في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كاتب الموضوع
رسالة
عبدالله المسافربالله
عدد الرسائل : 3605 تاريخ التسجيل : 21/11/2017
موضوع: في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي الجمعة فبراير 09, 2024 2:35 pm
في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
ديوان الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي شرح لمبهمات الألفاظ في هذا الديوان للأستاذ أحمد بسج
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في باب البحر المسجور: لما بدا السر في فؤادي ...... فنى وجودي وغاب نجمي 1 وحال قلبي بسر ربي ...... وغبت عن رسم حس جسمي وجئت منه به إليه ...... في مركب من سني عزمي نشرت فيه قلاع فكري ...... في لجة من خفي علمي هبت عليه رياح شوقي ...... فمر في البحر مر سهم فجزت بحر الدنو حتى ...... أبصرت جهرا من لا اسمي وقلت يا من رآه قلبي ...... أضرب في حبكم بسهم فأنت أنسي ومهرجاني ...... وغايتي في الهوى وغنمي
وقال أيضا في باب روح سماء الدنيا: يا قمر الأسرار يا ملبسي ...... غلالة من أخضر السندس 2 أصبحت معشوقا ترى يابسا ...... لولا لهيب النار لم تيبس جلست فيه زمنا عاجلا ...... لذاك تدعى صاحب المجلس رأست فيه بعلوم بدت ...... فيك ولولا ذاك لم ترأس فأنت تسري في ثمان وفي ...... عشرين حماسا على الكنس 3 على جواد سابح صيغ من ...... نحاس قاصى صنعة المفلس .............................................. 1) السر. لطيفة مودعة في القلب كالروح لبدن، ونور روحاني هو آلة النفس، وهو محل المشاهدة. الفناء: الغيبة عن الأشياء، وسقوط الأوصاف المذمومة وقال بعضهم: هو تبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات. 2) الغلالة: ما يلبس تحت الثوب. السندس: الديباج الرقيق. 3) الكنس: أراد النجوم الخمسة السيارة.… 02
وقال أيضا في باب روح الكاتب العيسوي: يا أيها الكاتب اللبيب ...... أمرك عند الورى عجيب 1 قربك السيد العلي ...... فيممت نحوك القلوب لما تغيبت عن جفوني ...... تاهت على الظاهر الغيوب لولاك يا كاتب المعاني ...... ما كان لي في العلى نصيب فاكتب طير الأمان حتى ...... يأمنك الخائف المريب
وقال أيضا في الروح الإدريسي: هنيئا لأهل الشرق من حضرة القدس ...... بشمس جلت أنوارها ظلمة الرمس 2 وجلت عن التشبيه فهي فريدة ...... فليست بفصل في الحدود ولا جنس ويدرك منها في الكمال وجودنا ...... كما يدرك الخفاش من باهر الشمس 3 فلله من نور أتته رسالة ...... تصان عن التخمين والظن والحدس 4 أتانا بها والقلب ظمآن تائه ...... إلى المنظر الأعلى إلى حضرة القدس فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة ...... فخاطبها من حضرة النعل والكرسي 5 أنا البعل والعرس الكريم رسالتي ...... فبورك من بعل وبورك من عرس غرست لكم غصن الأمانة يانعا ...... وإني لجان بعده ثمر الغرس تولعت بالتبليغ لما تبينت ...... أمور ترقيني عن الانس والإنس ورحت وقد أبدت بروقي وميضها ...... وجزت بحار الغيب في مركب الحس ونمت وما نامت جفوني غدية ...... وتهت بلا تيه عن الجن والإنس فيا نفس بذا الحق لاح وجوده ...... فإياك والإنكار يا نفس يا نفسي فعني فتش في تلقان في أنا ...... أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي وقال أيضا في باب الروح الأحمر الهاروني: هذا الخليفة هذا السيد العلم ...... هذا المقام هذا الركن والحرم ساد الأنام ولم تظهر سيادته ...... لما بدا العجل للأبصار والصنم ما زال يروع قوما همهم أبدا ...... في نيل ما ناله موسى وما علموا إن العيان حرام كلما نظرت ...... عين البصيرة شيئا أصله عدم .............................................. 1) الورى: الخلق. 2) الرمس: القبر. 3) الخفاش: طير الليل وهو الوطواط. 4) الحدس: الظن والتوهم. 5) الكرسي: تجلي جملة الصفات الفعلية، هو مظهر الاقتدار الإلهي.… 03
وقال أيضا في روح القاضي الموسوي: السر ما بين إقرار وإنكار ...... في المشتري وهم المدلج الساري 1 لم لا يقول وقد أودعت سرهما ...... أنا المعلم للأرواح أسراري أنا المكلم من نار حجبت بها ...... نورا فخاطبت ذات النور في النار أنا الذي أوجد الأكوان مظلمة ...... ولو أشاء لكانت ذات أنوار أنا الذي أوجد الأسرار في شج ...... مجموعة لم ينلها بؤس أغيار يا ضاربا بعصاه صلد رابية ...... شمس وبدر وأرض ذات أحجار فاعجب إلى شجر قاص على حجر ...... وانظر إلى ضارب من خلف أستار لقد ظهرت فما تخفى على أحد ...... إلا على أحد لا يعرف الباري 2 قطعت شرقا وغربا كي أنالهم ...... على نجائب في ليل وأسحار فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبرا ...... وكيف تسمع أذن خلف أسوار أم كيف أدرك من لا شيء يدركه ...... لقد جهلتك إذ جاوزت مقداري حجبت نفسك في إيجاد آنية ...... فأنت كالسر في روح ابنة القاري أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به ...... أنت المنزه عن كون وأقطار
