منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 2:38 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحنّان المنّان قديم الإحسان
والصلاة والسلام على من أوتي جوامع البيان
وآله وصحبه في كل حين وآن
أما بعد...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
ثم أما بعد...
النقل من ديوان الغفلة إلى ديوان الاختصاص
الليلة المباركة وليلة الرحمة والبراءة والمغفرة وتمام الشفاعة
إخوتي في الله
هذه أيام شعبان تمر وتسارع، وبعد بضع أيام إن شاء الله تقبل علينا ليلة النصف من شهر شعبان المكرم
ونحن لن نفعل هنا كما يفعل الكثير من الوهابية
من تعمد التنبيه بشتى الطرق على أنه لم يرد حديث صحيح في فضائلها
وعلى الإنكار على إحيائها
وعلى الحرص على أن تمر على الناس دون أن يعطوها حقها
أو يهتموا بها
ولله الأمر من قبل ومن بعد
وهم حتى لم يلتفتوا أن إمامهم في تحقيق الأحاديث الألباني – رحمه الله - قد صحح وحسن أحاديثاً في فضائلها وأخرى في فضائل شعبان
فمن ذلك السلسلة الصحيحة - (3 / 218)
1144 - " يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 135 : حديث صحيح ، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم معاذ بن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة
... ثم شرع الألباني في استقصاء الروايات والطرق وأفرد بحثاً طويلاً ختمه بقوله:
"و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب و الصحة تثبت بأقل منها عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث ، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في "إصلاح المساجد " ( ص 107 ) عن أهل التعديل و التجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ، فليس مما ينبغي الاعتماد عليه ، و لئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أوتي من قبل التسرع و عدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . و الله تعالى هو الموفق." انتهى.
وفي صحيح الترغيب والترهيب - (1 / 247)
1022 - ( حسن ) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان
قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه النسائي. وحسنه الألباني.
وفيه أيضاً: (1 / 248)
1026 - ( حسن صحيح )
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه. (تحقيق الألباني: حسن صحيح).
وفي صحيح وضعيف سنن أبي داود - (5 / 328)
( سنن أبي داود )
2328 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن ثابت عن مطرف عن عمران بن حصين وسعيد الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل هل صمت من شهر شعبان شيئا قال لا قال فإذا أفطرت فصم يوما وقال أحدهما يومين . (تحقيق الألباني: صحيح).
وفي صحيح وضعيف سنن النسائي - (6 / 1)
( سنن النسائي ) 2357 أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أبو سعيد المقبري قال حدثني أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم .
تحقيق الألباني : حسن ، التعليق الرغيب
انتهى المقصود نقله من تحقيقات الألباني على الأحاديث الواردة في شعبان وفي ليلة النصف منه وثم مزيد من أراده فليراجعه
فلو لم يكن من فضائل ليلة النصف إلا الحديث الصحيح المشار إليه عاليه والرواية التي أوردها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد -
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن. قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات. انتهى
لو لم يكن إلا هذا الحديث على اختلاف طرقه لكفى ولكان الحرص على أن لا يكون المرء في ليلتها مشاحناً
حتى لا يفوته فضل المغفرة – لكان هذا الحرص لازماً
ثم الأحاديث التي في شهر شعبان وأنه ترفع فيه الأعمال
وما سيرد علينا فيما يلي من النقول
تشير لنا بأن هذه الليلة قد تكون هي الليلة التي ترفع فيها أعمال العام الماضي، وتنزل فيها مقادير العام المقبل على تفصيل في ذلك
بين الليلتين ليلة النصف من شعبان وليلة القدر
وما ذكره الشيخ الأكبر
من أن الله أنزل الكتاب فرقاناً في ليلة القدر ليلة النصف من شعبان وأنزله قرآناً في شهر رمضان
إذا علمنا ما ذكرنا على التفصيل والنقول التي سنوردها
لكان حرياً بنا الاهتمام بهذه الليلة
بل وبالليالي التالية التي هي قبيل رفع الأعمال
فنكثر من الاستغفار
حتى ترفع أعمال العام مشمولة بالعفو والستر والغفر
وملازمة الدعاء والابتهال بالحال فضلاً عن القال
حتى تنزل مقادير العام المقبل وقد حفها الرضوان
ومنة المنان
ورحمة الرحمن
وفضل ذي الجود والإحسان
وها نحن نرى أن الله تعالى قد نقل أقواماً في هذه الليلة
من ديوان الغفلة والحجاب إلى ديوان الاختصاص والدخول في زمرة الأحباب
فهذه قصة مالك بن دينار تنقل إلينا في الكتب
منها كتاب الكبائر للحافظ الذهبي قال:
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: كنت في أول أمري مكباً على اللهو وشرب الخمر فاشتريت جارية وتسريت بها وولدت لي بنتاً فأحببتها حباً شديداً إلى أن دبت ومشت فكنت إذا جلست لشرب الخمر جاءت وجذبتني عليه فأهرقته بين يدي فلما بلغت من العمر سنتين ماتت فأكمدني حزنها قال فلما كان ليلة النصف من شعبان بت وأنا ثمل من الخمر فرأيت في النوم كأن القيامة قد قامت وخرجت من قبري وإذا بتنين قد تبعني يريد أكلي والتنين الحية العظيمة قال: فهربت منه فتبعني وصار كلما أسرعت يهرع خلفي وأنا خائف منه فمررت في طريقي على شيخ نقي الثياب ضعيف فقلت: يا شيخ بالله أجرني من هذا التنين الذي يريد أكلي وإهلاكي. فقال: يا ولدي أنا شيخ كبير وهذا أقوى مني ولا طاقة لي به ولكن مر وأسرع فلعل الله أن ينجيك منه. قال: فأسرعت في الهرب وهو ورائي فأشرفت على طبقات النار وهي تفور فكدت أن أهوي فيها وإذا قائل يقول لست من أهلي فرجعت هارباً والتنين في أثري فأشرفت على جبل مستنير وفيه طاقات وعليها أبواب وستور وإذا بقائل يقول: أدركوا هذا البائس قبل أن يدركه عدوه فتحت الأبواب ورفعت الستور وأشرقت علي منها أطفال بوجوه كالأقمار وإذا ابنتي معهم فلما رأتني نزلت إلى كفة من نور وضربت بيدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً وجلست في حجري وقالت يا أبت " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " . فقلت: يا بنية وأنتم تعرفون القرآن قالت: نحن أعرف به منكم قلت: يا بنية ما تصنعون ههنا قالت: نحن من مات من أطفال المسلمين أسكنا ههنا إلى يوم القيامة ننتظركم تقدمون علينا. فقلت: يا بنية ما هذا التنين الذي يطاردني ويريد إهلاكي قالت: يا أبت ذلك عملك السوء قويته فأراد إهلاكك فقلت: ومن ذلك الشيخ الضعيف الذي رأيته قالت: ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء فتب إلى الله ولا تكن من الهالكين قال ثم ارتفعت عني واستيقظت فتبت إلى الله من ساعتي.
فانظر رحمك الله إلى بركة الذرية إذا ماتوا صغاراً ذكوراً كانوا أو إناثاً وإنما يحصل للوالدين النفع بهما في الآخرة إذا صبروا واحتسبوا وقالوا الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون فيحصل لهم ما وعد الله تعالى بقوله " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله " أي نحن وأموالنا يصنع بنا ما يشاء " وإنا إليه راجعون " إقرار بالهلاك والفناء.
انتهى، وقد نقلت القصة أيضاً في كتاب التوابين.
اللهم نسألك العفو والمغفرة فيما جرى به القلم، واللطف والتأييد وللحديث بقية وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه صلاةً زكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 2:45 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بيده المقادير والصلاة والسلام على البشير النذير
وآله وصحبه ما هب من عبق الوصال عبير
ثم أما بعد
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
ونستأنف ما بدأناه من الكلام على ليلة النصف من شعبان
ليلة الفرقان
التي يليها شهر القرآن
وقال الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية - (4 / 83):
التوحيد الحادي والثلاثون من نفس الرحمن هو قوله لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين هذا توحيد البركة لأنه في السورة التي ذكر فيها أنه أنزله في ليلة مباركة وهي ليلة القدر الموافقة ليلة النصف من شعبان المخصوصة بالآجال ولهذا نعت هذا التوحيد بأنه يحيى ويميت وهو قوله فيها كل أمر حكيم أي محكم فتظهر الحكم فيه التي جاءت بها الرسل الإلهيون ونطقت بها الكتب الإلهية رحمة بعباد الله عامة وخاصة فكل موجود يدركها وما كل موجود يعلم من أين صدرت فهي عامة الحكم خاصة العلم" انتهى.

وقال في موضع آخر من الفتوحات: "ثم اعلم أن الله أنزل الكتاب فرقاناً في ليلة القدر ليلة النصف من شعبان وأنزله قرآناً في شهر رمضان كل ذلك إلى السماء الدنيا ومن هناك نزل في ثلاث وعشرين سنة فرقاناً نجوماً ذا آيات وسور لتعلم المنازل وتتبين المراتب فمن نزوله إلى الأرض في شهر شعبان يتلى فرقاناً ومن نزوله في شهر رمضان يتلى قرآناً فمنا من يتلوه به فذلك القرآن ومنا من يتلوه بنفسه فذلك الفرقان ولا يصح أن يتلى بهما في عين واحدة ولا حال واحدة فإذا كنت عنده كنت عندك وإذا كنت عندك لم تكن عنده لأن كل شيء عنده بمقدار وهو ليس كذلك بل هو مع كل شيء وعند من يذكره بالذكر لا غير فإنه جليس الذاكرين للرحمن" انتهى.
وقال في موضع ثالث من الفتوحات المكية - فلذلك نزل في ليلة هي خير من ألف شهر أي أفضل من ألف شهر والأفضل زيادة والزيادة عينها وجعل الأفضلية في القدر وهي المنزلة التي عند الله لذلك المذكور وكانت تلك الليلة المنزل فيها التي هي ليلة القدر موافقة ليلة النصف من شعبان فإنها ليلة تدور في السنة كلها وأما نحن فإنا رأيناها تدور في السنة وأنا رأيناها أيضاً في شعبان ورأيناها في رمضان في كل وتر من شهر رمضان وفي ليلة الثامن عشر من شهر رمضان على حسب صيامنا في تلك السنة فأي ليلة شاء الله أن يجعلها محلاً من ليالي السنة للقدر الذي به تسمى ليلة القدر جعل ذلك فإن كان ذلك من ليالي السنة ليلة لها خصوص فضل على غيرها من ليالي السنة كليلة الجمعة وليلة عرفة وليلة النصف من شعبان وغير تلك من الليالي المعروفة فينضاف خير تلك الليلة إلى فضل القدر فتكون ليلة القدر تفضل ليلة القدر في السنة التي لا ينضاف إليها فضل غيرها فاعلم ذلك. انتهى
وفي التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير - (2 / 265) قال: وَرَوَى الْخَلَّالُ - فِي كِتَابِ فَضْلِ رَجَبٍ لَهُ - مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ؛ قَالَ : خَمْسُ لَيَالٍ فِي السَّنَةِ مَنْ وَاظَبَ عَلَيْهِنَّ رَجَاءَ ثَوَابِهِنَّ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِنَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ : أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبِ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا ، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ ، وَلَيْلَةُ الْأَضْحَى ، وَلَيْلَةُ عَاشُورَاءَ ، وَلَيْلَةُ نِصْفِ شَعْبَانَ .
وَرَوَى الْخَطِيبُ فِي غُنْيَةِ الْمُلْتَمِسِ بِإِسْنَادٍ إلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ إلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ : " عَلَيْك بِأَرْبَعِ لَيَالٍ فِي السَّنَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ يُفْرِغُ فِيهِنَّ الرَّحْمَةَ : أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ " .
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : بَلَغَنَا أَنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ : فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى ، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ .
ذَكَرَهُ صَاحِبُ الرَّوْضَةِ مِنْ زِيَادَاتِهِ ، وَوَصَلَهُ ابْنُ نَاصِرٍ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ شَعْبَانَ لَهُ . انتهى

مسألة
قال الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية - (2 / 308)
وصل في فصل: حكم صوم السادس عشر من شهر شعبان
صومه عندنا حرام وهو عندنا من أحد الأيام الستة التي يحرم صومها وهي هذا اليوم ويوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وثلاثة أيام التشريق خرّج الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا " قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح لما كانت ليلة النصف من شعبان ليلة يكتب فيها الملك الموت من يقبض روحه في تلك السنة فيخط على اسم الشقيّ خطاً أسود وعلى اسم السعيد خطاً أبيض به يعرف ملك الموت السعيد من الشقيّ فكان الموت لهذا الشخص مشهوداً لأنه زمن الاطلاع على الآجال واستحضارها عند المؤمن الذي ماله هذا الاطلاع فإذا تلتها ليلة السادس عشر لم ينفك صاحب هذا الشهود أو المستحضر عن ملاحظة الموت فهو معدود بحاله في أبناء الآخرة وبالموت يسقط التكليف فما هو على حالة يبيت فيها الصوم لشهوده حالة الصفة التي تقطع الأعمال فبقي سكران من أثر هذه المشاهدة فمن بقيت عليه إلى دخول رمضان منع من صوم النصف ومن لم تبق له منع من صوم السادس عشر خاصة من أجل أنه لم يبيت ليلاً ولا ليلة السادس عشر ليلة نسخ الآجال وهي ليلة النصف وإنما خص بعض العلماء من أهل الظاهر السادس عشر أنه محل لتحريم الصوم فيه ما أذكره وهو أنه رحمه الله أورد حديثاً صحيحاً حدثناه جماعة أبو بكر محمد بن خلف بن صاف اللخمي وأبو القاسم عبد الرحمن بن غالب المقري وأبو الوليد جابر ابن أبي أيوب الحضرمي وأبو العباس ابن مقدام كل هؤلاء قالوا حدثنا أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعينيّ المقريّ قال حدّثنا أبو محمد عليّ بن أحمد قال حدثنا عبد الله بن الربيع قال حدثنا عمر بن عبد الملك قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراورديّ قال قدم عباد بن كثير المدينة فمال إلى مسجد العلاء بن عبد الرحمن فأخذ بيده فأقامه فقال اللهم إن هذا يحدث عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " فقال العلاء والعلاء ثقة روى عنه شعبة وسفيان الثوري ومالك وابن عيينة ومسعر بن كدام وأبو العميس وكلهم يحتج بحديثه فلا يضره غمز ابن معين له ولا يجوز أن يظن بأبي هريرة مخالفة ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم والظن أكذب الحديث فمن ادّعى ههنا إجماعاً فقد كذب قال أبو محمد وقد كره قوم الصوم بعد النصف من شعبان جملة إلا أن الصحيح المتيقن مقتضى لفظ هذا الخبر النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان ولا يكون الصيام في أقل من يوم ولا يجوز أن يحمل على النهي صوم باقي الشهر إذ ليس ذلك بيناً ولا يخلو شعبان أن يكون ثلاثين أو تسعاً وعشرين فإذا كان ثلاثين فانتصافه بتمامه خمسة عشر يوماً وإن كان تسعاً وعشرين فانتصافه في نصف اليوم الخامس عشر ولم ينه إلا عن الصيام بعد النصف فحصل من ذلك النهي عن صيام السادس عشر بلا شك انتهى كلام أبي محمد في كتاب المحلى ومنه نقلته وهو روايتي عن هؤلاء الجماعة الذين ذكرناهم في أول مساق حديث العلاء وغيرهم عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه وهو الذي ذهب إلى أن صوم السادس عشر لا يجوز وعليه ما ذكرناه عنه.
