مبحث صوفي : ( الأب ) في اصطلاح الشيخ الأكبر ابن عربي
أحصت الدكتورة سعاد الحكيم لمصطلح ( الأب ) عند الشيخ الأكبر ابن عربي سبعة معان رئيسية ، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية :
1. الأب عنده هو الأول ، فيكون أول شخص من كل نوع ( أباً ) لجميع أفراده . يقول الشيخ : " الأول ... أب ... كآدم لسائر البشر " .
2. هو الوالد مطلقاً ، وهو صفة ونسبة تلحق الشخص من وجه ولا تستغرقه
يقول الشيخ : " إن الأبوة والبنوة من الإضافات والنسب ، فالأب أبن لأب هو ابن له ، والابن أب لابن هو أب له " .
3 . هو المؤَثِّر في مقابل المؤثر فيه ( أم ) .
يقول الشيخ : " كل مؤثر أب " .
4. هو المحيل في مقابل المستحيل ( الأم ) .
يقول الشيخ : " المحيل أب ، والمستحيل أم " .
5. هو الصفة العالمة في مقابل الصفة العاملة ( الأم ) .
يقول الشيخ : " الصفة العلامة العالمة أب فإنها المؤثرة فيها " .
. هو الأصل العقلي الروحي الذي ينتسب إليه الولد في مقابل الأصل الجسمي الطبيعي ( الأم ) .
7. هو الممد للولد ولكن إمداده لا يستغرق الولد ككل ، لذلك نجد الولد ينسب جزئياً إليه من الوجه المناسب للإمداد
فيكون شخص مثلاً أباً لشخص آخر بالعلم أو بالمال أو...
يقول الشيخ : " فرق بين ولد الطين وولد الدين في الميراث ، الدين للعلم والطين للمال ...
أبوك من أنفق عليك ، فإن أنفقت على أبيك فأنت أبوه ..." .. .
الأب الأول
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " الأب الأول : هو أول اصل يتولد عنه الأثر أو المولود ،
وهذا المصطلح عند ابن عربي لا يعبر عن ذات واحدة مميزة يمكن تسميتها بالأب الأول بل هي مرتبة كونية تطلق على كل من يشغلها " .
إضافة :
وتضيف الدكتورة قائلة :
" مثلاً إذا أخذنا أجسام أشخاص الجنس البشري نجد إن أول أصل تولدت عنه هو آدم ، إذن آدم الأب الأول لأجسام أشخاص الجنس البشري ..
ولكن في الروحانيات نجد أن ( حقيقة محمد ) هي الأب الأول وهي أبو آدم وأبو العالم " .
الأب الأول الساري
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الأب الأول الساري : هو الاسم الجامع الأعظم الله الذي تبعه الأسماء " .
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " الأب الثاني : هو المقدمة الثانية التي تبعث على ظهور النتيجة ، فالأثر أو الولد لا يكون إلا عن مقدمتين أو أصلين
المقدمة الأولى بمثابة الأب الأول ......
والمقدمة الثانية بمثابة الأب الثاني ، كما يسميها ابن عربي أحياناً ( أماً ) من حيث أنها ثانية وتحتفظ المقدمة الأولى بصفة الأب " .
إضافة :
وتضيف الدكتورة : " يمكن إيضاح جملة المقصود بالأب الثاني عند ابن عربي كالآتي :
1. الأب الثاني : هو النفس الكلية ، أو حواء كما يصورها ابن عربي .
2. الأب الثاني : هو الطبيعة .
3. الأب الثاني : هو آدم من حيث أن الأصل الجسمي " .
أبو الأجسام الإنسانية
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " أبو الأجسام الإنسانية عند ابن عربي : هو الأب الأول الجسمي ، وهو الأصل الجسمي الذي صدرت عنه جميع الأجسام ، آدم " .
أبو الأرواح
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " أبو الأرواح عند ابن عربي : هو الأب الأول في الروحانيات ، وهو روح سيدنا محمد " .
تعقيب :
نقول : تعتبر عبارة ( الأب الأول في الروحانيات ) مصطلحاً مرادفاً لمصطلح ( أبو الأرواح )
ويمكن أن نعيد صياغتها بالشكل ( الأب الأول الروحي ) قياساً على المصطلح السابق .
أبو العالم
تقول سعاد الحكيم : " أبو العالم عند ابن عربي : هو الأب الأول في الروحانيات ، أي حقيقة محمد ...
فهو أصل العالم من حيث كونه أصل آدم كذلك الذي هو أبو الأجسام الإنسانية " .
الآباء العلوية
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " الأباء العلوية عند ابن عربي : هي الأسماء الإلهية " .
إضافة :
وتضيف الدكتورة قائلةً : " إن الأسماء الإلهية هي أول مؤثر وباعث على وجود الخلق
لأن المشيئة التي أرادت إظهار الخلق ترجع إلى الحضرة الإلهية من حيث الأسماء لا الذات
فالأسماء هي التي توجهت على الأعيان الثابتة لإظهارها
وهكذا يكون أول باعث توجه إلى إظهار عين الخلق هو في مرتبة الأب العلوي للخلق " .
أبو الورثة
الدكتورة سعاد الحكيم
أبو الورثة عند ابن عربي : هو روح سيدنا محمد ، وذلك لأنه ممد بعلمه لكل وارث له .
مسألة - 1 : في آباء المسلمين والمؤمنين والأولياء عند ابن عربي
تقول الدكتورة سعاد الحكيم :
" عندما يتكلم ابن عربي على الآباء وينسبها إلى الضمير المتصل يقصد جملة المسلمين المؤمنين ، وبخاصة الأولياء إخوانه :
1. فأول أب لهذا الولي المسلم المؤمن هو محمد من حيث أنه أبو الأرواح والأصل الروحي الذي صدر عنه هذا الولي .
2. والأب الثاني لهذا الولي هو آدم ، من حيث أنه أبو الأجساد والأصل الجسمي الذي صدر عنه هذا الولي .
3. والأب الثالث هو نوح {عليه السلام} ، من حيث أنه أول رسول أرسل ...
4. الأب الرابع هو إبراهيم {عليه السلام} ، فهو أبو الإسلام ، وهو الذي سمّانا مسلمين وهو أبونا بنص القرآن " .