وقال أيضا: بذكر الله تزداد الذنوب ...... وتحتجب البصائر والقلوب وترك الذكر أفضل منه حالا ...... فإن الشمس ليس لها غروب وقال أيضا في قوله: سبحان الذي أسرى بعبده: أنضى الركاب إلى رب السموات ...... وانبذ عن القلب أطوار الكرامات 3 واعكف بشاطئ وادي القدس مرتقيا ...... واخلع نعالك تحظى بالمناجات وغب عن الكون بالأسماء يا سندي ...... حتى تغيب عن الأسماء بالذات ولذ بجانب فرد لا شبيه له ...... ولا تعرج على أهل البطالات بل صم وصل وفكر وافتقر أبدا ...... تنل معالم من علم الخفيات فقد قضى الله بالميراث سيدنا ...... لكل عبد صدوق ذي تقيات .............................................. 1) المدلج: الذي يسير في أول الليل. الساري: الذي يسير عامة الليل. 2) الباري: الخالق. 3) أنضى الركاب أي سيرها بجد. والنضو: المهزول من الإبل. والركاب: الإبل.… 04
وقال أيضا وهي أول قصيدة ظهرت من قلبي على لساني: بدني أضحى إلى الأمم ...... نائبا عن كعبة الحرم كعبة للسر يسعى لها ...... كل من يمشي على قدم من أراد الحج يقصده ...... من جميع العرب والعجم أنا سر الخلق كلهم ...... أنا اللاقسمة الكلم إنني شفع ووتر إذا ...... لم يكن بالربع من إرم 1 أنا كن لكنني شبح ...... قابل للجهل والحكم فيكون الجهل في صبب ...... ويكون العلم في علم 2 إننا لوحان قد رقما ...... غير أن الوتر في القلم أنا وصف الوصف فاتصفوا ...... أنا ذات الذات فالتزم 3 أنا سر السر قد عدلت ...... همتي عن موقف الهمم 4 أنا نور النور قد برزت ...... بوجودي ذرة الظلم 5 أنا عز العز ما ملكت ...... نفسي ذات الذل والعدم من رآني قد رأى ما خفي ...... في مثال النور والقدم بلغ الغايات قلب فتى ...... ليمين الله ملتزم قد أبحنا لثمها فمه ...... علية في سابق القدم سعد نفسي أنها سعدت ...... بسلوك الواضح الأمم لم ينله غيرها عشقا ...... مثلها في سالف الأمم يا رجالا غيرنا طلبوا ...... أين جود البحر من كرمي ارجعوا واستلموا كف من ...... إن يهب لم يخش من عدم كل طرف في العلى سابح ...... نحونا وجدا بنا يرتمي 6 كل سر خافض رافع ...... لوجودي رغبة ينتمي مثل حل الشمس في حمل ...... أمنوا تحلة القسم لم يزل ولا يزال غدا ...... في نعيم غير منصرم وشموس الوصل طالعة ...... وخسوف البحر في العدم .............................................. 1) الشفع: الزوج. الوتر: الفرد. الربع: الدار أينما كانت. الإرم: العلم. 2) الصبب: ما انحدر من الأرض. 3) الذات: الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها. 4) سر السر: ما انفرد به الحق عن العبد. 5) النور: أو نور النور: الحق. 6) الطرف: الكريم من الخيل ومن الناس. 05
انظروا قولي لكم فلقد ...... طرف كل الناس عنه عمي تجدوه واضحا حسنا ...... منبئا عن رتبة الكرم يا إله الخلق يا إلهي ...... وسميري في دجى الظلم 1 جد على صب حليف ضني ...... يا كثير الفضل والنعم 2 وقال أيضا في أرواح الورثة الصادقين المحمديين: لله در عصابة سارت بهم ...... نجب الفناء لحضرة الرحمان 3 قطعوا زمانهم وبذكر إلههم ...... وتحققوا بسرائر القرآن ورثوا النبي الهاشمي المصطفى ...... من أشرف الأعراب من عدنان ركبوا براق الحب في حرم المنى ...... وسروا لقدس النور والبرهان 4 وقفوا على ظهر الصفا فأتاهم ...... لبن الهدى من منزل الفرقان قرعوا سماء جسومهم فتفتحت ...... أبوابها فبدت لهم عينان عين تبسم ثغرها لما رأت ...... أبناءها في جنة الرضوان وشمالها عين تحدر دمعها ...... لما رأتهم في لظى النيران قرعوا سماء الروح لما آنسوا ...... جسما ترابيا بلا أركان فبدا لهم لاهوت عيسى المجتبى ...... روحا بلا جسم ولا جثمان 5 كمل الجمال بيوسف فتطلعوا ...... لمقام إدريس العلي الشان ورثوا الخلافة إذ رأوا هارون قد ...... أربت منازله على كيوان 6 نالوا الخلافة عندما نالوا منى ...... موسى كليم الراحم الرحمان سجد الملائكة الكرام إليهم ...... دون اعتقاد وجود رب ثاني طمحت بهم هماتهم فتحللوا ...... في حضرة الزلفى قرى الضيفان 7 كملت صفاتهم العلية وارتقوا ...... عن سدرة الإيمان والإحسان للذات كان مصيرهم فحباهم ...... بشهوده عينا بلا أكوان وصلوا إليه وعاينوا ما أضمروا ...... من غيب سر السر كالإعلان سبحانه وتقدست أسماؤه ...... وعن الزيادة جل والنقصان .............................................. 