انتهى.
وللحديث بقية حول ليلة النصف من شعبان وصلى الله على حبيب الرحمن وآله وصحبه ذوي الإحسان والحمد لله الحنّان المنّان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 2:48 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غفار الذنوب ستّار العيوب
والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب
وآله وصحبه ما لاح برقٌ من طياتِ الغيوب
أما بعد..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ثم أما بعد...
نستأنف معاً ما ابتدأناه من الكلام على ليلة النصف من شعبان فنقول:
وجاء في تفسير الطبري - (22 / 8)
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله عزّ وجلّ(إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) قال: تلك الليلة ليلة القدر، أنزل الله هذا القرآن من أمّ الكتاب في ليلة القدر، ثم أنزله على الأنبياء (1) في الليالي والأيام، وفي غير ليلة القدر.
وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان.
والصواب من القول في ذلك قول من قال: عنى بها ليلة القدر، لأن الله جلّ ثناؤه أخبر أن ذلك كذلك لقوله تعالى( إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) خلَقْنا بهذا الكتاب الذي أنزلناه في الليلة المباركة عقوبتنا أن تحلّ بمن كفر منهم، فلم ينب إلى توحيدنا، وإفراد الألوهة لنا. وقوله( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) اختلف أهل التأويل في هذه الليلة التي يُفرق فيها كلّ أمر حكيم، نحو اختلافهم في الليلة المباركة، وذلك أن الهاء التي في قوله (فِيهَا) عائدة على الليلة المباركة، فقال بعضهم: هي ليلة القدر، يقضي فيها أمر السنة كلها من يموت، ومن يولد، ومن يعزّ، ومن يذل، وسائر أمور السنة.
وأورد الطبري من قال ذلك إلى أن قال:
وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الفضل بن الصباح، والحسن بن عرفة، قالا ثنا الحسن بن إسماعيل البجلي، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة في قول الله تبارك وتعالى( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) قال: في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.
حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الليث، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عثمان بن محمد بن المُغيرة بن الأخنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى".
حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا أبو هشام، قال: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا عثمان بن حكيم، قال: ثنا سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات، قال: ثم قرأ هذه الآية( إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) قال: ثم قال: يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة.
قال الطبري: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك ليلة القدر لما قد تقدّم من بياننا عن أن المعني بقوله( إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) ليلة القدر، والهاء في قوله(فِيهَا) من ذكر الليلة المباركة.
وعنى بقوله( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) في هذه الليلة المباركة يُقْضَى ويُفْصَل كلّ أمر أحكمه الله تعالى في تلك السنة إلى مثلها من السنة الأخرى، ووضع حكيم موضع محكم، كما قال: ( الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) يعني: المحكم.
وقوله( أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) يقول تعالى ذكره: في هذه الليلة المباركة يُفْرق كلّ أمر حكيم، أمرا من عندنا. انتهى، ويرد على اختيار الطبري ما نقلناه عن الشيخ الأكبر في المواضع أعلاه.

وفي تفسير القرطبي - والليلة المباركة ليلة القدر. ويقال: ليلة النصف من شعبان، ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة القدر. ووصفها بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب. انتهى.
وقال أيضاً: (وقال عكرمة: هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وينسخ الاحياء من الاموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد.
وروى عثمان بن المغيرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا نهارها فإن الله ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا يقول ألا مستغفر فأغفر له ألا مبتلى فأعافيه ألا مسترزق فأرزقه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر) ذكره الثعلبي.
وخرج الترمذي بمعناه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). ... إلى أن قال: وقال القاضي أبو بكر بن العربي: وجمهور العلماء على أنها ليلة القدر.
ومنهم من قال: إنها ليلة النصف من شعبان، وهو باطل لأن الله تعالى قال في كتابه الصادق القاطع: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " [ البقرة: 185 ] فنص على أن ميقات نزوله رمضان، ثم عين من زمانه الليل ها هنا بقوله " في ليلة مباركة "، فمن زعم أنه في غيره فقد أعظم الفرية على الله، وليس في ليلة النصف من شعبان حديث
يعول عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليها. (قلنا – فقير الإسكندرية – وقد نقلنا سابقاً من قول الشيخ الأكبر ما يبين أمر نزول القرآن فرقاناً في ليلة النصف من شعبان وقرآناً في رمضان، وهو رد على هذا التعليق الأخير، وأما أمر الحديث الذي يعول عليه فبلا فيها ما يعول عليه وفقاً لما أوردنا سالفاً ولما نورده إن شاء الله)
وقال الزمخشري: " وقيل يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر، فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل، ونسخة الحروب إلى جبريل، وكذلك الزلازل والصواعق والخسف، ونسخة الاعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم، ونسخة المصائب إلى ملك الموت.
وعن بعضهم: يعطى كل عامل بركات أعماله، فيلقى على ألسنة الخلق مدحه، وعلى قلوبهم هيبته. انتهى
وفي تفسير البغوي - (7 / 227):
(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }.
(حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ )قال قتادة وابن زيد: هي ليلة القدر أنزل الله القرآن في ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم نجومًا في عشرين سنة . وقال آخرون: هي ليلة النصف من شعبان.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو منصور السمعاني، حدثنا أبو جعفر الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا الأصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الملك بن عبد الملك حدثه أن ابن أبي ذئب واسمه مصعب حدثه عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل الله جل ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسانًا في قلبه شحناء أو مشركًا بالله" (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ).
(فِيهَا )أي في الليلة المباركة، (يُفْرَقُ )يفصل، (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )محكم، وقال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج، يقال: يحج فلان [ويحج فلان] ، قال الحسن ومجاهد وقتادة: يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق، وما يكون في تلك السنة.
وقال عكرمة: هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وتنسخ الأحياء من الأموات فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد .
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو منصور السمعاني، حدثنا أبو جعفر الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى" .
وروى أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر.
انتهى
وفي الدر المنثور للسيوطي: وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات ، إلا وسع الله له في معيشته؛ يا ذا المن ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإِكرام ، يا ذا الطول ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتني عندم في أم الكتاب شقياً فامح عني اسم الشقاء ، وأثبتني عندك سعيداً ، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروماً مقتراً عليّ رزقي ، فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيداً موفقاً للخير ، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ).
وأخرج ابن جرير ، عن شقيق بن أبي وائل قال : كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء ، فامحنا واكتبنا سعداء؛ وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقول : اللهم إن كنت كتبتني في السعداء ، فأثبتني في السعداء؛ وإن كنت كتبتني في الأشقياء ، فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب .
وأخرج ابن جرير عن كعب - رضي الله عنه - أنه قال لعمر - رضي الله عنه - يا أمير المؤمنين ، لولا آية في كتاب الله ، لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة . قال : وما هي؟ قال : قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ). انتهى من الدر المنثور مختصراً
وللكلام بقية والحمد لله بكرة وعشية وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه صلاةً زكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 2:51 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله اختص أوقاتاً ومواضعاً هي محل للتجليات
والصلاة والسلام على خير البريات
وآله وصحبه ما دامت الأرض والسموات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
أما بعد...
ونستأنف ما ابتدأناه عن الليلة المباركة عسى الله أن يجعل لنا فيها الحظ الوفير.
ففي تفسير الألوسي – في تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3))
(إِنَّا أنزلناه ) أي الكتاب المبين الذي هو القرآن على القول المعول عليه (فِى لَيْلَةٍ مباركة ) هي ليلة القدر على ما روي عن ابن عباس . وقتادة . وابن جبير . ومجاهد . وابن زيد . والحسن . وعليه أكثر المفسرين والظواهر معهم ، وقال عكرمة . وجماعة : هي ليلة النصف من شعبان . وتسمى ليلة الرحمن والليلة المباركة وليلة الصك وليلة البراءة ، ووجه تسميتها بالأخيرين أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة والصك كذلك أن الله عز وجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة والصك في هذه الليلة . وظاهر كلامهم هنا أن البراءة وهي مصدر بريء براءة إذا تخلص تطلق على صك الأعمال والديون وما ضاهاها وأنه ورد في الآثار ذلك وهو مجاز مشهور وصار بذلك كالمشترك ... وذكروا في فضل هذه الليلة أخباراً كثيرة ، منها ما أخرجه ابن ماجه . والبيهقي في شعب الإيمان عن علي كرم الله وجهه قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا مستغفر فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر » وما أخرجه الترمذي . وابن أبي شيبة . والبيهقي . وابن ماجه . عن عائشة قالت : « فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبيقع رافعاً رأسه إلى السماء فقال يا عائشة : أكنت تخافين أن يحيف الله تعالى عليك ورسوله؟ قلت : ما بي من ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال : إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماءالدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب » وما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" يطلع الله تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتن نفسه " وذكر بعضهم فيها صلاة مخصوصة وأنها تعدل عشرين حجة مبرورة وصيام عشرين سنة مقبولاً ، ويروي في ذلك حديثاً طويلاً عن علي كرم الله تعالى وجهه ، وقد أخرجه البيهقي ثم قال : يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعاً وهو منكر وفي رواته مجهولون وأطال الوعاظ الكلام في هذه الليلة وذكر فضائلها وخواصها ، وذكروا عدة أخبار في أن الآجال تنسخ فيها . وفي الدر المنثور طرف غير يسير من ذلك وسنذكر بعضاً منه إن شاء الله تعالى . وفي البحر قال الحافظ أبو بكر بن العربي : لا يصح فيها شيء ولا نسخ الآجال فيها ولا يخلو من مجازفة والله تعالى أعلم . والمراد بإنزاله في تلك الليلة إنزاله فيها جملة إلى السماء الدنيا من اللوح فالإنزال المنجم في ثلاث وعشرين سنة أو أقل كان من السماء الدنيا وروي هذا عن ابن جرير وغيره ، وذكر أن المحل الذي أنزل فيه من تلك السماء البيت المعمور وهو مسامت للكعبة بحيث لو نزل لنزل عليها . انتهى,

وفي تفسير الألوسي - (18 / 427)
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
(رَحْمَةً مّن رَّبّكَ )[ الدخان : 6 ] وفيه بحث ، وإلى مثل ذلك التعميم ذهب بعض من قال : إن الليلة المباركة هي ليلة البراءة ، أخرج ابن جرير . وابن المنذر . وابن أبي حاتم من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة أنه قال في الآية : في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد ، وفي كثير من الأخبار الاقتصار على قطع الآجال ، أخرج ابن جرير . والبيهقي في «شعب الإيمان» عن الزهري عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخفش قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى " ، وأخرج الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في ليلة النصف من شعبان يوحي الله تعالى إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة " ونحوه كثير ، وقيل : يبدأن في استنساخ كل أمر حكيم من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل عليه السلام ونسخة الحروب إلى جبرائيل عليه السلام وكذلك الزلازل والصواعق والخسف ونسخة الأعمال إلى إسماعيل عليه السلام صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ونسخة المصائب إلى ملك الموت .
وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تقضي الأقضية كلها ليلة النصف من شعبان وتسلم إلى أربابها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان . واعترض بما ذكر على الاستدلال بالظواهر على أن الليلة المذكورة هي ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان ومن تدبر علم أنه لا يخدش الظواهر ، نعم حكي عن عكرمة أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر ويلزمه تأويل ما يأبى ظاهره ذلك فتدبر ، وسيأتي إن شاء الله عز وجل الكلام في هذا المقام مستوفى على أتم وجه في تفسير سورة القدر وهو سبحانه الموفق .
وقرأ الحسن . والأعرج . والأعمش (يُفْرَقُ )بفتح الياء وضم الراء (كُلٌّ )بالنصب أي يفرق الله تعالى ، وقرأ زيد بن علي فيما ذكر الزمخشري عنه (نُفَرّقُ )بالنون (كُلٌّ )بالنصب وفيما ذكر أبو علي الأهوازي عنه بفتح الياء وكسر الراء ونصب (كُلٌّ )ورفع (حَكِيمٌ )على أنه الفاعل بيفرق ، وقرأ الحسن . وزائدة عن الأعمش (يُفْرَقُ )بالتشديد وصيغة المفعول وهو للتكثير وفيه رد على قول بعض اللغويين كالحريري أن الفرق مختص بالمعاني والتفريق بالأجسام . انتهى
وفيه أيضاً (تفسير الألوسي):
ومعنى ليلة القدر ليلة التقدير وسميت بذلك لما روى عن ابن عباس وغيره أنه يقدر فيها ويقضي ما يكون في تلك السنة من مطر ورزق وأحياء وإماتة إلى السنة القابلة والمراد إظهار تقديره تعالى ذلك للملائكة عليهم السلام المأمورين بالحوادث الكونية وإلا فتقديره تعالى جميع الأشياء أزلي قبل خلق السموات والأرض لكن قال بعض الأجلة كون التقدير في هذه الليلة يشكل عليه قول كثير أنه ليلة النصف من شعبان وهي المراد بالليلة المباركة التي قال الله تعالى فيها فيها (يفرق كل أمر حكيم )[ الدخان : 4 ] وأجاب بأن ههنا ثلاثة أشياء الأول نفس تقدير الأمور أي تعيين مقاديرها وأوقاتها وذلك في الأكل والثاني إظهار تلك المقادير للملائكة عليهم السلام بأن تكتب في اللوح المحفوظ وذلك في ليلة النصف من شعبان والثالث إثبات تلك المقادير في نسخ وتسليمها إلى أربابها من المدبرات فتدفع نسخة الأرزاق والنباتات والأمطار إلى ميكائيل عليه السلام ونسخة الحروب والرياح والجنود والزلازل والصواعق والخسف إلى جبريل عليه السلام ونسخة الأعمال إلى إسرافيل عليه السلام ونسخة المصائب إلى ملك الموت وذلك في ليلة القدر وقيل يقدر في ليلة النصف الآجال والأرزاق وفي ليلة القدر الأمور التي فيها الخير والبركة والسلامة وقيل يقدر في هذه ما يتعلق به إعزاز الدين وما فيه النفع العظيم للمسلمين وفي ليلة النصف يكتب أسماء من يموت ويسلم إلى ملك الموت والله تعالى أعلم بحقيقة الحال. انتهى.

