*مخاطبة 17
يا عبد أنا أقرب من الحرف وإن نطق، وأنا أبعد من الحرف وإن صمت.
يا عبد أنا رب الحرف والمحروف فما لهما مني مجال، وأنا مرقب الحرف والمحروف فما لهما عن جعلي مدار.
يا عبد للحرف حكم أنا مودعه وللمحروف حكم أنا واضعه فلا تذهب بالحكم المودع عن الحاكم المودع
فإليه يرجع ما أودع وبه ينفذ ما حكم.
يا عبد لا تذهب بالحكم الموضوع عن الواضع فيه يجري ما وضع وإن شاء وقفه.
يا عبد الحرف حرفي والعلم علمي وأنت عبدي لا عبد حرفي ولا عبد علمي
فقف بين يدي لا بين يدي حرفي وقف بين يدي لا بين يدي علمي، إن حرفي يقوم بين يدي كما تقوم
وإن علمي يقوم بين يدي كما تقوم.
يا عبد لا تقف في الجهة فتصرفك إلى الجهات ولا تقف في العلم فيصرفك إلى المعلومات
ولا تخرج عن الوقفة فتنتهبك المكونات.
يا عبد لي الأسماء أودعتها فبي ما أودعتها، ولي الأوصاف ضمنتها فبي ضمنتها.
يا عبد إن أخذك الاسم أسلمك إلى أسمك وإن أخذك وصف أسلمك إلى وصفك.
يا عبد كل آخذ سواي يأخذك فإلى نفسك يسلمك فإذا أخذتك نفسك فإلى عدوك يسلمك.
يا عبد قف بي فلا أسلمك إلا إلي ولا أعول بك إلا علي.
يا عبد قف بي فإذا وقفت فنطقت فأنا الناطق وإذا حكمت فأنا الحاكم.
يا عبد العلم والمعلوم في الاسم والحكم والمحكوم في العلم
والحرف والمحروف في الحكم والظاهر والباطن في الحرف
ولكل حكمة إتقان وإتقانها حصرها على ترتيب القيومية بها.
يا عبد الاسم معدن العلم والعلم معدن كل شيء، فمرجع كل شيء إلى العلم ومرجع العلم إلى الاسم
ومرجع الاسم إلى المسمى، فاستهلك الاسم العلم فكأين هو اسم لا علم فيه واستهلك العلم المعلوم
فكأين هو علم لا معلوم واستهلك المسمى الاسم فكأين هو مسمى لا اسم فيه.
يا عبد الحرف والمحروف دهليز إلى العلم والعلم دهليز إلى الاسم والاسم دهليز إلى المسمى.
يا عبد لي في الاسم والعلم والحرف أبواب فاسلك تلك الأبواب لا أبواب علمك ولا أبواب اسمك، إن الاسم حجابي
وإن العلم حجابي وإن الحرف حجابي، ومقامك إنما هو بين يدي فإذا دعوتك إلى الاسم فإلى الحجاب
فخذ نوري معك لتمشي به في ظلمة ذلك الحجاب فكل حجاب ظلمة لأن النور لي وأنا النور
أنا نور السموات والأرض فاستعذ بي من نوري واستعذ بنوري من حجابي، وقم يا عبد لي في مصاف العبيد
فقد أذنت لك.
*