في حال القبض كنت , الحياة سوداء في عينيي , لا طعم لها , تتقاذفني أمواجها في بحر لا قرار له , والهدف بالنسبة لي أصبح صغيرا لا قيمة له , وحسبت أن هذا الطريق ليس لي . أسرعت إلى شيخي ووقفت بين يديه باكيا وقلبي حزين منفطر . قال شيخي دون أن يسألني شيئا : الحال حال القبض والبسط لا محال قادم , اسمع يا بني هذه القصة : عاش ملك في قصر عظيم , وكان القصر مليء بالخيرات والكنوز والحياة , وكان القصر على جبل شاهق يكاد يكون محالا الوصول إليه , ولما أراد الملك أن يعطي الناس من كل ما عنده من الخيرات , أمر المنادي أن ينادي في الناس بأنه من أراد العيش في خيري فليصعد إلى القصر , وأمر حراسه الأشداء أن يضربوا بكل قوة كل من يحاول الصعود , اجتمع الناس حول الجبل , لكن اغلبهم هاله صعوبة الطريق إلى القصر وقال منذ البداية هذا الصعود ليس لي وعاد إلى داره , والقليل شرعوا بالصعود لكن الحراس الأشداء كانوا يطيحون بهم الواحد تلو الآخر فيهربون فارين , إلا واحد قاوم كل الحراس ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم , حتى تغلب عليهم ووصل إلى باب القصر , لكنه وجد الباب مقفلا بقفل عظيم , فرمى نفسه بجانب الباب باكيا وقلبه مكسور ,وبكاؤه يهز الجبل, سمع الملك هذا الصوت فقال : افتحوا الباب , فلا قِبل لي بالقلوب المنكسرة الباكية التي حاربت بشجاعة . فُتح الباب ودخل هذا الإنسان يقول : كل الأبواب سدت إلا باب الدمع .