حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزوة عارى الصدر على أمل الشهادة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية العياضي رحمه الله على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزوة عارى الصدر على أمل الشهادة . فذهب الغلام المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية العياضي رحمه الله ، وكان قد شهد سبعين غزوة عارى الصدر على أمل الشهادة
وعندما يئس من نيلها ، اتجه من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر واختار الخلوة ، وفجأة سمع طبل الغزاة ، فأخذت النفس تمزق الأغلال من الداخل لتتجه إلى الغزو ،واتهامه لنفسه في هذه الرغبة
- قال العياضي : لقد أتيت تسعين مرة " إلى الغزو " عارى البدن ، على أن أصاب بطعنة .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : أكل الجرجير عند الصوفية وفي ترجمة أخرى أكل حساء البرغل .
( 2 ) حرفيا : أكل الجرجير ، ولعب هنا بكلمتى حمزة أي الجرجير وحمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه
( 3 ) ج / 12 - 538 : ليس بالطعام الدسم ، إنه السيف والخنجر ، نبغي المغامرة فيه بالرأس ، فما قيمة الرأس ؟
( 4 ) في النص تَركان وهو من الأسماء الشائعة للنساء .
( 5 ) ج / 12 - 538 : - أي غزو تستطيع القيام به ومن تلك العين ، ضعت هكذا وسقطت على الأرض .
“ 387 “
- كنت أواجه السهام عارى الجسد ، حتى أصاب بسهم نافذ .
- ذلك أن تلقي سهم في الحلق أو في مقتل ، أمرٌ لا يجده إلا كل شهيد مقبل .
- وليس على جسدي موضع واحد بلا جرح ، وأصبح هذا الجسد من السهام ، كأنه الغربال .
3785 - لكن السهام لم تصبني في مقتل ، وهذا أمر من الحظ ، لا جلد ولا دهاء .
- ولما لم تكن الشهادة رزقا لروحي ، فقد أهرعت إلى الخلوة للقيام بأربعينية .
- وألقيت بالبدن في الجهاد الأكبر ، وفي ممارسة الرياضة " الصوفية " وإنحاله " بالعبادة " .
- فوصل قرع طبول الغزاة إلى مسمعي ، منبئا بأن الجيش المجاهد يمضي سعيدا .
- فنادتني النفس من الباطن ، بحيث سمعتها بأذن الحس في الصباح .
3790 - قائلة : انهض ، لقد آن أوان الغزو ، فامض ، وأشغل النفس بالغزو .
- قلت : أيتها النفس الخبيثة عديمة الوفاء ، أين منك الميل إلى الغزو ؟
- أصدقيني القول أيتها النفس ، فإن هذا احتيال ، وإلا فإن النفس الشهوانية بريئة من القيام بالطاعات .
- وإن لم تصدقيني القول ، حملت عليك حملة شديدة ، وأثقلت عليك في الرياضة ، فوق ما أفعل .
- فصاحت النفس تلك اللحظة من باطنه بفصاحة ودون فم وبدأت في الملق والوسوسة .
3795 - إنك تقتلني هنا كل يوم ، وتؤذى روحي ، وكأنها روح المجوس .
“ 388 “
- وليس عند أحد علم بحالي ، وأنك تقتلني بمنع الطعام والنوم عنى .
- وفي الغزو ، أقفز بطعنة واحدة خارج البدن ، ويرى الخلق شجاعتى وإيثارى .
- قلت : أيتها النفس الحقيرة ، لقد عشتِ في نفاق ، وها أنت تموتين أيضا على النفاق . . فماذا تكونين ؟
- لقد كنت مرائية في الدارين ، وهكذا كنت في الدارين بلا جدوى ولا فائدة .
3800 - وقد نذرت ألا أطل برأسي من الخلوة ، ما دام هذا البدن حيا .
- وذلك أن كل ما يفعله هذا الجسد في الخلوة ، إنما يفعله لا من أجل وجوه الرجال والنساء .
- فحركته وسكونه في الخلوة ، ونيته لا تكون إلا من أجل الحق .
- وهذا هو الجهاد الأكبر، وذاك هو الجهاد الأصغر، وكلاهما من أعمال أمثال رستم وحيدر.
- وليس ذلك الذي يفر لبه ووعيه من جسده ، عندما يتحرك ذيل فأر .
3805 - وينبغي على مثل هذا الإنسان ، أن يبتعد كالنساء عن الحرب والسنان .
- وهذا صوفي ، وذاك صوفي ، ويا للخسارة ، لقد قتل ذاك بإبرة ، وهذا هو طعمة السيف .
- إنه يكون صورة لصوفي ولا روح ، لقد ساءت سمعة الصوفية من هؤلاء الصوفية .
- فعلى باب الجسد المعجون من الطين وجداره ، رسم الحق من غيرته صورا لمائة صوفي .