1) السمير: المسامر. الدجى: الظلام وهو جمع دجية. 2) الصب: المشتاق. 3) العصابة: الجماعة. الفناء: الغيبة عن الأشياء. 4) البراق: دابة فوق الحمار ودون البغل. 5) اللاهوت: عند النصارى: العلوم الإلهية. 6) أربى: زاد. كيوان: زحل. 7) الزلفة: القربة والدرجة. الضيفان: الضيوف.… 06
وقال أيضا في حالة موسوية: هب النسيم مع الإمساء والغلس ...... بعرف روض النهى من حضرة القدس 1 فشم بريقا بأفق البين لاح لنا ...... يدل أن عيون الماء في البلس 2 ألم تروا لكليم الله كيف بدا ...... له الخطاب من الأشجار في القبس 3
وقال أيضا في باب الفخر بالله: نحن سر الأزلي ...... بالوجود الأبدي إذ ورثنا خلق المظا ...... هرفينا الهاشمي واعتلينا واستوينا ...... بالمقام القدسي ووهبنا ما وهبنا ...... سر بدر الحبشي وبعثناه رسولا ...... للرئيس الندسي 4 بكتاب رقمته ...... كف ذات الحكمي 5 بعلوم وسمتها ...... موقع النجم العلي 6 ومطالع هلا ...... لين بأفق قطبي حرض الناس على ني ...... ل الوجود العملي ونهايات التلقي ...... بالمقام الخلقي ومشت أسماء ذاتي ...... في وضيع وعلي فالذي آمن منهم ...... لم يزل حيا بحي والذي أعرض منهم ...... لم يفز منا بشي وقال أيضا في أحوال منها خلع النعلين ولباسهما: يا بدر بادر إلى المنادي ...... كفيت فاشكر ضر الأعادي قد جاءك النور فاقتبسه ...... ولا تعرج على السواد فمن أتاه النضار يوما ...... يزهد في الخط بالمداد 7 فقم بوصف الإله وانظر ...... إليه فردا على انفراد وحصن السمع إذ تنادي ...... وخلص القول إذ تنادي والبس لمولاك ثوب فقر ...... كي تحظى بالواهب الجواد .............................................. 1) الغلس: ظلمة آخر الليل. النهى: العقل. 2) البلس: جبل أحمر ببلاد محارب. 3) القبس: شعلة نار تقتبس من معظم النار. 4) الرجل الندس: الرجل السريع الفهم. 5) رقم: كتب. 6) وسم: علم. 7) النضار: الذهب أو الفضة.… 07
وقل إذا جئته فقيرا… ..... …يا سيدا وده اعتمادي اسق شراب الوصال صبا… ..... …ما زال يشكو صدى البعاد تاه زمانا بغير قوت… ..... …إذ لم يشاهد سوى العباد فكن له القوت ما استمرت… ..... …أيامه الغر باقتصاد 1 حتى يموت العذول صبرا… ..... …وتنطفي جمرة البعاد ويعجب الناس من شخيص… ..... …يكون بعد الضلال هادي من كان ميتا فصار حيا… ..... …فقد تعالى عن النفاد ما خلع النعل غير موسى… ..... …بشرطها عند بطن واد من خلعت نعله تناهت… ..... …رتبة أقواله السداد فإن تكن هاشمي ورث… ..... …فاسلك بها منهج السداد والبس نعاليك إن من لم… ..... …يلبس نعاليه في وهاد فهل يساوي المحيط حالا… ..... …من لم ير العين في الرماد فميز الحال إذ تراه… ..... …في مركب القدس في الغوادي 2 ورتب العلم إذ يناجي… ..... …سرك بالسر في الهوادي 3 وارقبه في وهم كل سر… ..... …في ساتر إن أتى وبادي ولا تشتت ولا تفرق… ..... …عبديه من حاضر وبادي فإن وهبت الرجوع فرق… ..... …بين الحواضر والبوادي واحذر بأن تركب المهارى… ..... …إذ تقرن العير بالجواد 4 لا يحجبنك الشخوص واصبر… ..... …على مهماته الشداد وانظر إلى واهب المعاني… ..... …وقارن العين بالفؤاد وأسند الأمر في التلقي… ..... …له تكن صاحب استناد ولا يغرنك قول عبدي… ..... …فالحق في الجمع لا ينادي وإن هذا المقام أخفى… ..... …من عدم المثل للجواد فكنه علما وكنه حالا… ..... …مع رائح إن أتى وغادي وكنه نعتا ولا تكنه… ..... …ذاتا فعين المحال بادي ولا تكن ذا هوى وحب… ..... …فيه فقلب المحب صادي 5 من بات ذا لوعة محبا… ..... …شكا له حرقة الجواد وانظر بعين الفراق أيضا… ..... …فيه ترى حكمة العناد .............................................. 1) القوت: المسكة من الرزق. الأيام الغر: الأيام البيضاء. 2) الغوادي: جمع الغدوة: البكرة. 3) الهوادي من الليل: أوائله. 4) المهارى: جمع المهرة: الأنثى من أولاد الفرس. 5) الصادي: العطشان.… 08
وحكمة الحزم والتواني ..... وحكمة السلم والجلاد 1 فحكمة الصد لا يراها ..... سوى حكيم لها وسادي وانظر إلى ضارب بعود ..... صفاة يبس فانساب وادي 2 واعجب له واتخذه حالا ..... تجده كالنار في الزناد فالماء للروح قوت علم ..... والجسم للنار كالمزاد فإن مضى الماء لم تجده ..... بدار دنياك في المعاد وإن خبت ناره عشاء ..... فسو من مات في المهاد 3 أوضحت سرا إن كنت حرا ..... كنت به واري الزناد 4 من علم الحق علم ذوق ..... لم يقرن الغي بالرشاد فمن أتاه الحبيب كشفا ..... لم يدر ما لذة الرقاد مثل رسول الإله إذ لم ..... يسكن له النوم في فؤاد لو بلغ الزرع منتهاه ..... اشتغل القوم بالحصاد أو نازل الحصن قوم حرب ..... لبادر الناس للجهاد ناشدتك الله يا خليلي ..... هل فرش الخز كالقتاد 5 لا والذي أمرنا إليه ..... ما عنده الخير كالفساد
وقال أيضا من باب المقام البكري الصديقي: قل لامرئ رام إدراكا لخالقه ..... العجز عن درك الإدراك إدراك 6 من دان بالحيرة الغراء فهو فتى ..... لغاية العلم بالرحمن دراك وأي شخص أبى إلا تحققه ..... فإن غايته جحد وإشراك فالعجز وعن درك التحقيق شمس حجى ..... جرت بها فوق جو النسك أفلاك
وقال أيضا في موافقة النجم الهلال من باب الموافقة: إن وافق النجم السعيد هلاله ..... كان الوجود على ساق واحد فإن انتفى عين التواصل منهما ..... نقص الوجود عن الوجود الراشد فانظر بقلبك أين حظك منهما ..... في الرزق أو في العالم المتباعد .............................................. 1) التواني: الفتور. الجلاد: القتال. 2) الصفاة: الحجر. 3) خبت ناره: انطفأت. المهادة والمهد: الموضع يهيئ للصبي، ويقال الأرض كالمهاد. 4) أورى الزناد: قدح الزناد. 5) القتاد: شجر صلب له شوكة كالإبر. الخز: ضرب من الثياب. 6) المعنى أنه من تفكر في ذات الله عز وجل فلن يدرك أي شيء. 09
وقال أيضا من باب الكور والدور: انظر إلى العرش على مائه ..... سفينة تجري بأسمائه واعجب له من مكرب دائر ..... قد أودع الخلق بأحشائه يسبح في بحر بلا ساحل ..... في حندس الغيب وظلمائه 1 وموجه أحوال عشاقه ..... وريحه أنفاس أبنائه فلو تراه بالورى سائرا ..... من ألف الخط إلى يائه 2 ويرجع العود على بدئه ..... ولا نهايات لإبدائه يكور الصبح على ليله ..... وصبحه يفنى بإمسائه 3 فانظر إلى الحكمة سيارة ..... في وسط الفلك وأرجائه ومن أتى يرغب في شانه ..... يقعد في الدنيا بسيسائه 4 حتى يرى في نفسه فلكه ..... وصنعة الله بإنشائه
وقال أيضا في باب حكمة ظهور البدر والشمس معا في النهار: يا هلال الدياج لح بالنهار ..... فلقد أنت نزهة الأبصار 5 أنت محو وأنت في العين بدر ..... بتجليك في الضياء المحار فإذا ما بدا هلال المعاني ..... طالعا من حديقة الأبصار قل له بالتواضع المتعالي ..... لا بنفس الدعاء والإنكار يا هلا بين الجوانح سار ..... لا تفارق حنادس الأغيار 6 كن عبيدا بقصرها ومليكا ..... بعد محوينا لكم في السرار حكمة قد تحير الخلق فيها ..... وسراجان أسرجا بنهار عجبا في سناهما كيف لاحا ..... وسناء الشمس مذهب الأنوار كل نور في كل قلب محار ..... ما عدا قلب وارث المختار فاشكر الله يا أخي على ما ..... وهبته نتائج الأذكار
وقال أيضا في تأخر الأنوار عن النور: هزم النور عسكر الأسحار ..... فأتى الليل طالبا للنهار فمضى هاربا فرار خداع ..... والتوى راجعا على الأسحار .............................................. 1) بحر بلا ساحل: يعني الحال التي يصل إليها امرؤ في تعظيمه لله لا انقطاع لها. الحندس: الظلمة. 2) الورى: الخلق. 3) يكور الصبح على الليل: يدخل هذا في هذا. 4) السيساء: منتظم فقار الظهر. وسيساء الحق: حده. 5) الدياجي: الظلمات. 6) الجوانح: جمع الجانحة: العضو من أعضاء الجسم حنادس: جمع حندس: ظلام. 10
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
عبدالله المسافربالله
عدد الرسائل : 3605 تاريخ التسجيل : 21/11/2017
موضوع: في تأخر الأنوار عن النور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي الجمعة فبراير 09, 2024 2:36 pm
في تأخر الأنوار عن النور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
وقال أيضا في تأخر الأنوار عن النور: هزم النور عسكر الأسحار ..... فأتى الليل طالبا للنهار فمضى هاربا فرار خداع ..... والتوى راجعا على الأسحار
وقال أيضا رضي الله عنه: أهل الهلال لشهر الصيام ..... وشهر الزكاة وشهر القيام فصام الحكيم على اسم الصفات ..... وأفطر ذاتا بدار السلام وقال أنا الحق فاستمتعوا ..... بنور التجلي وحس الكلام تعالى الهلال بأوصافه ..... على بدره الفرد عند التمام
