الانسان
عدد الرسائل : 33 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية الجمعة نوفمبر 09, 2007 11:42 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية
قال تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم" فالرحمتان في البسملة غير الرحمتين اللتين في السورة، فالرحمتان في البسملة ذاتيتان لم يتعلقا إلا بـ"الله" ولا تعلق لهما بالكون، وفي السورة صفتان كونيتان سبقهما ذكر "العالمين".
فاللتان في السورة رحمة رحمانية عمت كل موجود بل هي عين وجوده ورحمة رحيمية خاصة لأهل السعادة وهي رحمة التمييز بين أهل الهداية وبين أهل الزيغ والضلالة.
وأما الذاتيتان فالرحمانية الآدمية: النفس المبطون في المتنفس وأول صورة ظهرت فيه العماء الذي للإسم الرب قبل أن يخلق الخلق.
والرحيمية المحمدية: ختمها وأخص مراتبها الذاتية التي فصلت ماأجمل من الحروف الأصلية في كلمات تامات فزاد على الرحمن بالتركيب صورة كما زاد عليه روحا بنفي أوليته في نبوته وآدم بين الماء والطين.
و"الله" في البسملة للمناسبة مع الذات فما فتح الظهور إلا بسم الرحمن الرحيم وأشار إلى مرتبتهما الذاتية بقوله "الله الرحمن" وفي التقدير "والله الرحيم" وأغنى عن التقدير وحدة العين.
ولذا قسم الشيخ في الفتوحات شرح البسملة بين "بسم" وهي لآدم (ع) وهو الأول و "الرحيم" لمحمد (ص) وهو الآخر والختم الذي كانت له النبؤة قبل البسملة في كنت نبياً ...، فمنه ابتدأت البسملة باطناً وبه ختمت ظاهراً قال في فتوحاته:
"الرحيم من البسملة: الرحيم صفة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم وبه كمال الوجود وبالرحيم تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا وكان ع مبتدأ وجود العالم عقلا ونفسا متى كنت نبيا قال وآدم بين الماء والطين فبه بدئ الوجود باطنا وبه ختم المقام ظاهرا في عالم التخطيط فقال لا رسول بعدي ولا نبي فالرحيم هو محمد صلى الله عليه وسلم و"بسم" هو أبونا آدم ...حامل معاني تلك الأسماء التي حملها آدم عليهما السلام وهي الكلم قال صلى الله عليه وسلم أوتيت جوامع الكلم ومن أثنى على نفسه أمكن وأتم ممن أثنى عليه كيحيى وعيسى عليهما السلام ومن حصل له الذات فالأسماء تحت حكمه وليس من حصل الأسماء أن يكون المسمى محصلا عنده"[1]
ولذا خفيت الألف-التي هي حرف الذات عند العارفين، ويقصدون مسمى الإسم الجامع- في "بسم" البسملة الآدمية وظهرت في "بإسم" المحمدية في مفتتح نبوته في قوله تعالى: "اقرأ باسم ربك" لأن باطن آدم (ع) هو ظاهر محمد (ص). فجمع محمد (ص) بين ألف المسمى و باء الصفة وكان لآدم باء بسط الوجود في نصف الدائرة الظاهر لتمييز العابد من المعبود[2] وكما خفيت الألف في "بسم" الآدمية وظهرت في "باسم" المحمدية كذلك خفي ألف الرحمن –لذا كتب رحمن ولم يكتب رحمان- وظهر ألف الرحيم ممدوداً في الياء[3] ولولاه ما عرف المثل حقيقته[4].