وفي تفسير القشيري - (7 / 233)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
(فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ): قيل هي ليلة القَدْر ، وقيل هي النصف من شعبان وهي ليلة الصَّك . أنْزَلَ القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كلَّ سَنَةٍ بمقدار ما كان جبريلُ ينزل به على الرسول صلى الله عليه وسلم .
وسمَّاها : (لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ )لأنها ليلة افتتاح الوصلة . وأشدُّ الليالي بركةً ليلةٌ يكون العبدُ فيها حاضراً ، بقلبه ، مشاهداً لربَّه ، يتَنَعَّمُ فيها بأنوار الوصلة ، ويجد فيها نسيم القربة .
وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة ، كما قالوا :
لا أظْلِمُ الليلَ ولا أدَّعي ... أنَّ نجومَ الليل ليست تزولُ
لَيْلِي كما شاءت : قصيرٌ إذا ... جادَتْ ، وإن ضنَّتْ فَلَيْلِي طويلُ
(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكٍيمٍ )يكتب من أمِّ الكتاب في هذه الليلة ما يحل في السنة كلّها من أقسام الحوادث في الخير والشرِّ ، في المحن والمِنَنِ ، في النصر والهزيمة ، في الخصب والقحط .
ولهؤلاء القوم ( يعني الصوفية ) أحوالٌ من الخصب والجدب ، والوصل والفصل ، والوفاق والخلاف ، والتوفيق والخذلان ، والقبض والبسط . فكم مِنْ عبدٍ ينزل له الحكم والقضاء بالبُعْدِ والشقاء ، وآخر ينزل حكمه بالرِّفد والوفاء .
وفي تفسير حقي - (13 / 242)
قال الشيخ المغربى قدس سره:
أفضل الشهور عندنا شهر رمضان أي لأنه أنزل فيه القرءآن
ثم شهر ربيع الاول أي لأنه مولد حبيب الرحمن
ثم رجب أي لأنه فرد الأشهر الحرم وشهر الله
ثم شعبان أي لأنه شهر حبيب الرحمن ومقسم الاعمال والآجال بين شهرين عظيمين رجب ورمضان ففيه فضل الجوارين العظيمين كما ان ليوم الخميس وليوم السبت فضلا عظيما لكونها فى جوار الجمعة ولذا ورد بارك الله فى السبت والخميس ثم ذو الحجة أي لأنه موطن الحج والعشر التى تعادل كل ليلة منها ليلة القدر والأيام المعلومات أيام التشريق ثم شوال أي لكونه فى جوار شهر رمضان ثم ذو القعدة أي لكونه من الأشهر الحرم ثم المحرم شهر الأنبياء عليهم السلام ورأس السنة وأحد الاشهر الحرم وقيل فضل الله الأشهر والأيام والاوقات بعضها على بعض كما فضل الرسل والأمم بعضها على بعض لتبادر النفوس وتسارع القلوب الى احترامها وتشوق الأرواح الى احيائها بالتعبد فيها ويرغب الخلق فى فضائلها وأما تضاعف الحسنات فى بعضها فمن المواهب اللدنية والاختصاصات الربانية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. قال القاشانى فى شرح التائية: كما أن شرف الازمنة وفضيلتها بحسب شرف الأحوال الواقعة فيها من حضور المحبوب ومشاهدته فكذلك شرف الأعمال يكون بحسب شرف النيات والمقاصد الباعثة وشرف النية فى العمل أن يؤدى للمحبوب ويكون خالصا لوجهه غير مشوب بغرض آخر قال ابن الفارض:
وعندى عيدى كل يوم أرى به ... جمال محياها بعين قريرةِ
وكل الليالى ليلة القدر ان دنت ... كما كل أيام اللقا يوم جمعةِ
قال بعض الكبار وأشد الليالي بركة وقدر ليلة يكون العبد فيها حاضرا بقلبه مشاهدا لربه يتنعم بأنوار الوصلة ويجد فيها نسيم القربة وأحوال هذه الطائفة فى لياليهم مختلفة كما قالوا:
لا أظلم الليل ولا ادعى ... أن نجوم الليل ليست تزول
ليلى كما شاءت قصير اذا ... جادت وان ضنت فليلى طويل

وللكلام بقية وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه صلاةً زكية والحمد لله بُكرةً وعشية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 2:56 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
الحمد لله واهب المنن
والصلاة والسلام على من أقواله ووأفعاله سُنن
وآله وصحبه صلاةً تدفعُ بها عنا المحن
أما بعد...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
ثم أما بعد...
نستأنف معاً ما شرعنا فيه من نقول في ليلة النصف من شعبان
ففي تفسير حقي:
وقال بعض المفسرين المراد من الليلة المباركة ليلة النصف من شعبان ولها أربعة اسماء:
الأول الليلة المباركة لكثرة خيرها وبركتها على العاملين فيها الخير وإن بركات جماله تعالى تصل الى كل ذرة من العرش الى الثرى كما فى ليلة القدر وفى تلك الليلة اجتماع جميع الملائكة فى حظيرة القدس...
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)
ألم يأن للهجران أن يتصرما ... وللعود غصن البان أن يتضرما
وللعاشق الصب الذى ذاب وانحنى ... ألم يأن ان يُبكى عليه ويُرحما
وفى بعض الآثار (عجباً لمن آمن بى كيف يتكل على غيرى لو أنهم نظروا الى لطائف بري ما عبدوا غيري).
...
والثانى ليلة الرحمة والثالث ليلة البرآءة كذلك الله يكتب لعباده المؤمنين البرآءت فى هذه الليلة ( كما حكى ) أن عمر بن عبد العزيز لما رفع رأسه من صلاته ليلة النصف من شعبان وجد رقعة خضرآء قد اتصل نورها بالسماء مكتوب فيها هذه برآءة من النار من الملك العزيز لعبده عمر بن عبد العزيز وكما أن فى هذه الليلة برآءة للسعدآء من الغضب فكذا فيها برآءة للاشقياء من الرحمة نعوذ بالله تعالى.
