حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية في إثبات الاختيار على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية في إثبات الاختيار أيضا
وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار
“ 322 “
- قال لص للشرطي : أيها العظيم “ 1 “ ، إن ما ارتكبته كان من حكم الإله .
3060 - قال الشرطي : وما أفعله أنا أيضا " من عقاب " ، هو حكم الله أيضا يا نور عيني .
- فإن سلب أحدهم فجلة من حانوت ، على أن هذا هو حكم الحق عليه أيها العاقل ،
- فإنك تقوم بلكمه على رأسه مرتين أو ثلاثة قائلا له : أيها الكريه ، هذا هو حكم الحق ، أعد ما سرقت .
- فإذا كان عذرك هذا لا يكون لدى البقال مقبولا في شأن فجلة أيها الفضولي ،
- فكيف تعتمد على هذا الغدر ، وتحوم حول مواضع الأفاعي ؟
3065 - ومن مثل هذا العذر أيها الساذج الوقح ، كيف تحل دماء الناس وأموالهم وأعراضهم ؟
- فإن كل إنسان إذن يقوم بنزع شعر شاربك ، ويعتذر لك بأنه مجبر على هذا الأمر .
- فإذا كان يجوز لك بأن تعتذر بأن الأمر هو حكم الحق ، علمني إذن إياه وافتني .
- فإن عندي مائة نزوة وشهوة ، لكن يدي معقودتان خوفا وهيبة " من الله " .
- فتكرم علينا إذن وعلمنا العذر ، وفك القيود عن أيدينا وأقدامنا .
3070 - لقد قمت بحرفة ما طوعا واختيارا ، قائلا : إن لي اختياري وفكرى
..............................................................
( 1 ) حرفيا : أيها الملك .
“ 323 “
- وإلا ، كيف اخترت تلك الحرفة من بين الحرف يا عينا من الأعيان .
- وعندما تأتي نوبة النفس والهوى ، يكون عندك اختيار بقدر ما يكون عند عشرين رجل .
- وعندما يبخسك رفيقك مثقال حبة ، فإن اختيار العراك قد تفتح في روحك .
- وعندما تحل نوبة شكر النعم ، فلا اختيار لك ، وتكون أقل من حجر .
3075 - ويقينا أن الجحيم سوف يعتذر لك قائلا : أعذرني في حرقي " إياك " هكذا .
- إن أحدا لن يعذرك بهذه الحجة ، ولن تبعدك هذه الحجة عن كف الجلاد .
- ومن ثم فإن الدنيا قد انتظم سلكها بهذا الحاكم ، ومنها صار حال الآخرة معلوما برمته لك .
حكاية جوابا على الجبري أيضا وصحة الأمر والنهي ،
وبيان أن عذر الجبري ليس مقبولا في أية ملة وأي دين ، وليس موجبا للخلاص مما تم اقترافه من ذنوب ، مثلما لم ينج إبليس الجبري بقوله رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي والقليل يدل على الكثير
- أخذ أحدهم يتسلق شجرة ، وأخذ خلسة يلقي بثمارها بشدة .
- فجاء صاحب الحديقة وقال : أيها الدنيء ، أين حياؤك من الله ؟ ماذا تفعل ؟
3080 - قال : إذا أكل عبد الله الثمر “ 1 “ من حديقة الله ، فإن هذا هو عطاء الحق ، قد أعطاه إياه .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : البلح .
“ 324 “
- فكيف تقوم بلومي هكذا بشكل عامي ؟ أثم بخل على مائدة الله الغنى ؟
- فنادى : يا أيبك ، هات ذلك الحبل ، حتى أجيب على حاوي المحاسن هذا .
- فأحكم شد وثاقه إلى الشجرة ، وأخذ يضربه بالعصا على ساقه وظهره ضربا شديدا .
- فقال له : إستحي آخرا من الله سبحانه وتعالى ، إنك تقتل هذا البرىء صبرا .
3085 - فقال : إن عبد الله يضرب عبده الآخر بعصا الله ، " يضربه " على ظهره سعيدا .
- إنها عصا الحق ، كما أن الظهر له ، والجنب له ، وأنا مجرد غلام له ، وأداة لتنفيذ أمره .
- قال : لقد تبت عن الجبر أيها الماكر ، هناك اختيار ، هناك اختيار ، هناك اختيار .
- واختياره هو الذي اختار كل أنواع الاختيار ، واختياره كالفارس " مخفي " في الغبار .
- واختياره هو الذي يقوم باختيارنا ، ومن ثم صار الأمر مستندا على الاختيار .
3090 - والتسلط على صورة بلا اختيار ، موجود عند كل مخلوق عند قدرته عليها .
- حتى ليجر الصيد دون اختيار من هذا الصيد ، وحتى يسحب زيدا جارا إياه من أذنيه .
- لكن صنع الصمد يستطيع بلا آلة قط ، أن يجعل اختياره وهقا له .
- فإن اختياره يقيد زيدا هذا ، يصيده الحق دن كلب دن فخ .
“ 325 “
- النجار يكون مسلطا على الخشب، وذلك المصور يكن حاكما على الجمال "الذي صوره".
3095 - كما أن الحداد قيم على الحديد ، والبناء مسيطر على آلة عمله .
- العجيب أن كل هذه الاختيارات ، تسجد أمام اختياره كالعبيد .
- قدرتك على الجمادات في صراعك " مع الحياة " ، متى نفت الجمادية عن أي منها ؟
- ومن ثم فإن قدرته على المخلوقات المميزة ، لا تقم بنفي الاختيار عنها .
- فدام على القل بأنها مشيئة الله على وجه الكمال ، فليس فيها نسبة الجبر أو الضلال .
3100 - ما دمت قد قلت إن كفرى هو مشيئته ، اعلم أن مشيئتك أيضا موجودة .
- ذلك أن كفرك لا يكون دون مشيئة منك ، إن الكفر بلا مشيئة منك قول متناقض .
- فالأمر للعاجز قبيح وذميم، والغضب "عليه" أقبح ، خاصة عندما يكون من الرب الرحيم .
- والثور الذي لا يقبل النير يتعرض للضرب ، لكن ثورا لم يحقر قط لأنه لم يطر .
- وإذا لم يكن الثور معذورا في فضول الفعل والقول ، فمن أي شيء يكون صاحب الثور الوقح معذورا ؟
3105 - وما لم تكن مريضا ، لا تربط رأسك ، فالإختيار لك ، ولا تسخر من شاربك .
“ 326 “
- وجاهد حتى تجد جرعة من كأس الحق ، فتصير آنذاك متجردا عن ذاتك بلا اختيار .
- وعندما تصبح تلك الخمر هي اختيارك الكلي ، تصير كالثمل معذورا على الإطلاق .
- وكل ما تدقه ، يكون مدقوقا بتلك الخمر ، وكل ما تكنسه يكون مكنوسا بها .
- ومتى يفعل ذلك الثمل إلا العدل والصواب ، فلقد شرب من كأس الحق الشراب .
3110 - ولقد قال السحرة لفرعون : قف ، ليس عند الثمل اهتمامٌ باليد والقدم .
- إن أيدينا وأقدامنا هي خمر ذلك الواحد ، واليد الظاهرة مجرد ظل لا قيمة له . “ 1 “
معنى ما شاء الله كان أي أن المشيئة مشيئته والرضا له ، فاطلبوا رضاه ،
ولا تضيقوا برد الآخرين وغضب الآخرين ، وبالغم من أن كان فعل ماض
إلا أنه لا ماض ولا مستقبل في فعل الله مصداقا لـ ( ليس عند الله صباح ولا مساء )
- إن قول العبد : ما شاء الله كان ، ليس من أجل أن تتكاسل على أساسه .
- لكنه تحريض على الإخلاص والجد ، أي زد في تلك العبادة وكن مستعدا .
- فإذا قيل لك : إن الأمر أمرك أيها العظيم ، والفعل فعلك ، " فقم به " حسب هواك .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 405 : - وما دامت كأسه مليئة من خمره على الدوام ، فإنه يستولي على منزل القلب بأجمعه
“ 327 “
3115 - يجوز لك حينذاك أن تتكاسل ، فإن كل ما تريده وكل ما تقوله هو الذي يصير .
- وعندما يقال لك : ما شاء الله كان ، يعني أن الحكم حكمه تعالى وإلى الأبد .
- وإلا فلماذا أنت في ورده وذكره كمائة رجل ، وكيف لا تطوف بعبودية حول بابه ؟
- فإذا قيل : إن كل ما يريده الوزير يكون له ، سواء في الأخذ أو في الرد ،
- فهل تحوم حوله سريعا وبقوة مائة رجل ، حتى ينثر فوق رأسك الإحسان والجود .
3120 - أو تهرب من الوزير ومن قصره ؟ إن هذا لا يكون بحثا عن " عطائه " وعن نصره .
- لقد قلبت هذا الكلام وصرت كسولا ، وصرت معكوس الخاطر والإدراك
- " فالأمر أمر السيد فلان " ماذا تعني ؟ ، تعني : قلل الجلوس مع غيره .
- وطف حول السيد ما دام الأمر له ، إنه يقتل العدو ، وينجي روح الصديق
- وكل ما تريده سوف تجده على سبيل اليقين ، وقلل السير عبثا ، واختر محضره وخدمته .