“ 389 “
- ومتى تتحرك تلك الصور من السحر ، ما دامت عصا موسى عليه السّلام مختفية .
3810 - وتلك الصور يبتلعها صدق العصا ، وعين فرعون " راغمة " مملوءة بالتراب والحصى .
- وهناك صوفي آخر ، دخل إلى ميدان الحرب عشرين مرة ، من أجل الطعن والضرب .
- كان مع المسلمين على الكفار عند الكر ، لكنه لم يعد مع المسلمين عند الفر .
- لقد جرح ، لكنه ربط جرحه ، وحمل مرة أخرى " على العدو " قائلا :
- حتى لا يموت الجسد بطعنة واحدة موتا رخيصا ، وحتى يصاب بعشرين طعنة في المصاف .
3815 - كان يشعر بالخسارة أن يسلم الروح نتيجة لطعنة واحدة ، وإن الروح لتنجو بيسر من يد صدقة .
حكاية ذلك المجاهد الذي كان يلقي كل يوم بدرهم من كيسه في الخندق على مرات لمكافحة الحرص ورغبة النفس ووسوستها وهي تقول : لماذا تلقي " بالدراهم "
في الخندق على مرات ، ألقها دفعة واحدة حتى أنتهي ، لأن اليأس إحدى
الراحتين فقال : حتى هذه الراحة لا أهبها لك
- كان مع أحدهم أربعون درهما ، فكان يلقي كل ليلة بواحد في اليم ،
- حتى يكون ذلك صعبا على النفس المجازية ففي التأني يكون ألم نزع الروح طويلا . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) نسخة نيكلسون - والتي أخذت عنها أغلب النسخ - مضطربة هنا تماما لأن البيت التالي لهذا البيت تكرار للبيت 3811 والأبيات التالية له مرتبطة بالموضوع السابق ولا علاقة لها
“ 390 “
- وكانت النفس تصيح به كل ليلة والمسكينة تعاني من القلق والحمى قائلة :
- لماذا لا تلقي بالدراهم دفعة واحدة ؟ لقد قتلتني من الحزن وانعدام الحيلة .
3820 - من أجل الحق ، أد الدين للنفس دفعة واحدة ، فاليأس إحدى الراحتين .
- لكنه لم يلتفت إلى النفس ، وأخذ هكذا يقوم بقتلها مشقة وعناء .
عودة إلى حكاية ذلك المجاهد في القتال
- مثل ذلك الصوفي عند القتال ، لقد ضيق كثيرا على النفس من أجل الحق .
- فعند الكر ، كان يمضي سريعا مع المسلمين ، وعند الفر لم يكن يعود معهم سريعا .
- وطعن طعنة أخرى ، وجرح ، فربطه أيضا ، ولعشرين مرة انكسر رمحه وسهمه .
3825 - وبعد ذلك لم تبق لديه طاقة " على الثبات " ، فسقط في المقدمة ، في مقعد الصدق ، من صدق عشقه .
- فالصدق هو بذل الروح فهيا سابقوا ، واقرأ من القرآن آيةرِجالٌ صَدَقُوا.
- إن كل هذا ليس بموت ، إنه موت الصورة ، وهذا البدن للروح مثل الآلة .
..............................................................
- بهذا الموضوع ومن ثم اعتمدنا في ترجمة هذا الموضع على نسخة جعفري " 12 - 544 "
حتى نهاية الحكاية ، والعنوان الجديد ليس موجودا أيضا في نسخة نيكلسون ولا البيت الذي بعده وهما أيضا من نسخة جعفري " 12 - 547 "
وبعد ذلك يتفق النصان بزيادة خمسة أبيات على نسخة نيكلسون في المتن العربي .
“ 391 “
- ورب ساذج سفك دمه ، لكن نفسه الحية ، أهرعت إلى تلك الناحية .
- كسرت آلته ، وبقي قاطع الطريق حيا ، والنفس حية بالرغم من أن المطية قد قتلت .
3830 - قتلت المطية ، ولم يصبح طريقه مطروقا ، ولم يصبح إلا ساذجا قبيحا مضطربا .
- ولو صار شهيدا كل من سفك دمه لكان الكافر القتيل في مقام " أبي سعيد " ! !
- ورب نفس شهيد معتمد ، ماتت في الدنيا وهو يمضي كالأحياء .
- ماتت النفس قاطعة الطريق ، والجسد الذي هو سيفها ، بقي في كف ذلك الغازي .
- فالسيف هو ذلك السيف ، والرجل ليس ذلك الرجل ، لكن هذه الصورة مثار دهشة بالنسبة لك .
3835 - وعندما تبدل النفس ، يصير سيف البدن هذا ، موجودا في يد صنع ذي المنن .
