شهر شعبان

من طبيعة الانسان أن يستعد لما يستقبل من أحداث
وأن يهيئ نفسه لما ينتشر من قضايا
وشهر الصوم يعتبر حدثاً لايتكرر فهو شهر القرآن..
والقرآن غذاء الروح وهو شهر الحرمان للجسد والتغذية والعطاء للنفس والروح فكان مدخل هذا الشهر وهو شهر شعبان
يعتبر استعدادا للدخول فيه
فمن المناسب أن يستعد المسلم في شهر شعبان ليستقبل شهر الصوم
بالتوبة.. والاستغفار
وبتزكية النفس وإعدادها لتلقي عبادة الصوم
بمزيد من صفاء النفس ونقاء الضمير
ذلك مايوحي به هذا الحديث الشريف
: عن عائشة رضي الله عنها:
مارأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم صام شهراً كاملاً
غير شهر رمضان ومارأيته يكثر الصوم في شهر من شهر شعبان
فقلت له في ذلك
فقال: ياعائشة ذاك شهر يغفل الناس عنه وفيه ترفع الأعمال
إلي الله عز وجل وفيه يأمر الله ملائكته
أن استغفروا للمستغفرين وتوبوا عن المذنبين
وآخروا المتشاحنين حتي يصطلحوا".
ثم قال صلي الله عليه وسلم: "وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
ومن خلال هذا الحديث الشريف ندرك أن المسلم مطالب في هذا الشهر..
أن يراجع حساباته مع الله أن ينتهز الفرص
ليقدم مزيدا من الطاعة والولاء لخالقه ورازقه ومدبر أمره
حتي يكون أهلاً لمرضاته وعطاياه
يقول صلي الله عليه وسلم:
"إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".
ولعل من المناسبة أن نذكر هنا أن الإقبال علي الله بالطاعة له
والولاء لدينه واحترام منهجه لاتنقص الناس شيئاً في متعة ولازينة ولامال.
معرفة الله تزيد الحياة أمنا واستقرارًا وبهجة. ..
تقول أم المؤمنين عائشة
"ماتمتع الأشرار بشيء إلا تمتع به الأخيار وزاد وعليه تقوي الله عز وجل"
وفي القرآن الكريم مايؤكد هذا المعني.
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة
ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون"
فصلت 30-31