ياسين الامير
عدد الرسائل : 55 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: الحرف.............خاتمة المشاركات الأربعاء أبريل 07, 2010 1:56 pm | |
| يقول صاحب الإبريز عندما سئل سيدي عبد العزيز رضي الله عنه في بيان الحروف السبع التي نزل بها القرآن قال: شرح لي ذلك في ثلاث أيام متوالية شرحا عظيما وطويلا اختصر منه الكثير صاحب الإبريز، و أنا أختصر الكثير من كلام سيدي عبد العزيز، و سوف أكتفي بالأصول و أحاول توضيحه حسب المستطاع، لأن هذا الشرح لا يفهمه إلا من كان حبه في كتاب الله و في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جما وصلبا.. و هذا بعض ما قال بتلخيص شديد إن المقصود بالأحرف هي أنواره صلى الله عليه و سلم، التي تنوعت على أوجه سبع، و تلك هي التي أمر الحق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرئ بها أمته القرآن و هذه الأنوار السبعة لها وجهتان، إحداهما منه صلى الله عليه و سلم إلى الحق سبحانه، و الثانية منه عليه السلام إلى الخلق، وهي في الوجهة الأولى فياضة على الدوام لا يسكن منها شيء و لا يفتر، فعندما تنزل الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل معها من النور الأول الخاص به صلى الله عليه و سلم، و الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن يطيقه غيره.. و ينزل كذلك مع نفس الآية شيء من النور الثاني للوجه الثاني و ذلك ما هو منه صلى الله عليه وسلم إلى الخلق، و هو ما يطيقه العلماء العاملون و الأولياء الصالحون الذين على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم و هذه الأنوار السبعة أو الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن هي حرف النبوة.. و حرف الرسالة.. و حرف الآدمية.. و حرف الروح.. و حرف العلم.. و حرف القبض.. و حرف البسط حرف النبوة علامته أن تكون الآية آمرة بالصبر و دالة على الحق، و مزهدة في الدنيا و شهواتها لأن النبوة طبعها الميل إلى الحق و القول به و الدلالة عليه و النصيحة فيه حرف الرسالة و علامته أن تكون الآية متعرضة للدار الآخرة و درجاتها و مقامات أهلها و ذكر ثوابها و ما شاكل ذلك حرف الآدمية و يرجع حاصله إلى النور الذي وضعه الله في بني آدم، و أقدرهم به على الكلام الآدمي حتى يتميز به كلامهم عن كلام الملائكة و الجن و سائر من يتكلم، و إنما دخل مع هذه السبعة لوجوده في كل آدمي، و هو في رسول الله بلغ الغاية في الطهارة والصفاء لكمال ذاته صلى الله عليه و سلم حرف الروح و علامته أن تكون الآية متعلقة بالحق سبحانه، و بعلي صفاته و لا ذكر لمخلوق فيها، لأن الروح في مشاهدة الحق على الدوام، فإذا نزلت آية على هذا النحو كان المصاحب لها نور الروح حرف العلم و علامته أن تكون الآية متعرضة لأحوال الخلق الماضين كالإخبار عن عاد و ثمود و قوم نوح و هود و صالح و نحو ذلك، أو منبه على ذم بعض الآراء كقوله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ).. و نور هذا الحرف لو نزل على مخلوق صار به عالما و عارفا و لو لم يكن قبل ذلك الحين عرف واحدا من البشر حرف القبض أما علامته فتكون الآية تتكلم مع أهل الكفر و الظلام.. فتراه في الآية يدعو عليهم مرة و يتوعدهم أخرى، كقوله تعالى:( ِفي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).. و ذلك أن جيش النور و جيش الظلام في قتال دائم، فإذا التفت عليه السلام نحو الظلمة وقع له قبض فيخرج من ذلك القبض ما سبق ذكره من الآيات حرف البسط و علامته أن تكون الآية متعرضة لنعم الله تعالى على الخلق و تعدادها، فإذا التفت صلى الله عليه و سلم إلى نعم الله تعالى على خلقه وقع له بسط فخرجت الآية من مقام البسط
قال سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه و هذه باختصار شديد إمارة كل حرف من الأحرف على التقريب، و إلا ففي كل حرف من هذه الأحرف ثلاثمائة و ستة وستون وجها، لو شرحت هذه الأوجه و بينت في كل آية لظهر باطنه صلى الله عليه وسلم للناس ظهور الشمس، و لكنه من الأسرار يجب كتمانه، و من فتح الله عليه فتحا كبيرا علم ذلك و رآه بالعيان و أحسه بالوجدان.. و من لا فتح له فليترك ذلك.. ولا حرج عليه.. و يكفيه في ذلك التسليم لأهله.. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ أما التقسيم المرخص به.. و الذي يطيقه بالبحث و التحقيق من فتح الله لهم بالتسليم في العلم المكتوم، فهو أن لكل حرف من هذه الحروف السبعة سبعة أجزاء.. فلحرف الآدمية سبعة و حرف النبوة له كذلك سبعة أجزاء، و كذلك للرسالة سبعة و للروح سبعة، و كذلك للقبض و البسط و العلم فالأجزاء السبعة التي تتعلق بالنور الآدمي أو الحرف الآدمي هي: حسن الصورة الظاهرة، و كمال الحواس الظاهرة، و كمال حسن الخلق، و كمال الحواس الباطنة، والذكورية، و نزع حظ الشيطان، و كمال العقل و لحرف القبض كذلك سبعة أجزاء: سريان الحس أي الحاسة السليمة في الذات بحيث تلتذ بالخير و تتألم بالباطل، و الإنصاف، ، و امتثال الأمر، و النفرة عن الضد، والميل إلى الجنس بحيث يتكيف به، و القوة الكاملة في الانكماش، و عدم الحياء من قول الحق و أجزاء حرف البسط سبعة: الفرح الكامل، و سكون الخير في الذات، و فتح الحواس الظاهرة، و فتح الحواس الباطنة، و مقام الرفعة، و حسن التجاوز، و خفض جناح الذل و لحرف النبوة كذلك سبعة أجزاء: قول الحق، و الصبر، و الرحمة، و المعرفة بالله عز و جل، و الخوف التام منه، و بغض الباطل، و العفو و أما أجزاء حرف الروح فهي: الذوق للأنوار، و الطهارة، و التميز، و البصيرة، وعدم الغفلة، و قوة السريان، و كونها تحس بمؤلمات الأجرام و لحرف العلم الحمل للعلوم، و عدم التضييع، و معرفة اللغات، و معرفة العواقب، و معرفة العلوم المتعلقة بأحوال الكونين، و معرفة العلوم المتعلقة بأحوال الثقلين، وانحصار الجهات في أمام و لنور حرف الرسالة: سكون الروح في الذات سكون المحبة و الرضى و القبول، و العلم الكامل غيبا و شهادة، و الصدق مع كل أحد، و السكينة مع الوقار، و المشاهدة الكاملة، و كونه يموت و هو حي، و كونه يحيا حياة أهل الجنة أما بيان تفريع الاختلافات اللفظية التي بين القراء من الصحابة و من ورثهم على النهج المحمدي من الشيوخ السالفة أسماؤهم رضي الله عنهم على الأنوار السبعة الباطنية، و قد تم توضيح أجزاء الأحرف السبعة الباطنية و التي أصبحت عندنا تسع و أربعون ( يعني سبعة أجزاء لكل حرف و هي سبع حروف أما أن الكلام العربي فيتألف من تسعة و عشرين حرفا، و ليس ثمانية و عشرين، لكل حرف جزء من الأجزاء المذكورة و هي كما يلي فللهمزة الامتثال و للباء السكينة و التاء لها كمال الحواس الظاهرة و الثاء لها الإنصاف و للجيم الصبر و للحاء الرحمة الكاملة و للخاء ذوق الأنوار و الدال لها الطهارة و للذال معرفة اللغات و الراء لها حسن التجاوز و الزين لها الصدق مع كل أحد و للطاء التميز و للظاء نزع حظ الشيطان و الكاف لها معرفة الحق سبحانه و للام العلم الكامل و الميم للذكورية.. و للنون الفرح الكامل و الصاد لها العقل الكامل و الضاد لها قول الحق و للعين العفو و الغين لها كمال الصورة و الفاء لها حمل العلوم و للقاف البصيرة و السين لها خفض جناح الذل و للشين القوة الكاملة من الانكماش و للهاء النفرة من الضد و للواو الموت في الحياة و للام الألف عدم الغفلة و للياء الخوف التام من الله عز و جل هذه دلالات الحروف العربية حسب أجزاء الحروف النورانية أو الحرف القرآني، وأما انتسابها حسب الأنوار فهو كما يلي فالحرف الآدمي له من حروف العرب خمس حروف: التاء ( ت )، و الظاء (ظ)، والميم (م)، و الصاد (ص)، و الغين (غ) .. و يبقى من أجزاء الآدمية جزءان وللقبض أربعة أحرف: الهمزة (أ)، و الثاء (ث)، و الشين (ش)، و الهاء (هـ).. و بقي من أجزاء القبض ثلاثة و للبسط ثلاثة أحرف: الراء (ر)، و النون (ن)، و السين (س).. و بقي من أجزاء البسط أربعة و للنبوة ستة أحرف: الجيم (ج)، و الكاف (ك)، و الحاء (ح) و الضاد (ض)، و العين (ع) و الياء (ي).. و يبقى من أجزاء النبوة واحد و للروح خمسة أحرف: الدال (د)، و الخاء (خ)، و الطاء (ط)، و القاف (ق)، و لام الألف (لا)، و يبقى من أجزاء الروح جزآن و للرسالة من هذه الحروف أربعة: و هي الباء (ب)، و الزين (ز)، و اللام (ل)، و الواو(و).. و بقي من أجزاء الرسالة ثلاثة و هذه تسعة و عشرون حرفا على تسع و عشرين جزءا، فيكون الباقي من عدد الأجزاء عشرون، فإن أسقطت تسعة و عشرين عدد الحروف من تسعة و أربعين عدد الأجزاء، بقي عشرون جزءا، و هي التي سبق ذكرها اثنان من الآدمية و من القبض ثلاثة و من البسط أربعة و من النبوة واحد و من الروح اثنين و من العلم خمسة و من الرسالة ثلاثة و هذه هي الأنوار التي نزل بها كتاب الله على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أولا للاهتداء إلى كتابته، ثم النطق به، ثم معرفة المد فيه و الوقف، و كذلك التفخيم والترقيق، ثم بعد ذلك معرفة ما تعنيه الحروف القرآنية، بل بعض ما تعنيه الحروف القرآنية.. و التي رخص فيها رسول الله الكريم و التي تعلمها من لدن عليم حكيم، فمن توفق إلى معرفة شيء منها وفقه الكريم إلى معرفة شيء من أسرار القرآن العظيم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، | |
|