مادة خ م ر
الخمر - الخمرة
في اللغة
خَمْرٌ / خَمْرَةٌ ما أسكر من عصير العنب وغيره
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ﴿ ٦ ﴾ مرات ، منها قوله تعالى
وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ
الشيخ الكسنزان
مسألة - ۱ في أثر الخمرة
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى
الخمر فإنها تخمر العقل ، وهو نور روحاني علوي من أوليات المخلوقات ،
ومن طبعه الطاعة والانقياد والتواضع لربه كالملك ، وضده الهوى
وهو ظلماني نفساني سفلي من آخريات المخلوقات ، ومن طبعه التمرد ،
والمخالفة ، والإباء ، والاستكبار عن عبادة ربه ، كالشيطان
فإذاً خمر الخمر نور العقل ، صار مغلوباً لا يهتدي إلى الحق وطريقه ،
ثم يغلب ظلمة الهوى فتكون النفس أمارة بالسوء ، وتستمد من الهوى ،
فتتبع بالهوى السفلي جميع شهواتها النفسانية ومستلذاتها الحيوانية السفلية ،
فيظفر بها الشيطان ، فيوقعها في مهالك المخالفات كلها
مسألة - ۲ في أنواع الخمور
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى
خمر الظاهر ، كما يتخذ من أجناس مختلفة من العنب والتمر
فكذلك خمر الباطن من أجناس مختلفة ، كالغفلة والشهوة والهوى وحب الدنيا وأمثالها ،
وهذه خمور تسكر منها النفوس والعقول الإنسانية ، وفيها إثم كبير
ولهذا كل مسكر حرام ، وما يسكر كثيره فقليله حرام
ومنها ما يسكر القلوب والأرواح والأسرار ، فهو شراب الواردات في أقداح المشاهدات
من ساقي تجلي الصفات فإذا دارت على النفوس ، وانخمدت شهواتها ،
وسكرت القلوب بالمواجيد عن المواحيد والأرواح بالشهود عن الوجود
والإسرار بلحظ الجمال عن ملاحظة الكمال ، فهذا شراب نافع للناس حلال
فالعجب كل العجب أن قوما أسكرهم وجود الشراب ، وقوما أسكرهم شهود الساقي ، كقولهم
فأسكر القوم دور كأس وكان سكري من المدير