إضافات وإيضاحات
مسألة - 1 : في خلق العرش
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
خلق الله تعالى العرش من نور عين محمد وبواقي الكائنات منه
مسألة - 2 : في جهات العرش
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
العرش جسماني روحاني ذو جهتين
جهة منه تلي العالم الروحاني ، وجهة منه تلي العالم الجسماني
مسألة - 3 : في سبب خلق العرش
يقول الشيخ إبن عطاء الأدمي :
خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته
مسألة - 4 : في أجزاء العرش
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
أجزاء العرش : فهي جزء العلم ، وجزء المعرفة ،
وجزء العمل ، وجزء العماء ،
وجزء السماء ، وجزء الموطي وجزء الريح ،
وجزء الكتاب ، وجزء التراب ،
وجزء البيت
مسألة - 7 : في الاستواء على العرش
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
لما أتم خلق المكونات من الأنواع الستة
استوى على العرش بعد الفراغ من خلقها استواء التصرف
في العالم
وما فيه التدبر في أموره من العرش إلى تحت الثرى
وإنما خص العرش بالاستواء ،
لأنه مبدأ الأجسام اللطيفة القابلة للفيض الرحماني ،
وهذا الاستواء صفة من صفات الله تعالى لا يشبه استواء المخلوقين ،
كالعلم صفة من صفاته لا يشبه علم المخلوقين
إذ ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ،
ولو أمعنت النظر في خصوصية خلافتك الحق تعالى
لعرفت نفسك فعرفت ربك ،
وذلك أن الله تعالى لما أراد خلق شخصك
من النطفة المودعة في الرحم ،
استعمل روحك بخلافته ليتصرف في النطفة
أيام الحمل فيجعلها عالماً صغيراً
مناسباً للعالم الكبير فيكون بدنه بمثابة الأرض
ورأسه بمثابة السماء
وقلبه بمثابة العرش وسره بمثابة الكرسي ،
وهذا كله بتدبير الروح وتصرفه خلافة عن ربه
، ثم استوى الروح بعد فراغه من الشخص
الكامل على عرش القلب
استواء ليتصرف في جميع أجزاء الشخص
ويدبر أموره بإفاضة فيضه على القلب ،
فإن القلب هو القابل لفيض الحق تعالى إلى المخلوقات كلها ،
كما أن القلب مغتنم فيض الروح إلى القالب كله ،
فإذا تأملت في هذا المثال تأملاً شافياً
وجدته في نفي الشبيه عن الصفات المنزهة المقدسة كافياً ،
وتحققت حقيقة :
من عرف نفسه فقد عرف ربه إن شاء الله تعالى
مسألة - 8 : في سبب إطلاق لفظة الحقيقة على العرش
يقول الشيخ أبو العباس التجاني
لما كانت كل حقيقة منطوية
على ما لا غاية له من العلوم والمعارف والأسرار والمواهب والفيوض :
أطلق عليها عروش من هذا الميدان ،
لأن العرش محيط بما في جوفه من جميع المخلوقات ،
وأيضاً أن العرش هو غاية الرفعة والعلو والشرف
من المخلوقات في علم الخلق ،
وكانت الحقائق في غاية العلو والرفعة والشرف ،
لأنها برزت من حضرة الحق
الذي لا غاية لعلوه وشرفه ، ولا علو وراءه ،
فهو غاية الغايات في العلو والرفعة والشرف ،
وكانت الحقائق البارزة من حضرته سبحانه وتعالى مكسوة بهذه الصفة العلية من العلو والشرف :
والجلال أطلق عليها اسم العرش من هذا الباب ،
فكل حقيقة هي عرش
مسألة - 9 : في مثال العرش في عالم الإنسان
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
ما خلق في العالمين شيئاً إلا
وله مثال وأنموذج في عالم الإنسان ،
فإذا عرفت هذا فأعلم أن مثال العرش
في عالم الإنسان قلبه ، إذ هو محل إستواء الروح عليه
مسألة - 10 : في معنى الاستواء على العرش
يقول الإمام القشيري :
استوى على العرش ، ومعناه : إتصافه بعز الصمدية وجلال الأحدية ،
وانفراده بنعت الجبروت وعلاء الربوبية
مقارنة : في الفرق بين عرش السماء وعرش القلب
يقول الإمام القشيري :
عرش السماء فالرحمن عليه استوى ، وعرش القلوب الرحمن عليه استولى
عرش السماء قِبلَةُ دعاء الخلق ،
وعرش القلب محل نظر الحق فشتان بين عرش
وعرش