- فهذا رجل قوته كله من الألم ، وهذا رجل آخر أجوف كأنه الغبار .
وصف أحد الوشاة لجارية ، وإظهاره صورتها في ورقة لخليفة مصر ، وعشقه إياها وإنفاذ الخليفة لأمير مع جيش إلى جبال الموصل ، وقيامه بالقتل والتخريب لهذا الغرض
- قال أحد الوشاة لخليفة مصر ، إن عند أمير الموصل جارية كأنها من الحور العين .
- إن بين " أحضانه " الآن جارية ، لا مثيل لحسنها في العالم .
- وحسنها بلا حد ، لا يصفه بيان ، وهذه هي صورتها في هذه الورقة .
“ 392 “
3840 - وعندما رأى ذلك الملك الصورة ، دار رأسه ، وسقط الكأس من يده .
- وعلى الفور أرسل أحد الصناديد إلى الموصل على رأس جيش لجب .
- وقال له : إن لم يسلمك هذا القمر المنير ، فاخلع باب بلاطه وجدرانه من الأساس ،
- وإن أعطاك إياها ، فدعه لحال سبيله ، وهات الحسناء ، حتى أعانق القمر وأنا على الأرض .
- فمضى البطل إلى الموصل مع الجيش ، مع الآلاف من أمثال رستم ، والطبل والعلم .
3845 - وكأنهم الجراد المنتشر حول حقل بلا عد ولا حصر ، ومضى لإبادة أهل تلك المدينة .
- وفي كل ناحية من المدينة ، نصب منجنيقا كأنه جبل قاف وأخذ في قصفها ،
- " واستعرت " ضربات السهام والرمي بالمنجنيق والسيوف في الغبار لامعة كالبرق " الخاطف " .
- وقام بهذه المذبحة المهولة لأسبوع كامل ، وصار برج المدينة الحجري واهنا كأنه الشمع اللين .
- ورأى ملك الموصل القتال المرير ، فأنفذ إليه رسولا من داخل المدينة .
3850 - قائلا له : ماذا تريد من دماء المؤمنين الذين يقتلون في هذه الحرب الضروس ؟
- فإذا كان مرادك هو مُلك الموصل ، ليكن لك دون أن تقوم بهذه المذبحة .
“ 393 “
- وسوف أخرج من المدينة الآن فأدخلها ، حتى لا يحيق بك " جرم " دماء المظلومين .
- وإذا كان مرادك المال والذهب والجواهر ، فهذا أمره أيسر من مُلك المدينة . “ 1 “
إيثار صاحب الموصل الخليفة بتلك الجارية حتى لا يستحر القتل في المسلمين
- وعندما جاء الرسول إلى البطل ، أعطاه الورقة التي تحتوى على الصورة والأمارة. “ 2 “
3855 - " وقال " : انظر في هذه الورقة ، وهيا ، أعطني صاحبتها ، وإلا فأنا غالب لكم الآن “ 3 “
- وعندما عاد الرسول ، قال ذلك الملك الشجاع : دعك من التمسك بالصورة ، وخذها إليه سريعا .
- فلست في عهد الإيمان بعابد للصنم ، فالصنم أولى بذلك الوثني . “ 4 “
- وعندما أتى الرسول بها ، وقع ذلك البطل من فوره في عشق جمالها .
- والعشق بحر ، والسماء من فوقه زبد ، وهناك مائة زليخا في هوى يوسف
3860 - فاعلم أن دوران الأفلاك من العشق ، وإن لم يكن ثم عشق ، لتجمد الكون .
- ومتى كان الجماد ينمحي في النبات ؟ ومتى كان النبات يصبح فداءً للروح ؟
- ومتى كانت الروح تصير فداءً لذلك النفس الذي من نفخته حملت مريم ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 550 : - وكل ما يلزمك من فضة أو ذهب ، أرسله لك ، فما هذه الفتنة والشر ؟
( 2 ) ج / 12 - 552 : - وقال له : انظر في هذه الورقة صورة من تكون ، وأرسل صاحبتها سريعا لتنجو أرواحكم ويسلم ملككم .
( 3 ) ج / 12 - 552 : - وعندما عاد الرسول وقص الأحوال ، سلم الورقة ، وأبدى تلك الصورة .
( 4 ) ج / 12 - 552 : - وأعطاه الجارية داعيا له بالبركة ، فأخذها من فوره وعاد بها إلى المعسكر .
“ 394 “
- وإذن لتجمد كل واحد في مكانه كأنه الثلج ، ومتى كان يصير محلقا ومنتشرا كالجراد ؟
- إن عشاق ذلك الجمال يسرعون ذرة بذرة نحو العلو ، وكأنهم الغصن " الشامخ " .
3865 - وإنسَبَّحَ لِلَّهِ *هي سرعتهم ، إنهم يقومون بتنقية الجسد من أجل الروح .
