almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس. السبت ديسمبر 29, 2007 5:14 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه:إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس. الإحالة على الشيء هو تسليطه وإغراءه عليه والمراد هنا توقف الأمر عليه بحيث لا يتوجه له حتى يتيسر وجوده والفراغ من الشيء خلوه منه وفراغ القلب خلوه مما يشعر به وفراغ الجوارح خلوها من الأشغال والرعونة نوع من الحمق .
قلت:(والكلام لابن عجيبة) من آداب العارف أن يكون كامل العقل ثاقب الذهن ومن علامة العقل انتهاز الفرصة في العمل ومبادرة العمر من غير تسويف ولا أمل إذ ما فات منه لا عوض له وما حصل لا قيمة له وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا وإن من علامة العقل التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والتزود من سكنى القبور والتأهب ليوم النشور . وقال صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، والكيس: هو العاقل ودان نفسه : حاسبها . وفي صحف إبراهيم عليه السلام : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وحل وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث : تزود لمعاد أو مرمى لمعاش أو لذة من غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه فإحالتك الأعمال وتأخيرها إلى وقت آخر تكون فيه فارغ القلب أو القالب من علامة الرعونة والحمق وهو غرور ومن أين لك أن تصل الى ذلك الوقت والموت هاجم عليك من حيث لا تشعر وعلى تقدير وصولك إليه لا تأمن من شغل آخر يعرض عليك وفراغ الأشغال من حيث هو نادر لقوله عليه السلام نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. أي كثير من الناس فقدوهما وغبنوا فيهما إذ كثير منهم لا تجده إلا مشغولا بدنيا أو مفتونا بهوى ومريضا مبتلى ومفهوم الكثير ان القليل من الناس رزقهم الله الصحة والفراغ فان عمروهما بطاعة مولاهم فقد شكروا وربحوا ربحا عظيما وان ضيعوهما فقد خسروا خسرانا مبينا وكفروا بهاتين النعمتين فجدير ان يسلبا عنه وهو ايضا من علامة الخذلان. وسيأتي من كلام الشيخ الخذلان كل الخذلان أن تقل عوائقك ثم لا تقبل عليه فالواجب على الإنسان أن يقطع علائقه وعوائقه ويخالف هواه ويبادر إلى خدمة مولاه ولا ينتظر وقتا آخر إذ الفقير ابن وقته فلا تجده مشغولا إلا بفكرة أو نظرة أو ذكر أو مذاكرة أو خدمة شيخ يوصله إلى مولاه وقد قلت لبعض الأخوان الفقير: الصديق ليس له فكرة ولا هدرة إلا في الحضرة أو ما يوصله للحضرة والله تعالى اعلم ثم ذكر الأدب الثالث وهو إقامته حيث أقامه الله فقال : لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج. | |
|
الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس. السبت ديسمبر 29, 2007 8:13 am | |
| يقول الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري في شرح هذه الحكمة
أي إحالتك - أيها المريد - الأعمال الصالحة على وجود الفراغ من أشغال الدنيا تعد من رعونات النفس أي حماقتها لما في ذلك من إيثار الدنيا على الآخرة وأشغال الدنيا لا تنقضي فما قضى أحد منها لُبانته ولا انتهى أرب إلا إلى أرَب وقال آخر : نروح ونغدو لحاجاتنا وحاجات من عاش لا تنقضي وقد قالوا : الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك . وفي الحديث : " ما من يوم إلا وهو ينادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة " | |
|
almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: رد: إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس. السبت ديسمبر 29, 2007 10:26 pm | |
|
الحبيب الدرويش
كم أسعد بروحك معي دائما ، لنتم أمرا ببركتك بدأته ...
| |
|