الفصل الثالث
في الغرض
فإذا تقرّر ذلك فأقول:
إن المدلول عليه بـ (ألم) هو القَسَم بالأوَّل ذي الأمر والخلْق.
وبـ (ألمر) القَسَم بالأول ذي الأمر والخلْق
الذي هو الأول والآخِر والأمر والخلق والمبدأ الفاعلىّ والمبدأ الغائىُّ جميعاً.
وبـ (ألمص) القسم بالأول ذي الأمر والخلق, ومنشئ الكلّ.
وبـ (ـص) القَسم بالعناية الكلّـيَّة.
وبـ (ق) القسم بالإبداع المشتمل على الكل بوساطة الإبداع المتناول للعقل.
و بـ (كهيعص) القسم بالنسبة التي للكاف ـ أعني عالم التكوين ـ إلى المبدأ الأول
فنسبةِ الإبداع الذي هو (ي)
ثم الخلقِ بوساطة الإبداع صائراً بوقوع الإضافة بسبب النسبة أمراً وهو (ع)
ثم التكوين بوساطة الخلق والأمر وهو (ص). فبين (ك) و (هـ) ضرورةً نسبةُ الإبداع
ثم نسبة الخلق والأمر، ثم نسبة التكوين والخلق والأمر.
و (يس) قسَمٌ بأوّلِ الفيض، وهو الإبداع، وآخِره، وهو التكوين.
و(حم) قسمٌ بالعالم الطبيعى الواقع في الخلق.
و (حم عسق) قسمٌ بمدلول وساطة الخلق في وجود العالم الطبيعى بالخلق
بالجمع بينه وبين الأمر، بنسبة الخلق إلى الأمر، ونسبة الخلق إلى التكوين
بأن يأخذ من هذا ويؤدي إلى ذلك فيتمَّ به الإبداع الكلّىّ المشتملُ على العوالم كلِّها
فإنها إذا أُخِذَت على الإجمال لم يكن لها نسبةٌ إلى الأوّلِ غيرُ الإبداع الكلىّ الذى يُدَلُّ عليه بـ (ق).
و (طس) يمينٌ بالعالم الهَيُولانىّ الواقع في التكوين.
[وطسم قسمٌ بالعالم الهيولانى الواقع فى الخلق المشتمل على التكوين، وبالأمر الواقع في الإبداع].
و (ن) قسم بعالم التكوين وعالم الأمر، أعني مجموع (ك، ل).
ولا يمكن أن يكون للحروف دلالة غيرُ هذا ألـبَتَّة.
ثُمَّ بعد هذا أسرارٌ تحتاج إلى المُشافهة.
والله تعالى يمدُّ في بقاء الشيخ الأمير السيِّد
ويبارك له في نِعَمه عِندَه، ويجعلنى ممن يوفَّق لقضاءِ أياديه بمنِّه وسَعَة رحمته.
والحمد للّه، والصلاة والسلام على رسول الله، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
تمت الرسالة النيروزيّة، ولله الحمد والمنَّة.
*