعد ما كانت رتقا كالجسم الواحد كما كانت السماء ، ففتق رتقها وجعلها سبعة أطباق كما فعل بالسماوات ، وجعل لكل أرض استعداد انفعال لأثر حركة فلك من أفلاك
السماوات وشعاع كوكبها " .
في طبقات الأرض
" مسألة - 3 " : في الأرض وأمومتها
يقول الإمام فخر الدين الرازي :
" الأرض : أمك بل أشفق من الأم ، لأن الأم تسقيك لوناً واحداً من اللبن ، والأرض تطعمك كذا وكذا لوناً من الأطعمة ثم قال " تعالى " : " مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفيها نُعيدُكُمْ "، معناه : نردكم إلى هذه الأم ، وهذا
ليس بوعيد ، لأن المرء لا يوعد بأمه ، وذلك لأن مكانك من الأم التي ولدتك أضيق من مكانك من الأرض .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : " الأرض أرضان : أرض عبادة ، وأرض نعمة ... أرض العبادة التي يرثها الصالحون من عباد الله تعالى ... يرثها في العامة ... ومنها من عين المنّة ..."
" تفسير صوفي - 1 " : في تأويل قوله تعالى : " خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ ".
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قيل : السماوات سموات المعرفة ، والأرض أرض الخدمة " .
" تفسير صوفي - 2 " : في تأويل قوله تعالى : " إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ".
يقول الشيخ جمال الدين الخلوتي :
" إذا زلزلت الأرض أي أرض البدنية وقت الموت الاضطراري بسبب توجه الروح الإنسانية إلى حضرة رب العزة " .
" تفسير صوفي - 3 " : في تأويل قوله تعالى : " أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ "
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" المراد بالأرض هنا : الحقائق الوجودية المنحصرة بين المجالي الحقية والمعاني الخلقية ، وإليها الإشارة في قوله : " إِنَّ أَرْضي واسِعَةٌ فَإِيّايَ فاعْبُدونِ " .
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : " أرض الله : أي القلب " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " أرض الله : هي النفس المطمئنة المخصوصة بالله ، لانقيادها له ، وقبولها لنوره ، واطمئنانها إليه . ذات سعة بيقينها لا تتقيد بشيء ، ولا تلبث في ضيق من عادة ومألوف وأمر غير الحق .
جعلها واسعة لما وسعته من القوى والمعاني التي لا توجد إلا في هذه الأرض البدنية الإنسانية .
الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
أرض الله الواسعة : هي أرض القلوب ، ووسعها بوسع الحق .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " أرض البدن : هي الأرض الحقيقية الواسعة التي أمرك الحق أن تعبده
فيها ، وذلك لأنه ما أمرك أن تعبده في أرضه إلا ما دام روحك يسكن أرض بدنك ، فإذا فارقها أسقط عنك هذا التكليف مع وجود بدنك في الأرض مدفوناً فيها فتعلم أن الأرض ليست سوى بدنك . وجعلها
واسعة لما وسعته من القوى والمعاني التي لا توجد إلا في هذه الأرض البدنية الإنسانية " .
الشيخ ابن قضيب البان
الأرض البيضاء : هي الأرض التي خلقت قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض بكذا ألف سنة ، إن هذا الليل والنهار والشمس والقمر كانوا موجودين في عالم منها ، وكذلك الجواري الكنس .
الشيخ الأكبر ابن عربي
أرض الحقيقة : هي الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم .
ولمعرفة أرض الحقيقة عند الشيخ الأكبر تجده يقول :
" اعلم أن الله تعالى لما خلق آدم {عليه السلام} الذي هو أول جسم إنساني تكّون ، وجعله أصلاً لوجود الأجسام والإنسانية وفضلة من خميرة طينته فضلة خلق منها النخلة فهي أخت لآدم {عليه السلام} وهي لنا عمة ...
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " أرض العبادة : هي التي يرثها الصالحون من عباد الله تعالى : " وَلَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ "، يرثها في الطاعة :
" قالَتا أَتَيْنا طائِعينَ " إجابة الحق للعبد فيما سأله " .
الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
الأرض المبدلة " يوم تبدل الأرض غير الأرض ": هي أرض بيضاء كالفضة ، لم يسفك فيها دم ولم يظلم عليها أحد ، وعلى وجهها يكون الحشر والحساب .
الشيخ الحكيم الترمذي
أرض المعرفة : هي قلوب أولياء الله تعالى ، سقاها الله من بحر الرضا حتى نبتت فيها من أوراق النفس .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الأرض المقدسة : هي حضرة القلب : التي هي مقام تجلي الصفات ، فإنها بالنسبة إلى سماء الروح أرض " .
الإمام القشيري
أراض النفوس : هي مساكن الطاعات .
[color:e267=red:e267]موسوعة الكسنزان