وقال أيضا في باب النور القمري: قمر شاهد الغيوب عيانا ..... بين جسم وبين روح دفين وحباه الإله منه بعلم ..... لم ينله بعد المطاع المكين غيره فانعموا بما لاح فيكم ..... من سناه البهيج عند السكون 1 وقال أيضا: شمس الهوى في النفوس لاحت ..... فأشرقت عندها القلوب الحب أشهى إلي مما ..... يقوله العارف اللبيب يا حب مولاي لا تول ..... عني فالعيش لا يطيب لا إنس يصغو للقلب إلا ..... إذا تجلى له الحبيب
وقال أيضا في باب النور البدري: البدر في المحو لا يجارى ..... وفي تناهيه لا يحد صح له النور بعد محو ..... ثم إليه يعود بعد سرائر سرها ثلاث ..... رب مليك والله فرد في المحو صحت له فأثنت ..... عليه لما أتاه يعدو
وقال أيضا في باب النور الكوكبي: كوكب قال بتنزيه نفسه ..... فرماه العجب في سجن رمسه 2 طلعت حكمة مولاه ليلا ..... لمحياه فأودت بنفسه فشكا الكوكب وجدا وشوقا ..... لسناها عند أبناء جنسه 3 قيل ما حكمة هذا محب ..... جاءكم يرغب وصلا بخمسه قبضتها وأتت في حلاها ..... نحو باريها وحطت بقدسه ودعته فأتاها مجيبا ..... يا محبا يشتهيها لنفسه .............................................. 1) السنا: الضوء. 2) الرمس: القبر. 3) في الأصل: لناها وهو تصحيف. 11
اشكر الله على كل حال ..... ابتني ليلك هذا بعرسه
وقال أيضا في باب النور الناري: النار تضرم في قلبي وفي كبدي ..... شوقا إلى نور ذات الواحد الصمد 1 فجد علي بنور الذات منفردا ..... حتى أغيب عن التوحيد بالأحد جاد الإله به في الحال فارتسمت ..... حقيقة غيبت قلبي عن الجسد فصرت أشهده في كل نازلة ..... عناية منه في الأدنا وفي البعد
وقال أيضا في باب النور السراجي: سرج العلم أسرجت في الهواء ..... لمراد بليلة الإسراء 2 أسرجتها عند المساء لديه ..... طالعات كواكب الجوزاء 3 فاهتدى كل مالك بسناها ..... من مقام الثرى إلى الاستواء ثم لما توحدوا واستقلوا ..... رد أعلاهم إلى الابتداء هكذا حكمة المهيمن فينا ..... بين دان وبين وان ونائي 4
وقال أيضا في باب النور البرقي: لمع البرق علينا عشاء ..... وكمثل الصبح رد المساء وسطا باسم حكيم فأخفى ..... زمن الصيف وأبدى الشتاء زرع الحكمة في أرض قوم ..... وكساها من سناه البهاء
وقال أيضا في باب هلالين اثنين أعني الإمام والقطب :5 قل إلى الكوكب السعيد أمامي ..... عن هلالين طالعين أمامي فإذا استقبلا إلي جميعا ..... كنت سر الليال والأيام وإذا أدبرا بقيت وحيدا ..... ساهرا لا أذوق طعم المنام ذاك نور الوجود بالحق يسعى ..... من ورائي به ومن قدامي يوم فقري ويوم حشري لربي ..... وبه همتي ومنه اهتمامي .............................................. 1) الصمد: أي الذي تفتقر إليه المخلوقات. 2) ليلة الإسراء: ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى في 27 رجب. 3) الجوزاء: من أبراج السماء. 4) الواني: الضعيف. النائي: البعيد. الداني: القريب. 5) القطب: عبارة عن رجل واحد هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان. 12
إن سري وإن سر حبيبي ..... واحد أولا وعند الختام 1 هو غيري إذا بعثت رسولا ..... وهو داري بقدس دار نظامي خادمي نوري الذي كان عندي ..... والذي عند من هويت أمامي يا أخي فالتفت لحالك وانظر ..... لوجودي بطرفك المتعامي هو غير إذا افترقت أمامي ..... وإذا ما اجتمعت كنت أمامي
وقال أيضا في باب ارتباط الحقيقتين البسيط والمركب: جسم بلا روح ضجيع الردى ..... غصن ذوى يا ليته أورقا روح بلا علم وهي بيته ..... لرؤية الأغيار إذ أخلقا افتقر الكل إلى جوده ..... أهل الأباطيل ومن حققا فوجه الأنوار سيارة ..... أنارت المغرب والمشرقا فأشرق الجسم بأنواره ..... وأظهر الأسرار إذ أشرقا فالحمد لله الذي قد وقى ..... من شر ما يحذر أو يتقى
وقال أيضا في باب البصر المكلف: يا صاحب البصر المحجوب ناظره ..... غمض لتدرك من لا شيء يدركه واعلم بأنك إن أرسلته عبثا ..... فإنه خلف ستر الكون تتركه
وقال أيضا في باب السمع المكلف: يا صاحب الأذن إن الأذن ناداكا ..... دع الخطاب إذا الرحمن ناجاكا فإن دعيت الذي يلقيه من حكم ..... عليك كانت لك الأسرار أفلاكا وإن تصاممت عن إدراك ما نثرت ..... لديك كانت لك الأكوان أشراكا
وقال أيضا في باب اللسان المكلف: إن اللسان رسول القلب للبشر ..... بما قد أودعه الرحمن من درر فيرتدي الصدق أحيانا على حذر ..... ويرتدي المين أحيانا على خطر كلاهما علم في رأسه لهب ..... لا يعقل الحكم فيه غير معتبر وانظر إلى صادق طابت موارده ..... وكاذب رائح غاد على سفر مع اتحادهما والكيف مجهلة ..... من سائل كيف حكم الحق في البشر