3125 - أو . . لا . . ما دام حاكما لا تطف حوله ، حتى تصير أسود الكتاب مصفر الوجه . “1“
- إن التفسير الصحيح هو الذي يجعلك متحمسا ، ويجعلك مليئا بالنشاط والرجاء وذا حياء .
- أما إذا جعلك واهنا ، فاعلم حقيقة أنه تبديل ، ليس بتأويل " أو تفسير " .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 412 : - فما دام هو الحاكم ، إلزمه فحسب، فليس لغيره حكم ولا منه عون.
“ 328 “
- ولقد جاء هذا القول من أجل التشجيع ، وجعل المرء متحمسا ، وذلك حتى يأخذ بأيدي القانطين .
- فاسأل عن معنى القرآن من القرآن فحسب ، ومن ذلك الذي أضرم النار في هوسه ونزوته .
3130 - وصار للقرآن فداءً وأمامه ذليلا ، حتى صارت عين روحه قرآنا .
- والزيت الذي صار بأجمعه فداءً للورد ، سواءٌ عليك أن تشمه زيتا أو تشمه وردا . “ 1 “
وأيضا [ قد جف القلم ] يعنى جف القلم وكتب لا تستوى الطاعة والمعصية
لا تستوى الأمانة والسرقة ، جف القلم ألا يستوى الشكر والكفران ،
جف القلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين
- وهكذا أيضا تأويل قد جف القلم ، إنها من أجل التحريض على الشغل الأهم .
- إذن فقد كتب القلم أن لكل فعل ما يليق به من تأثير وجزاء .
- تسير معوجا ، يأتيك الاعوجاج ، جف بهذا القلم ، وإن أتيت بالصدق والاستقامة ، تتولد لك السعادة .
3135 - وإذا ارتكبت الظلم ، فأنت مدبر سئ الحظ ، جف القلم بهذا ، وإن عدلت ، فأنت ذو نصيب من الرحمة ، بهذا جف القلم .
- وعندما يسرق أحد ، فقد ضاعت يده ، جف القلم ، ومن يشرب الخمر يصير ثملا ، جف القلم .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 413 : - وإن كنت لا تعلم فابحث عن تأويله ، حتى تشرق " الحقيقة " على قلبك عيانا .
“ 329 “
- فهل تجيز ، وهل يكون في الأصل جائزا أن يكون الحق معزولا عن حكمه الذي سبق ؟
- أو أن يقول لك : لقد خرج الأمر من يدي ، فلا تلجأ إليّ كثيرا وكفاك تضرعا لي ؟
- لكن معنى جف القلم أنهما ليسا عندي سيان : العدل والظلم .
3140 - ولقد فرقت ما بين الخير والشر ، كما فرقت أيضا بين السيء وما هو أسوأ .
- فإن كانت عندك ذرة من الأدب ، أكثر مما لدى رفيقك ، فإنما يعلمها فضل الرب .
- فيعطيك الزيادة بقدر هذه الذرة ، وتظهر هذه الذرة وكأنها جبل .
- والملك الذي لا يكون هناك فرق أمام عرشه بين الأمين وبين الظلوم " الخئون " ،
- ولا يكون هناك فرق بين من يرتعد خوفا من أن يرد لديه ، وبين ذلك الذي يسخر حتى من جده " وإقباله "
3145 - وكلاهما يكونان عنده سواء . لا يكون ملكا ، بل احث التراب الكدر على رأسه .
- فلو أن مثقال ذرة تزيد في جهدك ، فإنها تكون موزونة في ميزان الله .
- وأنت أمام هؤلاء الملوك تقتلع الروح خدمة دائما ، وهم غافلون عن الغدر وعن الصفاء .
- وقول واحد من نمام واش يُدس لك ، يضيع ما قمت به من خدمة وطاعة لسنوات .
“ 330 “
- وعند الملك الذي هو سميع وبصير ، لا يكون هناك موضع لقول الوشاة .
3150 - وكل الوشاة عندما ييأسون منه ، يأتون نحونا ، ويزيدون لنا في القيود .
- إنهم يتحدثون بالسوء عن المليك أمامنا ، قائلين : إمضوا ، لقد جف القلم ، كفاكم وفاءً .
- فهل معنى جف القلم لأن يكون الأمر هكذا ؟ أن تكون أنواع الطاعة وأنواع المعصية سواءٌ بسواء ؟
- بل إن الجفاء جزاءٌ على الجفاء ، جف القلم ، والوفاء ثواب على الوفاء ، جف القلم .
- ويكون العفو ، لكن أين بهاء الرجاء ؟ وأن يكون العبد أبيض الوجه من التقوى .
