تابع / خصوصية تكريم من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم
(( قل لا أسألكم عليه أجرا.......... إلا المودة فى القربى ))
*************************************************
انتهينا فى اللقاء السابق إلى أن مودة آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم هى السبيل إلى الله وأقمنا على ذلك الدليل من كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... ورب سائل يقول : ألا يعتبرالإستثناء من طلب الأجر طلبا للأجر ؟ ... فأقول له : نعم هو كذلك من حيث ظاهر الأمر ! وهو ليس كذلك من حيث باطن الأمر وحقيقته ... فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يطلب منا شيئا لذاته الشريفة ولكنه طلب ( منا ) ما هو ( لنا ) !! قال تعالى : (( قل ما سألتكم من أجر فهولكم )) سورة سبأ آية 47 فلماذا إذن يطلب النبى صلى الله عليه وسلم ( منا ) ما هو ( لنا ) وليس له ؟ !! ... يجيب المولى عز وجل : (( النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم )) ... فمن ثم هو أحرص على ما ينفع المؤمنين من أنفسهم فطلب منهم ما يبلغهم إلى أعظم منفعة وهى ( المعية ) فيتحقق بها النجاة والفوز والسعادة الأبدية !! وشبيه ذلك فى كتاب الله عز وجل قوله تعالى : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) فالأخذ ظاهره ( السلب ) والنقصان ... وحقيقته وباطنه ( عين العطاء :- تطهرهم وتزكيهم )
*********************************************
وأعود إلى موضوعنا : هل لاحظت يا أخى أن الآية الكريمة قد طلبت منا ((المودة )) بينما الحديث النبوى الشريف طلب منا (( المحبة )) ؟ فما هى الحكمة من اختلاف الطلبين ؟ ... المودة تحتوى المحبة بالضرورة وتحتوى التواصل والتهادى والبذل والعطاء ضمن ما تحتويه من معان عظيمة كما أن المودة تعنى ( حياة ) الطرفين : -(المتودد .. والمتودد إليهم آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم فهم جميعا أحياء سواء فى الحياة الدنيوية أو الحياة البرزخية ) !! ... وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أدبه ربه فأحسن تأديبه قد آثر التعبير بكلمة ( المحبة ) التى لا تستوجب التهادى والبذل والعطاء تأدبا منه صلى الله عليه وسلم وحياء من ربه !! ولكن المولى عز وجل سمى لنا الأمربالإسم الذى يوجب على المؤمنين حقوقا لآل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم (( والله لا يستحى من الحق )) ومن ذلك نفهم لماذا كان الفاروق رضى الله عنه يضاعف لهم العطاء من بيت المال دون غيرهم من المسلمين فكان يميز الحسنين ابنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدى شباب أهل الجنة فى العطاء عن سائر المسلمين .... ويحضرنى الآن مقولة للأديب العظيم عباس العقاد عن أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم : ( فهؤلاء العلية النادرون ينصفهم التمييز وتظلمهم المساواة !! ) ....وللحديث بقية إن شاء الله