لمحات عن المخطوط الرقِّي القديم
عندما يدور الحديث عن أى موضوع حاليا لا يتم البدء بالتاريخ الموجود فى القرآن وإنما يبدأ بالتاريخ الكاذب الذى صنعه المحرفون للوحى الإلهى عبر العصور والذى كان الله ينسخه والمقصود يزيله من الوجود من خلال القضاء على الكفار وابقاء المؤمنين من خلال انجاءهم من العذاب ومن ثم كان العلم الحقيقة متواجد فى كل الأمم بعد هلاك الكفار وبقاء رسول الأمة والمؤمنون به كما قال سبحانه :
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته"
ومن ثم تجد المصادر الحالية وكلها للأسف مصادر مكذوبة تتحدث عن أن أول من اخترع القلم والكتابة السومريين فى العراق من عدة ألاف من السنين كما تتحدث عن أن الأقلام الحبر والجافة اختراعات حديثة وكذلك أوراق الكتابة الحديثة
ولا يقتصر الأمر على المصادر الغربية بل الروايات الكاذبة الموجودة فى تراثنا تقول :
أن القرآن كان مكتوبا فى جلود الحيوانات والحجارة والصخور ومن تلك الروايات :
4986 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ (ص) قَالَ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا"
وهذه الرواية وأمثالها تعنى أن المسلمين حتى النبى(ص) نفسه لم يكن عنده القرآن مكتوبا ولا عند أحد من المسلمين فى عصره وهو قول كاذب يتعارض مع كتاب الله الذى يقول أن الله من جمع القرآن وهو :
" إن علينا جمعه وقرآنه "
فالله هو من جمع القرآن فى الصحف فى أيام الرسول(ص)ومنه تم نسخ المصاحف حيث كان يتواجد فى بيت كل مسلم مصحف لأن قيام الليل غير ممكن من غير قراءة القرآن وهو المكتوب كما قال سبحانه :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
تخيل أنه طبقا للرواية أن من كان يريد القراءة كان يذهب إلى بيت فلان أو علان ويحمل على ظهره او على كتفه كميات هائلة من جلود الحيوانات والحجارة المكتوب عليها سورة أو سورتين
بالطبع الورق وهو الصحف والكتابة كانت معروفة للمسلمين والكفار بدليل أن الله طالب الدائن والمديون باستخدام كاتب يكتب كما علمه الله وكلمة كما علمه الله تعنى أن الكتابة القرآنية كانت خالية من أى عيب ككتابتنا الحالية وهو قوله سبحانه :
" ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب"
كلام لا يمكن أن يصدق
كما لا يمكن أن نصدق أن ألوف مؤلفة من الأقوام عبر التاريخ كانت جاهلة بالقراءة والكتابة حتى اكتشفها السومريين أو غيرهم مع أن الأقلام والصحف والكتابة معروفة من أول إنسان وهو آدم(ص) كما قال سبحانه :
" اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"
وقال أيضا :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
ومقالنا الذى نتناوله بالنقد قائم على ذلك التاريخ الكاذب وهو يتحدث عن المخطوطات باعتبارها علما حيث قال :
"لا شك أن موضوع المخطوطات يعسر البحث فيه، بل يزداد عسراً كلما حاول أن يشمل القرون الأولى من تاريخ المخطوط الرقي، وذلك لغياب أو ندرة الآثار القديمة والنماذج التي لابد للباحث من معاينتها والاهتداء بها حتى تكشف له صعوبة المسلك وظلمات الطريق. لهذا فالمواجهة المادية الملموسة شرط ضروري لمن أراد التعامل مع المخطوطات في حد ذاتها، وهذا التعامل هو ما أسماه علماء الغرب الأوروبي بالكوديكولوجيا أو علم المخطوطات، وهو علم يبحث في تاريخ الخطوط بكونه قطعة أثرية نفيسة قابلة لأن تدرس دراسة حفرية .. "
وعرف الكاتب المخطوط حيث قال :
"فما هي مباحث هذا العلم فيما يخص المخطوط الرقي؟
ما كان يكتب عليه قديماً؟
إذا حولنا تضييق مفهوم المخطوط بكونه كتاباً مكتوباً بخط اليد البشرية فإنه من الضروري وجود مادة أو مواد يكتب عليها"
وتناول مواد صناعة المخطوطات فذكر ما سبق أن نقلناه من خلال الرواية المعروفة عن جمع القرآن من قبل البشر حيث قال :
"والحديث عن مادة الرق التي هي موضوع هذا المقال، يتطلب التعريج، ولو باختصار شديد، عن المواد التي كانت تستعمل للكتابة عند العرب القدماء وغيرهم من الأمم التي عرفت التدوين والكتابة منذ العصور القديمة، ففي عصر البداوة كانت المواد التي يكتب عليها مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيش فيها العرب، ومن أجل هذا نراهم في العصر الجاهلي يكتبون على العسب والكرانيف .. والأكتاف والأضلاع .. واللخاف والمهارق والرق ... فالعسب والكرانيف مادتان مصدرهما النخل، ونظرا لتوافرهما فقد ظل استعمالهما شائعاً ومتداولاً بين أهل الكتابة في العرب وغيرهم. وكذلك عظام أكتاف الإبل والغنم، والحجارة الرقاق، فكانت تتخذ هي الأخرى كمواد للكتابة مع تفاوت درجة الجودة فيما بينها بكون الاستعمال والتداول اليومي الذي يسهل في مادة ويعسر في أخرى."
وما قيل هنا يدخلنا فى طريق مسدود طريق يجعل المسلم يعانى الأمرين لكى يصلى صلواته ومنها قيام الليل فمطلوب منه أن يحمل عشرات الكيلو جرامات لكى يقرأ سورة واحدة من الكبار وعليه أن يكون لديه حجرة خاصة للقرآن الذى يتكون من مئات من جلود الحيوانات أو قحوف النخل وكل واحد من أولاده أو زوجته لكى يصلى عليه أن يحمل هذا أو ذلك
الورق والأقلام كانت معروفة فى ذلك العصر وكانت خفيفة وليست كما تصورها الروايات الكاذبة التى تقول بأن المسلمين جميعا لم يكن لديهم مصحف جامع وحتى النبى(ص) نفسه لم يكن لديه مصحف فى بيته
الغريب أن هناك رواية أخرى تبين أن القرآن كان مكتوبا فى بيت على ومعه صحيفة واحدة وهى:
" 1870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلَّا كِتَابُ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
3172 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ"
وهذه الرواية تعنى أن كل مسلم كان لديه كتاب الله فى بيته كاملا وهو شىء صغير وليس بالكبير
وهناك روايات متعددة تقول بأن المصحف كان متواجد فى المساجد ايام الرسول(ص)
225 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (...وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة...) سنن ابن ماجه
وهناك أيضا رواية تكرر نفس المعنى وهو وجود المصاحف فى المساجد فى أيامه وما بعدها وهى :
831 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرٌو وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ وَفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ الصَّدَفِىِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ فَقَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ وَفِيكُمُ الأَحْمَرُ وَفِيكُمُ الأَبْيَضُ وَفِيكُمُ الأَسْوَدُ اقْرَءُوهُ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَهُ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ السَّهْمُ يَتَعَجَّلُ أَجْرَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُهُ » سنن أبو داود
وهناك رواية تقول أن المصحف كان صغير موجود بين لوحين وكانت تقرئه النساء في البيوت وهى :
5624- [120-2125] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لإِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ...فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : وَمَا لِي لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ"
وهذه الروايات تكذب روايات العسب واللخاف
وتناول الكاتب مميزات الجلد الحيوانى في الكتابة فقال :
"وهذا ما جعل مادة الرق، التي مصدرها الجلد الحيواني، تمتاز عن المواد الأخرى بكثرة الاستعمال وسرعة الانتشار، حيث كان الرق .. هو المادة الأساسية التي يكتب عليها القدماء، وقد كتبت فيه المصاحف والمؤلفات في العصور الأموية والعباسية قبل أن يشيع استعمال البردي والورق من بعده ... فالرق هو ما يرقق من الجلد ليكتب عليه، ويصنع من جلود صغار العجول والحملان والجداء والغزلان ... وقد كان استعمال الرق في بداية الأمر منحصراً في الرسائل والوثائق السلطانية والاقتطاعات والصكوك..."
وتناول استمرارية الجلد كمادة للكتابة طوال قرون حيث قال :
وظلت هذه المادة الجلدية مهيمنة منذ أقدم العصور إلى حدود القرن الخامس الهجري، خاصة في الغرب الإسلامي الذي عرف تأخراً ملحوظاً في استخدام الورق ، وذلك ما أدى إلى وجود أنواع متباينة من حيث الجودة والنعومة والرقة، إذ يُعدُّ القضيم أحسن أنواع الجلد التي يكتب عليها، ويصنع من جلد العجل أو الخروف الذي يولد ميتاً أو يموت بعد ولادته بقليل، لذلك كان مطلوباً لرقته ونعومته وهو في الدرجة الأولى بالنسبة للرق الذي يصنع من جلد المسن من العجول والخرفان والماعز بعد ترقيقه وجعله مرناً قابلاً للكتابة على وجهيه."