- ولقد ظن البطل البئر كالطريق ، وأعجبته الأرض البور ، فألقى فيها بالبذور .
- وعندما رأى ذلك النائم خيالا في النوم ، اجتمع به ، وسال منيه .
- وعندما ذهب النوم ، وصحا سريعا ، رأى أن تلك الحسناء لم تكن في اليقظة .
- فقال : لقد أسلت منيي على هباء ، وآسفاه ، وتجرعت إغراء تلك اللعوب ، وآسفاه .
3870 - كان بطلا بالنسبة للجسد ، ولم تكن عنده رجولة " الطريق " ، فأراق بذور الرجولة في مثل هذا الرمل .
- ولقد مزقت مطية عشقه مائة زمام ، فأخذ يصيح " لا أبالي بالحِمام ،
- أيش ابال بالخليفة في الهوى ، استوى عندي وجودي والنوى " “ 1 “
- فلا تزرع هذه الحرقة ، ولا تتهور آخرا ، واستشر أحد الحكماء .
- وأين المشورة ؟ وأين العقل ، وسيل الحرص قد أنشب مخالبه في " أرض " خراب .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 395 “
3875 - فمن بين الأيدي سد ، ومن الخلف سد ، فهو قليلا ما يرى قدامه ووراءه ، ذلك المفتون بالخد .
- لقد اتجه سيلٌ أسود قاصدا الروح ، حتى يقوم الثعلب بإسقاط الأسد في البئر .
- لقد أبدى من البئر خيالا معدوما ، حتى يلقي في قاعه بأسود كالجبال .
- فلا تجعل أحدا قط أمينا على النساء ، فهما معا على مثال القطن والشرر .
- وينبغي أن تطفأ النار بماء الحق ، فيكون المرء مثل يوسف عليه السّلام ، معتصما في رهوقه .
3880 - لقد سحب نفسه من زليخا لطيفة الوجه والقد ، وكأنه الأسد . “ 1 “
- لقد عاد ذلك البطل من الموصل وأخذ يسير في الطريق ، حتى نزل في غابة ومرج .
- وكانت نار عشقه قد زادت أوارا ، بحيث لم يعد يدرى أرضا من سماء .
- فاتجه إلى تلك الحسناء في خيمتها ، فأين العقل ؟ وأين الخوف من الخليفة ؟
- وعندما تقرع الشهوة طبولها في هذا الوادي ، ماذا يكون عقلك أنت ، أيها الضعيف ابن الضعيف ؟ ! “ 2 “
3885 - ومائة خليفة قد صاروا أقل " قدرا " من ذبابة ، أمام عينه النارية في تلك اللحظة .
- وعندما خلع سرواله ، وقعد بين ساقي المرأة ، ذلك العابد للمرأة ،
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 553 : - ومتى يمكن أن تنتصر على نفسك ، إلا بمعونة عقل ذكي ذي فنون .
- فهيا سق المركب نحو إتمام القصة ، فهذا الكلام لا نهاية له أيها البطل .
( 2 ) حرفيا : يا فجلة ابن فجلة .
“ 396 “
- وبينما كان يمضي مستقيما نحو المستقر ، قامت ضجة شديدة في المعسكر
- فقفز عارى المؤخرة نحو صف القتال ، وسيفه في كفه وكأنه النار .
- فرأى أسدا هصورا أسود ، قد هاجم المعسكر من تلك الغابة.
3890 - وانطلق مهاجما كل حظيرة وكل خيمة ، وكأنه شيطان .
- وأخذ ذلك الأسد يندفع قافزا من طريق خفي في الهواء ، وكأنه موج البحر ، ولعشرين ذراعا .
- وواجه البطل ذلك الأسد بشجاعة وبلا حذر ، وكأنه الأسد الهصور الثمل ،
- وضربه بالسيف ضربة شقت رأسه ، ثم أسرع نحو خيمة الحسناء - وعندما أظهر نفسه لتلك الحورية ، كان ذكره لا يزال منتصبا .
3895 - لقد اشتبك في قتال مع ذلك الأسد ، لكن ذكره بقي منتصبا لم يرتخ
- فتعجبت تلك الحسناء حلوة اللقاء قمرية الوجه ، من رجولته .
- فاقترنت به برغبة وميل في تلك اللحظة ، واتحدت هاتان الروحان ، برهة من الزمان .
- ومن اتصال هاتين الروحين معا ، تنضم إليهما من الغيب روح أخرى .
- وتظهر عن طريق الميلاد ، إن لم يكن هناك قاطع طريق يمنع تعلقها واتصالها .
3900 - وكل اثنين يجتمعان على حب أو على بغض ، فلابد أن يلحق بهما ثالث ، على سبيل اليقين .
- لكن تلك الصور تتولد في الغيب ، وعندما تمضي إلى تلك الناحية تراها عيانا .
