أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: العقل والحس يعجزان عن الوصول إلى حلول لمشاكل ما وراء الطبيعة الإثنين سبتمبر 14, 2009 7:29 am | |
| العقل والحس يعجزان عن الوصول إلى حلول لمشاكل ما وراء الطبيعة
بقلم سامى دياب ١٤/ ٩/ ٢٠٠٩ إذا كانت للدكتور أحمد زكى رؤيته التى تنتصر للعلم الحديث القائم على التجريب كمصدر من مصادر الإيمان وسبيل للمعرفة بالله، وأسلوب عبادة، فإن ثمة رؤية أخرى تتعارض مع رؤيته وتختلف حول مساتير ما وراء الطبيعة. إنها الرؤية الصوفية أو النهج الصوفى للمعرفة بالله، إن المتصوفة يرون أن التدليل على وجود الحق ليس فى حاجة إلى إعمال فكر، بل إنهم يرون أن مجرد البحث عن أدلة تثبت وجود الله هو انتقاص من جلال الله.. متى غاب الله حتى نستحضره بالحجة؟.. متى خفى حتى نستدل على وجوده بالبرهان؟. لقد أثار الفلاسفة وعلماء الكلام من قديم كثيراً من المشكلات المرتبطة بما وراء الطبيعة، بل ابتدعوها ابتداعاً ثم طرحوا العديد من التساؤلات حولها واعتمدوا على العقل اعتماداً كلياً فى الإجابة عن هذه التساؤلات المطروحة. ويتساءل المتصوفة: إذا كان الفلاسفة وعلماء الكلام قد طرحوا الأسئلة حول ما وراء الطبيعة فكيف نصل إلى الإجابة الحقيقية عنها؟ هل نلجأ فى ذلك إلى الملاحظة والتجربة والعلم الحديث؟ يجيب الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق: إن المتصوفة لا يرون ذلك.. إذن هل نلجأ إلى العقل؟.. يقول الإمام الراحل: أى عقل ذلك الذى نلجأ إليه؟.. أهو عقلى أم عقلك؟.. أهو عقل فيلسوف حسى أم عقل فيلسوف مثالى؟.. أهو عقل الشيعى الذى يؤمن بعصمة إمامه؟. إن العقل والحس معاً يعجزان عن الوصول إلى حلول لمشاكل ما وراء الطبيعة. إن الفلاسفة يتخبطون، وعلماء الكلام يحتربون من مئات السنين إلى يوم الناس هذا. يقول الدكتور عبدالحليم محمود: إن المتصوفة عندما يرفضون العقل كوسيلة للمعرفة بالله فإنهم لا يستهدفون بذلك تحقيره أو الانتقاص من قيمته، فهم يعترفون بفضله فى مجاله، ولا يدخل فى مجاله أو اختصاصه ما يتعلق بما وراء الطبيعة. ولعل «كانت» يؤيد ذلك.. إن عقل الإنسان مركب تركيباً يؤسف له، فإنه مع شغفه بالبحث فى مسائل لا تدركها حواسنا لم يستطع أن يكشف عن معمياتها. إذن ما الذى يراه الصوفية وإلام يتجهون؟ يقولون: إن كلمات الله تقودنا إلى ضرب من المعرفة لا صلة له بالحس أو العقل.. إنه الرؤيا، والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة كما يقول نبينا. والنبوة ليست معرفة حسية أو عقلية، لكنها وحى من الله، وما ينطبق على النبوة ككل ينطبق على الرؤيا كجزء. كذلك فإن تجارب الصالحين، كما يؤكد الدكتور عبدالحليم محمود، توضح لنا أن النفس التى تزكى وتطهر تسمو بصاحبها إلى عالم روحانى يستشرف فيه إلى الملأ الأعلى فتفيض عليه منه معرفة لا تفيض إلا على أصحاب الأنفس الذكية الطاهرة. طريق الصوفية إذن للمعرفة بالله هو طريق البصيرة، ونطرح السؤال: ألا ترى معنا أن طريق البصيرة ترتاب فيه الكثرة الكاثرة بل إن منهم من يلح فى طرح الدليل على صحته؟. ويجيب الإمام الراحل فى تراثه: ولكن أى برهان يمكن أن يقدمه الإنسان على وقوع هذا الأمر ووجوده؟.. إنه لمن الغريب أن يطلب البرهان على إمكان نوع من المعرفة بدلاً من أن يحاول الإنسان أن يصل إليها بتجربته الشخصية سالكاً إليها سبلها.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=225875
جريدة المصري اليوم _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|