3155 - وإن اللص إن عُفى عنه ينجو بروحه ، لكن متى يصير وزيرا أو خازنا ؟
- فيا أمين الدين الرباني " أيها الإنسان " أقبل ، فمن الأمانة نبع كل تاج ولواء .
- وإن ابن السلطان إن ارتكب الخيانة في حقه ، تفصل من جرائها رأسه عن جسده .
- وإن أبدى غلامٌ هندى الوفاء ، فإن إقباله يعزف له لحن : طال البقاء .
- أي غلام وأي مملوك ؟ وإن كان على الباب كلب وفي ، يكون في قلب سيده عليه مائة رضاء .
“ 331 “
3160 - فإذا كان يقبل فم الكلب من هذا " الوفاء " ، فما بالك إن كان أسدا ، أي نصر يهبه إياه ؟
- اللهم إلا ذلك اللص الذي يقوم بكثير من الطاعات ، فيبتلع صدقه أساس القسوة والجفاء .
- مثل الفضيل قاطع الطريق ، الذي قامر بطهر ، ذلك أنه أسرع بقوة عشرة رجال نحو التوبة .
- ومثل سحرة فرعون ، أولئك الذين سودوا وجهه من الصبر والوفاء .
- وضحوا بأيديهم وأرجلهم قودا لجرمهم ، ومتى يصير " لا مريء " ذلك بعبادة مائة عام ؟
3165 - وأنت الذي قمت بالخدمة والطاعة لمدة خمسين سنة، متى حصلت على مثل هذا الصدق؟
حكاية ذلك الدرويش الذي رأى في هراة غلمان عميد خراسان المزدانين
على جياد عربية وفي أقبية مطرزة بالذهب وقلانس معرقة وغيرها
فسأل : من هؤلاء الأمراء والملوك ؟ فقيل له : ليسوا أمراء لكنهم غلمان عميد خراسان ،
فاتجه إلى السماء قائلا : يا الله ، تعلم إكرام العبيد من العميد ، وهناك يسمون المستوفي عميدا
- كان أحدهم يمضي متسكعا في هراة ، فرأى غلاما لعظيم ،
- يرتدى ثوبا من الأطلس ويسير متمنطقا بحزام ذهبي ، فاتجه إلى قبلة السماء ،
- قائلا : يا الله ، كيف لا تتعلم معاملة العبيد من هذا السيد ذي العطايا والمنن ؟
“ 332 “
- تعلم إكرام العبيد يا الله من ذلك الرئيس الذي اختاره مليكنا ! !
3170 - كان محتاجا عاريا بلا زاد ، شديد الإرتعاد في الشتاء من " برودة " الجو .
- فأبدى بعض الانبساط ذلك الغائب عن نفسه ، وأبدى جرأة " على الله " من فجاجته .
- كان اعتماده على آلاف من المواهب التي وهبها الله له ، وعلى أنه صار نديما للحق وأهلا للمعرفة .
- فإذا أبدى نديم الملك يعض التوقح عليه ، لا تبدها أنت ، يا من ليس لك سند .
- لقد وهب الله الخاصرة ، والخاصرة أفضل من الحزام ، وإذا كان أحدهم قد وهب تاجا ، فقد وهب هو جل شأنه الرأس .
3175 - حتى حدث أن اتهم الملك ذلك السيد " العميد " ، ووضع يديه وقدميه في الأغلال .
- وأخذ في تعذيب أولئك الغلمان قائلا : هيا ، دلوني على دفائن سيدكم سريعا .
- هيا أيها الأخساء ، قوموا بإفشاء سره لي ، وإلا قطعت حلوقكم وألسنتكم .
- وعذبهم الملك لمدة شهر كامل ، كان التعذيب والعصر والألم يستمر ليل نهار .
- ومزقهم إربا ، لكن غلاما واحدا لم يفش سر السيد " العميد " من رعايته له وحبه له .
“ 333 “
3180 - فقال هاتف للدرويش في النوم : تعال أيها العظيم وتعلم العبودية بدورك .
- وأنت يا من مزقت جلود أمثال يوسف عليه السّلام وقمت باغتيابهم ، إذا مزقك الذئب ، فاعلم أن هذا من نفسك
- فالبس إذن مما تنسجه طوال العام ، وتغذ مما تزرعه طوال العام .
- إن هذه الأحزان هي فعلك لحظة بلحظة ، وهذا هو معنى قد جف القلم
- فلن تجد لسنتنا تبديلا من الرشد ، فالخير يجازى بالخير ، والشر بالشر .
3185 - فهيا ، إعمل ، فإن سليمان عليه السّلام لا يزال حيا ، وما دمت شيطانا ، فإن سيفه بتار .
- ولما كان الملاك قد صار آمنا من السيف ، فإنه لا يشعر من سليمان عليه السّلام بأدنى خوف .
