مادة خ ض ر
الخِضْر {عليه السلام}
في اللغة :
الخِضْر :... صاحب موسى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بسورة الكهف في سياق حكاية موسى مع غلامه ...
وهو مدار اهتمام المتصوفة باعتباره صديقاً معمراً قادراً على الظهور بأشكال مختلفة ، وفي أماكن متغايرة .
في القرآن الكريم
لم يرد في القرآن الكريم بهذا اللفظ ، وإنما أشير إليه في قوله تعالى : فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الأكبر ابن عربي
قول : الخضر : عبارة عن البسط ، وهذه العطايا من بحر الزوائد .
الشيخ كمال القاشاني
يقول : الخضر {عليه السلام} : هو صورة اسم الله الباطن ، ومقامه مقام الروح ، وله الولاية والغيب وأسرار القدرية ، وعلوم الهوية والآنية والعلوم اللدنية ... أما موسى {عليه السلام} : فهو صورة اسم الله الظاهر ، وله علوم الرسالة والنبوة والتشريع .. فإذن فالحوار الدائر بين موسى والخضر عليهم السلام ليس قصراً عليهما ، ولكنه موازنة بين مطلق رسول ومطلق ولي .
الشريف الجرجاني
يقول : الخضر {عليه السلام} : يعبر به عن البسط ، فإن قواه المزاجية مبسوطة إلى عالم الشهادة والغيب ، وكذلك قواه الروحانية .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : الخضر : من الخضرة ، والأخضر سر الحياة ، فالخضر سر الحياة المنحصر في قوله تعالى : فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ روحِنا . والخضر شيخ المتصوفة ، قادهم في رحلتهم الطويلة ، فكان لهم نعم المعلم والسمير والرفيق ، وهو شيخ الشيوخ ، يرشد ، ويهدي ، ويقود المريد خطوة خطوة .
إضافات وإيضاحات
مبحث كسنزاني :
الخضر {عليه السلام} في الإسلام
في اسمه وسبب تسميته ونسبه {عليه السلام} :
اختلف المؤرخون في ، هل أن اسمه الخضر أم غيره ؟ وهل الخضر اسمه أم لقبه ؟ كما اختلفوا في سبب التسمية ، وللفائدة نذكر بعض ما قيل في هذه المسألة .
قال أبو حاتم السجستاني : أن أطول بني آدم عمراً الخضر ، وأسمه خضرون بن قابيل بن آدم .
ذكر ابن قتيبة في المعارف : إن اسم الخضر : بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح {عليه السلام} بحسب هذا القول .
قال إسماعيل بن أبي إدريس : اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم . المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد .
وقال غيره فيما نقله ابن كثير هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل {عليه السلام} . وهذا يعني 23 ظهراً عن آدم {عليه السلام} بحسب بن
كثير .
وقيل : أنه ابن مالك وهو أخو الياس .
وقيل : الخضر لقب غلب عليه .
قال الخطابي : ويقال : إنما سمي الخضر خضراً لحسنه وإشراق وجهه
وروي عن مجاهد أنه قال : إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى أخضر
ما حوله .
واختلفت أراء المؤرخين في نسبه {عليه السلام} فذهبوا في ذلك إلى أقوال كثيرة ، نذكر بعضها للاطلاع على ما قيل فيه ثم نورد ما ترجح عندنا . فمن تلك الأقوال : -
قال الحافظ بن عساكر : يقال أنه الخضر بن آدم {عليه السلام} لصلبه .
روى الدارقطني بسنده إلى ابن عباس أنه قال : الخضر ابن آدم لصلبه ونسيء له من أجله حتى يُكذَّب الدجال .
قال أبو حاتم السجستاني : أن أطول بني آدم عمراً الخضر وأسمه خضرون بن قابيل بن آدم . وهذا يعني أن آدم جده الأول وليس أبوه .
ذكر ابن قتيبة في المعارف أن نسب الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح {عليه السلام} فإذا كان بين نوح وآدم عليهم السلام ثمانية أظهر ومن نوح إلى الخضر ستة أظهر فالمجموع أربعة عشر ظهراً بين الخضر وآدم .
وقال غيره فيما نقله ابن كثير : هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
وقيل : كان ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل {عليه السلام} .
وقيل : أنه ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر . وهو قول غريب ومردود .
وقيل : أنه ابن مالك أخو إلياس .
وقد أورد هذه الآراء ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء .
والذي يترجح عندنا في مسألة نسبه وزمن ظهوره هو التمسك بالإشارة القرآنية الواردة في ذلك ، فنصوص القرآن الكريم تشير إلى أن أول ظهور له كان في زمن
موسى {عليه السلام} ، ولا نتكلم في أنه من بني إسرائيل أو غيرهم حيث لم يرد نص أو إشارة من كتاب ولا سنة على ذلك ، وكل الذي يلوح : أنه عبد ، نسبه الله لنفسه حيث قال : مِنْ عِبادِنا
ـ يتبع ـ.