الدكتور
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: خواطر حول سورة التين الثلاثاء أبريل 26, 2011 1:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحيم الرحمن الحنان المنان والصلاة والسلام على من أشرقت به الأكوان وآله وصحبه ما غرد طير على الأغصان أما بعد... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ثم أما بعد... فهذه خواطر حول سورة التين، والله الموفق: قال الله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) إشارة إلى سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام الذى ولد فى بيت لحم ونشأ فى بيت المقدس حيث تجود هذه المنطقة بأشجار التين والزيتون. وما جاء فى الإنجيل من ان سيدنا عيسى لعن شجرة التين الغير مثمرة ففيه إشارة لمن لم يتنفع بما جاء به من الخير من بنى إسرائيل. (وَطُورِ سِينِينَ) إشارة إلى سيدنا موسى الكليم عليه السلام حيث كلمه الله تكليماً فى طور سينين وأنزل عليه التوراة التى قال عنها الله تعالى فى القرآن الكريم: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) [الأنعام : 154] وكثيراً من بنى إسرائيل أيضاً لم ينتفع بهذا الخير حيث أنهم تشبثوا بما ورد فيه من الشريعة ولم يتحققوا بما فيه من حقيقة. (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) اشارة إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذى رفع القواعد من البيت ودعا لمكة بالأمان فأجيبت دعوته قال تعالى عنه: " رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا" [إبراهيم : 35]، وإشارة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: "لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)" [البلد : 1 ، 2]. (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) إشارة إلى خلق الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقتة المحمدية فى أحسن تقويم، وإلى أفراد الإنسان الكامل الذين لهم الإستعداد الكامل لقبول المرآتية وعلى رأسهم سيدنا إبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى الروح وهم أفضل أفراد هذا الوجود الإنسانى المستمدين من حقيقة الحقائق محمد صلى الله عليه وسلم. (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) قالوا: ادفن نفسك أرضاً أرضاً كيما تعلو سماءً سماءً، والآية إشارة إلى من لم يقبل الحقائق النورانية بل أخلد إلى الأرض قال تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)" [الأعراف : 175 ، 176]. (إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) بالإيمان والطاعات والمجاهدات والرياضات يرتفع الإنسان إلى الحضرة القدسية حال كونه على الأرض، وهو مقام وراثة حضرة النبى صلى الله عليه وسلم. (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) الدين عند الله هو الإسلام وهو إسلام الوجه إلى الذات الإلهية، والاستسلام والإنقياد للإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم. والإسلام هو الوجود لأن الوجود كله منقاد إلى الله قال تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت : 11]". (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) هذا تقرير بحكمة الله التى اقتضت نزول الإنسان من الحضرة القدسية ليمتحن على الأرض ليعلم الله من يريد وجهه قال تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) [العنكبوت : 2 ، 3]". وصلى الله على سيدنا محمد زينة الممالك، وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله على ذلك. | |
|