- فإن حكمه ماض على الشيطان لا على الملَك ، والكدح فوق التراب ، وليس فوق الفلك .
- فاترك هذا الجبر ، فهو فارغ تماما ، حتى تعلم ما هو سر سر الجبر .
- واترك جبر جماعة الكسالى حتى تجد خبرا عن ذلك الجبر الذي هو كالروح .
3190 - واترك كونك معشوقا ، وكن أنت عاشقا ، يا من تخيلت أنك طيب وخير وفائق .
- ويا من أنت أكثر صمتا في " معرفة " المعنى من الليل ، حتام تبحث عن مشتر وطالب لكلامك .
- إنهم يحركون رؤوسهم " إعجابا " أمامك من أجلك ، وذهب عمرك هدرا هوسا بهم .
“ 334 “
- وإنك تقول لي : لا تضمر الحسد لي ، وأي حسد يحس به المرء إن فاته الهباء والعبث .
- وإن تعليم الأخساء أيها الوقح ، مثل نقش المنمنمات والصور على المدر .
3195 - فعلم نفسك العشق والنظر ، فإنه يكون كالنقش في جرم الحجر .
- وإن نفسك معك ، تلميذ وفي لك ، وقد فنى كل ما سواها ، فأين تبحث عنه ؟
أين ؟
- وما دمت تجعل من الغير حبرا وفاضلا ، فإنك تجعل من نفسك سئ الطبع وخاليا وفارغا .
- لكن إذا اتصل قلبك " ببحر " عدن ، هيا تحدث ، ولا تخش أن تصبح فارغا
- فالأمر يأتيه قائلا : أيها الصادق ، هيا قل ، لن يقل " علمك " فهذا هو البحر .
3200 - وأنصتوا تعنى أن هذا بلاغ لماء " علمك " ، انتبه ، قلل الإسراف ، فالبستان جاف الشفة ظمآن .
- وهذا الكلام لا نهاية له أيها الأب ، فاترك هذا الكلام ، وتدبر العاقبة .
- وإن غيرتي لا تسمح لي بأن " أراهم " يقفون أمامك ويسخرون منك ، فهم ليسوا بعشاق .
- وعشاقك من خلف حجاب الكرم ، أنظر إليهم صائحين " وجدا " من أجلك لحظة بلحظة .
- فكن عاشقا لعشاق الغيب أولاء ، وقلل من اكتساب العشاق الذين يدوم عشقهم خمسة أيام .
3205 - فقد أكلوك من خداعهم وجذبهم لك ، ولم تر منهم مثقال حبة لعدة سنوات .
“ 335 “
- وحتام تقيم محفلا على الطريق العام ، وقد أهلكت الخطو ، ولم تحصل على رغبة واحدة .
- وفي وقت الصحة ، الكل رفاق وأحباء ، وعند الحزن والألم ، أين الأليف سوى الحق ؟
- وعند وجع العين والأسنان ، لا أحد قط يأخذ بيدك ، إلا المغيث الفرد .
- فتذكر إذن نفس هذا الوجع والمرض ، واعتبر بالسترة الجلدية مثل إياز .
3210 - فالسترة الجلدية هي حالة مرضك هذه ، وهي التي استمسك بها إياز بكلتا يديه .
جواب ذلك الكافر الجبري ثانية على ذلك السني الذي كان يدعوه إلى الإسلام ،
وترك الاعتقاد بالجبر ، وامتداد المناظرة بين الطرفين ، إذ لا يقطع مادة الجدل
والجواب إلا العشق الحقيقي الذي لا يهتم بذلك وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
- وبدأ الكافر الجبري في الجواب ، بحيث تحير ذلك الرجل المنطيق .
- لكني إذا ذكرت كل الأسئلة والأجوبة ، فإنني أحيد عن هذا المقال .
- وعندنا أقوال أهم ، ذلك أن فهمك يجد بها الدليل .
- لقد ذكرنا قليلا من ذلك النقاش أيها العتل ، ومن القليل يكون موجودا القانون الكل .
3215 - وهكذا يجرى النقاش حتى حشر البشر ، بين أهل الجبر وأهل القدر .
- فإن عجز كل منهم عن دفع خصمه ، لاختفى مذهبه من الوجود .
“ 336 “
- ولو لم يكن لهم من الجواب مخرج ، لفروا من ذلك الطريق ذي الخسران والتباب .
- ولما كان دوام ذلك المسلك مقضيا ، فإنه يعطيهم بعض الانتشار عن طريق الدلائل .
- حتى لا يصير الخصم ملزما من الإشكال ، وحتى يكون الخصم محجوبا عن الإقبال .