“ 397 “
- " وتدرك " أن تلك النتائج قد تولدت من قراناتك ، فانتبه ، ولا تسر سريعا من كل قرين .
- وابق منتظرا ذلك الميقات ، واعلم أن إلحاق الذريات مبدأ صادق .
- فقد جعلوا لكل امريء من العمل والعلل ، صورة ونطقا وطللا .
3905 - وتصل أصواتهم من ربات الحجال ، منادية إياك ، يا غافلا عنا ، على وجه السرعة ، إلينا تعال ،
- وأرواح الرجال والنساء منتظرة في الغيب ، فما تلكؤك هذا ، جد في السير .
- ولقد ضل الطريق من ذلك الصبح الكاذب ، وسقط في إناء المخيض كأنه الذبابة .
ندم ذلك القائد على الخيانة التي ارتكبها وأخذه الأيمان على تلك الجارية
بألا تفشي الأمر للخليفة
- ولقد ظل عدة أيام على ذلك النحو ، ثم صار نادما على ذلك الجرم البشع . “ 1 “
- وأخذ عليها المواثيق ، وقال : يا من وجهك كالشمس ، لا تتحدثي بشيء مما حدث إلى الخليفة . “ 2 “
3910 - وعندما رآها الخليفة ، صار ثملا ، وسقط طسته هو الآخر من فوق السطح .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 559 : - أخذ عليها المواثيق قائلا : أيها البدر المنير ، كوني على حذر ، ولا يعلمن الملك شيئا .
( 2 ) ج / 12 - 559 : ولأقصر القول ، فإن ذلك البطل قد حمل الجارية إلى مليك العالم .
“ 398 “
- فلقد رآها أضعاف أضعاف ما وصفت له ، ومتى تكون الرؤية في حد ذاتها مثل السماع ؟
- إن الوصف " مجرد " تصوير من أجل عين الوعي ، واعلم أن الصورة تكون من أجل العين لا من أجل الأذن . “ 1 “
- لقد سأل أحدهم أحد الفصحاء سؤالا : قل لي ما هو الحق وما هو الباطل يا حسن المقال .
- فأمسك بأذنه وقال له : هذا هو الباطل ، والعين هي الحق ، إذ يحصل منها اليقين .
3915 - إن الأذن باطلة بالنسبة للعين ، وهذا أمر نسبي ، وأغلب الأحكام نسبية أيها الأمين .
- فإذا كان الخفاش قد احتجب عن الشمس ، فإنه لا يكون محجوبا عن خيال الشمس .
- وإن مجرد خيال لا يزال يخوفه ، وخياله ذلك يسوقه نحو الظلام .
- وذلك الخيال لا يفتأ يخوفه من النور ، ويلصقه بليل الظلمات .
- ومن خيال العدو وصورته " التي في ذهنك " اعلم أنك قد التصقت بالرفيق والصديق .
3920 - ويا موسى ، إن كشفك قد نشر اللمع فوق الجبل ، وذلك المقيم على الخيال ، لا قدرة له على تحقيقك .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 560 : - عنوان " سؤال لأحد العظماء عن الفرق بين الحق والباطل " ثم بيت زائد :
- إنني سأضرب لك مثالا فاستمع إليه الآن ، وافهم الأمثال وع معناها .
“ 399 “
- فهيا - ولا تصر مغرورا بأنك قابل لخياله ، وأنك واصلٌ من هذا الطريق .
- فمن خيال الحرب - لا يهلع أحد ، فلا شجاعة قبل الحرب ، اعلم هذا فحسب .
- والمخنث على خيال الحرب مقيمٌ على الفِكر ، إنه يقوم " في خياله " بمائة كر وفر كرستم .
- وصورة رستم تلك التي تكون في الحمام ، تكون مقترنة بفكر كل جلف ساذج.
3925 - وخيال السمع هذا عندما يتحول إلى بصر ، ماذا يكون المخنث ؟ إنه يتحول إلى رستم عاجز .
- فجاهد حتى تمضي من "مجال" أذنك إلى " مجال " عينك ، وما كان باطلا يصبح لك حقا .
- ومن ذلك الوقت فصاعدا ، تصير أذنك في نفس طبع العين ، وتصبح جوهرا تلك الأذنان اللتان تشبهان الصوف .
- بل إن كل الجسد يصير كالمرآة ، يصير له عينا وجلاءً للصدر .
- فإن الأذن تثير الخيال ، وذلك الخيال ، هو الواسطة لوصال ذلك الجمال .
3930 - فجاهد حتى يصير هذا الخيال زائدا ، حتى يصير واسطة تقود المجنون .
- وذلك الخليفة المخدوع نال أيضا " السعادة " فترة من الزمن ، وتحامق سعيدا مع تلك الجارية .
