يا عبد أنا أقرب من الحرف وإن نطق ،
وأنا أبعد من الحرف وإن صمت .
يا عبد أنا رب الحرف والمحروف فما لهما مني مجال،
وأنا مرقب الحرف والمحروف فما لهما عن جعلي مدار.
يا عبد الحرف حرفي والعلم علمي وأنت عبدي لا عبد حرفي ولا عبد علمي،
فقف بين يدي لا بين يدي حرفي وقف بين يدي لا بين يدي علمي،
إن حرفي يقوم بين يدي كما تقوم وإن علمي يقوم بين يدي كما تقوم.
يا عبد العلم والمعلوم في الاسم والحكم والمحكوم في العلم
والحرف والمحروف في الحكم
والظاهر والباطن في الحرف
ولكل حكمة إتقان وإتقانها حصرها على ترتيب القيومية بها.
يا عبد الحرف والمحروف دهليز إلى العلم والعلم دهليز إلى الاسم
والاسم دهليز إلى المسمى.
يا عبد لي في الاسم والعلم والحرف أبواب فاسلك تلك الأبواب
لا أبواب علمك ولا أبواب اسمك،
إن الاسم حجابي وإن العلم حجابي وإن الحرف حجابي ،
ومقامك إنما هو بين يدي فإذا دعوتك إلى الاسم فإلى الحجاب
فخذ نوري معك لتمشي به في ظلمة ذلك الحجاب
فكل حجاب ظلمة لأن النور لي وأنا النور ،
أنا نور السموات والأرض فاستعذ بي من نوري واستعذ بنوري من حجابي ،
وقم يا عبد لي في مصاف العبيد فقد أذنت لك.
يا عبد الحرف خزانتي فمن دخلها فقد حمل أمانتي ،
فإن حمل لي لا لنفسه فكرامتي ،
فإن حمل لي ولنفسه فمطالبتي ،
وإن حمل لنفسه لا لي فبرئ من ذمتي .
يا عبد أشهدني في الحرف تشهد الصنعة ،
واشهدني في العلم تشهد الحكمة،
واشهدني في الاسم تشهد الوحدانية.
يا عبد الحرف لغات وتصريف وتفرقه وتأليف وموصول ومقطوع ومبهم ومعجم وأشكال وهيئات،
والذي أظهر الحرف في لغة هو الذي صرفه والذي صرفه هو الذي فرقه والذي فرق هو الذي ألفه والذي ألفه هو الذي واصل فيه والذي واصل فيه هو الذي قطعه والذي قطعه هو الذي أبهمه والذي أبهمه هو الذي أعجمه والذي أعجمه هو الذي أشكله والذي أشكله هو الذي هيأه،
ذلك المعنى هو معنى واحد
ذلك المعنى هو نور واحد
ذلك الواحد هو الأحد الواحد .
يا عبد الحرف ناري الحرف قدري
الحرف حتمي من أمري الحرف خرانة سري .
يا عبد لا تدخل إلى الحرف إلا ونظري في قلبك ونوري على وجهك
وإسمي الذي ينفسح له قلبك على لسانك.
يا عبد لو دخلت بقوة النار لأكلتكما نار الحرف.
يا عبد لا أقول لك ألق المفاتيح بين يدي حضرتي أكرم بها في سريرتك
فمقامك من وراء الحرف لدي ومن وراء مفاتيح الحروف،
فإذا أرسلتك إلى الحروف فلتقتبس حرفاً من حرف
كما تقتبس نارأً من نار
أقول لك أخرج ألفاً من باء أخرج باء من باء أخرج ألفاً من ألف.
-------------------
وقال لي انظر إلى كل بشير يبشرك بعفوي وكل بشير يبشرك بنعمتي وعطفي
فاردد ذلك إلي على مطايا الحرف
وقل يا ألف هذا الألف فاحمله ويا باء هذه الباء فاحملها
ويا حرف هذه الحرف فاحمله،
فإني أنا المبدي وأنا المعيد كتبت على جميع ما أبديت لأبدينك وكتبت عليه لما بدا لأعيدنك، فأرجعه إلي أخزنه في خزائن نظري ثم أعبده إليك في يوم اللقاء وقد ألبسته بيدي ونورت له من نوري وكتبت على وجهه محامد قدسي وحففته في يوم لقائك بعظماء ملائكتي.
وقال لي إن رددته إلي على مطايا الحرف أتلقاه بوجهي وأضحك إليه بحبي وأبوءه داري وأجعله روضة من رياض نظري فيماذا ترى أن أزوده إليك من جلال كرمي.
ا عبد لو جمعت النطقية في حرف وجمعت الصمتية على هم وتعلق بي ذلك الحرف وأقبل علي ذلك الهم ما بلغا كنه حمدي فيما أنعمت ولا حملا رؤية قربي فيما أحطت.
يا عبد سقط الحرف وهدمت الدنيا والآخرة
واحترق الكون كله وبدا الرب فلم يقم له شيء
فلولا أنه بدا بما احتجب واحتجب بما بدا لما بقي شيء ولا فني شيء،
ولو بدا بما بدا لا بدا أبديه على ما له بدا،
ولو احتجب بما احتجب لما عرفه قلب ولا جرى ذكره على خليقة.
_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين