القاف
في اللغة
" القاف : الحرف الحادي والعشرون من حروف الهجاء وهو صوت لهوي ، أقصى
حنكي ، انفجاري ، شديد ، مهموس ، مُطْبق جزئيا ". .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم مرة واحدة ضمن الحروف المعجزة في قوله تعالى : " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ". .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ شهاب الدين السهروردي
يقول : " ق " باعتبار التصوف " : قيام مواقف الأسحار بمطالعة صحيفة الأسرار ". .
الشيخ الأكبر ابن عربي
القاف : هي داعية الحق ، نزَّلها الله تعالى من القدرة إلى القلوب في القرآن ، قال الله تعالى إشارة : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ". . .
الحافظ رجب البرسي
يقول : " حرف القاف : هو باطن القلم وسر الأمر ، والمراد بسر الأمر : القدر ". .
الشيخ عبد العزيز الدباغ
يقول : " القاف : " كناية عن " البصيرة ". .
الدكتور عبد الحميد صالح حمدان
يقول : " حرف القاف : وهو حرف نوراني ، وسر قيومي ، والإسم منه قيوم ". .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " القاف : يشير إلى تلقي فيوض اليقين ". .
" مسألة - 1 " : في سر حرف القاف
يقول الدكتور عبد الحميد صالح حمدان :
" قال بعض المحققين : إن القاف فيه سر الحجر المكرم ، وهو باطن النون ، والنون باطن القلم ، والقلم ظاهر الأمر ، وهو في عالم الجنة كبد النون ، وفي عالم الدنيا هو النور الحامل للأكوان ، وهو سر القلم ، إلا أن القاف حرف متعلق بالعرش ، له أشعة نورانية بقدر كل موجود أوجده الله من العلم الملكوتي الذي جعله متصلاً بعالم الشهادة المعبر عنه : بعالم الملك ، وله ملائكة يخدمون عرشيه ". .
" مسألة - 2 " : في خصائص القاف من الناحية الصوفية .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" القاف : من عالم الشهادة والجبروت .
مخرجه : من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك . عدده : مائة .
بسائطه : الألف ، والفاء ، والهمزة ، واللام .
فلكه : الثاني . سني حركة فلكه : إحدى عشرة ألف سنة .
يتميز : في الخاصة وخاصة الخاصة .
مرتبته : الرابعة .
ظهور سلطانه : في الجن .
طبعه : الأمهات الأُوَل ، آخره حار يابس ، وسائره بارد رطب .
عنصره : الماء والنار ، يوجد عنه الإنسان والعنقاء . له الأحوال .
حركته : ممتزجة . ممتزج ، مؤنس ، مثنى .
علامته : مشتركة .
له من الحروف : الألف والفاء .
وله من الأسماء : على مراتبها ، كل اسم في أوله حرف من حروف بسائطه . له الذات عند أهل الأسرار ، وعند أهل الأنوار الذات والصفات ". .
" تفسير صوفي " : في قوله تعالى : " ق ". .
يقول الصحابي ابن عباس {رضى الله عنه} :
" ق " : هو قسم وهو اسم من أسماء الله تعالى ". .
ويقول الشيخ محمد بن كعب القرضي :
" " ق " : هو مفتاح أسماء الله تعالى مثل القادر والقدير والقديم والقاهر ... الخ ". .
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" " ق " : أقسم الله تعالى بقوته وقدرته ". .
ويقول الشيخ ابن عطاء الأدمي :
" " ق " : أقسم بقوة قلب حبيبه محمد ، حيث حمل الخطاب والمشاهدة ، ولم يؤثر ذلك عليه وفيه ، لعلو حاله ". .
ويقول الإمام القشيري :
" " ق " : مفتاح أسمائه قوي وقادر وقدير وقريب ". .
ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
" يشير إلى أن لكل سالك من السائرين إلى الله تعالى مقاماً في القرب إذا بلغ مقامه المقدر له يشار إليه بقوله " ق " ، أي : قف مكانك ولا تجاوز حدك . والقسم قوله :
" وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ " ، أي : قف فإن هذا مكانك ، والقرآن المجيد ، فلا تجاوز عنه ". .
ويقول : " " ق " إشارة إلى : " قل هو الله أحد ". ". .
ويقول الشيخ محمد بافتادة البروسوي :
" " ق " : إشارة إلى مرتبة الأحدية التي هي التعين الأول ، كما في سورة الإخلاص المصدرة بكلمة : قل ، المبتدأة بحرف : ق ". .
ويقول الشيخ عبد العزيز الدباغ :
" " ق " هذا الحرف المقطع إشارة إلى : خاصته تعالى في الحضرتين ، وإلى الخيرات التي تفضَّل جل وعلا عليهم بها ، وهذا هو سر الحضرتين " القديمة والحادثة " ، فهو اسم من أسمائه تعالى أضيف إلى أعز المخلوقات عليه تبارك وتعالى ، فهو بمنزلة قولنا في العربية : سلطان ". .
ويقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
" أشار بقوله " ق " إلى قيامه بين يدي الله تعالى في الصف الأول قبل كل شيء مفارقاً لكل تركيب ، منفرداً عن كل كون ، منقطعاً عن كل وصف ، ثم إلى قدومه من ذلك العالم الغيبي الروحاني إلى هذا المقام الشهادي الجسماني ، كما أشار إليه المجيء الآتي وقد جاء في حديث جابر {رضى الله عنه} وحين خلقه أي : " نور نبيك يا جابر ".
أقامه قدامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة … وكذا أقامه في مقام الحب … وفي مقام الخوف والرجاء والحياء كذلك ، ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب ، فأقام نوره في كل حجاب ألف سنة ، وهي مقامات العبودية ، وهي حجاب الكرامة ، والسعادة ، والهيبة ، والرحمة ، والرأفة ، والعلم ، والحلم ، والوقار ، والسكينة ، والصبر ، والصدق ، واليقين ، فعبد ذلك النور في كل حجاب ألف سنة ، فكل هذا العدد من طريق الإجمال اثنان وسبعون ، وإذا انضم إليه المنازل الثماني والعشرون … يصير المجموع مائة ، وإليه الإشارة بالقاف فهو مائة رحمة ومائة درجة في الجنة اختص بها الحبيب ". .
ويقول : " قيل : " ق " : اسم من أسماء القرآن .
وقيل : قسم أقسم الله به أي بحق القائم بالقسط .
وقيل معناه : قل يا محمد والقرآن المجيد .
وقيل : قف يا محمد على أداء الرسالة ، وعند أمرنا ونهينا ". .
جبل قاف
الشيخ أبو يزيد البسطامي
يقول : " جبل قاف أمره قريب ، بل جبل كاف ، وجبل صاد ، وجبل عين ، وهي جبال محيطة بالأرض ، حول كل أرض جبل بمنزلة حائطها . وجبل قاف بهذه الأرض أصغر الأرضيين ، وهو أيضاً أصغر الجبال ، وهو جبل من زمردة خضراء " .
الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
يقول : " جبل ق : هو القرب " .
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول : " طوق بالأرض جبلاً من صخرة خضراء ، سمي بجبل قاف . وقاف اسم الملك الذي جعل الله بيده حكم ما يظهر في الأرض من الزلازل والرجفات والخسف ونحو هذا . فكل ما يحدث في الأرض هو بيد هذا الملك الكريم " .
الدكتور يوسف زيدان
يقول : " جبل قاف " هو عند الصوفية يرمز إلى الاستغناء والكبرياء " .
[size=25]
من موسوعة الكسنزان
[/size]