ابنة الباسل
عدد الرسائل : 40 العمر : 80 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: اللة الجمعة سبتمبر 04, 2009 7:59 pm | |
| | |
|
حبيبة
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: بفن السماع الصوفي الخميس أغسطس 20, 2009 4:42 pm | |
| ما المقصود بفن السماع الصوفي؟
يشار بالسماع الصوفي إلى ذلك النشاط الموسيقي الخاص الذي يتداول في الزوايا، وذلك من أجل غايات تربوية وروحية محددة. وارتبط ظهور السماع بالتصوف منذ العهود الأولى للتصوف؛ أي منذ القرن الثالث الهجري، حيث بدأ يظهر بعض المنشدات الشعرية داخل الأوساط الصوفية، والتي كانت الغاية منها التعبير عما يختلج في دواخل الصوفية من أحوال ومقامات، وتعبر بشكل إشاري عما وصلوه من أطوار في معارجهم الروحية. لذلك فهو نشاط يرتبط بالسياق الصوفي وله خصائصه وشرائطه المحددة. وانتعش في المغرب، أساسا، منذ القرن السابع للهجرة، أي مع بداية الاحتفال بعيد المولد النبوي على عهد العسفيين في سبتة، ثم انتقل إلى المغرب على عهد الموحدين، وأخذ بعد ذلك في التطور والتبلور إلى أن أصبح رسميا على عهد المرينيين. ففي هذه الفترة ارتبطت الاحتفالات بعيد المولد النبوي بإنشاد المدائح النبوية، والصلاة على النبي ، وإبراز عظمة هذا العيد الذي جاء كتعويض للمسلمين عن تقليد النصارى؛ إذ لاحظ العسفي تقليد المسلمين للنصارى في الأندلس في احتفالاتهم بأعياد الميلاد، ففكر في بدعة حسنة يكون الهدف منها خلق عيد بديل، يعبر المسلمون من خلاله عن الفرح والاغتباط، ويتضمن طقوسا احتفالية موازية، تصرفهم عن تقليد النصارى، وترسخ قيما إسلامية في المجتمع، فكانت ولادة فكرة الاحتفال بعيد المولد النبوي. وهذا الاحتفال نفسه تبنته واحتضنته الزوايا الصوفية التي بدأ التصوف يتبلور في إطارها خلال القرنين السادس والسابع الهجريين. وعندما برز شعراء كبار خلال تلك الفترة، كالبوصيري في القرن السابع والإمام الشستري وابن الفارض. أصبح السماع يتوفر على مادة شعرية غنية، وهي التي أتاحت للمنشدين والملحنين أن يصوغوا هذه المادة في تلاحين وأنغام وترانيم تلائم طبيعة ووظيفة السماع الصوفي.
من أين جاءت تسمية هذا الفن، الموسيقي والغنائي، بالسماع؟
هذا المصطلح ارتبط لدى الصوفية بالقرآن الكريم، كقوله تعالى: «بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه». وأيضا أصَّلوه بشيء آخر، وهو أنه لما سئل الإمام الجنيد عن السماع ربطه بسماع الأرواح لخطاب الحق سبحانه وتعالى في عالم اللطافة والأزل، لما خاطبها الحق بقوله: «ألست بربكم» قالت الأرواح: «بلى». ويقال أنه كلما تجدد هذا السماع وهذا الإنشاد إلا وحنت الأرواح إلى ذاك السماع الأصلي الذي سمعت من خلاله، في عالم الأزل، نداء الحق وأمره، واستجابت له في عالم الأرواح بقولها: بلى. وقد أخذ السماع الصوفي معنى خاصا يرتبط بسماع نداء الحق سبحانه وتعالى متجليا في الألحان والمعاني الصوفية والروحية المبثوثة في المنشدات والأشعار . | |
|