أتى لفيف من الكتاب إلى سيدي فخر الدين رضي الله عنه في القاهرة وسألة أحدهم عن القرآن الله سبحانه وتعالى وصفه بأنه عربي مبين فقال الشيخ: نعم ولكن عربية ربنا وليست عربيتكم واستكمل الضيف حديثه ولكن هناك في القرآن احرف زائدة لوحذفت لاستقام الكلام لغة لأن الأحرف لاتضيف شيئا المعنى.
فقال الشيخ رضي الله عنه هذا كلام نظري والأجدر أن تضرب مثالا تستدل به على صحة قولك فقال الرجل في أدب : حينمأ روى الله عز وجل قصة قارون قال تعالى (وآتيناه من الكنوز مأ إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) وحرف (إن) في الآية زائدا لايفيد معنى بل لو كانت الآية (مامفاتحه لتنوء) لكانت أبلغ.
فقال الشيخ: ماهي العصبة أولي القوة التي كانت تنوء بحمل تلك المفاتيح؟
فقال الرجال – مستغربا العلا قة بين سؤاله عن (إن) واستفسار الشيخ عن القوة التي تحمل المفاتيح – قالوا في الكتب أنها كانت تحمل على البغال.
فقال الشيخ كانوا كام بغلة؟
فقال الرجل – وهو أكثر استغرابا – لاأدري.
فقال الشيخ : جواب هذ السؤال هو حرف (إن) الذي تريد أن تحذفه بمعنى أن عدد البغال في عدد (ان) الزائدة فحرف الألف يساوي واحد في الأعداد وحرف النون يساوي خمسين أي أن عدد البغال التي كانت تحمل مفاتيح قارون كانوا واحدا و خمسين بغلة ولوحذ فنا (إن من الآية) فإن هذه المعلومة تضيع من القرآن وإن قال البعض وما فائدة هذة هذه المعلومة لقلنا له كمال البارىء (مافرطنا في الكتاب من شىء) وكذلك يجد سيدنا عبدالله بن عباس عقال بعيره في القر آن ولذا نقول أن القرآن عربية ربنا وليست عربية أفهامنا.