وقال أيضا في باب اليد المكلفة: من كان يبطش بالرحمن فهو فتى ..... كان التكرم هجيرا له فعلا .............................................. 1) السر: هو لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، ونور روحاني هو آلة النفس، ومحل المشاهدة. 13
فاسأله إذ يقبض الدنيا ويبسطها ..... يداك تفعل كما ربكم فعلا 1
وفي هذا الباب وفي المبايعة: هذا المقام وهذه أسراره ..... رفع الحجاب فأشرقت أنواره 2 وبدا هلال التم يسطع نوره ..... للناظرين وزال عنه سراره فأنار روض القلب في ملكوته ..... وأتت بكل حقيقة أشجاره عند التنزل صح ما يختاره ..... قلب أحاطت بالردى أستاره وبدا النسيم ملاعبا أغصانه ..... فهفت بأسرار العلى أطياره جادت على أهل الروائح منة ..... منه بريا طيبها أزهاره هام الفؤاد بحبه فتقدست ..... أوصافه وتنزهت أفكاره وتنزل الروح الأمين لقلبه ..... يوم العروبة فانقضت أوطاره 3 إن الفؤاد مع التنزل واقف ..... ما لم يصح إلى النزيل مطاره من كان يشغله التكاثر لم يكن ..... بعثته يوم وروده اكثاره من فتي لحقيقة يصبر على ..... لأوائها حتى يرى مقداره لا كالذي أمسى لذاك منافرا ..... والمنتمي من لا يخاف نفاره من يدعي أن الحبيب أنيسه ..... في حاله فدليله استبشاره من يدعي حكم الكيان فإنه ..... قد تيمته بحبها أغياره من كان يزعم أنه من آله ..... سبحانه فشهوده أذكاره شهداء من نال الوجود شعاره ..... أمر يعرف شرعه ودثاره 4 وأنينه مما يجن وصمته ..... عنه وعبرة وجده وأواره ما نال من جعل الشريعة جانبا ..... شيا ولو بلغ السماء مناره الحال إما شاهد أو وارد ..... تجري على حكم الهوى آثاره 5 والناس إما مؤمن أو جاحد ..... أو مدع ثوب النفاق شعاره المنزل العالي المنيف بناؤه ..... واه متى ما لم تقم عماره العقل إن جاريته في رأيه ..... فلك على نيل المقام مداره لو كان تسعده النفوس وإنما ..... حجبته عن نيل العلى أوزاره .............................................. 1) في الأصل: «تفعل كلا ربكم» ولا يستقيم المعنى بها. 2) النور: الحق. 3) الروح الأمين: يريد جبريل عليه السلام. الأوطار. الحاجات. 4) الدثار: الغطاء. 5) الحال: هو ما يرد على القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض. 14
فإذا أتته عناية من ربه ..... في الحال حف ببابه زواره ورأيته لما تخلص روحه ..... من سجنه أسرى به جباره وقد امتطى رحب اللبان مدبرا ..... يدعى البراق فما يشق غباره 1 تهوى به الهوج الشداد فيرتمي ..... نحو الطباق وشهبهن شفاره 2 ما زال ينزل كل نور لائح ..... من جانبيه فما يقر قراره حتى بدت شمس الوجود لقلبه ..... وبدا لعين فؤاده إضماره وتلاقت الأرواح في ملكوته ..... فتواصلت ببحاره أنهاره مد اليمين لبيعته مخصوصة ..... أبدى لها وجه الرضى مختاره لما بدا حسن المقام لعينه ..... عقدت عليه خلافة أزراره ثم التوى يطوي الطريق لجسمه ..... ليلا حذار أن يبوح نهاره وأتت ركائبه لحضرة ملكه ..... بودائع يعتادها أبراره وتوجهت سفراؤه بقضائه ..... في كل قلب لم يزل يختاره وحمت جوانبه سيوف عزائم ..... منه وطاف ببابه سماره أين الذين تحققوا بصفاته ..... هذي العداة فأين هم أنصاره من يدعي حب الإمام فإنما ..... قذفت به نحو المنون بحاره وسطا على جيش الكيان بصارم ..... عضب المضارب لا يفل غراره 3 من يهتدي أهل النهى بمناره ..... ذاك الخليفة تقتفى أثاره إن الذين يبايعونك إنهم ..... ليبايعون من اعتلت أسراره فيمينك الحجر المكرم فيهم ..... يا نصبة خضعت له أخياره يا بيعة الرضوان دمت سعيدة ..... حتى تعطل للإمام عشاره إن الديار بلاقع ما لم يكن ..... صفوا للجبين نزيلها ونضاره 4 المال يصلح كل شيء فاسد ..... وبه يزول عن الجواد عثاره
وقال أيضا في باب البطن المكلف: في شهوة البطن سر ليس يعلمه ..... إلا الذي شاهد الرزاق رزاقا لولا الغذاء ولولا سر حكمته ..... ما لاح فرع ولا عاينت أعراقا .............................................. 1) البراق: دابة فوق الحمار ودون البغل. 2) الهوج الشداد: يريد النوق الهوج الشداد. الطباق: أي السموات. 3) الصارم العضب: أي السيف القاطع. الغرار: حد السيف. يفل: يكسر. 4) بلاقع: قفر. اللجين: الفضة. النضار: الذهب أو الفضة. 15
فكل حلالا إذا كان المحلل موج ..... ودا بقلبك وهابا وخلاقا
