زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: الأدب وأهميته عند اهل الطريقه الحلقه الرابعه الثلاثاء أغسطس 03, 2010 7:22 pm | |
| الأدب وأهميته عند أهل الطريقة - الحلقة الرابعة يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره :
« يا غلام : إذا دخلت عندي فاطوِ عملك ورؤية نفسك . أدخل بلا شيء مفلساً ... من أراد الصلاح فليصر أرضاً تحت أقدام الشيوخ ، ما صفة هؤلاء الشيوخ التاركين للدنيا والخلق ، المودّعين لها من تحت العرش إلى تحت الثرى ، السموات وما فيهن ، والأرضين وما فيهن ، الذين تركوا الأشياء وودعوها وداع من لا يعود إليها قط ، ودعوا الخلق كلهم ونفوسهم من جملتهم ، لوجودهم مع ربهم عز وجل في جميع أحوالهم ،... يا صاحب المال ، إنسَ مالك وتعالَ بين الفقراء وذلّ لله عز وجل ولهم
إن سر وجوب طاعة المريد التامة لشيخه كما أطاع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قبل انتقاله هو أن المريد كالمريض أمام شيخه الذي هو طبيبه ، وكذلك كان الصحابة ، والشيخ لا يأمر المريد أو ينهاه إلا بما فيه خيره وعلاجه من أمراضه الروحية بما ورثه من نور الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، كما كان حضرته قدس سره يطبب قلوب أصحابه بما أمده الله تعالى من نوره إن الطاعة المفترضة هنا هي طاعة ولي الأمر الروحي للمريد وهي واجبة وجوبها للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وذلك لقوله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فمن يطع الشيخ فقد أطاع الرسول لأنه وارثه ، و مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ فعلى المريد أن تكون طاعته لشيخه كطاعة سيدنا إسماعيل عليه السلام لوالده عندما قال له : يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ، وان ينفذ أمر الشيخ ، فالشيخ هو الأب الروحي للمُريدين جميعاً وأستاذهم في السلوك
| |
|
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الأدب وأهميته عند اهل الطريقه الحلقه الرابعه الثلاثاء أغسطس 03, 2010 7:33 pm | |
| على المريد كلما أشكل عليه شيء من حال الشيخ أن يذكر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام... فما ينكره المريد لقلة علمه بحقيقة ما يوجد من الشيخ ، فللشيخ في كل شيء حق بلسان العلم والحكمة .
على المريد أن يستمع لشيخه فيما يقول ويسجل في ذهنه وقلبه ذلك ولا يعترض ولا يعلق ولا يحاول أن يضيف
على المريد أن يصبر على مواقف شيخ الطريقة التربوية كجفوته وإعراضه وأن لا يعترض على شيخه في طريقة تربيته له ، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه ؛ فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به ويَحجُبَ عنه خيراً كثيراً ، ويَقطعَ الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين شيخه قال سيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : دع عنك رياستك وتعالَ اقعد هاهنا كواحدٍ من الجماعة حتى ينزرع كلامي في أرض قلبك ، لو كان لك عقل لقعدت في صحبتي ، وقنعتَ مني كل يوم بلقمة ، وصبرت على خشونة كلامي . كل من كان له إيمان ثبت ونبت ، ومن ليس له إيمان هرب مني
وقال أبو عثمان : صحبت أبا حفص وأنا غلام حدث ، فطردني وقال لا تجلس عندي ، فلم أجعل مكافأتي له على كلامه أن أولي ظهري إليه ، فانصرفت أمشي إلى خلف ووجهي مقابل له حتى غبت عنه واعتقدت أن أحفر لنفسي بئراً على بابه وأنزل وأقعد فيه ولا أخرج منه إلا بإذنه ، فلما رأى ذلك مني قربني وقبلني وصيرني من خواص أصحابه إلى أن مات رحمه الله
وقال ابن حجر الهيتمي : « كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه ، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء ، فليحذر الموفق من ذلك ، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها ، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه » | |
|
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الأدب وأهميته عند اهل الطريقه الحلقه الرابعه الثلاثاء أغسطس 03, 2010 7:42 pm | |
| على المريد أن يراعي خطرات الشيخ في جزئيات الأمور وكلياتها ، ولا يستحقر كراهة الشيخ ليسير حركاته معتمداً على حسن خلق الشيخ وكمال حلمه ومداراته . قال إبراهيم بن شيبان : كنا نصحب أبا عبد الله المغربـي ونحن شبان يسافر بنا في البراري والفلوات ، وكان معه شيخ اسمه حسن وقد صحبه سبعين سنة ، فكان إذا جرى من أحدنا خطأ وتغير عليه الشيخ نتشفع إليه بهذا الشيخ حتى يرجع لنا إلى ما كان.
عليه أن يكون مسلوب الاختيار لا يتصرف في نفسه وماله إلا بمراجعة الشيخ وأمره
على المريد أن لا يتكلم في مجلس الشيخ حتى يبادئه الشيخ بالكلام ، وأن لا يلتفت إلى غيره أثناء كلامه مع الشيخ . يقول الشيخ عمر السهروردي : « أحسن أدب المريد مع الشيخ : السكوت والخمود والجمود حتى يبادئه الشيخ بما له فيه من الصلاح قولاً وفعلاً » وشأن المريد في الاستماع في حضرة الشيخ كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقاً يساق إليه ، فتطلعه إلى الاستماع وما يرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام إرادته وطلبه واستزادته من فضل الله ، وتطلعه إلى القول يرده عن مقام الطلب والاستزادة إلى إثبات شيء لنفسه وذلك جناية المريد .
على المريد أن لا يكثر الأسئلة وان لا يثقل عليه بالكلام إلا إذا كان في موضوع الشرع ولا يتعجل الجواب
يجب أن لا يتحدث لأحد أو مع أحد في مجلس الشيخ ، إلا إجابة لشيخه إذا خاطبه ، إتباعاً لكون الشيخ وارثاً للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فَخُذُوا عَنِّي فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ | |
|