مكانة المرأة ودورها في الإسلام

عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مكانة المرأة ودورها في الإسلام

ويكفي المرأة المسلمة فخرا واعتزازا بأن نوه الإسلام بأمومتها فجعل مركزها ذا مكانة قصوى فقال تعالى: ((ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها)) (الأحقاف:14)
-أما مفهوم الإسلام لدور المرأة خارج البيت فقال تعالى مخاطبا نبيه الكريم: ((يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم)) (الممتحنة: 12.
إلى جانب هذا الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة يجدر بها أيضا أن تمارس كل عمل لا يتناقض مع طبيعتها وقدرتها وأخلاق عائلتها ومستقبل أولادها. والأمثلة عن الدور السياسي الذي لعبته المرأة في صدر الإسلام كثيرة كالاستشارة المستمرة من الخلفاء الراشدين لأمهات المؤمنين كالسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي عارضت اكثر من مرة أراء كبار الصحابة في الشؤون السياسية والاقتصادية، وكيف لا وقد أوصى بذلك سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بقوله: (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء). فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه كان إذا أعياه الأمر دعا الأصحاب فاستشارهم لحدة عقولهم وكان يشاور المرأة ولا أدل على ذلك من الحادثة المشهورة التي عارضت فيها المرأة رأي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين حينما عزم على تحديد المهور فقالت له خولة بنت الأزور رضي الله عنها: أنسيت يا عمر قول الله تعالى: ((وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا )) -(النساء: 20)
- فقال عمر وهو على المنبر أصابت المرأة وأخطأ عمر.فالإسلام لم يصدر عنه إلا نهي واحد هو نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون للمرأة الولاية العامة (أي خليفة للمسلمين) أو منصب قضاء لتغلب العاطفة عليها وضعف شخصيتها أمام المخاوف والأهوال.
فالقضاء حكم حاكم كما حدده صاحب "دليل السالك لمذهب الإمام مالك" وهو فرض كفاية وقد يتعين. والقاضي من له الحكم حكم أو لم يحكم لا كما يراه بعض مسلمي العصر الحديث الذين يسمحون باسم الإسلام للمرأة التقضي والبث في أمور الرعية وهي فاسقة بتبرجها وتقليدها للقوانين الوضعية وللتقضي شروط أربعة العدالة التي تستلزم الإسلام والبلوغ والعقل والحرية وعدم الفسق ثم الذكورية والفطانة أعني جودة الذهن وقوة إدراكه لمعاني الكلام.
أما المرأة فلا ينبغي لها التقضي لأنها كما وصفها عليه الصلاة والسلام ناقصة عقل ودين. مفسرا بذلك قول الله تعالى في شهادتها التي هي أدنى من شهادة الرجل: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)) –(البقرة: 281)
-لأن للمرأة مجالات أخرى لا يقدر عليها الرجل وأهمها الأسرة والتعليم والعلاج وما إلى ذلك. فكم من فقيهات مشهورات في الإسلام كالسيدة نفيسة وأم الدرداء الثانية ونسيبة وأم سليم اللاتي ضربن أروع مثال للمرأة المجاهدة في الإسلام، نعم لقد اكتسبت المرأة في ظل الإسلام وتعاليمه عزة وقوة ومكنتها شريعته بما منحتها من حقوق وما فرضت عليها من واجبات من ممارسة مسؤولياتها كإنسان له قيمة وأهمية كبرى في الحياة.
في خضم هذه الحياة استعادت المرأة كرامتها الكاملة وشخصيتها الموقرة فكان لها رأيها النابع من إيمانها وإرادتها المنبعثة عن حريتها وشخصيتها، الأمر الذي مكن كثيرا من المسلمات من فرض نفوسهن على التاريخ وتسجيل أعمالهن الفذة بأحرف بارزة لا يمكن نسيانها مهما تغيرت الأحوال وتقدمت السنون. لقد شاركت المرأة المسلمة أخاها الرجل وقاسمته الأعباء في مختلف نواحي الحياة فكانت نعم العون والنصير له، شغلت أوقاتها في السلم بالتعلم ومحاربة الجهل والأمية وكانت زوجة ترعى شؤون زوجها وبيتها وأما رؤوفا تشرف على أبنائها وتتعهدهم بالتربية الحسنة والتوجيه السليم لمواجهة الحياة ورقي المجتمع

» المرأة الصوفية.. "الوَليّة" صاحبة الشورى والكمال
» المرأة في الفضاء الصوفي_‫- سعاد الحكيم - أكاديمية وباحثة لبنانية
» فهم الصوفية ودورها المحتمل في سياسة الولايات المتحدة
» مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في نظر المنصفين من المستشرقين
» النسوية والتصوف: المرأة في التصور الصوفي