حبيبة
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: الربانية المحمدية أو التصوف الخميس أغسطس 20, 2009 4:58 pm | |
| تسمية التصوف أما أن لفظ التصوف قد ورد أو لم يرد في الإسلام ، ثم هل هو مشتق أو منقول أو معرف أو موضوع أو كذا وكذا ، فهذا لف سفسطائي حول القشور والسطوح ، فليس يهمنا ان يكون التزام هذه المذاهب يُسمى تصوفا أو ربانية أو محمدية أو تبتلا أو إحسانا أو تعبدا ، كما لا يهمنا أن يكون اسم التصوف عربيا أو معربا ، فالمعرب موجود في صلب القرآن ، بل قل ما شئت ، فالألفاظ لا تغير الحقائق . وقد يُقال : إذن هذا التصوف الذي تصفونه هو الإسلام الحي ، فلم يختص قوم من المسلمين بالتسمية الصوفية ؟ والإجابة هنا : إنه ليس كل الناس يعملون لتطبيق النظريات والأصول الإسلامية تطبيقا صحيحا ، فالذين يتحرون التطبيق الصحيح ، ويلتزمون هذا التحري على نتائج اجتهادهم ومجاهدتهم ، هم الصوفية ومن لم يلتزم ذلك فهم عامة المسلمين ، وبذلك يغلق باب اللجاجة في نشأة التصوف وتسميته وتطبيقه ، على أمتن قواعد المعقول والمنقول قولا واحدا .
طبيعة التصوف لا شك أن التصوف كعلم أو مذهب ، قد أصيب بما تصاب به المذاهب كلها ، والعلوم كلها ، من الدخيل والمحرف والمدسوس ، وخصوصا أن طبيعة التصوف بما في تاريخه الطويل من ألوان واستعدادات ، عاصرت جميع الأديان ، وتقلبت في جميع الأزمان ، هذه طبيعة مستعدة لقبول ما يساق إليها ، وهضم ما يندمج فيها إلى حد بعيد ، غير أن الشخصية الإسلامية تعطي حقيقة ما ينسب إليها حصانة تميزها تمييزا صادقا ، وتعصمها من تلاش في سواها ، وذلك هو واقع التصوف الإسلامي وقد أقر الإسلام ما كان في العرب من البر والمكارم التي تبقت من دين إبراهيم وموسى وعيسى كما قال تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى " . ذلك أن النبوات من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم قامت على أصل لا يتغير ، هو التوحيد ، ثم ما يقتضيه التوحيد طبعا من جهاد أساسه العبادة والأدب ، وهما مبدآن قد تتغير صورهما بما يناسب الإرتقاء الزمني ، ولكن لا تتغير حقائقهما قط ، فهما الوحدة التي نسميها روحانية أو ربانية ، فليس عجيبا من التصوف بوصفه وجها من وجوه هذه الحقيقة التي لازمت كل دين في كل عصر ، أن يصاب بحكم قابليته هذه بالمدسوس والمدخول والمحرف
| |
|