منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 انتزاع الحدث من سياقه التاريخي ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7397
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

انتزاع الحدث من سياقه التاريخي .. Empty
مُساهمةموضوع: انتزاع الحدث من سياقه التاريخي ..   انتزاع الحدث من سياقه التاريخي .. Emptyالسبت مارس 06, 2021 3:55 pm

انتزاع الحدث من سياقه التاريخي .. Z
كتاب الأعلام للزِّركلي (1893م-1976م) من أهم كتب التراجم المؤلَّفة في العصر الحديث، ولا يكاد الباحث يستغني عنه، ومع الفوائد الجليلة للكتاب، لكنه لم يخلُ من انتقادات، وهنا سأعرض لواقعة تاريخية أخرجها الزِّركلي من سياقها التاريخي، ربما لمنزع “القومية” التي تبناها وناضل من أجلها..
قال الزِّركلي في ترجمته لأبي ذرٍّ الغفاري t [الأعلام 2 / 140]: “فسكن دمشق وجعل ديدنه تحريض الفقراء على مشاركة الاغنياء في أموالهم، فاضطرب هؤلاء، فشكاه معاوية (وكان والي الشام) إلى عثمان (الخليفة) فاستقدمه عثمان إلى المدينة، فقدِمها واستأنف نشر رأيه في تقبيح منع الأغنياء أموالهم عن الفقراء، فعَلت الشكوى منه، فأمره عثمان بالرحلة إلى الرَّبَذة (من قرى المدينة) فسكنها إلى أن مات.
وكان كريمًا لا يخزن من المال قليلاً ولا كثيرًا، ولما مات لم يكن في داره ما يكفن به. ولعله أول اشتراكي طاردته الحكومات.” اهـ كلامه
وواقع الأمر بعيد جدًا عما توهمه الزِّرِكلي، وكأنه يروي قصة من نسج خياله، فقد كان أديبًا يقرض الشعر! وهذا الأسلوب الثوري السياسي وليد ذهنية ثورية قومية عروبية متشددة.. هذه الذهنية التي منعت الزركلي من وضع أي من السلاطين العثمانيين بسبب موقفة السياسي من الخلافة..
وهنا نجد أن الصورة التي تصورها المؤلِّف عن قصة الصحابي أبي ذر الغفاري ليست صحيحة تاريخيًّا.. إنما الأمر أن أبا ذرٍّ t كان يفسّر آية من كتاب الله تفسيرًا مغايرًا لتفسير معاوية t وعثمان t، بل خالف فيه تفسير معظم الصحابة y، ويحكي لنا البخاري رحمه الله هذا الخلاف في صحيحه عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ:
“مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ t، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلكَ هَذَا؟ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) [سورة التوبة: 34] قَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ. فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينَا، وَفِيهِمْ، فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَاكَ، وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ: أَنْ اقْدَمْ الْمَدِينَةَ. فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ، فَقَالَ: لِيّ إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَرِيبًا. فَذَاكَ الَّذِي أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ، وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا، لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ.”[البخاري، حديث: 1406]
ولذلك كان يحرض الأغنياء أن ينفقوا أموالهم، وليس كما قال المؤلِّف أنه “جعل ديدنه تحريض الفقراء على مشاركة الأغنياء في أموالهم.” وكان الدافع له هو الخوف على الأغنياء من أن يصيبهم الوعيد في الآية، لأنه يرى أنه لا يجوز كنز المال فوق حاجة الإنسان، فلم يكن هدفه شركة الفقراء في أموال الأغنياء ولم يكن هدفه أغناء الفقراء لأن رؤيته تقتضي أن الفقراء لا ينبغي لهم كنز المال إن حصَّلوه ..
وأما الحكومة التي قال عنها المؤلِّف أنها الحكومة التي تطارد الاشتراكين، إنما كانت خلافة راشدة، في المنظور الإسلامي، ولكن الزركلي يعيش حالة عداء ذهني مع مسمى الخلافة لعدائه الشخصي مع الخلافة العثمانية! وهذه الخلافة الراشدة في واقع الأمر لم تطارد أبي ذرّ، بل هو الذي آثر الخروج من المدينة، ولم يطرده الخليفة عثمان t .. وذكر الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث المذكور ما يبين الأمر على حقيقته، فقال رحمه الله:
“قَوْله: ( بِالرَّبَذَةِ ) بفتح الراء والموحدة والمعجمة مكان معروف بين مكة والمدينة، نزل به أبو ذرّ t في عهد عثمان t ومات به، وقد ذكر في هذا الحديث سبب نزوله، وإنما سأله زيد بن وهب عن ذلك لأن مبغضي عثمان t كانوا يُشنِّعون عليه أنه نَفَى أبا ذر t، وقد بَيَّن أبو ذر t أن نزوله في ذلك المكان كان باختياره. نعم أمره عثمان t بالتنحي عن المدينة؛ لدفع المفسدة التي خافها على غيره من مذهبه المذكور، فاختار الربذة.
وقد كان يغدو إليها في زمن النبي r كما رواه أصحاب السنن من وجه آخر عنه، وفيه قصة له في التيمم.
ورُوِّينا في فوائد أبي الحسن بن جذلم بإسناده إلى عبد الله بن الصامت قال:
“دخلت مع أبي ذر t على عثمان t، فحسر عن رأسه، فقال: والله ما أنا منهم، يعني: الخوارج. فقال: إنما أرسلنا إليك لتجاورنا بالمدينة. فقال: لا حاجة لي في ذلك ، ائذن لي بالربذة . قال: نعم.”. ورواه أبو داود الطيالسي من هذا الوجه دون آخره.
وقال بعد قوله “ما أنا منهم”:
“ولا أدركهم ، سيماهم التحليق ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، والله لو أمرتني أن أقوم ما قعدت” [مسند الطيالسي، حديث: 451].
وفي “طبقات ابن سعد” من وجه آخر أن ناسًا من أهل الكوفة قالوا لأبي ذر t وهو بالربذة:
“إن هذا الرجل فعل بك وفعل، هل أنت ناصب لنا راية – يعني فنقاتله – فقال: لا، لو أن عثمان t سيرني من المشرق إلى المغرب لسمعت وأطعت”. ” انتهى كلام ابن حجر [فتح الباري 3 / 274]..
وزاد في [الطبقات الكبرى 4 / 227] على ما نقله ابن حجر: “والله، لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو أطول جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت، واحتسبت، ورأيت أن ذاك خير لي، ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق، أو قال: ما بين المشرق والمغرب، لسمعت، وأطعت، وصبرت، واحتسبت، ورأيت أن ذاك خير لي، ولو ردني إلى منزلي، لسمعت، وأطعت، وصبرت، واحتسبت، ورأيت أن ذاك خير لي.”
فالأمر إذن بعيد كل البعد عن تفسيرات الزركلي، وإنما وقع في ذلك لأنه انتزع الخبر من سياقه التاريخي، واحتكم في تفسيره لمعهود عصره عصر القومية العربية والنزعة الاشتراكية
الإعلانات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
 
انتزاع الحدث من سياقه التاريخي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوحيد : هو إفراد القدم من الحدث ـــــــ الجنيد
» كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى :: حضرة المنتزهات والرياض  :: حق الدفاع عن التصوف-
انتقل الى: