صبرى محمد خليل
عدد الرسائل : 187 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: الشيعة:قراءه نقدية مقارنه لأصولها الفكرية الخميس نوفمبر 15, 2012 7:58 am | |
| الشيعة:قراءه نقدية مقارنه لأصولها الفكرية د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم sabri.m.khalil@hotmail.com تعريف: الشيعة في اللغة الأنصار، والتشيع الانتصار، فشيعة فلان أنصاره وتشيعوا لفلان انتصروا له. والشيعة من ناحية تاريخية هم أنصار على بن أبي طالب رضي الله عنه. أما الشيعة باعتبارها فرقة أي (مذهبً) فتقوم على الاعتقاد بأن الخلافة يجب أن تنحصر في علي رضي الله عنه وذريته بالنص. ثم اختلفوا في مَن مِن ذريته يحق له الخلافة (الإمامة)، فقالت الزيدية بإمامة الحفيد الثالث زيد بن علي بين الحسين، وقالت الإسماعيلية بإمامة حفيده السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، وقالت الاماميه الاثني عشرية بإمامة الحفيد الثاني عشر محمد بن الحسن (الملقب بالعسكري) الاماميه (الاثني عشرية):واصل التسمية أنهم قالوا بإمامه الحفيد الثاني عشر لعلى بن أبى طالب كما تقدم ذكره ،ويوجد القسم الأكبر منها في إيران، بالاضافه إلى أقسام اصغر في العراق ولبنان والسعودية... وأصول المذهب الامامى(الاثنى عشري) هي: الإمامة من أصول الدين: ترى هذه الفرقة أن الإمامة (السلطةِ) هي أصل من أصول الدين التي لا تحتمل التأويل، وبالتالي لا تخضع للاجتهاد، وليست فرع من فروعه التي تحتمل التأويل، القابلة للاجتهاد. النص والتعيين: وقالوا أن اختيار الإمام لا يتم بانتخاب الجماعة له بالبيعة (كما يرى أهل السنة)، بل بالتعيين الإلهي ،ومن خلال تحديد النص (القرآن والسنة) للإمام، فالبيعة لاحقة على هذا التعيين الإلهي، وأوردوا أدلة نقليه منها حديث غدير خم (من كنت مولاه فعلي مولاه)، كما أوردوا أدلة عقلية منها: أن الفرد غير معصوم عن الخطأ، والجماعة هي مجموع أفراد، فهي بالتالي غير معصومة عن الخطأ أيضاً، والخطأ في اختيار الإمام يترتب عليه الفوضى وتفكك الجماعة، لذا فإن اختياره أمر إلهي. عصمة الأئمة: ورتبوا على اعتبارهم ان اختيار الأئمة هو اختيار إلهي ، أنهم معصومون من الخطأ، وأوردوا أدلة نقليه منها قوله تعالى لإبراهيم عليه السلام (لا ينال عهدي الظالمين)، كما أوردوا أدلة عقلية منها دليل التسلسل. الغيبة: وقالوا أن الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن (الملقب بالعسكري)قد غاب (اختفى) غيبة صغرى سنة 260 هـ، واستمرت سبعين عاماً، ثم غيبة كبرى تستمر إلى آخر الزمان. الرجعة:وقالوا بعودة الإمام الثاني عشر آخر الزمان على صورة المهدي المنتظر. التقية:وقالوا بوجوب عدم كشف قواعد المذهب لغير المنتمين إليه، أو عدم كشف انتماء الفرد إلى المذهب للغير واستدلوا بقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)، وينقلون عن جعفر الصادق (التقية ودين آبائي). الزبدية:هم أتباع زيد بن علي زيد بن علي بن الحسين، وتوجد في اليمن ...وأصول المذهب الزيدى هي: الإمامة من فروع الدين:اتفقوا مع أهل السنة ،وخالفوا الشيعة الاثني عشرية في القول بأن الإمامة فرع من فروع الدين التي تحتمل التأويل فهي خاضعة للاجتهاد. النص والتعيين الخفي:إذا كان الشيعة الاثني عشرية قالوا بالنص والتعيين الجلي (الظاهر)، أي أن هناك نصوصاً يقينية الورود والدلالة تحدد من هو الإمام، فإن الشيعة الزيدية قد قالوا بالنص والتعيين الخفي، أي أن هناك نصوصاً تحدد من هو الإمام ،لكنها ظنية الورود والدلالة وبالتالي تحتمل التأويل والاجتهاد، فضلاً عن أن هذه النصوص قد حددت الإمام بصفاته لا باسمه ،والفرق بين الموقفين أن الموقف الاثني عشري يترتب عليه أن من أنكر إمامة علي وذريته منكر لنص قطعي يقيني أي كافر، أما الموقف الزيدي فيترتب عليه أن من أنكرها مجتهد مخطئ. جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل: ويقصدون بالأفضل علي بن أبي طالب، وبالمفضول أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، أي أن علياً كان أحق بالخلافة منهم ، ولكن لصغر سنه وتعرض الدولة للأخطار جاز توليهم الخلافة قبله، بخلاف الشيعة الاثني عشرية الذين يرونهم مغتصبين للخلافة. العلوية النصيريه : يرجع الاسم إلى نسبه الطائفة أولا إلى على بن أبى طالب رضي الله عنه، والذي تعتقد ان الخلافة يجب ان تنحصر فيه وذريته كغيرها من فرق الشيعة ، ونسبه الطائفة ثانيا إلى محمد بن نصير البكري النميري، والذي تعتقد هذه الطائفة بأنه الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري ، مع ملاحظه أن الشيعة الاماميه يرفضون ذلك . وتوجد هذه الفرقة بسوريا ولبنان... وأصول المذهب العلوي هي: الامامه(السلطة): تتفق هذه الطائفة مع اغلب الطوائف والفرق الشيعية في القول بان الامامه(السلطةِ) هي أصل من أصول الدين التي لا تحتمل التأويل، وبالتالي لا تخضع للاجتهاد، والقول بالنص والتعيين، أي أن اختيار الإمام يتم بالتعيين الإلهي ومن خلال تحديد النص (القرآن والسنة) للإمام. والقول بعصمة الأئمة من الخطاْ باعتبار ان اختيارهم هو اختيار إلهي . جاء في بيان "عقيدة المسلمين العلويين" إصدار عدد من رجال الدين من المسلمين العلويين في الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية1392هـ (نعتقد أنها- اى الامامه- منصب إلهي , اقتضته حكمة الله سبحانه لمصلحة الناس , في مؤازرة الأنبياء بنشر الدعوة , والمحافظة بعدهم على تطبيق شرائعهم وصونها من التغيير و التحريف والتفسيرات الخاطئة . ونعتقد أن اللطف الإلهي اقتضى أن يكون تعيين الإمام بالنص القاطع والصريح... وأن يكون الإمام معصوماً – مثل النبي – عن السهو والذنب والخطأ , لكي يطمئن المؤمنون بالدين إلى الإقتداء به في جميع أقواله وأفعاله , والأئمة عندنا اثنا عشر , نص عليهم النبي (ص) وأكد السابق منهم النص على إمامة اللاحق) . كما تتفق هذه الطائفة مع الشيعة ألاثني عشرية فى القول بإمامة الحفيد الثاني عشر محمد بن الحسن (الملقب بالعسكري)، ولكنها تختلف معها فى القول بان محمد بن نصير هو الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري كما سيق ذكره. كما تختلف هذه الطائفة مع أهل السنة في قولهم ان الإمامة فرع من فروع الدين التي تحتمل التأويل فهي خاضعة للاجتهاد، و أن اختيار الإمام يجب ان يتم بانتخاب الجماعة له بالبيعة ، وقصر العصمة على الأنبياء. تقويم: نقد مفاهيم المذهب : وقد تعرض علماء اهل السنه بالنقد لكثير من المفاهيم التى تشكل اصول وفروع ونتائج (لوازم) المذهب كسب اصحابه وزواج المتعه... الامامه بين الأصول والفروع:وكما سبق ذكره فان اغلب فرق الشيعة قالت أن الامامه أصل من أصول الدين، وهو يخالف ما ذهب إليه أهل السنة من أن الامامه من فروع الدين وليس من أصوله ، يقول الآمدي ( واعلم أنّ الكلام في الإمامة ليس من أُصول الديانات ، ولا من الأُمور اللابدِّيَّات ، بحيث لا يسع المكلَّف الإعراض عنها والجهل بها ...) (غاية المرام في علم الكلام : ص 363، لسيف الدين الآمدي)،ويقول الإيجي : ( وهي عندنا من الفروع ، وإنّما ذكرناها في علم الكلام تأسيّاً بمن قبلنا ) (المواقف : ص 395) ، ويقول الإمام الغزالي ( اعلم أنّ النظر في الإمامة أيضاً ليس من المهمات ، وليس أيضاً من فنّ المعقولات ، بل من الفقهيات ... ) (الإقتصاد في الإعتقاد : ص 234) ، ويقول التفتازاني ( لا نزاع في أنّ مباحث الإمامة ، بعلم الفروع أَليق ، لرجوعها إلى أنّ القيام بالإمامة ، ونصب الإمام الموصوف بالصفات المخصوصة ، من فروض الكفايات ... ) (شرح المقاصد : ج 2، ص 271) . الثيوقراطيه و الكهنوتية: والقول بان امامه أصل من أصول الدين، يترتب عليه القول بان العلاقة بين الدين والدولة، هي علاقة تطابق و خلط، لا علاقة ارتباط ووحده، وهو ذات تصور مذهبي الثيوقراطيه(اى الدولة الدينية بالمفهوم الغربي) والكهنوتية للعلاقة بين الدين والدولة،غير أن هذا التصور مرفوض إسلاميا، لأنه يودى إلى تحويل المطلق عن قيود الزمان والمكان(الدين)، إلى محدود بالزمان والمكان نسبى فيهما(الدولة أو السلطة)أو العكس،وبالتالي يؤدى إلى إضفاء قدسيه الدين و اطلاقيته على البشر واجتهاداتهم المحدودة بالزمان والمكان،وهو ما رفضه الإسلام حين ميز بين التشريع الذي جعله حقا لله، والاجتهاد الذي جعله حقا للناس، فضلا عن ان مضمون الكهنوتية والثيوقراطيه هو إسناد السلطة الدينية و السياسية إلى فرد أو فئة ، ينفرد او تنفرد بها دون الجماعة( رجال الدين)،وهو مذهب مرفوض في الإسلام، قال تعالى(واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )، الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا أنهم آلهة العالم ،بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم. الأثر الفارسي: وجذور التصور الشيعي للإمامة (السلطة) (وتحديداً الشيعي الاثني عشري) ترجع إلى العقائد والفلسفات التي كانت سائدة في فارس قبل الإسلام، فقد كانت فارس في الطور الشعوبي عندما دخلها الإسلام،فكان بالنسبة إليها إضافة أغنت حضارتها الشعوبية، ولكن لم يلغِى كل وجودها السابق عليه، من آثار وجودها الذي لم يلغه الإسلام نظرية الطبيعة الإلهية للملوك ،التى تحورت الى التصور الشيعي للإمامة يقول الشيخ محمد أبو زهرة (وفي الحق إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته، والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح).( محمد أبو زهرة، الفرق الإسلامية، ص61). المنظور الشخصي للدين: إن الإسلام كدين يرفض المنظور الشخصي بكافه أشكاله، لأنه يقوم على التأكيد على الذاتية وإلغاء الموضوعية ، بينما الإسلام يقوم على موضوعيه مطلقه ذات أبعاد تكليفيه(ممثله في قيم وقواعد الوحي)،وتكوينيه(ممثله في السنن الالهيه التي تحكم الوجود) تحدد ولا تلغى الذاتية.ومن أشكال المنظور الشخصي التي أشارت النصوص إلى النهى عنه المنظور الشخصي للدين الذى يربط بقاء الإسلام كالدين ببقاء شخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما في قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقبيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِين)َ، وتأكيدا لذلك قال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بعد وفاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) (ألا من كان يعبد محمدا (صلى الله عليه وسلم)، فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت (، بناءا على هذا كان احد أوجه النقد التي وجهها علماء أهل السنة للمذهب الشيعي، أنه يقوم على شكل من أشكال المنظور الشخصي للدين، يقول الشهرستاني (يجمعهم القول بأن الدين طاعة رجل، حتى حملهم ذلك على تأويل الأركان الشرعية من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك على الرجال... ومن اعتقد أن الدين طاعة رجل ولا رجل له، لأنه "غائب في سردابه" فلا دين له..) (الملل والنحل: 1/147). نقد اهل السنه للتصور الشيعي للمهدي: اعتقد الشيعة الاثنى عشريه ( الاماميه ) بالمهدي المنتظر، و بنوا على هذا الاعتقاد أصلين من أصول مذهبهم هما:الغيبة:أي غيبه الإمام الثاني عشر غيبة صغرى استمرت سبعين عاماً ، ثم غيبة كبرى تستمر إلى آخر الزمان. والرجعة:أي عودتة آخر الزمان على صورة المهدي المنتظر.كما اعتقد به الشيعة الإسماعيلية، وبعض الزيدية ونفاه بعض الزيدية .وقد جعلت الاثنى عشريه و الاسماعليه الاعتقاد بالمهدي المنتظر أصل من أصول الدين ، أما من اعتقد به من الزيديه فقد ، ورغم اعتقاد اغلب أهل السنة بالمهدى الا انهم جعلو الاعتقاد به من فروع الدين وليس من اصوله كما عند الشيعه بالاضافه الى هذا فقد تعرض.أهل السنة للتصور الشيعي للمهدى بالنقد لأنه غير عقلاني(وبالتالي اسطورى) يقول ابن القيم( ولقد أصبح هؤلاء عار على بني ادم وضحكه يسخر منهم كل عاقل) ،وغير علمي(وبالتالي خرافي) يقول ابن كثير في كتاب الفتن والملاحم(وليس هو بالمنتظر الذي تزعم الرافضة ونرتجى ظهوره فى سرداب سامراء فان ذلك ما لا حقيقة له ولا عين ولا اثر) ، فالتفكير العلمي يقوم على الإقرار بأن هناك قوانين حتمية تضبط حركة الأشياء والظواهر ، وهذا ما أقره الإسلام حين قرر القران أن حركه الكون خاضعة لسنن إلهية لا تتبدل: " فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً". (فاطر:43).بينما التصور الشيعي للمهدي يقوم على بعض أشكال التفكير الخرافي كما هو ماثل في مفهوم الغيبة الذي يتناقض مع الموت كسنه الهيه .و التفكير العلمي يقوم على التخطيط اى عدم توقع تحقق غاية معينه دون تدخل إيجابي من الإنسان، أما التفكير الخرافي فيتصف بالسلبية والتواكل وهو ما رفضه القران بتقريره أن شيئاً من الواقع لن يتغير ما لم يتدخل الإنسان لتغييره " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ". ونهيه عن التواكل. بينما التصور الشيعي للمهدي يؤدى إلي السلبية، وقد حاول الخومينى أن يقضى على هذه السلبية بدعوته إلى نظريه ولاية الفقيه ، التي طرحها في كتاب (الحكومة الاسلاميه ) ، غير أن هذه النظرية تلقى معارضه من العديد من علماء المذهب الشيعي التقليديين،باعتبارها دخليه على المذهب الشيعي. . وقد قرر علماء أهل السنة أن التصور الشيعي للمهدي مصدره غير اسلامى، يقول ابن حزم(سار هؤلاء الشيعة في سبيل اليهود القائلين: أن الياس عليه السلام فنحاس بن العاذر بن هارون عليه السلام أحياء إلي اليوم وسلك هذا بعض ألصوفيه، فزعموا أن الخضر والياس عليهما السلام حيان إلي الآن)(ابن حزم، الفصل، ص4،س180). الشعوبية : يتمثل المفهوم التاريخي للشعوبية في انه عندما ظهر الإسلام ، كان الفرس في طور الشعب ، بينما كان العرب في قلب الجزيرة في طور القبائل، فارتقى إلاسلام بالعرب إلى طور أمة، ثم حمل العرب إلاسلام إلى الفرس ليرتقي بهم إلى أمة مسلمة، غير أن هناك من يرفض هذا الارتقاء، كما كان يستعلى على العرب حملة إلاسلام ،فكانت الشعوبية الفارسية مناهضة للإسلام والعرب معا.يقول أبن قتيبه(وبلغني أن رجلا من العجم احتج بقول الله تعالى ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾، وقال الشعوب من العجم والقبائل من العرب والمقدم أفضل من المؤخر وكنت أرى أهل التسوية يحتجون بهذه الآية) ويقول أيضا (إن الشعوبية بفرط الحسد ووغر الصدر تدفع العرب عن كل فضيلة ،وتلحق بهم كل رذيلة ،وتغلوا في القول في الذم ،وتبهت بالكذب ،وتكابر العيان وتكاد تكفر، ثم يمنعها خوف السيف) (كتاب العرب أو الرد على الشعوبية، أبن قتيبه – رسائل البلغاء ت. محمد كرد علي، ص 344).ويقول البغدادي (الشعوبية الذين يرون تفضيل العجم على العرب ويتمنون عودة الملك إلى العجم) (البغدادي، الرق بين الفرق، ص285). ويقول ابن منظور (الشعوبية فرقة لا تفضل العرب على العجم وإنما تنتقض العرب ولا ترى لهم فضلا على غيرهم). ورغم ان هذه الشعوبية التاريخية خفتت فى مراحل تاليه ، إلا أنها استمرت في الظهور عبر تاريخ إيران، رغم تغيير الانظمه السياسية،أخذه أشكال متعددة، لتشكل عائق اساسى يحول دون تحقيق اى شكل من أشكال التضامن أو الوحدة بين الأمتين المسلمتين الايرانيه والعربية،في مواجهه الكيان الصهيوني والامبريالية الامريكيه. المذاهب والبنيه الحضاريه: اذا كان الاسلام يشكل الهيكل الحضارى للامه العربيه (كغيرها من الامم والشعوبالمسلمه‘ فان المذهب السنى بفرقه المتعدده قد اصبح جزء من بنيتها الحضاريه(كاغلب الامم والشعوب المسلمه الاخرى ،وبناء على هذا فان محاوله نشر المذهب الشيعى فى الامه العربيه ،رغم انها قد تنجح فى كسب بعض الافراد، الا انها محاوله فاشله ، ولن تؤدى الا الى تعميق الشرخ بين المذهبين السنى الشيعى والامتين العربيه والايرانيه . من المذهب الى الطائفة: يتضح من خلال استقراء تاريخ التشيع فى الامه العربيه (التى اصبح المذهب السنى بفرقه المتعدده جزء من بنيتها الحضاريه)،انه تحول من مذهب –مذاهب الى طائفه – طوائف، اى تحول الى مذهب -مذاهب - دينيه مقصوره على عشيرة - عشائراو قبيلة - قبائل معينه ، ويرجع نشوء الطائفة – الطوائف الى تخلف النمو الاجتماعي، الذى هو احد أبعاد تخلف النمو الحضاري، للمجتمعات المسلمة كمحصله لعوامل ذاتيه موضوعيه متفاعلة، وقد ظلت هذه الطوائف الشيعيه تتراوح بين موقفين الاول ينظر الى الطائفة باعتبارها جزء من كل(الوطن ، الامه)، والثانى ينظر الى الطائفة كل قائم بذاته ومستقل عن غيره (الوطن،الامه). -للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان (http://drsabrikhalil.wordpress.com). | |
|