مادة ( د ف ف )
الدف
في اللغة
الدف : آلة للطرب يُنْقر عليها .
في السنة المطهرة
عن محمد بن حاطب قال :
قال رسول الله :
الفصل بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف
والمراد به إعلان الزواج وإشهاره .
ضرب الدف والطبلة في شعائر الطريقة وأحكامها في الإسلام
اشتبه على البعض الحكم في ضرب ( الدف و الطبلة ) ،
فذهب قسم منهم إلى إنكاره مطلقاً بحجة أنه من اللهو المنهي عنه ،
بينما ذهب قسم آخر إلى تقييده في مناسبات خاصة كالأعياد مثلاً ،
ومنهم من قصره على النساء فقط .
ولما كانت حلقات السماع (الإنشاد الديني والمدائح النبوية المصحوبة بضرب الدف
تقام عبر التأريخ الإسلامي وأكثر ما تقام في الطرق الصوفية
، فقد امتدت ألسنة تلك الشبهة (جهلاً أو تجاهلاً) على حلقات السماع عند السادة الصوفية بدعوى ،
أنها لم تعرف في الصدر الأول من الإسلام ، ولهذا فهي غير جائزة ،
ثم اتسعت رقعة هذه الشبهة لتشمل تحريم حتى المواليد النبوية الشريفة
باعتبارها مشتملة على بدعة ضرب الدفوف ونقر الطبول فيما يزعمون .
الحكم بالنقل
إن المتتبع للتأريخ الإسلامي لا يجد كثير عناء في معرفة الإباحة المطلقة
لضرب الدفوف والطبول في الصدر الأول من الإسلام سواءً في الأعياد أو المناسبات أو الأفراح أو غيرها .
ونضيف إلى ما تقدم من النصوص الدالة على الإباحة ضرب الدف
ما رواه بريدة
قال : خرج رسول الله في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت
: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى .
قال لها : إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب .
فلو كان ضرب الدف معصية لما صح نذر
ها ، إذ نذر المعصية باطل ،
وإن هذا الحديث يشير إلى جواز نذر الضرب بالدف لأي مناسبة ،
ويفهم منه عدم التقيد بحالات خاصة .
بل إن الضرب بالدف ليس مباحاً فقط ، بل هو محبب أيضاً ،
وذلك حين يفصل ما بين الحرام والحلال ،
فقد ورد في أحاديث عديدة منها
ما روى الخمسة عن محمد بن حاطب
قال : قال رسول الله : الفصل بين الحرام والحلال الصوت وضرب الدف
والمراد به إعلان الزواج وإشهاره .
وروى عبد الله بن أحمد في المسند
أنه كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف .
وأما فيما يتعلق بتخصيص ضرب الدف على النساء والجواري وتحريمه على غيرهن ،
فإن ظاهر الأحاديث تقتضي عموم الإباحة للكل ، لأنه ورد في بعض الأحاديث :
( اضربوا ) والواو لجماعة الذكور ، وأنه لو كان حراماً لحرم استماعهم له كبقية آلات اللهو .
في ذكر من أباح ضرب الدف أو حضر السماع من العلماء والحفاظ
قال أبو المواهب : فممن حضر السماع ( بالدف ) ...
من أهل المشرق ، الشيخ عز الدين ابن عبد السلام ،
حكاه غير واحد من العلماء في كتبهم ، وسئل عن الآلات كلها فقال : مباح .
وحضر السماع الشيخ تاج الدين الغزاري ، شيخ دمشق ومفتيها ، وحضره غير مرة .
وحضر السماع الإمام الحافظ الورع المجتهد تقي الدين ابن دقيق غير مرة ...
وكان المغني يغني والفقهاء والعدول حاضرون ، والفقراء يرقصون .
قال الأدفوي : فقيل للشيخ تقي الدين : ما تقول في هذا الامر ؟
قال : لم يرد حديث صحيح على عدم جوازه ، وهذه مسألة اجتهادية …
وحضر هذا السماع ايضاً سيدي علي الكردي نفعنا الله به وحصل للجماعة حال وغيبة ...
وقيل للشيخ تقي الدين : ما تقول في السماع بالشبابة والدف ،
قال : هو مباح .
ثم عدد أبو المواهب جماعة من أئمة المغرب حضروا السماع منهم : ابن عبد السلام ، وابن هارون ...
وسمعت من غير واحد عن الشيخ الإمام قاضي القضاة شمس الدين البساطي إنه كان يرقص بالدف بالشبابة ،
وأخبرني من شاهده ، وهو متعلق مع ولي الله الكبير سيدي علي بن وفا ،
يرقصان على الدف والشبابة ، وهذا هو المشهور عنه .
وعمل سماع بالشام ( بدار أبي الحسن عبد العزيز ابن الحارث التميمي شيخ الحنابلة سنة 370 هـ ،
حضره الشيخ أبو بكر الأبهري شيخ المالكية ، وأبو القاسم الداركي شيخ الشافعية ،
والقاضي أبو بكر البقلاني شيخ الطوائف وأمام وقته ، وأبو الحسن الطاهر ابن الحسين شيخ أصحاب الحديث ،
وأبو الحسن ابن سمعون شيخ الوعاظ والزهاد ، وأبو عبد الله ابن مجاهد شيخ المتكلمين ،
قيل : لو سقط عليهم السقف لم يبق أحد بالعراق من يفتي ) وحضره كل عالم ومفتي .
بتصرف - موسوعة الكسنزان
للشيخ محمد عبد الكريم الكسنزان