القضاء والقدر

يقول الشيخ محمد الهاشمي رضي الله عنه:

يجب علينا الايمان بالقضاء والقدر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهو المنفرد بالايجاد والامداد لايسأل عما يفعل وهم يسألون فمراده في خلقه هو ماهم عليه من ايمان وكفر وخير وشر وشقاوة وسعادة وعلم وجهل وغنى وفقر فيدخل في القضاء والقدر جميع الممكنات في حقه والممكن هو الجائز في حقه تعالى وهو الذي لايترتب على وجوده محال ذاتي ولاعلى عدمه محال ذاتي ويتفرع عنه الواجب العرضي والمحال العرضي ومن القضاء والقدر الاحكام الثلاث الشرعي والعادي والعقلي وأقسام كل واحد منها .. ومنها الاسباب العادية فمن فضله تعالى خلقنا ورزقنا وموتنا وحياتنا وسعادتنا ومن عدله شقاوة الاشقياء من عباده فهو المنفرد بالايجاد والامداد لاشريك له في فعل من الافعال ولافي حكم من الاحكام لقوله تعالى فعال لما يريد ولقوله تعالى إن الحكم إلا لله فمن فضله تعالى من علينا بنعمة الايجاد بعد العدم وبنعمة الامداد بالحياة ومن علينا بنعمة العقل وجعله شرطا في التكليف وفطره على محبة خالقه ورازقه وجبله على محبته والوله به والرجوع عند الشدة والرخاء إليه ومن على من شاء من عباده بتوفيقه لمعرفته وتوحيده ولم تحجبه الاسباب العادية الظاهرة عن ربه خالقها ومبدعها وجعلها مسخرة له وحماه من فتنتها ومن الاعتماد عليها والركون إليها بما تفضل عليه من معرفته لربه والايمان به وبمحبته لشهود نعمه المتواترة عليه السابغة ...

فالحاصل كل ماأصابنا من خير وشر وحلو ومر ونفع وضر الآن فالله هو الخالق له بقدرته والمخصص له بإرادته وسبق في علمه قبل وقوعه ولايمكننا علمه قبل وقوعه بنا وظهوره في الحس لنا ونهانا عن الخوض فيه والبحث فيه والاحتجاج به رحمة بنا لانه من المحال الاطلاع عليه لغيره تعالى قبل ظهوره في الحس الا بوحي من الله لمن شاء من عباده الخاصة فليتأمل هذا ففيه إشارة إلى خالص التوحيد وطلب المزيد قال تعالى : وقل رب زدني علما ...

انتهى كلام الشيخ رضي الله عنه.............وبالله التوفيق

المصدر: مفتاح الجنة في شرح عقيدة أهل السنة للشيخ محمد بن الهاشمي التلمساني