ولهذه الليلة خصال:
الأولى تفريق كل أمر حكيم كما سيأتى
والثانية فضيلة العبادة فيها وفى الحديث « من صلى فى هذه الليلة مائة ركعة ارسل الله تعالى اليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان » قال فى الإحياء يصلى فى الليلة الخامسة عشرة من شعبان مائة ركعة كل ركعتين بتسليمة يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة قل هو الله احد عشر مرات وان شاء صلى عشر ركعات يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة قل هو الله احد فهذه ايصا اى كصلاة رجب مروية عن النبى عليه السلام فى جملة الصلوات كان السلف يصلون هذه الصلاة فى هذه الليلة ويسمونها صلاة الخير ويجتمعون فيها وربما صلوها جماعة ( روى ) عن الحسن البصرى انه قال حدثنى ثلاثون من اصحاب النبى عليه السلام ان من صلى هذه الصلاة فى هذه الليلة نظر الله اليه سبعين نظرة وقضى الله له بكل نظرة سبعين حاجة ادناها المغفرة انتهى كلام الاحياء قال الشيخ الشهير بافتاده قدس سره ان النبى عليه السلام لما تجلى له جميع الصفات فى ثمانية عشر ألف عالم وأكثر صلى تلك الصلاة بعد العشاء شكرا على النعمة المذكورة ( وروى ) مجاهد عن على رضى الله عنه انه عليه السلام قال « يا على من صلى مائة ركعة فى ليلة النصف من شعبان فقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله احد عشر مرات » قال عليه السلام « يا على ما من عبد يصلى هذه الصلاة الا قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ويبعث الله سبعين ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات الى رأس السنة ويبعث الله فى جنات عدن سبعين ألف ملك وسبعمائة ألف يبنون له المدآئن والقصور ويغرسون له من الاشجار ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب المخلوقين وان مات من ليلته قبل ان يحول الحول مات شهيدا ويعطيه الله بكل حرف من قل هو الله احد فى ليلته تلك سبعين حورآء » كما فى كشف الاسرار قال بعضهم أقل صلاة البرآءة ركعتان وأوسطها مائة وأكثرها ألف
يقول الفقير – حقي - الألف الذى هو اشارة الى ألف اسم له تعالى تفصيل للمائة التى هى اشارة الى مائة اسم له منتخبة من الألف لأن التسعة والتسعين باعتبار أحديتها مائة وهى تفصيل للواحد الذى هو الاسم الاعظم ولما لم تشرع ركعة منفردة ضم اليها اخرى اشارة إلى الذات والصفات والليل والنهار والجسد والروح والملك والمكوت ولهذا السر استحب أن يقرأ فى الركعتين المذكورتين أربعمائة آية من القرءآن فان فرض القرآءه آية واحدة ومستحبها أربع آيات والمائة أربع مرات اربعمائة فالركعتان باعتبار القرآءة المستحبة فى حكم المائة فاعرف جدا وفى الحديث « من أحيى الليالى الخمس وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان »
والثالثة: نزول الرحمة قال عليه السلام « إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان الى السماء الدنيا » أي تنزل رحمته والمراد فى الحقيقة تنزل عظيم من تنزلات عالم الحقيقة مخصوص بتلك الليلة وأيضا المراد تنزل من أول الليلة اى وقت غروب الشمس الى آخرها أي الى طلوع الفجر أو طلوع الشمس.
والرابعة: حصول المغفرة قال عليه السلام « ان الله يغفر لجميع المسلمين فى تلك الليلة الا لكاهن او ساحر أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين أو مصر على الزنى » قال فى كشف الاسرار فسر أهل العلم المشاحن فى هذا الموضع بأهل البدع والأهوآء والحقد على أهل الاسلام
والخامسة: أنه اعطى فيها رسول الله عليه السلام تمام الشفاعة وذلك أنه سأل ليلة الثالث عشر من شعبان الشفاعة فى أمته فأعطى الثلث منها ثم سأل ليلة الرابع عشر فأعطى الثلثين ثم سأل ليلة الخامس عشر فأعطى الجميع إلا من شرد على الله شراد بعير وفى رواية اخرى قالت عائشة رضى الله عنها رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى ليلة النصف من شعبان ساجداً يدعو فنزل جبريل فقال: إن الله قد أعتق من النار الليلة بشفاعتك ثلث أمتك فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل فقال إن الله يقرئك السلام ويقول أعتقت نصف امتك من النار فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل وقال إن الله اعتق جميع امتك من النار بشفاعتك إلا من كان له خصم حتى يرضى خصمه فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل عند الصبح وقال إن الله قد ضمن لخصماء امتك أن يرضيهم بفضله ورحمته فرضى النبى عليه السلام
والسادسة: أن من عادة الله فى هذه الليلة أن يزيد ماء زمزم زيادة ظاهرة وفيه اشارة الى حصول مزيد العلوم الالهية لقلوب اهل الحقائق (انا كنا منذرين) استئناف مبين لما يقتضى الانزال كأنه قيل انا انزلناه لان من شأننا الانذار والتخويف من العقاب
(فيها يفرق كل امر حكيم) أي يكتب ويفصل كل أمر محكم ومتقن من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم إلا السعادة والشقاوة من هذه الليلة إلى الاخرى من السنة القابلة وقيل يبدأ فى انتساخ ذلك من اللوح فى ليلة البرآءة ويقع الفراغ فى ليلة القدر فتدفع نسخة الارزاق الى ميكائيل ونسخة الحروب والزلال والصواعق والخسف الى جبرائيل ونسخة الاعمال الى اسمعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ونسخة المصائب الى ملك الموت حتى ان الرجل ليمشى فى الاسواق وان الرجل لينكح ويولد له ولقد أدرج اسمه فى الموتى
...
وقد قال الله تعالى « ان رحمتى سبقت غضبى » وكما ان فى هذه الليلة يفصل كل امر صادر بالحكمة من السماء فى السنة من أقسام الحوادث فى الخير والشر والمحن والمنن والنصرة والهزيمة والخصب والقحط فكذا الحجب والجذب والوصل والفصل والوفاق والخلاف والتوفيق والخذلان والقبض والبسط والستر والنجلى فكم بين عبد نزل له الحكم والقضاء بالشقاء والبعد وآخر ينزل حكمه بالوفاء والرفد.
انتهى.
