إضافات وإيضاحات
مسألة - ١ في سبب افتتاح السور القرآنية بالبسملة
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي
افتتح السور بالبسملة لأن السور بيوت ومنازل ، فباب كل بيت البسملة ، ومعناه أن من دخل آمن ،
لأنه طمأنه بالرحمة التي في البسملة التي هي الباب
مسألة - ٢ في منزلة البسملة
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
بسم الله من العارف بمنزلة كن من الله تعالى
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي
هي للعبد في التكوين بمنزلة كن للحق ، فبه يتكون عن بعض الناس ما شاءوا …
ولكن بعض العباد له كن دون بسم الله وهم الأكابر جاء عن رسول الله في غزوة تبوك
أنهم رأوا شخصاً فلم يعرفوه فقال رسول الله كن أبا ذر فإذا هو أبا ذر ولم يقل بسم الله ، فكانت كن منه كن الإلهية
ويقول الشيخ أبن علوية المستغانمي
إنها كلمة أثبتت المفعول وضمير الباء أثبت الفاعل ، وضميرها هو ضمير الإنسان الكامل ،
أو نقول روح الوجود وكل ما أضمرته الباء فهو من لوازم الشكر
ولا يكون التصاق الباء بالاسم الأعظم من حيث كونها باءً ، بل يكون ذلك من حيث كونها ألفاً في صورة باء ،
لأن التقدير في بسم الله الرحمن الرحيم إسم الله مبدوء به ، فلا باء حينئذ ، إنما هو ألف ، لأن التقدير يرد الأشياء إلى أصولها
مسألة - ٣ في ذكر بعض الفوائد
يقول الشيخ الجنيد البغدادي
في بسم الله هيبته ، وفي الرحمن عونه ، وفي الرحيم مودته ومحبته
ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
بسم الله للذاكرين ذخر وللأقوياء عز ، وللضعفاء حرز ، وللمحبين نور ، وللمشتاقين سرور ،
بسم الله راحة الأرواح ، بسم الله نجاة الأشباح ، بسم الله نور
الصدور ، بسم الله نظام الأمور ، بسم الله تاج الواثقين ، بسم الله سراج الواصلين
قل بسم الله حرفاً حرفاً يأخذ الأجر ألفاً ألفاً ، وتحط عنك الأوزار جرفاً جرفاً من قالها بلسانه شهد الدنيا ،
ومن قالها بقلبه شهد العقبى ، ومن قالها بسره شهد المولى كلمة جمعت بين جلال وجمال ،
فقوله بسم الله جلال في جلال ، وقوله الرحمن الرحيم جمال في جمال ، فمن شهد جلاله طاش ،
ومن شهد جماله عاش كلمة جمعت بين قدرة ورحمة ، فالقدرة جمعت طاعة المطيعين ،
والرحمة محقت ذنوب المذنبين قل بسم الله فكأنه يقول بي وصل من وصل إلى الطاعات
ويقول هذه كلمة تزيل الهم ، هذه كلمة تكشف الغم ، هذه كلمة تبطل السم ، هذه كلمة نورها يعم
مسألة - ٤ البسملة والانتساب
يقول الشيخ الجنيد البغدادي
إن أهل المعرفة نفوا من قلوبهم كل شيء سوى الله ، وصفوا قلوبهم لله ،
فكان أول ما وهب لهم غناهم عن كل شيء سوى الله ، فقال لهم قولوا بسم الله ،
أي بي تسموا ، ودعوا انتسابكم إلى آدم
مسألة - ٥ بين الاسم والمسمى
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام}
بسم الله للعامة ، والله لخاص الخاص
مسألة - ٦ في حقيقة البسملة
يقول الشيخ الحكيم الترمذي
سألتم عن حقيقة بسم الله ، فإن الدنيا لها سم ، لأنها شهوات ملهية عن الله ، فبسم الله يؤخذ السم حتى لا يضر
وهو ترياق الدنيا حقيقة بسم الله لمن وصل إلى الألوهة
ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي
قيل أن بسم لبقاء هياكل الخلق ، فلو افتتح كتابه باسمه الله لذابت تحت حقيقته الخلائق
إلا من كان محفوظاً من نبي أو ولي ، والاسم هو وسم الحق على قلوب أهل المعرفة
وقيل في بسم الله أنه سمة أهل الحقيقة ، لكي لا يتزينوا إلا بالحق ، ولا يتسموا إلا به
مسألة - ٧ البسملة وظهور الأشياء
يقول الشيخ عبد المجيد الشرنوبي
قال بعض العارفين ولما كانت الأسماء الإلهية سبب وجود العالم ، كانت البسملة خير ابتداء ،
فكأنه يقول بسم الله الرحمن الرحيم ظهر العالم ، فهي بيان لافتتاح الإيجاد ، والدخول إلى بيت الوجود بحسب الاستعداد
ويقول الباحث محمد غازي عرابي
كل شيء بسم الله ، والشيئية ذاتها اسم من أسماء الله ، فهي منه وبه وإليه ،
والاسم أساس الظهور ، والظهور اقتضى وجود الاسم ليكون صلة وصل بين التجريد الكلي والعيان الكلي أي كل شيء ظهر بواسطة الاسم