3220 - وحتى تبقى هذه الإثنتان وسبعون فرقة في الدنيا على الدوام وحتى يوم الحشر .
- ولما كانت هذه هي أرض الظلمة والغيب ، فإنه يجب أن تكون هناك أرض من أجل الظل .
- فتبقى هذه الإثنتان وسبعون فرقة حتى القيامة ، ومن ثم لا تعوز المبتدع الدلائل .
- وعزة المخزن وقيمته ، إنما تتجلى عندما يكون عليه أقفال كثيرة .
- وعزة المقصد أيها الممتحن ، تكون في وعورة الطريق ووجود العقبات وقطاع الطرق فيه .
3225 - وعزة الكعبة وتلك البادية ، من قطع الأعراب للطريق ، واتساع المهمة .
- وكل سلوك في طريق يكون محمودا ، لابد أن يصادف عقبات وموانع وقطاع طرق .
- وهذا السلوك - أي الجبر - صار خصما لذلك السلوك - أي الاختيار - ، حتى يصبح المقلد حائرا بين طريقين .
“ 337 “
- فيرى صدق كل مذهب في سلوكه الطريق ، ويرى كل حزب ، فرحا بما لديه .
- فإن لم يكن ثم جواب على كل مذهب يقطع الجدل ، لبقي الأمر على هذا الحال حتى يوم القيامة .
3230 - وإن عظماءنا يعلمون هذا الجواب " المفحم " ، وإن اختفى عنا نحن وجه الصواب .
- والعشق هو الذي يضع كمامة على فم الوسوسة ، وإلا فمتى سد أحد " طريق " الوسواس " الخناس " ؟
- فهيا ، صر عاشقا ، وابحث عن حسناء جميلة ، وداوم على صيد طيور الماء من جدول إلى جدول .
- ومتى تأخذ رواءً من ذلك الذي يريق ماء وجهك ؟ ومتى تفهم من ذلك الذي يسلب فهمك ؟
- وإنك لتجد معقولات غير هذه المعقولات في العشق ذي البهاء والصولة .
3235 - وهناك عقول للحق غير عقلك هذا ، تقوم بتدبير أسباب السماء .
- وإنك بهذا العقل تحصل على الأرزاق ، وبذلك العقل الآخر تجعل طباق السماء أرضا .
- وعندما تخسر العقل في عشق الصمد ، فإنه يعطيك عشرة أمثاله أو سبعمائة مثل .
- وأولئك النسوة عندما قامرن بالعقل ، حملن على رواق عشق يوسف عليه السّلام .
- فسلب عقولهن لحظة واحدة ساقي العمر ، فمللن من العقل باقي العمر .
“ 338 “
3240 - وجمال ذي الجلال أصل لجمال مائة من أمثال يوسف عليه السّلام ، فيا أقل من امرأة ، كن فداءً لذلك الجمال .
- إن العشق هو الذي يقطع هذا الجدل فحسب ، إذ يكون مغيثا من القيل والقال .
- فالعشق يصيب ذلك النطق بالحيرة ، فلا تكون لديه جرأة على الجدل .
- إذ يخاف إن فتح فاه ليعطي الجواب ، أن تسقط جوهرة من بين شدقيه خارجا
- فيطبق شفتيه تماما عن الخير والشر ، حتى لا يسقط الجوهر من هذا الفم
3245 - مثلما قال ذلك الصحابي : عندما كان الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ علينا الفصول ،
- كان ذلك الرسول المجتبى يطلب منا وقت العطاء الحضور والوقار الشديد .
- وكأن على رأسك الطير ، فمن فوات ذلك العطاء ، تكون مرتعد الروح .
- فلا تستطيع أن تتحرك من مكانك ، حتى لا يطير طائرك الجميل في الهواء .
- ولا تستطيع أن تتنفس ، وتحبس السعال ، حتى لا يطير ذلك الطائر الهمايوني الميمون .
3250 - وإن تحدث إليك " أحدهم " بخير أو شر ، فإنك تضع إصبعك على شفتيك بما يعني : أصمت .
- والحيرة هي ذلك الطائر الذي يسكتك ، يغلق عليك الإناء ، ويغليك جيدا .
سؤال الملك إيازا عامدا : حتام تتحدث بفرحك وحزنك إلى الحذاء والسترة وهما جمادان ؟
حتى يدفع إيازا إلى الكلام
- يا إياز ، ما هذا الحب لحذاء قديم ؟ وما نتيجته ؟ كأنك عاشق لصنم .
“ 339 “
- لقد جعلت من حذاء قديم دينا لك ومذهبا ، كما جعل المجنون من وجه ليلى " دينه ومذهبه " .
- ولقد مزجت حب روحك بشيئين قديمين ، وعلقتهما كليهما في حجرتك .
