التوحيد : هو أن تفتقد نفسك بوجود ربك ،
ثم تغيب عن وجودك بفناء رؤية وجودك ،
فيبقى الرب كما كان قبل كونك ،
وترجع أنت إلى ما كنت عليه قبل كونك .
يقول :
التوحيد أن تعتقد أنه معلل الكل بقوله : هُوَ الْأَوَّل ،
وعند ذلك تطلب المعلولات منه الابتداء وإليه الانتهاء ،
ذهبت المعلولات وبقي المعلل بها .
غاية التوحيد : إنكار التوحيد ، أي : أن تنكر كل توحيد تعرفه ،
لأن ذلك ليس بتوحيد .
أصوله التوحيد خمسة أشياء :
رفع الحدث ، وإفراد القدم ، وهجران الإخوان ،
ومفارقة الأوطان ، ونسيان ما علم وما جهل .
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
ذلك التوحيد الذي للصوفية ، من قبيل فصل الحديث عن القديم ،
والخروج من الوطن ، ورؤية المحن وترك ما يعرف وما لا يعرف ،
وبدلاً من هذا كله يكون الحق .
ويقول
لا يبلغ العبد إلى حقيقة المعرفة وصفاء التوحيد حتى يعبر الأحوال والمقامات .
يقول : علم التوحيد مباين لوجوده ، ووجوده مباين لعلمه .
ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي :
قال
رجل للشيخ الجنيد البغدادي صف الباري فقال :
هو بلا هو ولا هو ، فزعق الرجل زعقة فخر ميتا ،
فقال الجنيد : كم أجتهد أن لا أتكلم في التوحيد بلسان التجريد .
الشيخ الجنيد البغدادي
يقول : توحيد حقائق علم الظاهر :
هو الإقرار بالوحدانية ،
بذهاب رؤية الأرباب والأنداد والأشكال والأشباه ،
مع إقامة الأمر والانتهاء عن النهي في الظاهر .
مستخرجة ذلك من عيون الرغبة والرهبة والأمل والطمع .
فإقامة حقيقة التحقيق في الأفعال لقيام حقيقة التصديق بالإقرار
ويقول :
توحيد الخصوص : هو ذهاب رؤية الأشياء لقيام رؤية الحق