بالطبع هذا الكلام لا يتوافق مع العقل فلكى تتواجد المخطوطات بكميات كبيرة فى المساجد والمدارس والبيوت يتطلب هذا ذبح وقتل ملايين أو مليارات الحيوانات وهذا معناه القضاء على الأنعام وغيرها من الحيوانات لعمل الكتب
وتناول أشكال المخطوطات حيث قال :
"أشكال المخطوط الرقي:
1 - اللفافة:
رغم بدائية الاكتشاف فقد حاول القدماء البحث عن أوعية تصلح لأن يدخروا فيها رصيدهم الفكري من تاريخ وآداب وشعر، حيث استطاعوا صنع مادة يكتبون عليها من جلد الحيوان الذي يصبح، بعد إخضاعه لعملية الترقيق والكشط، قابلاً للطي على شكل أوراق، فصنعوا منه لفافات تحاكي ورق البردي، وصارت المخطوطات الرقية ذات قيمة عالية خاصة لما أصبح تضم في طياتها الكتاب المقدس الذي كان رهبان الأديرة النصرانيون ينسخونه في الجلود على شكل لفافات متفاوتة الأحجام سهلة الطي، فصار الرق عنوان الشرف والإتقان ودليلاً على الجاه والرفه، إلا أن استعمال اللفائف لم يعرف انتشاراً واسعاً لما لها من قيود تفرضها على النص، ولصعوبة حملها وتداولها بين المستعملين، مما أدى إلى التفكير في صنع شكل رقي آخر يستجيب لخدمة المؤلف والناسخ والقارئ.
2 - الكراسة:
ظلت صناعة المخطوطات الرقية تحتل مكانة مرموقة إلى جانب المخطوطات البردية، واستطاع المخطوط الرقي أن ينتقل من شكل اللفافة إلى شكل الكراس الذي عرف مراحل متوالية تطور خلالها ليأخذ شكل الدفتر الذي نتداوله اليوم. لقد انتشرت صناعة الكرس الرقي وبدأ الناس صنعه على شكل الألواح الإغريقية التي شاع استعمالها لدى التجار والكتاب لتحرير الملاحظات المؤقتة، واتخذ رجال الكنيسة النصرانية الرق مادة لكتاباتهم الدينية، حيث نجد جل هذه الكتابات على شكل كراسات رقية، فانتشر هذا الشكل الجديد للمخطوط في الشرق خاصة آسيا وفلسطين وبلاد فارس، حيث تكثر قطعان الماشية ويتوافر الجلد ..."
وتحدث عن صناعة الكراريس حيث قال :
صناعة الكراس الرقي وإخراجه:
عرفت صناعة الكتب الرقية مراحل مختلفة وأدوات متنوعة تساعد على تهيئ الجلود وترقيقها وجعلها مرنة قابلة للكتابة عليها بأشكال مختلفة من أقلام الحبر، وهذه المراحل لا تقل الواحدة عن الأخرى من حيث الأهمية، فاختيار الجلد وتقطيعه هو أول مراحل صناعة الكراس الرقي، حيث تتبعها مرحلة الملزمة التي هي عبارة عن صحيفتين توضعان الواحدة عكس الأخرى، بحيث تكون الواجهة السفلى من الصحيفة الأولى من الأسفل والواجهة العليا من الصحيفة الثانية من الأسفل
وهذه المرحلة تتم عبر مراحل جزئية يمكن تلخيصها في وضع الصحائف الرقية وترتيبها أثناء الوضع على المائدة التي يجب الصنع فوقها. هكذا توضع الصحائف الواحدة عكس الأخرى حتى يتم عدد صفحات الكراس التي تتطلب خمس أو أربع صحائف
بعد ذلك تأتي مرحلة الطي والغرز والتسطير والترتيب، وكلها مراحل أساسية تدخل تحتها مراحل جزئية تتكامل فيما بينها لتنتهي بإخراج الملزمة أو الملزمات على شكل كراس متعدد الصفحات. وقد كانت أحجام الكراسات في القرون الأولى صغيرة، حيث كان يبلغ عرض الكتاب ثلثي طوله، وهي أحجام معيارية كانت سائدة في ذلك العصر إلى حدود القرن الخامس الميلادي واستعمل النساخ شكل الكراس وكتبوا عليه بريش الطيور كالنسر والغراب والإوز، وعرفت الكتابة على الرق أيضاً مراحل تطورات خلالها حتى انتهت إلى الصورة المتداولة اليوم من حيث الشكل والتنقيط والإعجام والترقيم .. وإذا كان من خواص الرق قدرته على البقاء الطويل فإن أهم عيوبه إمكانية محو ما فيه وإعادة استخدامه مرة أخرى ..."