3255 - فحتام تتحدث مع قديمين بالكلام الجديد ، وحتام تنفث السر القديم في جماد ؟
- ومثل " الشاعر " العربي تطيل حديثك عن العشق مع الربع والأطلال يا إياز .
- فربع أي وزير عظيم كآصف حذاؤك هذا ؟ وكأن سترتك الجلدية هي قميص يوسف عليه السّلام .
- مثل المسيحي الذي يعترف للقسيس بجرائم عام كامل من الزنا والغل والغش .
- حتى يتجاوز له القسيس عن تلك الذنوب ، فإنه يعتبر عفوه من عفو الإله
3260 - ولا خبر لذلك القسيس عن الظلم أو العدل ، لكن العشق والاعتقاد أمران شديدا السحر .
- إن الحب والوهم ينسجان مائة في جمال يوسف عليه السّلام ، وهما أشد سحرا من هاروت وماروت .
- وإنك لتخلق صورة ما على ذكراه ، وانجذابك بالصورة يدفعك إلى الحديث والكلام .
- وتتحدث إلى الصورة بأسرارك آلاف المرات ، مثلما يتحدث الحبيب إلى حبيبه .
“ 340 “
- وفي حين أنه لا صورة هناك ولا هيكل ، قد انبعث منها مائة سؤال ومائة جواب . “ 1 “
3265 - مثل امرأة مسلوبة الفؤاد ، ثكلى أمام قبر ولدها الذي مات حديثا .
- إنها تتحدث إليه بالأسرار بجد واهتمام ، وذلك الجماد يبدو لها حيا .
- إنها تعتبر ذلك التراب حيا وحاضرا ، وترى للغثاء عينا وأذنا
- وعندها أن كل ذرة من تراب ذلك القبر، لديها وعي ولديها أذن، عند الوجد الذي يبدر منها.
- إنها تعتبر ذلك القبر مستمعا ، وذلك بشكل جاد ، فانظر إلى هذا العشق الساحر .
3270 - وهي تتجه جادة إلى تراب قبره الحديث لحظة بلحظة ، وتضع وجهها الدامع عليه .
- بالرغم من أنها لم تتجه قط بهذا الشكل إلى ابنها الحبيب كأنه الروح ، عندما كان حيا .
- وعندما تمر عدة أيام على الحداد والسواد ، تسكن نيران وجدها وعشقها .
- فإن العشق للميت لا يبقى ثابتا ، فاعشق الحي الذي يطيل في العمر ويزيد في الروح .
- فإنها من بعد ذلك من نفس ذلك القبر يأتيها النوم ، ويتولد لها جماد من جماد .
3275 - ذلك أن العشق اختطف تعويذته ومضى إلى حال سبيله ، وعندما انطفأت النار المتأججة ، بقي التراب .
- وذلك الذي يراه الشاب في المرآة ، إنما يراه الشيخ في قطعة من المدر .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : ماىء ، ألست وبلى .
“ 341 “
- والشيخ هو عشقك ، لا صاحب اللحية البيضاء ، فهو الآخذ بأيدي مئات الآلاف من القانطين .
- والعشق يخلق الصور في الفراق ، وعند اللقاء يبدو ما لم يدر في خلد وما لم يُتصور ،
- قائلا : إنني أصل أصل الصحو والسكر ، والذي كان على الصور هو انعكاس حسننا .
3280 - ولقد رفعت الحجب في هذه اللحظة ، ونشرت الحسن بلا واسطة
- ذلك أنك من كثرة ما اندمجت مع صورتي ، وجدت القوة على تجريد ذاتي .
- وعندما سيرت جذبتي من هذه الناحية ، لا يرى أن هناك جذبا بيننا .
- فيطلب المغفرة من الجرم والخطأ ، من وراء هذا الحجاب ، من لطف الله .
- وعندما ينفجر نبع من صخرة ، فإن الصخرة تتوارى في هذا النبع .
3285 - ولا يسميها أحدٌ من بعد ذلك حجرا ، ذلك أنه قد فاض منها ذلك الجوهر .
- فاعلم أن هذه الصور مجرد أوعية ، وتأخذ قيمتها مما يصبه الحق فيها .
قول أهل المجنون له : إن حسن ليلى محدود وليس فائقا وأجمل منها كثيرات في مدينتنا ، فلنعرض عليك واحدة واثنتين وعشرة منهن ،
وخلصنا وخلص نفسك وجواب المجنون عليهن
- قال البلهاء للمجنون جهلا ، إن حسن ليلى ليس طاغيا ، إنه أمر سهل يسير .
“ 342 “
- فأجمل منها مئات الآلاف من الفاتتات ، كأنهن الأقمار في مدينتنا . “ 1 “
- قال : إن الصورة كالوعاء والحسن خمر ، والله تعالى يسقيني الخمر من صورتها هي .
3290 - وربما أعطاكم الله الخل من وعائها ، حتى لا يكون عشقها جارا لكم من الآذان .
- فمن وعاء واحد ، يعطي الله تعالى السم والعسل لكل إنسان .
- وإنك لترى الوعاء ، لكن الشراب ، لا يبدي وجهه لعين من ليس على الصواب .
- وقاصرات الطرف يكن لذة للروح ، لا يبدين أمارتهن إلا لمن خاصم نفسه " التي بين جنبيه " .
- وهذه المدام بمثابة قاصرات الطرف ، وحجب الأوعية بالنسبة لهن كالخيام .
3295 - فالبحر خيمة ، فيها الحياة للبط ، لكنه ممات للغربان .
- والسم يكون للحية قوت وزاد ، ولغيرها يكون سمها آلاما وموتا .
- وصورة كل نعمة ، وصورة كل محنة ، هي لهذا جحيم ، ولذاك جنة
- إذن فكل الأشياء والأجسام التي تبصرونها ، فيها قوت أو سم لا تبصرونهما .
- وكل جسد كأنه الوعاء أو كأنه الإناء ، فيه قوت وفيه أيضا تعب وحرقة للقلب .
3300 - فالوعاء ظاهر والرغد مختف فيه ، ويعلم طاعمه ما الذي يأكله منه .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 448 : - هناك الآلاف أكثر رقة منها وكأنهن الحور ، فاختر من بينهن - رفيقة جميلة .
- وخلص نفسك وخلصنا نحن أيضا من هذا الهوس القبيح المريب .
“ 343 “
- وكانت صورة يوسف عليه السّلام مثل كأس طيبة ، منها يشرب أبوه الخمر الطروب .
- وكان لإخوته منها السم الزعاف ، الذي كان يزيد من غضبهم وحقدهم الدفين .
- ثم كان لزليخا منها الشهد والسكر ، فكانت تجذب منها أفيونا آخر للعشق .
- وغير ما كان ليعقوب من يوسف عليهما السلام ، كان منه الغذاء من نوع آخر لتلك الحسناء .
3305 - إن الشراب متنوع والوعاء واحد ، حتى لا يبقى هناك شك في خمر الغيب .
- والخمر من الغيب ، والوعاء من هذه الدنيا ، والوعاء ظاهر والخمر شديدة الاستتار فيه .
- إنها شديدة الخفاء عن أبصار من لم يؤذن لهم ، لكنها ظاهرة للعيان لمن أذن لهم .
-" يا إلهي سكرت أبصارنا * فاعف عنا أثقلت أوزارنا
-يا خفيا قد ملأت الخافقين * قد علوت فوق نور المشرقين .
3310 -أنت سر كاشف أسرارنا * أنت فجر مفجرٌ أنهارنا-
يا خفي الذات محسوس العطا * أنت كالماء ونحن كالرحى-
أنت كالريح ونحن كالغبار * تختفي الريح وغبراهاجهار . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 344 “
- فأنت ربيع ونحن كالبساتين النضرة ، وذلك أن الربيع مستتر وعطاياه ظاهرة .
- وأنت كالروح ، ونحن بمثابة اليد والقدم ، فالقبض والبسط يتأتيان لليد من تأثير الروح .
3315 - وأنت كالعقل ، ونحن بمثابة هذا اللسان ، وهذا اللسان له من العقل البيان .
- وأنت كالسرو ونحن الضاحكون ، فنحن نتيجة للسرور متهللون .
- وإن حركتنا في كل لحظة ناطقة بالشهادة ، هي شهادة على " وجود " ذي الجلال السرمدي .
- ودوران حجر الطاحون اضطرابا ، هو شهادة ناطقة بوجود الماء .
- فيا من أنت خارج أوهامنا وقالنا وقيلنا ، ليكن التراب على مفرقي ، وعلى الأمثلة التي أقدمها .
3320 - فإن العبد لا يصبر عن صورتك الطيبة ، وكل لحظة يقول : لتكن روحي وطاءً لك .
- مثل ذلك الراعي الذي كان يناجيك قائلا : يا الله ، تعال إلى راعيك ومحبك .
- حتى أخلى من القمل قميصك ، وأخصف نعلك ، وأقبل طرف ثوبك .
- لم يكن له قرين في الهوى والعشق ، لكنه كان عييا عن التسبيح والمقال .
- لقد نصب عشقه خيمة على الفلك ، وصار الروح كلبا أمام خيمة ذلك الراعي .
“ 345 “
3325 - وعندما جاش بحر عشق الإله ، أثر في قلبه ، بينما أثر على أذنيك ،.
يتبع