- فالملك لك ، فخذ أنت ملك الغرب والشرق ، وما دام لا يبقى لك ، فاعتبره من قبيل البرق .
- والمملكة التي لا تبقى إلى الأبد ، اعتبرها حلما ، يا من نام قلبك .
“ 400 “
- فحتام تقوم أنت بهذا النفاق والكبرياء ؟ حتى يأخذ بحلقك ، وكأنه الجلاد ! !
3935 - وحتى في هذا العالم، اعلم أن هناك مأمن، وقلل الاستماع إلى المنافق ، فلا قول له.
حجة منكري الآخرة ، وبيان ضعف تلك الحجة ،
لأن حجتهم تعود إلى قولهم : لا نرى غير هذا
- إن الحجة التي يقدمها منكر البعث ، ويقولها في كل لحظة ، إذا كان هناك شيء غير هذا لرأيته .
- وإذا كان الطفل لا يرى العقل ، فلا يعنى هذا ألا ينقل العاقل عن العقل أبدا .
- وإن لم ير العاقل أحوال العشق ، فإن قمر العشق المقبل لن ينقص .
- وأبصار إخوة يوسف عليه السّلام لم تر حسنه ، وما الذي خفي منه عن قلب يعقوب عليه السّلام ؟
3940 - وعين موسى عليه السّلام رأت العصا خشبة ، أما عين الغيب فقد رأتها أفعى وفتنة .
- وعين الرأس في قتال مع عين السر ، لكن عين السر غلبت وأبرزت الحجة .
- وعين موسى عليه السّلام رأت يده مجرد يد ، لكنها كانت نورا طاهرا أمام عين الغيب .
- إن هذا الكلام لا نهاية له في الكمال ، وهو أمام كل محروم يكون كالخيال .
- وما دامت الحقيقة أمامه هي الفرج والحلق ، فقلل الحديث أمامه عن أسرار الحبيب .
“ 401 “
3945 - والفرج والحلق عندنا من قبيل الخيال ، فلا جرم أن الروح تبدي لنا كل لحظة جمالها .
- وكل من جعل الفرج والحلق طبعا له وطريقة ، أقول له : من أجل هذا نزلتلَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.
- ومع إنكار كهذا ، أولى بك أن تقصر الكلام ، وقلل الحديث يا أحمد مع من شاخ على المجوسية .
مقاربة الخليفة لتلك الحسناء من أجل الجماع
- لقد جمع الخليفة رأيه ، وأزمع أمرا ، ومضى نحو تلك المرأة ليجامعها .
- ولقد ذكرها ، وجعل ذكره ينتصب ، واتجه لجماع تلك التي تزيد الحب .
3950 - وعندما قعد بين ساقي تلك السيدة ، حم القضاء ، وقطع طريق متعته .
- ووصل إلى سمعه صوت خشخشة من فأر ، فارتخى ، وهدأت شهوته تماما .
- لقد كان خائفا من أن يكون هذا الصرير ، من حية تتحرك بين الحصير .
ضحك تلك الجارية من ضعف شهوة الخليفة وقوة شهوة ذلك الأمير
وفهم الخليفة " شيئا " من ضحك الجارية
- ورأت المرأة وهنه هذا ، ومن دهشتها قهقهت وغلبها الضحك .
- وذكرت رجولة ذلك البطل ، الذي قتل الأسد ، وعضوه على حاله .
3955 - وطال استغراقها في الضحك ، وهي تجاهد " لتكتمه " ، لكن الشفة لم تغلق .
- أخذت تضحك بشدة ، وكأنها من مدمني المخدرات ، غلب الضحك " عندهم " على النفع والضر .
- وكلما فكرت وتذكرت زاد الضحك ، وكأن سدا أمام سيل قد فتح فجأة .
“ 402 “
- والبكاء والضحك ، وسرور القلب وحزنه ، اعلم أن لكل منهما معدنا مستقلا .
- ولكل منهما خزانة ، اعلم أيها الأخ ، أن مفتاحها في يد الفتاح .
3960 - ولم يكن يبدو أنها سوف تقلع عن الضحك ، فتطير الخليفة ، واستشاط غضبا .
- فأسرع بسل سيفه من غمده ، وقال لها : تحدثي عن سر هذا الضحك ، هيا أيتها الدنسة .
- لقد وقر في نفسي ظن ما من هذا الضحك ، فتحدثي بالصدق ، فلن تستطيعي خداعي .
- وإن تحدثت إلى مخادعة بغير الصدق ، أو سقت لي حجة واهية مكشوفة ،
- فإنني سوف أعرف ، فهناك نور في قلبي ، فينبغي أن تقولي لي ما هو جدير بالقول .
3965 - واعلمي أن في قلوب الملوك قمرا ساطعا ، وإن كان بين الحين والآخر ، يصير من الغفلة مخفيا بالغمام .
- وهناك مصباح في القلب عند الطواف ، وعند الحرص والغضب ، يختفي تحت الطست .
- وأنا أحس أن هذه الفراسة توجد معي الآن ، وإن لم تقولي الحق الذي ينبغي أن يقال ،
- فسوف أضرب عنقك بهذا السيف ، فلن يجدى تعللك بالأعذار . “ 1 “
- وإن تحدثت بالصدق ، فسوف أعتقك ، وأسعدك ، ولن أنقض عهدي أمام الله .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 569 : - أقتلك في هذه اللحظة بلا أدنى شك ، ومد إليها السيف قائلا : هيا ، الآن .
“ 403 “
3970 - ووضع سبعة مصاحف حينذاك فوق بعضها ، وأقسم عليها ، على ما قاله لها .
إفشاء تلك الجارية ذلك السر للخليفة خوفا من الضرب بالسيف وإصرار
الخليفة على أن تقول له السبب في هذا الضحك وإلا قتلها
- عندما أسقط في يد المرأة تحدثت بالأحوال ، وقصت عن رجولة ذلك الذي يشبه مائة رستم وكثيرين من أمثال زال .
- وأعادت على مسامع الخليفة ما جرى في تلك الخلوة التي حدثت في الطريق بتفصيله .
- وقتل ذلك الأسد ، والمجيء نحو الخيمة ، وذلك الذكر المنتصب وكأنه قرن الكركدن . “ 1 “
- ثم وهن هذا المجاهد في هتك الأعراض ، الذي همد عندما استمع إلى خشخشة فأر .
3975 - إن الحق سبحانه وتعالى يقوم بهتك الأسرار ، فلا تزرع بذور السوء ، ما دامت سوف تنمو .
- فالماء والسحاب والحرارة وهذه الشمس ، تقوم باستخراج الأسرار من باطن التراب .
- وهذا الربيع الجديد النضر من بعد تساقط الأوراق ، برهان لك على وجود القيامة .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 572 : - وأنه كان بهذه القوة ، ومن صيد الأسد ، لم يتغير فيه شيء وبقي على ما هو عليه .
- " وقالت " : وعندما رأيت ذاك منه وهذا منك ، ضحكت ، وهذا هو السبب يا مليك العالم .
“ 404 “
- ففي الربيع تظهر تلك الأسرار " على الملأ " ، وكل ما أكلته هذه الأرض ، يفتضح " أمره " .
- وينبثق ذلك من فمها ومن شفتيها ، حتى يظهر للعيان ضميرها ومذهبها .
3980 - وسر جذر كل شوكة ومأكلها ، يظهر كله على رأسها .
- وكل حزن تكون متأذى القلب منه ، هو من خمار تلك الخمر التي شربتها .
- لكن كيف تعلم من أي خمر شربتها قد بدى الآن ألم الخمار ؟
- إن هذا الخمار هو برعمة تلك البذرة ، وهذا يعلمه كل من هو أريب وذكي
- والغصن والبرعمة لا يشبهان البذرة ، فمتى تشبه النطفة جسد رجل ؟
3985 - وهما لا يتساويان معا : الهيولى والأثر ، ومتى تكون البذرة شبيهة بالشجر ؟
- والنطفة " من نتاج " الخبز " والطعام " ، فمتى شابهت الخبز ، والناس من النطفة ، فمتى يكونون مثلها ؟
- والخبز من النار فمتى يشبه النار ؟ والسحاب من البخار ، ولا يكون كالبخار .
- ومن نفس جبريل عليه السّلام تمثل عيسى عليه السّلام بشرا سويا ، فمتى كان شبيها له في الصورة أو ندا له ؟
- والإنسان من التراب ، فمتى شابه التراب ، وهل يوجد عنب يشبه الكرمة ؟
3990 - ومتى يكون لص على شكل المشنقة ؟ ومتى تكون الطاعة كالجنة الخالدة ؟
“ 405 “
- ولا يوجد أصل قط يشبه الأثر ، ومن ثم لا تعلم أصل التعب ووجع الرأس .
- لكن هذا الجزاء لا يكون بلا أصل ، وكيف يعذب الله بلا ذنب ؟
- وما هو أصل لهذا الشيء ويجذبه ، هو منه ، وإن لم يشبهه .
- إذن فاعلم أن ألمك هو نتيجة زلة ، وآفة هذه الطعنة فيك من هذه الشهوة .
3995 - وإذا كنت لا تعرف ذلك الذنب من العبرة ، فادخل في التضرع سريعا ، واطلب المغفرة .
- واسجد مائة مرة ، وقل دائما : يا الله ، إن هذا الحزن الذي بي ليس إلا جزاء ، حاق بي عن استحقاق .
