فلايدخل على الله الا من باب موت النفس كما عند القوم رضي الله عنهم ، ونرى والله أعلم أن الفقير لايقتل نفسه الا إن شاهد صورتها ولا يشاهد صورتها الا بعد ان يفارق الدنيا ويفارق الاصحاب والاحباب والعوائد وقد قال لي بعض الفقراء امرأتي غلبتني ، فقلت له ليس هي التي غلبتك انما غلبتك نفسك فإن غلبتها غلبت الكون بأسره رغما على أنفه فأحرى امرأتك إذ لاتغلبنا إلا نفوسنا ولايتعدى علينا إلا هي فلو قتلناها لقتلنا بقتلها جميع الظالمين ولعنة الله على الكاذبين ، ونؤكد على أخي أن يؤكد على كافة من بتلك الناحية من الاخوان رضي الله عنهم أن لايسرفوا في خرق عوائدهم كما بلغنا عنهم ، وأن يكونوا على مايميت نفوسهم ويحيي قلوبهم فقد روعنا ماهم عليه من الخوارق ومن إفشاء الحقائق وخفنا عليهم وعلى أنفسنا غاية الخوف إذ قال تعالى : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وخفنا عليهم أيضا أن تنقلب حقيقتهم النورانية الى حقيقة ظلمانية والله ينقذنا واياهم من كل خطأ .... والسلام
من الرسائل الدرقاوية