almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: خير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه الإثنين يناير 14, 2008 6:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه: خير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليهقلت والكلام لابن عجيبة:ولا يوجد هذا الوصف المجيد إلا للغني الحميد الفعال لما يريد ، يحب من يشاء بلا علة ولا سبب ،ويمقت من يشاء بلا ضرر يلحقه ولا تعب ، يقرب من يشاء بلا عمل ويبعد من يشاء بلا زلل لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون ، ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شاء لهدى الناس جميعا ، وكلامنا إنما هو مع أهل التحقيق وأما اعتبار الحكمة وأهل التشريع فلا يظلم ربك أحدا ولكن فاعل السبب هو فاعل المسبب ، من وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، وللجيلي رحمه الله : إذا كنت في حكم الشريعة عاصيا*فإني في حكم الحقيقة طائع فخير من تصحبه أيها الإنسان مولاك الذي يطلبك لحضرته ويجتبيك لمحبته من غير نفع يعود منك إليه وإنما هو بروز وإحسان منه إليك فكيف تتركه وتطلب الأنس بغيره وضرره أكثر من نفعه ، قال بعضهم : جرب الناس تجدهم عقارب فإذا طلبت الصحبة فاصحب العارفين الذين ينهضك حالهم ويدلك على الله مقالهم ، ولله در صاحب العينية حيث يقول في عينيته : فشمر ولذ بالأولياء فإنهم*لهم من كتاب الحق تلك الوقائع هم الذخر للملهوف والكنز والرجا*ومنهم ينال الصب ماهو طامع بهم يهتدي للعين من ضل في العمى*بهم يجذب العشاق والربع شاسع هم القصد والمطلوب والسؤل والمنى*واسمهم للصبر في الحب شافع هم الناس فالزم ان عرفت جنابهم*ففيهم لضر العالمين منافع
وقال في التحذير من صحبة غيرهم من الغافلين و العوام :
وقاطع لمن واصلت أيام غفلة*فما واصل العذال إلا مقاطع وجانب جناب الأجنبي لو أنه*لقرب انتساب في المنام مضاجع فللنفس من جلا سها كل نسبة*ومن خلة للقلب تلك الطبائع
والحاصل أن صحبة من يوصل إلى الله فما هي إلا صحبة الله إذ ما ثم سواه والنظر الى العارف بالله فإنما هو نظر إلى الله إذ لم تبق فيه بقية عليه لغير الله فصار نورا محضا من نور الله وفيهم قال عليه السلام : إن لله رجالا من نظر إليهم سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا . وهم موجودون لا ينقطعون أبدا ظاهرون ظهور الشمس لا يخفون إلا على من أراد الله منه طردا وبعدا والعياذ بالله من السلب بعد العطاء ومن سوء القضاء وشماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء وزوال النعمة وفجأة النقمة
وبالله التوفيق | |
|