وقال أيضا في باب الفرج المكلف: الفرج يحمل في الأنثى وفي الذكر ..... على حقيقة لوح العلم والقلم فذا يخط حروف الجسم في ظلم ..... وذا يخط حروف العلم في همم كلاهما بدل من ذات صاحبه ..... عند الوجود فلا تنظر إلى العدم
وقال أيضا في باب الرجل المكلف: الرجل إن جاريته في فعله ..... أربى على حد السوى والمستوى 1 فاقبض عنان الطرف عن إسرائه ..... فالعجز علم محقق أخذ اللوى 2 من عنده في موقف تاهت به ..... ظلم الغيوب فما يحس وما يرى
وقال أيضا في باب القلب المكلف: قلب المحقق مرآة فمن نظرا ..... يرى الذي أوجد الأرواح والصورا إذا أزال صدى الأكوان واتحدت ..... صفاته بصفات الحق فاعتبرا من شاهد الملأ الأعلى فغايته ..... النور وهو مقام القلب إن شكرا ومن يشاهد صفات الحق فاعلة ..... لكل شيء يكن في الوقت مفتكرا ومن يشاهد مقام الذات يحظ بها ..... في الوقت من سلب الأوصاف مفتقرا فكل قلب تعالى عن أكنته ..... لم يدر في الملأ الأعلى ولا ذكرا وكيف يدرك قلب بات محتجبا ..... عن الوجود فما صلى ولا اعتمرا 3 ما يعرف العين إلا العين فاستمعوا ..... ما قلب عين كقلب قلد الخبرا
وقال أيضا في مطلع من مطالع أهلة المعارف: نحن حزب الله من يلحقنا ..... جدنا جد وجد هزلنا أشهد الأسرار من أحبابه ..... من يشاء ولها أشهدنا 4 فمتى أدرككم فينا عمى ..... سائلوا عنا الذي يعرفنا ذاكم الله عظيم جده ..... يمنح الأسرار من شاء بنا ما أماكنا رجالا هتفت ..... بهم الورق بدوحات منى 5 .............................................. 1) السوى: الوجود والعدم. 2) عنان الطرف: جانبه. 3) اعتمر: أدى مناسك العمرة. 4) السر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن: ونور روحني هو آلة النفس. 5) الورق: جمع الورقاء: الحمامة. دوحات: جمع دوح وهو جمع دوحة: الشجرة العظيمة. 16
فرمينا جمرة الكون بها ..... فرمينا بمريشات الفنا وازدلفنا زلفة الجمع فهل ..... أسمع القوم مناجاة المنى يا عبادي هل رأيتم ما أرى ..... يا عبادي هل بنا أنتم أنا خرس القوم وقالوا: ربنا ..... أنت مولانا ونحن القرنا يا عباد الله سمعا إنني ..... روح مولاكم أمين الأمنا أنا ما حي الكون من أسراركم ..... أنا سر الكنز ما الكنز أنا أنا جبريل هذي حكمتي ..... فاقرأوها تكشفوا ما كمنا جئت بالتوحيد كي أرشدكم ..... فاقتنوا أنفسكم من أجلنا وخذوا عني فيكم عجبا ..... تجدوا السر لديه علنا ميزوا الأحوال في أنفسكم ..... لا تكونوا كدعي فتنا 1 إن صحو العبد سكران بدا ..... عالم الأمر له فافتتنا كما أن المحو دعوى إن بدت ..... في محياه علامات الونا قل إلى المثبت في أحواله ..... طبت بالحق فكنت المأمنا ليست الهيبة خوفا إنها ..... أدب يعربه العذب الجنى حالها الإطراق من غير بكا ..... ووجود الجهد من غير عنا وحليف الأنس طلق وجهه ..... إن تدلى لحبيب ودنا يرشد الخلق ويبدي رسمه ..... شاكرا واستمعوا إن أذنا صاحب القبض غريب مفرد ..... إن رأى بسطا عليه حزنا وخليل البسط يخفي غيرة ..... ضر باديه ويبدي المننا لا تراه الدهر إلا ضاحكا ..... تبصر الحسن به قد قرنا صاحب الهمة في إسرائه ..... سائر قد ذب عنه الوسنا 2 صاحب التوحيد أعمى أخرس ..... لا أنا قال ولا أيضا أنا يا عبيد النفس ما هذا العمى ..... لم تزالوا تعبدون الوثنا سقتم الظاهر من أحوالكم ..... ما لنا منكم سوى ما بطنا 3 فاقتنوا للعلم من أعمالكم ..... علم فتح واشربوه لبنا واخرجوا بالموت عن أنفسكم ..... تبصروا الحق بكم مقترنا وانظروا ما لاح في غيركم ..... تجدوه فيكم قد ضمنا 17
وقال أيضا في مطلع من مطالع أهلة المعارف: صحت بالكوكب المنير عشاء ..... يا نظير النور بدر الصباح يا حبيبي وهل علي إذا ما ..... جئتكم عن حقيقة من جناح أين سر الوصال بالله قل لي ..... منكما في الطلاق أو في النكاح عمل هل يصح فيه ازدواج ..... أي وتهيام بالوجوه الصباح نكح المغرب الصباح فأبدى ..... ربنا عند ذاك نور الصلاح فأنارت أرض الوجود وأبدت ..... كل شيء مخبأ في البطاح ثم غابا عن الوجود زمانا ..... حين حلت عساكر الاقتراح وأقاما بربوة المحو حتى ..... ما أهلت أهلة الافتتاح قيل يا كوكبان هبا بخير ..... كمهب الجنوب بين الرياح وانعما بالشهود حالا وعلما ..... واسعيا للصلاة عند الرواح 1 ثم لما من الكريم عليهم ..... باتصال الذوات بعد انتزاح 2 قلت: ليت الإله يشرح صدري ..... لعلوم تنال دون تلاحي 3 جاءني الكوكب العلي رسولا ..... من حكيم مهيمن فتاح قال يا سائل الكريم علوما ..... ما على عالم بها من جناح إن تكن تحسن استماع خطابي ..... خذ حباك الإله بالانشراح فعل أشباحنا على الروح يبدو ..... وكذا فعله على الأشباح حكمة مهد الحكيم ثراها ..... وبنا سقفها لأمر متاح يا أخي قم تر حبيبك عينا ..... فاعلا في الجسوم والأرواح
وقال أيضا في وصف حال إلهي: اختلسنا من كراما ..... ت الكيان الأبدي وجينا بمقاما ..... ت العيان الأزلي 4 ورفعنا عن تكاليـ ..... ف الوجود العملي لمضاهاة استواء ..... فوق عرش فلكي 5 فرأينا من تعالى ..... بالوجود الخلقي .............................................. 1) الرواح: العشي. 2) الانتزاح: البعد. 3) التلاحي والملاحاة: المنازعة. 4) الأزلي: القديم ولا أزلي غير الله تعالى. 5) العرش: هو أعظم الأجرام السماوية وقد خلقه الله إظهارا لقدرته، ولم يتخذه مكانا، لأن الله تنزه أن يتخذ مكانا وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى، وذهب أهل التأويل إلى القول بأن الاستواء ههنا بمعنى القهر والاستيلاء. 18
في لطيف ملكي ..... وكثيف بشري وسألناه بأسرا ..... ر المقام القدسي نيل ما قد نحن نلنا ..... ه لبدر الحبشي
وقال أيضا في مطلع من مطالع أهلة المعرفة: سر سر الوجود فرد بعيد ..... عن نظير له بدار أمان هو علم في أول الحال عار ..... وكذا كان في الوجود الثاني فانظر ذا في الكيان سر علاه ..... ثم تنقيصه بآي المثاني 1 يطلب الرشد والرشاد سناه ..... وهو أصل للكائنات الحسان وإن هذا لهو العجاب فمهد ..... عقلك القاضي لانقلاب العيان لو توالى أصل الوجود على ما ..... كان في الأصل ما التقى زوجان ثم لما شاء الحكيم أمورا ..... أيدتها حقائق البرهان أظهر الضد والنظير جميعا ..... بالعلى والثرى فلاح إثنان فأمد العلو للسفل سرا ..... وكذا السفل للعلو الداني حكمة شاءها الحكيم فأبدت ..... كل سر بواضحات البيان فاشكر الله يا أخي على ما ..... أودعته حقيقة الإنسان وقال أيضا: قلت: يا بيضة الفلك ..... هذه النفس هيت لك أنا عرش مهيأ ..... فاستو أيها الملك أنت بدر مكمل ..... وأنا دورة الفلك إن أتى الفرع من هنا ..... جاءه من هنا الملك عشت في برزخ المنى ..... كل ما شئت قيل لك 2
وقال أيضا في باب الغنى والاستغناء: بالمال ينقاد كل صعب ..... من عالم الأرض والسماء يحسبه عالم حجابا ..... لم يعرفوا لذة العطاء لولا الذي في النفوس منه ..... لم يجب الله في الدعاء لا تحسب المال ما تراه ..... من عسجد مشرق لرائي بل هو ما كنت يا بني ..... به غنيا عن السواء .............................................. 1) المثاني: القرآن، أو ما ثني منه مرة بعد مرة أو الحمد، أو البقرة إلى براءة، أو كل سورة دون المائتين. 2) البرزخ: العالم المشهود بين عالمي المعاني والأجسام، أي بين الآخرة والدنيا. 19
فكن برب العلى غنيا ..... وعامل الحق بالوفاء وقال أيضا: ستكون خاتمة الكتاب لطيفة ..... من حضرة التوحيد في عليائها تحوي وصايا العارفين وقطبهم ..... فهي المنار لسالكي سيسائها 1 من كل نجم واقع بحقيقة ..... وأهلة طلعت بأفق سمائها وأتى بها عرسا غرانيق على ..... من منزل الملكوت في ظلمائها 2 ليعرف النحرير قطب وجوده ..... وبنية بدرا بنور سنائها 3 فمن اقتفى أثر الوصية إنه ..... بالحال واحد عصره في يائها ويكون عند فطامه من ثديها ..... وطلابه الترشيح من أمرائها هذي الطريقة أعلنت بعلائها ..... فمن السعيد يكون من أبنائها وقال أيضا في باب الطمأنينة: قل كيف يسكن قلب لا يحيط به ..... وقد تيقن هذا في تقلبه من يطمئن إلى تحصيل فائتة ..... فإن ما فاته أعلى لمنتبه
وقال أيضا في باب الخشية: كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى ..... غير محبوبه القديم و يرجو كل قلب قد داخلته حظوظ ..... من كيان العلى فذا القلب ينجو وقال أيضا في باب التوبة: ما فاز بالتوبة إلا الذي ..... قد تاب منها والورى نوم فمن يتب أدرك مطلوبه ..... من توبة الناس و لا يعلم وقال أيضا في باب الإنابة: لا ينيب الفؤاد إلا إذا ما ..... لم يشاهد بذكره ما سواه 4 فإذا شاهد العجائب فيه ..... لم يكن ذا إنابة في هواه .............................................. 1) القطب: رجل واحد هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان. والعالم. سيساء الحق: حد الحق. 2) الغرنيق: الشاب الأبيض الجميل، وجمعه الغرانيق. 4) النحرير: الحاذق الماهر، العاقل المجرب. القطب، يريد: العالم. 5) أناب وناب إلى الله: تاب. 20
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي