[ مسألة كسنزانية ] : في الخصائص الروحية لضرب الدف في حلقات الذكر والإنشاد الصوفي ( السماع )
نقول :
وجد مشايخ الطريقة بما فتح الله تعالى عليهم من فضله أن لمصاحبة الدف لحلقات الذكر والحلقات المخصصة للسماع الصوفي فوائد روحية عظيمة ، تؤثر وبشكل فعال تأثيراً كبيراً في قلوب المريدين ، فضلاً عن تأثيرها في نفوس المستمعين من غير سالكين منهج الطريقة ، ومن تلك الخصائص :
" إن الضرب على هذه الآلات يمثل الإعلان للدخول إلى رياض الجنة ( حلقات الذكر ) .
" إنها تجذب القلوب إلى تلك الرياض .
" تربط سمع الذاكر وبصره بقلبه ، مما يسهل عليه الحضور مع المذكور .
" تطرد الوساوس والخطرات من نفس المريد ، وتساعد على تنقية القلب من الكدورات .
" تقرب بين الذاكرين وتوحدهم بما يسهل تحققهم بالإخوة الإيمانية (إِنَّما الْمُؤْمِنونَ إِخْوَةٌ ) .
" تربط بين قلوبهم روحياً مما يجعلهم في التواد والرحمة كالجسد الواحد .
" تؤجج حرارة الشوق بين المريد وشيخه بما يسهل عليه الفناء في محبته وطاعته .
" تهيج الأحوال الكامنة في الوجدان الذي لا يحيط الوصف به .
" تهيئ لصاحب الحال الاستزادة بترادفه وتتابعه بما يحرق القلب بنيرانه .
" تساعد على التأهل للمشاهدات والمكاشفات التي هي من ثمار القربات .
" تساعد على تثبيت المحبة في القلب وزيادتها عند السماع .
وغير ذلك من الخصائص التي يطول ذكرها وشرحها ، والتي هي من أمهات الأمور التي لا تعرف إلا بالذوق الصوفي (وَما يُلَقّاها إِلّا الَّذينَ صَبَروا وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّعَظيمٍ ) .
وأما بالنسبة لغير المريدين ، فإن ارتفاع أصوات الدفوف ، هو بمثابة الدعوة لهم إلى أخذ الطريقة وسلوك منهجها القويم ، القائم على ذكر كل ما يربط ويوصل إلى الله تعالى عن طريق سلسلة تبدأ تصاعدياً من الشيخ الحاضر وتنتهي بسيدنا محمد الوسيلة العظمى بين الخلق والحق .
ومن جهة ثانية فإن دق الدفوف مقرونة بذكر الله تعالى وبمدح حضرة الرسول الأعظم والمشايخ الكرام ( قدس الله أسرارهم ) ، هو وسيلة لطرد شياطين الجن والإنس ، إذ انهم ينفرون من الحق ، ومن كل ما يقرب إليه من قول أو عمل