وفي تفسير حقي - (14 / 160) عند قوله تعالى:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)
قال: يقول الفقير دخل فى ادبار السجود والنوافل مثل صلاة الرغائب وصلاة البرآءة وصلاة القدر فان صلاة الرغائب تصلى بعد المغرب فى ليلة الجمعة الاولى من شهر الله رجب والثانية بعد العشاء فى ليلة النصف من شعبان والثالثة بعد العشاء أيضا فى ليلة القدر وتلك الصلوات من مستحسنات المشايخ المحققين لأنها نوافل أي زوآئد على الفرآئض والسنن وهذا على تقدير أن لايكون لها أصل صحيح لكن ظهورها حادث ولا يقدح هذا الحدوث فى أصالتها على أن عمل المشايخ يكفى سنداً فانهم ذووا الجناحين وقد أفردت لهذا الباب جزأ واحدا شافياً. انتهى

وفي البحر المديد لسيدي ابن عجيبة قال:
( يمحو الله ما يشاء ) من ديوان الأحياء ، فيكتب في الأموات ، (ويُثبتُ) من لا يموت . قيل : إن هذا الكتاب يُكتب ليلة القدر ، أو ليلة النصف من شعبان ، ويجمع بينهما بأن الكتابة تقع ليلة النصف ، وإبرازه للملائكة ليلة القدر ، (وعنده أُمُّ الكتاب) أي : الأصل المنسوخ منه كتب الآجال ، وهو اللوح المحفوظ ، أو العلم القديم . وهذا التفسير يناسب اقتراح الآيات؛ لأنهم إذا أجيبوا بظهور الآية ولم يؤمنوا ، عوجلوا بالهلاك ، وذلك له كتاب محدود . قال الورتجبي : بيَّن الحق سبحانه أن أوان إتيان الآية بأجل معلوم في وقت معروف ، بقوله: (لكل أجل كتاب) أي : لكل مقدور في الأزل في قضية مرادة وقت معلوم في علم الله ، لا يأتي إلا في وقته . اهـ .
أو : (لكل أجل) أي : عصر وزمان ، (كتاب) فيه شريعة مخصوصة على ما يقتضيه استصلاحهم . (يمحو الله ما يشاء) : ينسخ ما يستصوب نسخه من الشرائع ، (ويُثبتُ ) ما تقتضي الحكمة عدم نسخه . (وعنده أم الكتاب) وهو : اللوح المحفوظ؛ فإنه جامع للكائنات . وهذا يترتب على قوله : (ومن الأحزاب من ينكر بعضه)، وهو ما لا يوافق شريعتهم . قال سيدي عبد الرحمن الفاسي : (يمحو الله ما يشاء) ما يستصوب نسخه ، (ويُثبت) ما تقتضيه حكمته ، فلا ينكر مخالفته للشرائع في بعض الأحكام مع موافقته للحكم ، وهو الأصول الثابتة في أصول الشرائع ، ولذا قال : (وعنده أمُّ الكتاب) أي: لا يبدل .) اهـ. وقريب منه للبيضاوي .
وقيل : إن المحو والإثبات عام في جميع الأشياء . قال ابن جزي : وهذا ترده القاعدة المتقررة بأن القضاء والقدرلا يتبدل ، وعلم الله لا يتغير.) اهـ. قلت : أما القضاء المبرم ، وهو : علم الله القديم الذي استأثر الله به ، فلا شك أنه لا يتبدل ولا يغير ، وأما القضاء الذي يبرز إلى علم الخلائق من الملائكة وغيرهم ، فيقع فيه المحو والإثبات ، وذلك أن الحق تعالى قد يُطلعهم على بعض الأقضية ، وهي عنده متوقفة على أسباب وشروط يخفيها عنهم بقهريته ، ليظهر اختصاصه بالعلم الحقيقي ، فإذا أراد الملائكة أن ينفذوا ذلك الأمر محاه الله تعالى ، وأثبت ما عنده في علم غيبه ، وهو أُمُّ الكتاب ، حتى قال بعضهم : إن اللوح المحفوظ له جهتان : جهة تلي عالَم الغيب ، وفيه القضاء المبرم ، وجهة تلي عالَم الشهادة ، وفيه القضاء الذي يُرد ويُمْحى؛ لأنه قد تكتب فيه أمور ، وهي متوقفة على شروط وأسباب في علم الغيب ، لم تظهر في هذه الجهة التي تلي عَالَم الشهادة ، فيقع فيها المحو والإثبات ، وبهذا يندفع إشكالات كقوله في الحديث :
« لا يَرُدُ القَضَاءَ إلا الدُّعَاءُ ، وصلة الرحم تزيد في العُمُر » .
وقول ابن مسعود ، وعمر رضي الله عنهما : "اللهم إن كنت كتبتنا في ديوان الشقاء فامحنا ، واكتبنا في ديوان السعادة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت" . اهـ . أي : إن كنت أظهرت شقاوتنا فامحها ، وأظهر سعادتنا؛ فإنك تمحو ما تشاء . . . إلخ . وفي ابن عطية ما يشير إلى هذا ، قال : وأصوب ما يفسر به أم الكتاب ، أنه كتاب الأمور المجزومة التي سبق القضاء فيها بما هو كائن ، وسبق ألا تبدل ، ويبقى المحو والتثبيت في الأمور التي سبق في القضاء أن تبدل وتُمحى وتثبت . قال نحوه قتادة . ) اهـ.
الإشارة : ....
وقوله تعالى : (يمحو الله ما يشاء ويُثبت)، من جملة ما يقع فيه المحو والإثبات الواردات الإلهية التي ترد على القلوب من تجليات الغيوب؛ فإن القلب إذا تطهر من الأكدار ، وصفا من الأغيار ، كان كل ما يتجلى فيه من الغيوب فهو حق ، إلا أنه ينسخ بعضها بعضاً؛ فقد يخبر الولي بأمر ، يكون أوْ لا يكون على حساب ما تجلى في قلبه ، ثم يمحو الله ذلك ، ويثبت في قلبه خلافه . أو يظهر في الوجود خلاف ما أخبر ، وليس بكذب في حقه ، ولكن الحق تعالى يُظهر لخلقه أموراً من مقدوراته ، متوقفاً وجودُها على أسبابٍ وشروطٍ أخفاها الحق تعالى عن خلقه ، ليظهر عجزهم عن إحاطة علمه ، فالنسخ إنما يقع في فعله لا في أصل علمه .
قال الأستاذ القشيري : المشيئة لا تتعلق إلا بالحدوث ، والمحو والإثبات لا يكون إلا من أوصاف الحدوث ، فصفات ذات الحق سبحانه ؛ من كلامه وعلمه ، لا يدخل تحت المحو والإثبات ، إنما يكون المحو والإثبات من صفات فعله .
ه . وقال سهل رضي الله عنه : (يمحو الله ما يشاء ويثبت )الأسباب ، (وعنده أمُّ الكتاب )؛ القضاء المبرم . )اهـ.
وقال شيخ شيوخنا ، سيدي عبد الرحمن الفاسي : (وعنده أم الكتاب ): العلم الأول الثابت الذي لا يطرأ عليه تغيير ولا تبديل ، ولا يقبل النسخ والتحريف . ومطالعته : بالفناء عن الحقيقة الخَلْقِية ، والبقاء بالأنوار الصمدانية ، والأنفاس الرحمانية . قال في القوت : والمحبة من أشرف المقامات ، ليس فوقها إلا مقام الخُلَّة ، وهو مقام في المعرفة الخاصة ، وهي : تخلّل أسرار الغيب ، فيطلع على مشاهدة المحبوب ، بان يعطى إحاطة بشيء من علمه بمشيئته ، على مشيئته التي لا تتقلب ، وعلمه القديم الذي لا يتغير . وفي هذا المقام : الإشراف على بحار الغيوب ، وسرائر ما كان في القديم وعواقب ما يدب . ومنه : مكاشفة العبد بحاله ، وإشهاده من المحبة مقامه ، والإشراف على مقامات العباد في المآل ، والاطلاع عليهم في تقلبهم في الأبد؛ حالاً ومآلاً.) اهـ.
قلت : هذا الاطلاع إنما هو إجمالي لا تفصيلي ، وقد يقع فيه المحو والإثبات؛ لأنه من جملة المعلومات التي دخلت عالم التكوين ، التي يقع فيها التبديل والتغيير .
ثم قال صاحب القوت : وقد قال أحسن القائلين : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ )[ البقرة : 255 ] ، والاستثناء واقع على إعطاء الإحاطة بشيء من شهادة علمه ، بنورٍ ثاقبٍ من وصفه ، وشعاع لائحٍ من سبحاته ، إذا شاء ، وذلك إذا أخرجت النفس من الروح ، فكان روحانياً ، خُروجَ الليلِ من النهار.) اهـ.
انتهى باختصار يسير من البحر المديد لسيدي ابن عجيبة.
وفيه أيضاً عند قوله تعالى:
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)
يقول الحق جلّ جلاله : (حم )يا محمد (و )حق (الكتاب المبين )الواضح البيِّن ، وجواب القسم : (إِنا أَنزلناه )أي : الكتاب الذي هو القرآن (في ليلة مباركةٍ )ليلة القدر ، أو ليلة النصف من شعبان ، والجمهور على الأول ، لقوله : (إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ )[ القدر : 1 ] وقوله : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ )[ البقرة : 185 ] ، وليلة القدر على المشهور في شهر رمضان ، وسيأتي الجمع بينهما . ثم قيل : أنزله جملة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، ثم نزل به جبريل نجوماً ، على حسب الوقائع ، في ثلاث وعشرين سنة ، وقيل : معنى نزوله فيها : ابتداء نزوله .
والمباركة : الكثيرة الخير؛ لما ينزل فيها من الخير والبركة ، والمنافع الدينية والدنيوية ، ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن لكفى به بركة .
(إِنا كنا منذِرينَ )استئناف مبين لما يقتضي الإنزال ، كأنه قيل : إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب ، (فيها يُفرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم )استئناف أيضاً مبين لسر تخصيص هذه الليلة بالإنزال ، أي : إنما أنزلناه في هذه الليلة المباركة ، لأنها فيها يُفرق كل أمر حكيم ، أي : ذي حكمة بالغة ، ومعنى « يُفرق » : يفصل ويكتب كل أمر من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم ، من هذه الليلة إلى ليلة القدر المستقبلة ، وقيل : الضمير في « فيها » يرجع لليلة النصف ، على الخلاف المتقدم .
وروى أبو الشيخ ، بسند صحيح ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : (يمحو الله ما يشاء ويثبت )قال : « ليلة النصف من شعبان ، يُدبر أمر السنة ، فيمحو ما يشاء ويُثبت غيره؛ الشقاوة والسعادة ، والموت والحياة » . قال السيوطي : سنده صحيح لا غُبار عليه ولا مطعن فيه . )اهـ. وروي عن ابن عباس : قال : إن الله يقضي الأقضية كلها ليلة النصف من شعبان ، ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر . وفي رواية : ليلة السابع والعشرين من رمضان ، قيل : وبذلك يرتفع الخلاف أن الأمر يبتدأ في ليلة النصف من شعبان ، ويكمل في ليلة السابع والعشرين من رمضان . والله أعلم .
وقوله تعالى : (حكيم ) الحكيم : ذو الحكمة ، وذلك أن تخصيص الله كل أحد بحالة معينة من الرزق والأجل ، والسعادة والشقاوة ، في هذه الليلة ، يدلّ على حكمة بالغة؛ فأسند إلى الليلة لكونها ظرفاً ، إسناداً مجازياً . ... إلى أن قال سيدي بن عجيبة:
الإشارة : (حم )، قال الورتجبي : الحاء : الوحي الخاص إلى محمد ، والميم : محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك الوحي الخاص بلا واسطة خبرٌ عن سر في سر ، لا يطلع على ذلك - الذي بين المحب والمحبوب - أحد من خلق الله ، ألا ترى كيف قال سبحانه : (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى )[ النجم : 10 ] ؟ وذلك إشارة إلى وحي السر في السر ، وجملتها قسم ، أي بمعنى الوحي السري والمحبوب ، والقرآن الظاهر الذي ينبئ عن الأسرار ، (إنا أنزلناه )ه . قال القشيري : الحاء تشير إلى حقِّه ، والميم إلى محبته ، ومعناه : بحقي ومحبتي لعبادي ، وكتابي العزيز إليهم ، ألا أُعَذِّب أهلَ محبتي بفرقتي . )اهـ.
والليلة المباركة عند القوم ، هي ليلة الوصال والاتصال ، حين يُمْتَحى وجودُهم ، ويتحقق فناؤهم ، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم ، ويفقدون وجودهم؛ فهو مبارك ، وهو ليلة القدر عندهم ، فإذا دام اتصالهم ، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر ، وكلها مباركة . قال الورتجبي : قوله تعالى : (في ليلة مباركة )كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية ، والرحمة غالبة فيها ، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية . انتهى.
نسأل الله تعالى أن يتكرم علينا وعلى الأحباب والأهل واخوتنا قارئي هذه الوريقات وعلى الأمة الإسلامية جميعاً بأن تُرفع أعمال هذا العام المنصرم محفوفةً بالعفو والمغفرة والتوبة من التواب الرحيم، ببركة من إليه ننتسب حين يشفع ويقول: أمتي أمتي، وأن تنزل مقادير العام الجديد من محض الجود والفضل وفيها من الألطاف والمنح والبركات، مقرونة بالوصال وإصلاح الحال والبال، وسني الصفاتِ والخصال، ورأب صدع الأمة، وصلاح القلوب ومغفرة الذنوب، وستر العيوب، والوصال بالمحبوب، وسعة الأرزاق الظاهرة والباطنة، ودقائق لطائف النفحات والمعرفة والمحبة، وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه صلاةً زكية والحمد لله بكرة وعشية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأربعاء أغسطس 05, 2009 10:22 am

:32: :32: :32:

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالأربعاء أغسطس 05, 2009 1:38 pm

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأمير - أمير
نشكركم على مروركم الكريم
جعل الله لنا ولكم من خيرات وبركات ونفحات هذه الليلة الخير الوفير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص   ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص Emptyالخميس يوليو 14, 2011 12:11 pm

لا تنسوا الليلـة والليلة القادمة فهى إحداهما واللـه اعلم والليلة أيضا هى الليلة الكبيرة لمولد سيدى أبو العباس المرسى ولجمعية أحباب الشيخ أبو حامد الراضى إحياء لها بأمسية ثقافية تصحبها الإنشاد الدينى عن سيدى أبو الحسن الشاذلى وسيدى أبو العباس المرسى وسيدى سلامة الراضى فى السرادق أعلى السوق التجارى بميدان المساجد بجوار مسجد سيدى أبى العباس المرسى والسرادق باسم الجمعية وزورونا بالذوات أو بالأرواح فالمنح تتنزل وإن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ألا فتعرضوا لها ألا فتعرضوا لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلة النصف من شعبان والنقل إلى ديوان الاختصاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  ســـــــاحة الإســــــــــكندرية-
انتقل الى: