|
| الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان ..د . عبد الوهاب المسيرى ..ملخص | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محب الامام الجيلي
عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان ..د . عبد الوهاب المسيرى ..ملخص الأربعاء مايو 09, 2012 6:39 am | |
|
قراءة في مفهوم تفكيك الإنسان في الفلسفة المادية لـ د.عبد الوهاب المسيري قراءة : زهر البيلسان – يقظة فكر – الجزء الأول لطالما كانت الفلسفة المادية هي المرجع الأساسي للفلسفات الحديثة كالماركسية و البراجماتية و ملهمة النخب الثقافية و الفكرية, بل يمكن تفسير الآليات السياسية للدول من خلالها, فضلا عن تأثيرها في الظاهرة الإنسانية و تكوين نمط معين في تصور هذه الظاهرة. يقدم د.عبد الوهاب المسيري في كتابه الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان دراسة لهذه الفلسفة يستهلها بإشكالية المادي و الإنساني مفسرا سر جاذبية هذه الفلسفة. ثم يبين قصورها في تفسير الظاهرة الإنسانية و مآلاتها. 1. الظاهرة الإنسانية لن نحتاج إلى البرهنة على أن الإنسان يحمل ثنائية المادي و الغير مادي. فمن المادي حاجته للطعام و التناسل و النوم, مثلا. و من غير المادي حاجيات أخرى كالثقافية و الروحية و الأخلاقية و غيرها. بمعنى أنه لا يمك إختزاله في وظائفه البيولوجية فقط. و طبعا الفلسفات المادية ليست بالسذاجة التي تنكر الجانب الغير مادي و لكن الإشكال في طريقة تفسيرها لهذا الجانب حيث ترجعه كليا إلى أبعاد و حسابات كمية و علمية بحتة فتقيس الظواهر الطبيعية في الكون بإخضاعها للتجربة و تطبق نتائجها على الإنسان طبيعة تحوي ما يكفي لتفسيرها ولا توجد إذن حاجة لمركز آخر خارجا عنها أي الإله و هو ما يُسميه الدكتور د.عبد الوهاب المسيري بالمرجعية الكامنة. أي أن تفسير كل الأبعاد في الكون كامن فيه. و يُقدم تفسير مادي آخر برز وهو المرجعية الحلولية التي تقول بأن الإلاه موجود و لكنه يحُل في مخلوقاته, مثل على ذلك ما أطلق عليه هيجل مصطلح روح التاريخ أو الروح المطلق. يرى د.عبد الوهاب المسيري بأن هذا الإختزال و التبسيط هو سر إستقطاب الفلسفات المادية للنخب الثقافية, فيقدم في مقابل هذه التفاسير , المرجعية المتجاوزة. وهي تعني بأننا نحتاج في تفسيرنا للبعد الإنساني الغير مادي إلى وجود مركز آخر خارج عن الطبيعة و هو الإله, يحتضن الظاهرة الإنسانية و يغطي قصور التفسير المادي الذي لم يصل إلى إجابات شافية لجوانب و أسئلة منها : 1. الأسئلة الو جودية وهي الأسئلة حول الغائيات و العلل, من أين جئنا؟ و أين المطاف .. . أسئلة كثيرا ما يطرحها العقل البشري محاولا تفسير وجوده. و هذه الأسئلة الوجودية هي ما يميزه عن بقية الكائنات. فهو إن لم يجد إجابة شافية لا يستمر في الإنتاج الحيواني ,كما يقول د.عبد الوهاب المسيري, بل يتوقف و يُصاب بالذهول و قد يُصاب بإحساس بالعدمية. و هو ما يُفسر ظاهرة الإنتحار مثلا, أو الجرائم التي لا تصدر عن حاجة خلافا لحيوانات التي تتقاتل لحاجات غريزية. 2. الخريطة الإدراكية إستعمل د.عبد الوهاب المسيري يهذ المصطلح ليُشير إلى ما يحدد نظرة و تفسير العقل البشري للوقائع. و هذه الخريطة تختلف من شخص لآخر, فما يراه البعض بديهيا قد يستوقف آخرين وما يركز علية شخص في جادثة معينة قد يراه آخر مجرد تفصيل و هكذا. يُعطينا مثالا من القضية الفلسطينية كيف أن الغرب لا تستوعب خارطته الإدراية المادية إصرار الشعب الفلسطيني على العودة إلى أرضه و رفضه الإغرائات فيحتفظ مواطن بمفتاح بيت لم يعد موجود أصلا و يفضل العيش في الفقر, فهو من منظوره تخلفٌ و قصور. “فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي لا يستجيب للمؤثرات مباشرة و إنما لطريقة إدراكه لها”. 3. التعبيرات الغير مادية للإنسان ظواهر حضارية يعبر بها عن نفسه كالحس الجمالي, الخلقي, الديني, العاطفي, النشاطات الإجتماعية و غيرها و هي ظواهر لا يمكن تفسيرها و ردها كليا للجانب المادي فلا تُوجد لها غدد تفسرها. 4. الحرية و القدرة على التجاوز يبقى الإنسان كائنا قادرا على التجاوز برغم الظروف والحدود الطبيعية و التاريخية و السياسية, قادرا على إعادة صياغة ذاته و بيئته حسب رؤيته.و التاريخ زاخرٌ بالشواهد. و يعبر د.عبد الوهاب المسيري هنا عن الفارق بين الزمن الإنساني و الزمن الحيواني ف من خلال ثنائيات فالزمن الإنسان هو زمن الإبداع و السقوط, المأساة و الملهاة, الخطيئة و التوبة.. كما أسلفنا, هذه النقاط الأربعة, لا تُوجد لها غدد و أنزيمات تفسرها. و يفسرها د.عبد الوهاب المسيري بمنظومة أخرى مغايرة تحوي بدل المصطلح الطبيعي المادي, مصطلح النزعة الجنينية في مقابل النزعة الربانية. الأولى هي كالرغبة في العودة إلى الرحم حيث إشباع الاحتياجات المادية, فكأنها تمثل الجانب المادي للإنسان. أما الثانية فهي التي تسعى إلى تفسير الجانب غير المادي في الإنسان و الذي يستدعي وجود الله فهي تمثل رغبة في سمو الإنسان عن جانبه المادي. فهو ليس بالإلاه كما أنه ليس كائنا ماديا محضا. هو كائن مكلف و عليه أعباء أخلاقية. نشهد إذن إنتقالا من ثنائية المادة و الطبيعة إلى ثنائية الخالق و المخلوق, الجسد و الروح, المقدس و المدنس.. هو إذن كائن رباني, كما أسماه امسيري, يحمل في تكونه نفخة من روح الله, و له حدوده, و بينه و بين خالقه مسافة. و كلما إبتعد عن الله و تجاهل خاصياته الإنسانية المرطبتة بأصله الرباني, إتسعت هذه المسافة و أصبحت هوة. هو الإنسان الرباني في مقابل الإنسان الدارويني. يقول د.عبد الوهاب المسيري في هذا السياق ” إذا كان إكتشاف الشر في النفس البشرية قد قادني بعيدا عن الإيمان, فإن إكتشاف الخير فيها قد عاد بي إلى عالم الإنسانية و الإيمان. هكذا, بدلا من الوصول إلى الإنسان من خلال الله, وصلتُ إلى الله من خلال الإنسان”
| |
| | | محب الامام الجيلي
عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: رد: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان ..د . عبد الوهاب المسيرى ..ملخص الأربعاء مايو 09, 2012 6:42 am | |
|
قراءة في مفهوم تفكيك الإنسان في الفلسفة المادية لـ د.عبد الوهاب المسيري 2-4قراءة: زهر البيلسان – يقظة فكر2. الهجوم على الطبيعة البشريةيسوق الكاتب أمثلة منها1. وحدة العلومهناك سعْي إلى توحيد العلوم الإنسانية مع العلوم الطبيعية بإعتبار الإنسان جزء لا يتجزء من الطبيعة, يخضع لنفس المقاييس فلا حاجة لعلم مفرد له.كما يقول د.عبد الوهاب المسيري ” انغمست العلوم الإنسانية في التجريب على الحيوانات واستخلاص النتائج من تلك التجارب المعملية وتصور أنها تنطبق على الإنسان. ولهثت وراء “الضبط الصارم” للتجارب والمفاهيم، وسعت للتوصل إلى مؤشرات كمية منفصلة عن القيمة محاكية العلوم الطبيعية، واستعانت بأدوات علم النفس الإكلينيكي أو المعملي لفهم السلوك الفردي والجماعي. وانصبت دراسات علم النفس التجريبي في الخمسينيات والستينيات على رصد سلوك الإنسان من الخارج، تماما كما يُرصد سلوك الطيور والنمل، وأضحت المفاهيم موضوعا للضبط والقياس ومجالا للتعريف الدقيق، ومساحة تسعى العلوم الإنسانية من خلال التماس الدقة فيها إلى اللحاق بالعلوم الطبيعية، بحيث تصل إلى درجة من اليقين العلمي لا تختلف عن مثيلتها في العلوم الطبيعية”.2. نظرية الحقوق و العنصريةمعظم الحركات الحقوقية إنتقلت من كونها حركات إنسانية تسعى لنيل حقوق و حريات أفراد أو جماعة إلى حركات عنصرية تطالب بالتسوية بدل المساواة. و التسوية بمعنى المساواة بين طرفين في جميع الجوانب ليس فقط الحقوق و الحريات و يضرب مثلا حركات نسوية إنتقلت من الدفاع عن حقوق المرأة إلى حركات تدعو إلى التمركز حول الأنثى و إلغاء ثنائية المرأة و الرجل بل و الإستغناء عنه, فظهرت مصطلحات كتأنيث اللغة و تأنيث التاريخ.مما أدى إلى إنقسام المجتمع إلى أقليات, أقلية للدفاع عن الأطفال, المسنين, عن الشواذ جنسيا, الحيوانات و غيرها. هي إذن تدعو إلى الفصل أكثر منه إلى نيل حقوق. و يضرب الكاتب مثالا على ذلك,اللإعتراض على إكشاف الأذن الإلكترونية التي تساعد الصم على السماع بدعوى أنها لا تحافظ على كيان و لغة هذه الفئة من البشر !كما يرى د.عبد الوهاب المسيري بأن هذه الفلسفة قد كرست ما أسماه بعنصرية التفاوت و عنصرية التسوية :عنصرية التفاوت :برغم ما يحمل خطاب هذه الفلسفات من دعاوى للمساواة ونيل الحقوق و الحريات لكل الأفراد, فإن هذه المطالب تُبطن كمًا هائلا من العنصرية. و ذلك أمر طبيعي, فهذا النموذج المادي الإستهلاكي الذي تروج له هذه الفلسفات لابد له من موارد فكانت حركة إستعمارية قائمة على إستثمار ثروات شعوب أخرى هي متخلفة حضاريا أو عرقيا أو بيولوجيا حتى. فكان إذن التركيز على النظرية العنصرية, و الذي إستمد نفَسه من تراجع و غياب القيم الدينية هناك شيئا فشيئا بسبب تصاعد معدلات العلمنة.فتكثفت الدراسات العرقية التي كرست تفاضل الأجناس, فوصل البعض إلى أن هناك عُصارات و غدد في كل شعبٍ تُفسر عبقريته.عنصرية التسوية :هذا النوع من العنصرية هو ما أشرنا إليه سابقا من رغبة في فرض سلس لنمط واحد على الجميعو هو الإنسان الإستهلاكي الذي يذوب في الحركة الإقتصادية و يغيب عن الآليات السياسية. و تتوسع عنصرية المساواة لتشمل محو خصائص الشعوب و ثقافاتها, أي كل ما يجعلها تختلف عن الحضارات الأخرى و يمنعها بالتالي من الإستجابة أو مقاومة هذا التنميط, كالعنصر الديني.فهي دعوة عالمية للتسامح تحمل قدرا كبيرا من التجاهل للهوية. و هي ترفض أشكال التفاوت البشري بل و حتى البشري الحيواني في أحيان كثيرة. و تبرز عنصرية التسوية فيما نراه من عدم قبول, في بلدان أوروبية و خاصة فرنسا, للمسلمين مُقابل إستعداد تام لتقبلهم بعد أن تتم “فرنستهم” أي محو عناصر الهوية و لي عنقها من باب الحفاظ على المواطنة, لذلك مثلا تجدهم يتحدثون عن الإسلام الفرنسي أي الإسلام الذي لا يتعارض مع النموذج المادي المُتبنى هناك. هو إذن عصر ما بعد الإيديوليجيات. | |
| | | محب الامام الجيلي
عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: رد: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان ..د . عبد الوهاب المسيرى ..ملخص الأربعاء مايو 09, 2012 6:47 am | |
| قراءة في مفهوم تفكيك الإنسان في الفلسفة المادية لـ د.عبد الوهاب المسيري 3-4 قراءة: زهر البيلسان – يقظة فكر 3. العقل و المادة يرى د.عبد الوهاب المسيري أن هذه الفلسفات أدت إلى حصر مفهوم العقل في الجانب المادي فكان العقل الأداتي أو التقني وهو الذي يهتم بالوسائل فقط بدل الغايات. و ضرب د.عبد الوهاب المسيري مثلا عن ذلك التقدم الهائل للمجتمعين النازي و الصهيوني في خدمة غايات داروينية. هو إذن عقل محايد لا علاقة له يالأخلاق (value-free) و الأسئلة الوجودية و كل ما يتجاوز الحواس الخمسة. من ميزاته : - يقيس الوقائع بمنظار كمي خال من الأسرار و ما قد يستعصي عن القياس. فلا مجال للكيْفِ فيه. - صارمٌ في قياساته و محافظ يُتقن الإذعان للأوامر دونما نقد. أي أنه تكنوقراطي بإمتياز, كما تجلى ذلك في الحقبة الثورية. - غير قادر على إستيعاب القداسة و الأسرار, لذلك فهو ينزعها عن الظواهر فيغدو كل ماهو ميتافيزيقي تُهمةُ تفاهة. و قد حاولت مدرسة فرانكفوت تفسير نشأة هذا العقل التقني بآليات التبادل في المجتمع الرأسمالي. حيث التبادل يعني إستواء الأشياء دونما تمعن في قيمتها. فطوروا في مقابل هذا لمفهوم مصطلح العقل النقدي أو الموضوعي. 4. الترشيد و القفص الحديدي ( الإمبريالية النفسية) الترشيد بمفهومه إتقان إستعمال الوسائل في خدمة الغايات بأنجع طريقة بقطع النظر عن القيمة الأخلاقية لهذه الغايات. كيف يتم ذلك؟ يتم ذلك عن طريق تفكيك و إعادة صياغة المجتمع وفق هدي العقل الأداتي. بمعني أنه يتم إستبعاد كل ما يستعصي عن القياس, كالعنصر الديني أو الإنساني. ثم تتم إعادة التركيب وفق المعايير العقلية بحيث تجعله مثلا, مستعدا لأن يذوب كُليا في الحركة الإقتصادية للسوق, إذ لا تجده يتسائل كثيرا عن جدوى ما يستهلكه بقدر ما يستجيب للإعلانات. و يقدم مثال آخر , عزوف المواطن عن المشاركة في الشأن السياسي لا عن قمع بل عن عدم مبالاة كما نرى المواطن الأمريكي بالرغم من هيمنة السياسية الأمريكية على العالم. هي إذن عملية تفكيك سلسة و فطنة جدا بحيث تجعل هوية الفرد تتكيف بشكل مرن مع المعطيات دونما إحساس عميق بذلك. ذلك لأنها لا تتركه في فراغ, بل تعظم قطاع الترفيه و اللذة كما يُسميه د.عبد الوهاب المسيري. فحتى أحلامه تُصبح مرشدة وهذا هو القفص الحديدي أو ما أسماه الإمبريالية النفسية. يقل د.عبد الوهاب المسيري في هذا السياق ” صورة الإنسان الكامنة في الحداثة المنفصلة عن القيمة هو الفرد صاحب السيادة الكاملة، مرجعية ذاته، والهدف من الوجود بالنسبة له تحقيق النفع الشخصي وتعظيم المتعة وزيادة اللذة. فهو إما إنسان اقتصادي أو إنسان جسماني أو خليط منهما، وهو في جميع الأحوال إنسان طبيعي/مادي لا علاقة له بالخير أو بالشر أو بأي قيمة تقع خارج نطاق الحواس الخمس.” و قد برزت عدة أنساق تدعو للتصدي لهذا الترشيد و الإنسلاخ من هذا القفص, منها على سبيل المثال الجمعيات التي تدعو إلى إستهلاك كل ماهو طيبعي و جمعيات حماية و غيرها, ولكنها كثيرا ما تصطدم بسياسات الدولة.
| |
| | | محب الامام الجيلي
عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| | | | | الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان ..د . عبد الوهاب المسيرى ..ملخص | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |