سبحان من أظهرَ ناسوتُه سرَّ سَنَـا لاهوته الثَّـاقبِ
ثم بـدا لخلقِه ظـاهـرًا في صورة الآكل والشاربِ
حتى لقد عـاينَه خلقُـه كلحظةِ الحاجب بالحاجبِ
خطرات اهداء لثناء و نضال و الإنسان و ذو العين
انتم معي دائما حتي و اتصالي بالنت مقطوع
في كل حرف و كل قهوة
و اهل الخفاء منكم
انه نوع من التخاطب المستمر
يارب اجمعنا بواحديتك و ان تعددت فينا المظاهر
و لا نملك غير النية الطيبة و توكلنا عليك ببركة الصالحين
فكنت اقرأ و انتم معي و اعلق و انتم معي فقد تأتي كلماتكم عفوا علي قلب منكم و عندي كتابات كثيرة كتلك استحي من فرط علمكم نشرها بينكم لكني في النهاية اعتبرها محاولة للتواحد و التبرئة بل و الدردشة التي تحتمل منك التصويب و البركة
-------
ان الله خلق أدم علي صورته
و الصورة هنا صورة الإسم بالعلم و الحياة و المقدرة و السمع و البصر
الهيكل البشري بالروح و الجسد و المتعدد و المتوالد و العبقري بإمكانية التفكير و الإلهام
و قابليته للإيمان و الكفر
بل و حمله للأمانة المقدسة التي هي روح القدس السنية الثاقبة
بدءا من العهد القديم عهد الست و المقابل لرسالات الكل الإبراهيمية و البشرية
ظهرت كلها داخل ذلك الناسوت الذي هو انا و انت متجسدين كاملين بالشوق للذات الإلهية عند عشاقها و عارفيها بسر السنا
التي هي قابلية الروح للتشكل عند اطر عقلية محددة بل و اقانيم
و رسوم هندسية تحاول جاهدة ان تمسك بشكل لذلك السر السني و الذي ظهر فينا بصورتنا الهيكلية في مطابقة صورية لمعاني روحية تتجاوز التحديد
و متشابهة معه و متشاكلة معه فيقول الحق
جعت يا عبدي و مرضت ياعبدي و يهرول و يضحك و يبكي
و يتحمل الإيذاء و يصبر و يجالس محبيه و ذاكريه
و كأن العبد الرباني صورة ربه و معانيه و هو كذلك طوع أمره الوقتي الآني لا النصي فقط و المكتوب و الذي هو اول الناسوت
حتى لقد عـاينَه خلقُـه كلحظةِ الحاجب بالحاجب
ففي عين العاشق لا يري غير حبيبه و شجنه و تنطبع صورة الحبيب علي قرنية عين المحب بلا واسطة و بذا تمتزج صورة المحبوب بدم الحبيب
و قت الأمر الواحد و الأوصاف الواحدية كونوا ربانيين
و الرؤية الواحدة
بل و سمع مختلف
و نطق كذلك
و بطش واحد و سعي و ضحك و بكاء
فيعاين المحب او العاشق مولاه في كل شئ امامه كالقريب البعيد فهو في كل شئ و عليه من داخل المحب لا من الأشياء
ليست معاينة الصورة فقط بأن الله خلق آدم علي صورته
و لا معاينة العين الواحدة للحقيقة المحمدية
و لتصنع علي عيني
انك بأعينا
بل و انا عينك التي تبصر بها
و سمعك يا رسول يسمعنا ؟ !
ويسمع الحق و يسعه
معايمة الحبيب الحاضر القائم الذي لا يغيب و حضورة مستمر
و منها اشتق الدروايش كلمة الحضرة
يقول اصغر درويش في علمه البسيط العامي
ربنا حاضر و احنا اللي بنغيب
سمعتها اكثر من 60 مرة من مختلف انواع الذاكرين
معاينة الحبيب معاينة حال العاشق
معاينة في الورود و الشجر و النجوم و القمر و الكائنات باسمه البديع
تزيد المحب محبة و عشقا و شوقا
خمر العارفين ايضا تفتحها ذوات الرجال
معاينة للمحبين الساكرين من قبل خلق الكرم الساقون السابقون
لولاهم ما هتديتنا لحانها فهم شذي علالم الملكوت
الذي نجلس علي اعتابه
لنحاكمهم و نقيمهم
وهم أهل التحية و السلام و المستقر و المقام
صور معاينة للإنسان الكامل رجل السماوات و رجال الدرجات
و معاينة لحدوده و حجبه و التي هي صورة لحجب لا تنتهي
لو ارتفع احداها لإحترق الكثير من العشاق و العباد و الناظرين
و المنظرين
و معاينة الحجب دليل الصحو
كذلك المعرفة تقتضي النظر
و المنظر ليس بعيد لانه في روح العاشق القدسي
و أمام اعيننا دون ان نراه
و فينا لكن بعيد و متخفي بحجب كثيرة
قريب و بعيد
اولئك اهل الحقيقة لهم حقائقهم و التي هي روح القدس مقدما
و المترجمة عن الحق منذ فجر التاريخ تحيي و تميت و تعاين
المخاطبة و المكلمة و العاشقة
غريق بحر الحقائق تتقاذفه المعارف
مما يراه في روحه التي هي روح القدس
مرتبطا بما يشبه المطلق كالقطرة في البحر جاهدة تحاول الإحتفاظ بمحدوديتها
و صفاتها الخاصة المذنبة العبدية التائهة الحائرة
لكنها لا تغفل كينونتها المقدسة و المتجلية علي أمر الحق مرفوع لها حجاب الأين و المتي و الدنيا و الوعي فهي من البحر و فيه و خاضعة له في ابتلاء ناسوتي
و سر لاهوتي
بعد الناسوت و قرب اللاهوت و تعامدت الدوائر لتحتوي الزمان و المكان في الذات الإنسانية بالفعل و اللحظة
قرب الروح بل و تلاشي حتي اسمه
و بعد الجسد بمحدوديته و حجبه
و تلك مظاهر المعية البائنة من المصاحبة و الخلة رغم عدم امكانية عدم مشابهة ذاتها لأي من الأشياء فلا امكانية حتي لتوهمها و ذلك لخفاء الذات و باطنها و ستور الحجب و محال الوصول اليها حتي ان ان
( و لم يبق منها في الحقيقة الا اسم )
و ا مسكر العاشقين فيها الا بالنظر الا اوانيها و لمع كاساتها في اؤلياءها و رسلها و هم لها اولياءها و حمل خطابها و كشوفها المتجددة و شهودها الدائم
التي لا أنا فيها لا أنت و لا أنا
يقول الجنيد:
أشرف كلمة في التوحيد ما قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه:
"سبحان مَن لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته
و ماذا تورث سبحا العاشق من فناءه عن نفسه و غيابه الدائم عنها
الي كلية حبية و اتساعها الجامع و المغني عن نقطة صغيرة تكون هي قلب لبغلشق
و دائه هو و جوده الشخصي و الذي يجاهده و يضاده
و ينجح كذلك كثير في دحض نفسه و ابعادها من طريق عاشقها و لو انها هي الخط الفاصل بين الناسوت و الحق
يبعده خوفه و يقربه شوقه
و العجز عن الإدراك بداية ضحض فكرة الحلولية او ماشابه
و هي اعتقاد اصيل عند جل العشاق
فالإنسان غريق في بحر لا إرادة له عليه لا يدري حاله الا البحر العظيم
وعجز العاشق لا يمكنه من القول بحال غير المشيئة الإلهية
أنـتَ أم أنـا هذا في إلـهـين! حاشاكَ حاشاك من إثبات اثنين
و من يثبت امام تلك الإرادة القاهرة او تكون له أنا
أو فعل ( و الله خلقكم و ما تعملون )
فتلاشي ارادة العاشق امر واجب علي العاشق
و لا يثبت نفسه امام العاشق غير محجوب
لا تتم المحبة بين اثنين حتي ان يقول احدهما للآخر يا انا
و الوجود الإنساني نفسه مستعار
فلا موجود حق غير الحق و ما سوي ذلك مما نسميه وجود
يسمي بالأعيان و الآثار و المظاهر و الخيالات عند الكثيرين و الأصداء
فمن انا ؟
وهم سراب يجل عن السوي و سراب ظمآن يراه الحائر
كيف يثبت الإنسان نفسه امام القاهر
و الذي لا موجود حق سواه
الظاهر الذي فوق طل ظهور
كيف يكون معه ظهور
ألا ان يكون الكل سمعا و بصرا و حبيبيا
ياسمعي و يا بصري
فأنا سمعه و انا بصره
رأيـتُ ربِّـي بعين قلبـي فقلت: من أنت؟ قال: أنت
- يا جملتي و تباعيضي و اجزائي
يا عين عين و جودي و يا مدي هممي
سبحانك
يا منطقي و عباراتي و ايمائي
و كل كلي ملبوس بمعنائي
ماقيمة و جود العبد دون وجود معني الربوبية
و عبد القرب لا و وجود معنوي لنفسه فوجودة وهم بدون معني ربوبي
فالحق هو الداعي و الطالب
فلا نداء الا من الحق فهو اذن عين وجود العاشق
و ما وجود العاشق الا ترجمة ذلك النداء و تلك الدعوة المقدسة
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدّثر : 56
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : 29