- ويا من أنت سبحانك مبرأ من الظلم والجور ، متى تصيب الروح بلا جرم بالألم والغم ؟
- وأنا لا أعرف لنفسي ذنبا معينا ، لكن لا بد أن لكل ذنب حزنا " يصاحبه " .
- وما دمت قد سترت السبب للاعتبار ، فاستر ذلك الذنب والجرم على الدوام .
4000 - فإن الجزاء يكون إظهارا لجرمي ، ومن العقاب تبدو لصوصيتي . “ 1 “
عزم الملك عندما عرف تلك الخيانة على أن يسترها ويعفو ، ويهبه الجارية وعلمه أن تلك الفتنة كانت جزاء تعديه وظلمه لصاحب الموصل ، مصداقا لقوله تعالى وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها * وقوله إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ وخوفه من أن يحل به الانتقام إذا انتقم ، كما حاق به جزاء الظلم والطمع
- عاد الملك إلى وعيه ، واستغفر ، وذكر جرمه وزلته وإصراره .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 573 : - فلأعد صوب الحديث عن توبة الملك ، حتى تصير أسرار الضراعة معلومة لديك .
“ 406 “
- وقال في نفسه ، ما فعلته بالناس ، إنما فعلته بنفسي ، وقد حاق جزاؤه بروحي .
- ولقد تعديت على أعراض الآخرين بجاهي ، وحاق ذلك بي وسقطت في " نفس البئر " .
- ولقد قرعت باب منزل شخص آخر ، فلا جرم أنه أيضا قد قرع باب دارى .
4005 - وكل من صار طالبا للفسق مع حريم الناس ، اعلم أنه " في نفس الوقت " قواد لأهله .
- ذلك أن الجزاء من جنس العمل ، فجزاء سيئة سيئة مثلها .
- وعندما هيأت أسباب الفسق ، فقد جذبت إلى نفسك مثله ، ومن ثم أنت ديوث وأكثر .
- ولقد غصبت الجارية من ملك الموصل ، فغصبت مني أيضا على وجه السرعة .
- ولقد كان " ذلك القائد " أمينا لي ومن أتباعي ، لكن خياناتي جعلت منه خائنا .
4010 - وليس هذا وقت الثأر والانتقام ، فأنا الذي ارتكبت بيدي فعلا ساذجا ليس بناضج .
- وإن قمت بالانتقام من ذلك الأمير والمرأة ، فإن عاقبته سوف تحيق بي أيضا .
- وكما أنني قد جوزيت على فعلي الأول وجربته ، فليس عليّ أن أجرب المجرب .
“ 407 “
- ولقد حطم الألم الذي أحس به صاحب الموصل عنقي ، فلن أجرؤ على توجيه ضربة إلى هذين .
- ولقد أنبأنا الحق علما عن الجزاء ، وقال ما معناه " إن عدتم به عدنا به " “ 1 “
4015 - ولما كان التزيد هنا عديم الجدوى ، فلا شيء محمود هنا غير الصبر والمرحمة .
- رب إننا ظلمنا " أنفسنا " وجرى علينا السهو ، فارحمنا يا عظيم الرحمات
- ولقد عفوت ، فاعف أنت عني يا الله ، وتجاوز عن الذنب الجديد والزلات القديمة .
- ثم قال : الآن ، أيتها الجارية ، لا تنبسي لأحد بحرف واحد مما قد سمعت منك .
- فسوف أزوجك من أميرك ، فناشدتك الله لا تتحدثي إلى أحد بما حدث .
4020 - حتى لا يكون هو خجلا أمامي ، فلقد ارتكب إساءة واحدة ، وقدم إلى مائة ألف حسنة .
- ولقد قمت بامتحانه عدة مرات ، وأمنته على من هن أجمل منك .
- فوجدته شديد الأمانة ، لكن هذا الذي قضى به الحق ، من فعلي أنا .
- ثم استدعى ذلك الأمير إلى حضرته ، " بعد " أن قتل في نفسه الغضب الذي يفكر في الانتقام .
- وتعلل له بحجة مقبولة ، وقال : لقد صرت نفورا من هذه الجارية .
4025 - فإن " أم الولد " شديدة الغضب والاحتجاج غيرة من هذه الجارية وحقدا عليها .
- ولأم الولد حقوق كثيرة ، وهي لا تستحق مثل هذا الجور والجفاء .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 408 “
- وهي تشقى كثيرا من إحساسها بالحسد والغيرة ، وتحس بمرارة شديدة من هذه الجارية .
- وما دمت سوف أهب هذه الجارية لأحد ، فأنت أولى بها ، فخذها ، أيها العزيز .
- فلقد أبديتَ شجاعة وفدائية من أجلها ، ولا يجمل أن توهب لسواك .
4030 - وعقد للأمير عليها ، وحطم غضبه وحرصه ..
يتبع