موقف أنت معنى الكون
أوقفني وقال لي أنت ثابت ومثبت
فلا تنظر إلى ثبتك فمن نظرك إليك أتيت
وقال لي أنظر إلى مثبتي ومثبتك تسلم لأنك تراني وتراك وإذا كنت في شيء غلبت.
وقال لي متى رأيت نفسك ثبتاً أو ثابتاً ولم ترني في الرؤية مثبتاً حجبت وجهي وأسفر لك وجهك فانظر إلى ماذا بدا لك وماذا توارى عنك.
وقال لي لا تنظر إلى الإبداء ولا إلى البادي فتضحك وتبكي وإذا ضحكت وبكيت فأنت منك لا مني.
وقال لي إن لم تجعل كل ما أبديت وأبديه وراء ظهرك لم تفلح فإن لم تفلح لم تجتمع علي.
وقال لي كن بيني وبين ما بدا ويبدو ولا تجعل بيني وبينك بدواً ولا إبداء.
وقال لي الأخبار التي أنت في عموم.
وقال لي أنت معنى الكون كله.
وقال لي أريد أن أخبرك عني بلا أثر سواي.
وقال لي ليس لي من رآني ورآه بأرائته إنما لي من رآني ورآه بأرائتي.
وقال لي ليس من رآني ورآه حكم رفق به، أليس فيه شرك لا يحس به.
وقال لي لا يحس به كشف فيما رآني ورآه، حجاب في الحقيقة.
وقال لي الحقيقة وصف الحق، والحق أنا.
وقال لي هذه عبارتي وأنت تكتب، فكيف وأنت لا تكتب.
موقف قد جاء وقتي
أوقفني وقال إن لم ترني لم تكن بي.
وقال لي أن رأيت غيري لم ترني.
وقال لي أشارتي في الشيء تمحو معنى المعنى فيه وتثبته منه لا به.
وقال لي فيك ما لا ينصرف ولا يصرف.
وقال لي أصمت لي الصامت منك ينطق الناطق ضرورة.
وقال لي أثر نظري في كل شيء فأن خاطبته على لسانك قلبته.
وقال لي أجعل ذكري وراء ظهرك وإلا رجعت إلى سواي لا حائل بينك وبينه.
وقال لي قد جاء وقتي وأن لي أن أكشف عن وجهي وأظهر سبحاتي ويتصل نوري بالأفنية وما وراءها وتطلع على العيون والقلوب، وترى عدوي يحبني وترى أوليائي يحكمون، فأرفع لهم العروش ويرسلون النار قلا ترجع، وأعمر بيوت الخراب وتتزين بالزينة الحق، وترى فسطي كيف ينفى ما سواه، وأجمع الناس على اليسر فلا يفترقون ولا يذلون، فأستخرج كنزي وتحقق ما أحققتك به من خبري وعدتي وقرب طلوعي، فأني سوف أطلع وتجتمع حولي النجوم، وأجمع بين الشمس والقمر، وأدخل في كل بيت ويسلمون علي وأسلم عليهم، بذلك بأن لي المشيئة وبأذني تقوم الساعة، وأنا العزيز الرحيم.
موقف البحر
أوقفني في البحر فرأيت المراكب تغرق والألواح تسلم، ثم غرقت الألواح،
وقال لي لا يسلم من ركب.
وقال لي خاطر من ألقى نفسه ولم يركب.
وقال لي هلك من ركب وما خاطر.
وقال لي في المخاطرة جزء من النجاة، وجاء الموج ورفع ما تحته وساح على الساحل.
وقال لي ظاهر البحر ضوء لا يبلغ، وقعرة ظلمه لا تمكن، وبينهما حيتان لا تستأمن.
وقال لي لا تركب البحر فأحجبك بالآلة، ولا تلق نفسك فيه فأحجبك به.
وقال لي في البحر حدود أيها يقلك.
وقال لي إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه كنت كدابة من دوابه.
وقال لي غششتك إن دللتك على سواي.
وقال لي إن هلكت في سواي كنت لما هلكت فيه.
وقال لي الدنيا لمن صرفته عنها وصرفتها عنه، والآخرة لمن أقبلت بها إليه وأقبلت به علي.
موقف الرحمانية
أوقفني في الرحمانية وقال لي هي وصفي وحدي.
وقال لي هي ما رفع حكم الذنب والعلم والوجد.
وقال لي ما بقي للخلاف أثر فرحمة، وما لم يبق له أثر فرحمانية.
وقال لي قف في خلافية التعرف، فوقفت فرأيته جهلاً، ثم عرفت فرأيت الجهل في معرفته ولم أر المعرفة في الجهل به.
وقال لي من أستخلفه لم أسوه على رؤيتي بشرط يجدني إن وجده ويفقدني إن فقده.
وقال لي إن استخلفتك شققت لك شقاً من الرحمانية، فكنت أرحم بالمرء من نفسه، وأشهدتك مبلغ كل قائل فسبقه إلى غايته، فرآك كل أحد عنده ولم تر أحداً عندك.
وقال لي إن استخلفتك جعلت غضبك من غضبي فم ترأف بذي البشرية، ولم نتعطف على الجنسية.
وقال لي إذا رأيتني فاتبعني، ولو صرفت وجوه الكل عنك فاني أقبل بهم خاضعين إليك.
وقال لي إذا رأيتني فأعرض عمن أعرض عنك وأقبل إليك.
وقال لي إن استخلفتك أقمتك بين يدي وجعلت قيوميتي وراء ظهرك وأنا من وراء القيومية، وسلطاني عن يمينك وأنا من وراء السلطان.
واختياري عن شمالك وأنا من وراء الاختيار، ونوري في عينيك وأنا من وراء النور،
ولساني على لسانك وأنا من وراء اللسان،
وأشهدتك أني نصبت ما نصبت وأني من وراء ما نصبت،
ولم أنصب تجاهك منصباً هو سواي، فرأيتني بلا غيبة، وجرت في أحكامي بلا حجبة.
وقال لي إذا أشهدتك حجتي على ما أحببت كما أشهدتك حجتي على ما كرهت فقد أذنتك بخلافتي، واصطفيتك لمقام الأمانة علي.
وقال لي إذا رأيتني فانصرني، فلن يستطيع نصرتي من لم يرني.
وقال لي إذا لم تقو على الحجاب عني فقد آذنتك بخلافتي.
وقال لي ألبس خاتمي الذي أتيتك تختم به على كل قلب راغب بالرغبة،
وكل راهب بالرهبة، فتحوز ولا تحاز، وتحصر ولا تحصر.
وقال لي من غاب عني ورأى علمي فقد استخلفه على علمه، ومن رآني وعاب عن علمي فقد استخلفه على رؤيته.
وقال لي من رآني ورأى علمي فهو خليفتي الذي أتيته من كل شيء سبباً.