محب الامام الجيلي
عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: لو لقيني عبدي بقرابِ الأرضِ خطيئةً للقيتهُ بِقرابها مغفرة! الخميس أكتوبر 15, 2009 7:53 pm | |
| عن عبد الرحمن السلمى أخبرنا جَدِّي، إسماعيلُ بنُ نُجَيد، السُّلَميُّ، قال: حدثنا أبو عبد الله، محمدُ بن إبرهيمَ بنِ سعيد، العَبْدِيُّ؛ حدثنا سُلَيْم بنُ منصورِ بنِ عمَّار، ببغدادَ - في رَحْبَة أبيه - ؛ حدثنا أبي؛ عن المُنْكَدِر بنِ محمد بن المُنْكَدِر؛ عن أبيه؛ عن جابر، رضي الله عنه: أن فتًى من الأنصار، يقالُ له: " ثعلبةُ ابنُ عبد الرحمن " ، كان يحفُّ برسولِ الله، صلى الله عليه و سلم، و يخدمه. ثم إنه مرَّ بباب رجل من الأنصار، فاطَّلعَ فيه، فوجد امرأَة الأنصاريِّ تغتسلُ. فكرر النظر؛ فخاف أن ينزل الوحيُ على رسول الله، صلى الله عليه و سلم، بما صنعَ؛ فخرج هارباً من المدينة، استحياءً من رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم، حتى أتى جبالاً بين مكة و المدينة، فولجها، فسأل عنه رسول الله أربعين يوماً، و هي الأيامُ التي قالوا: " ودَّعه ربه و قلاه " . فنزل جبريل عليه السلاك، فقال: إن ربك يقرئك السلام، و يخبرك أن الهارب من أمتك بين هذه الجبال، يعوذ بي من ناري. فبعث رسولُ الله عمرَ بن الخطاب و سلمان، و قال:(انطلقا، فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن). فخرجا في أنقاب المدينة، فلقيهما راعٍ من رعاة المدينة، يقال له ذُفافة. فقال له عمر: يا ذفافةُ! هل لك علمٌ بشباب بين هذه الجبال؟! فقال ذفافة: لعلك تريدُ الهاربَ من جهنم؟. فقال له عمر: ما عَلَّمك أنه هارب من جهنم؟. قال: إنه إذا كان نصف الليل، خرج علينا منم هذا الشِّعْب، واضعاً يده على أُمِّ رأسه، يبكي و ينادي: ياليتك قبضت روحي في الأرواح، و جسدي في الأجساد، و لا تجرِّدني لفصل القضاءِ!. فقال عمرُ! إياه نريد. قال: فانطلق بهما ذُفافَة، حتى إذا كان في بعض الليل، خرج عليهم و هو ينادي: ياليتك قبضت روحي في الأرواح، و جسدي في الأجساد! فعدا عليه عمرُ فأخذه؛ فلما سمعَ حِسَّهُ، قال: الأمانَ! الأمانَ! متى الخلاصُ من النار؟!. قال لهُ: أنا عمرُ بن الخطابِ. فقال له ثعلبةُ: أَعَلِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم بذنبي؟. قال: لا علمَ لي! إلا أنه ذكرك بالأمس فينا، و أرسلني إليك. فقال: يا عمرُ! لا تدخلني عليه إلا و هو يصلي، أو بلال يقول: قد قامت الصلاةُ. قال: أَفعلُ. قال: فلما أتى به عمر المدينةَ، و افى به المسجدَ و رسولُ الله صلى الله عليه و سلم يصلي؛ فلما سمع قراءةَ رسول الله خرَّ مغشياً عليه؛ فدخل عمرُ و سلمانُ في الصلاةِ و هو صريعٌ. فلما سلم رسولُ اللهِ، قال:(يا عمرُ! و يا سلمانُ! ما فعلَ ثعلبةُ بن عبد الرحمن؟! قالا: هو ذا يا رسول الله. فأتاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم، فحركه و نبهه؛ ثم قال:(ما الذي غيَّبَك عني؟!). قال: ذنبي. قال:(أفلا أعلمك آية تمحو الذنوبَ و الخطايا؟!) قال: بلَى يا رسولَ اللهِ!. قال: قُلْ الّلهُمَّ (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ). قال: إنّ ذنبي أعظمُ من ذاكَ!. قال رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم:(بل كلامُ اللهِ تعالى أعظمُ!). و أَمرهُ بلانصرافِ إلى منزلهِ، فانصرفَ، و مرض ثلاثةَ أَيَّام، و أتى سلمانُ رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم، فقال: إن ثعلبةَ مرضَ لما بِه. فقال رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم:(قوموا بنا إليهِ) فدخل رسول اللهِ، فأخذ برأسهِ، فوضعهُ في حجرهِ، فأزالَ رأسهُ عن حجرِ رسول اللهِ؛ فقالَ رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم:(لمَ أزْلتَ رأسكَ عن حجري؟!). قال: لأَنّهُ مَلآنَ من الذنوبِ؛ فقال لهُ رسول اللهِ:(ما تجدُ؟). قال: أَجِدُ مثلَ دبيبِ النَّملِ بين جلدي و عظمي. قال:(فَما تشتهي؟)، قال: مغفرةُ ربيِّ!. قال: فنزل جبريلُ عليه السلام على رسول الله، فقال:(يا أخي! إنَّ ربِّي يقرأُ عليك السلام، و يقول: لو لقيني عبدي بقرابِ الأرضِ خطيئةً للقيتهُ بِقرابها مغفرة!). قَال: فَأَعلمهُ رسول اللهِ ذلك؛ فصاح صيحة فمات؛ فقامَ رسول اللهِ فغسَّلَهُ و كَفّنهُ، و صلى عليه؛ ثم احتُمل إلى قبرهِ؛ فأقبلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم، يمشي على أطرافِ أناملهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ! رأيناكَ تمشي على أطرافِ أَنامِلك؟! قال:(لم أستطع أن أضعَ رجلي على الأرضِ، من كثْرَةِ من شيَّعَهُ من الملائكة). | |
|