قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: سر جلال الدين الرومي الجمعة سبتمبر 18, 2009 1:37 pm | |
| سر جلال الدين الرومي محمد الحجيري حين قرأت أن المغنية الأميركية مادونا تغني «تعلم كيف تقول وداعا» من كلمات «مولانا» جلال الدين الرومي الفلسفية ظننت للوهلة الأولى أن في ذلك حدثاً كبيراً، ولكن بعدما بحثت جيداً عن حضور الرومي في العالم لاحظت أن ما فعلته مادونا لم يكن سوى حدث عابر، خصوصاً أنه يغزو أميركا. و{فحش» مادونا في الغناء تحته تصوف على نحو ما نقول تحت كل إلحاد ثمة إيمان. والحال أن الكثير من المغنين العالميين قدموا كلمات الرومي بأصواتهم ومنهم غولدي هاون، وديمي مور وبعض مغنّي الراب. بالإضافة الى عروض الأزياء الأميركية التي استضافت شعر الرومي كأسلوب تسويقي لملابس السهرات الرومنسية أو شركات الآلات الموسيقية التي قررت حفر أبيات من شعره على منتجاتها. هكذا الشاعر المشرقي الأناضولي الإيراني هو أكثر الشعراء شعبيةً في الولايات المتحدة. وعلى رغم أنه لم يكن معروفاً فيها قبل عشرة أعوام، إلا أن الإقبال على دراسة أعماله انتشرت في الجامعات الأميركية كافة. كذلك تنشر الأبواب الثقافية في الصحف الصادرة في المدن الأميركية الكبرى كلها تقريباً أماكن قراءات أشعاره ومواعيدها وإلقاء محاضرات عنه وعن أعماله. وخلال السنوات العشر الماضية، حسبما تقول مصادر متعددة، فاقت مبيعات دواوين الرومي مبيعات دواوين أي شاعر آخر في الولايات المتحدة. وبالبحث على شبكة الإنترنت نجد أن كتابة اسم الرومي ينتج منها ظهور حوالي 800 ألف موقع ورد اسمه عليها. وثمة في الأسواق الأميركية الآن، سواء تلك التي في حرم الجامعات أو في محلات بيع الكتب أو أماكن أخرى، روزنامات (نتائج حائط) وأكواب قهوة وقمصان أو «تي شيرتات» عليها صور الرومي. سرّ ما جعل الأميركيين يحبون شعر مولانا جلال الدين الرومي، هو كما جبران خليل جبران في الوسط الأميركي، ربما الروحية والصوفية التي في أشعاره. يقال إنه منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أصبح الرومي بمثابة المعبر الذي وصل بين الأميركيين والإسلام. وكان نَشرُ كتاب كولمان باركس بعنوان الرومي The Essential Rumi في العام 1995 الشرارة التي أشعلت اهتمام أميركا بشاعر اللغة الفارسية. عكف باركس على ترجماته مدة سبع سنوات، من دون أن يفكر في نشرها. وفي نهاية المطاف بعث بما ترجمه من أشعار الرومي إلى الناشر الأميركي هاربر كولينز، الذي نشر أول ديوان للرومي. وكان النجاح غير المتوقع الذي حققه هذا الديوان هو الذي أدى إلى تأليف كتاب باركس «الرومي المميز» الذي يحظى بشعبية غير عادية، والكثير من الكتب الأخرى التي أنتجها باركس في الآونة الأخيرة. وقد بيع من تلك الكتب مجتمعة، أكثر من 500 ألف نسخة وهو نجاح شعبي وتجاري كبير قلما يحظى به شاعر. تحولت قصائد رومي (كما يشتهر جلال الدين الرومي في أميركا) ودواوينه، على يد باركس، مترجمه الرئيس، إلى نجاح قياسي تجاري جماهيري يتربع مؤلفه على عرش إمبراطورية الشعر «الغربي الحديث» إلى جانب أسماء نعرفها وهي شديدة المعاصرة، منها الإيرلندي شيموس هيني الحائز على جائزة نوبل، والشاعران الأميركيان روبرت بنسكي، وماري أوليفر. سر ما جعل جلال الدين الرومي مثل جبران في أميركا، ربما هي حاجة المجتمع المادي الرأسمالي الى قليل من التصوف والروحانية، سر الرومي يجعلنا نسأل عن معظم الشعراء والكتاب الذي يحظى باهتمام في العالم من باولو كويلو إلى الياباني هاروكي موراكامي | |
|