ثم إن استواء الرحمن على العرش في التمثيل كنقطة المركز في الدائرة التي تقابل بذاتها كل نقطة من المحيط بخط يخرج منها وينتهي في المحيط كما يقابل الرحمن بأسمائه الذاتية ما حواه العرش من التعينات الإمكانية. و"الله" من ورائهم محيط. فالعالم بين النقطة الرحمانية الآدمية وبين احاطة الإسم الجامع[5]، والإنسان الكامل الذي جعل الله رتبته وسطا بين كينونته مستويا على عرشه وبين كينونته في قلبه الذي وسعه هو من يحفظ نقطة الدائرة التي انطبعت فيه علماً والنقطة تحفظ المحيط وجوداً فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ محيط، ولا تلتقي النقطة بالمحيط إلا في عبودة الإنسان الكامل الذي ختم الدائرة برحيميته فال الشيخ في الفتوحات:
" فأوحى إلى عبده ما أوحى وما عين لنا في الذكر الحكيم ما أوحى ولا ذكر رسول الله ص ما أوحى في ذلك القرب به إليه فكان التلقي في هذا الموطن تلقيا ذاتيا لا يعلمه إلا من ذاقه وليست في المنازلة منازلة تقتضي التقاء النقطة بالمحيط إلا هذه المنازلة فإنه إذا التقى المحيط بالنقطة ذهب ما بينهما فذلك ذهاب العالم في وجود الحق ولم تتميز نقطة من محيط"[6].
فإن نقطة أحدية جمع الإنسان وهي مشرع الصفات والأسماء لكمال الجلاء والاستجلاء، قد تعينت من نقطة الغيب الذاتي لواجب الوجود[7] وهي نقطة بلا دائرة ومثلها الشيخ في إنشاء الدوائر برأس الضابط –الفرجال الذي يرسم الدائرة- قبل وجود الدائرة "كان الله ولا شيء معه" .
وليس ثم ما يقبل الإرتسام فيه إلا البرزخية المحمدية الجامعية بين أحكام الوجوب وأحكام الإمكان فله الإحاطة بالطرفين وهو مقام المشاكلة للهو الغيبي في إطلاقه ومعيته الذاتية المعبر عنها في الدعاء: "ياهو يامن ليس هو إلا هو" وهو المسمى بمقام الفؤاد "كذلك لنثبت به فؤادك" فكان الثبوت لما ارتسم فيه وهو المقام الذي ذكره الشيخ ابن عربي في سفر الرؤية من كتاب الأسفار قائلاً: " فإن العبد هنا عبد من جميع الوجوه منزه مطلق التنزيه في العبودية وكذلك غيب الغيب الذي هو "هو الهو" والآيات التي رآها في نفسه مشاكلته لهو الهو بعبودة العبودة في غيب الغيب لعين قلب القلب الذي هو الفؤاد" [8]
[1] - الفتوحات المكية ج1 ص108-109
[2] - وقد عرفت قول الشيخ في فتوحاته: "بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد من المعبود" و قيل للشبلي رضي الله عنه أنت الشبلي فقال أنا النقطة التي تحت الباء وهو قولنا النقطة للتمييز وهو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية وكان الشيخ أبو مدين رحمه الله يقول ما رأيت شيئا إلا رأيت الباء عليه مكتوبة فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة الحق في مقام الجمع والوجود أي بي قام كل شئ وظهر. وقد روي عن الإمام علي: "جمع ما في القرآن في الفاتحة وجمع ما في الفاتحة في البسملة وجمع ما في البسملة في الباء وأنا النقطة تحت الباء"
[3] - يرى علماء الحروف أن الألف والياء والواء في المد حرف واحد ظهر بمراتب مختلفة.
[4] - قال الشيخ القونوي في الفكوك-فك ختم الفص الآدمي: " وأما سر آخريته فمن حيث انتهاء الأحكام والآثار إليه واجتماعها ظاهراً وباطناً فيه كانبثاثها عنه أولاً, وذلك انه لما كان حكم شأن الحق الجامع للشؤون كلها وأحكامها دورياً وكان حكم ذلك الشأن ولوازمه من أمهات الشؤون أيضاً كذلك وهي المعبر عنها بمفاتيح الغيب ظهر سر الدور في أحوال الموجودات وأحكامها وذواتها, ......وعود الحكم إلى الجناب الإلهي المشار إليه في الإخبارات الإلهية والتنبيهات النبوية والمشهود كشفاً وتحقيقاً وصولاً وعوداً دورياً, فالمدد الإلهي يتعين من مطلق الفيض الذاتي بالبرزخية المشار إليها ويصل إلى حضرة العقل الأول المكنى عنه بالقلم ثم باللوح ثم العرش ثم الكرسي ثم باقي الأفلاك فلكاً بعد فلك ثم يسري في العناصر ثم المولدات فينتهي إلى الإنسان منصبغاً بجميع خواص كل ما مر عليه, فإن كان الإنسان المنتهي إليه ذلك ممن سلك وعرج واتحد بالنفوس والعقول وتجاوزها بالمناسبة الأصلية الذاتية حتى اتحد ببرزخيته التي هي مرتبته الأصلية, فإن المدد الواصل إليه بعد انتهائه في الكثرة إلى أقصى درجات الكثرة وصورتها يتصل بأحديتها أعني أحدية تلك الكثرة إلى تلك البرزخية التي من جملة نعوتها الواحدانية التالية للأحدية فيتم الدائرة بالأنتهاء إلى المقام الذي منه تعين الفيض الواصل إلى الفعل
[5] - الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 362
"فانحصر العالم بينك وبينه فلا مخلص له منكما فلم نتميز عنه ولا تميز عنك في الحكم وظهرت فيك صور العالم كلها التي أخرجها من تلك الخزائن فشاهدتك فحصل لك العلم بها فعلمت من العالم ما لم يعلم العالم من نفسه من الحكم فردا فردا وقال لك كلما بقي في الخزائن مما لا يتناهى فهو مثل ما علمت فمن أحاط علما بواحد من الجنس فقد أحاط علما بالجنس فإنه ما ثم إلا أمثال فما التقى طرفا الدائرة حتى حدث المحيط ودل المحيط على نقطة الدائرة فحدثت الخطوط من النقطة إلى المحيط ولم تتجاوزه فإن انتهاء الخط إنما يكون إلى نقطة من المحيط فانتهى إلى ما منه خرج فصورة أوليته عين صورة آخريته"
[6] - الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 4 - ص 40
[7] - الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 1 - ص 260: "لأن ذلك المحيط هو عين دائرة الممكنات والنقطة التي في الوسط المعينة لنقطة الدائرة المحيطة هي الواجب الوجود لنفسه وتلك الدائرة المفروضة دائرة أجناس الممكنات".
[8] - رسائل ابن عربي-كتاب الأسفار ص22
| |
|
الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية السبت نوفمبر 10, 2007 4:38 am | |
| ألا أيها الإنسان الجميل
سعادتي بك ( مع الفارق طبعاً ) سعادة من ألقى الألواح وذهب مغاضباً لمّا لاقى من وعلمناه من لدنا علماً .... مسرورٌ ومبتهج ومنون بك ولك ... ولا أراني غير سائلاً ... والحمد لله لا أراك غير مجيباً حبيبٌ لحبيب ... وإن غداً لناظره قريب ... غير أني لا أعرف سراً لما يرد على خاطري من أسئلة عندما أقرأ تراتيلك وسؤالي اليوم : الفارق بين الأسماء الشريفة المقدسة لنبينا صلى اله عليه وآله وسلم : أحمد ، محمود ، محمد ( صلى الله عليه وملائكة السماء والطيبيبن من العالمين ) . تحياتي أيها الكريم .. وشكراً لإنسانيتك بلا شخصنة ولا أنــا . * | |
|
أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية الجمعة ديسمبر 28, 2007 2:40 pm | |
| صلي الله علي المبعوث و ما زال الرحمة بتدلياتها الإصطفائية و المتنزلة برقائق سبحات و جوه تجليات روحه الدائمة من يصلون علي النبي فتتواصل ميم رحمته بميم ملكه من لدن رحمانيته الجامعة و يشهد القلب انتظام دوائرمخلوقاته علي نقطة مركز باء حبه الظاهرة لنا من أنا عينه و أنا سمعه و انا بصره قمر الحقائق الرحمانية و شمس اللطائف الرحيمية النور المتوارد بالإيمان و سلام لكم جميعا و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم | |
|
الطيب
عدد الرسائل : 94 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية الجمعة مارس 07, 2008 2:31 pm | |
| | |
|
المنصوري
عدد الرسائل : 73 تاريخ التسجيل : 29/02/2008
| موضوع: رد: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 5:38 am | |
| "الرحيم من البسملة: الرحيم صفة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم وبه كمال الوجود وبالرحيم تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا | |
|
حبيبة
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: رد: الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 7:21 am | |
| | |
|