almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: وصولك إليه وصولك إلى العلم به وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء الثلاثاء يناير 15, 2008 8:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه : وصولك إليه وصولك إلى العلم به وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء أو يتصل هو بشيء .
قلت والكلام لابن عجيبة : قد ذكر أهل الفن في هذا المقام اصطلاحات وألفاظ تداوالوها بينهم تقريبا لفهم المعاني ، فمنها السير والرحيل وذكر المنازل والمناهل والمقامات ومنها الرجوع والوقوف ، وكل ذلك كناية عن مجاهدة النفوس ومحاربتها وقطع العوائق والعلائق عنها أو الوقوف مع شيء منها وسيأتي للمؤلف : لولا ميادين النفوس ماتحقق سير السائرين، ومنها الوصول والتمكين و السكون والطمأنينة ومنها المشاهدة والمكالمة والمجالسة والمساورة وغير ذلك ، وكل ذلك كناية عما أدركته أرواحهم وذاقته أسرارهم من عظمة الحق وجلاله وسيأتي تفسير شيء من ذلك في محله ان شاء الله ، ومعنى الوصول عندهم تحقيق العلم بوجوده وحده ، فوصولك إليه هو شعورك بعدمك حتى يكون عدمك عندك ضروريا وعلمك بوجوده كذلك ، وهذا الامر كان حاصلا لك في نفس الامر ولكن لم تشعر به . وفي هذا المعنى قال بعضهم وبعضه للششتري:
بين طلوع ونزول * تخبلت الغزول افن من لم يكن * يبق من لم يزول جول كي تزول * أو امش نزع الفحول فالزوال هو معنى المعرفة وهو معنى الوصول وسببها جولان الفكرة ولذلك أمره بها وقال شيخ شيوخنا سيدي علي : الناس كلهم يشاهدون ولايعرفون ، وسمعت شيخنا يقول : الناس كلهم في البحر أي بحر الوحدة ولكن لايشعرون . فوصول العبد الى الله هو تحقيق العلم بوجوده والغيبة عن نفسه وعن كل ماسواه وإلا تكن كذلك بأن تعتقد أن الوصول يكون حسيا ، فجل ربنا أي تعالى وترفع أن يتصل به شيء للزوم تحيزه أو يتصل هو بشيء للزوم افتقاره وحصره تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . واعلم أن هذا العلم بالله يكون كسبيا ثم لايزال يغيب عن نفسه وحسه سكرة بعد سكرة وحيرة بعد حيرة ، حتى يصحو وينجلي عنه ضباب الحس وسحاب الجهل وظلمة النفس ، فتشرق عليه شمس النهار وتنجلي عنه ظلمة الاغيار ، وفي ذلك قيل:
ليلى بوجهك مشرق *** وظلامه في الناس سار الناس في سدف الظلام***ونحن في ضوء النهار أي ليل وجودي صار مشرقا مضيئا بسبب شهود ذاتك وظلام القطيعة سار في جل الناس ، الناس في جوف ظلمة الاكوان ونحن في في ضوء شموس العرفان . ثم لايزال في تربية الشيخ وتحت حصانته ومدده سار إليه بقدر صدقه حتى يسلم له خصيم الفرق الظلماني وينفرد النوراني ويحس ذلك من نفسه ، فحينئذ يقول بلسان الحال : اقر الخصم فارتفع النزاع ، فاذا انفرد الخصم النوراني استمد من كل شيء وشرب من كل شيء وأخذ النصيب من كل شيء ، فيبقى وصوله الى الواسطة شكرا واحسانا : أن اشكر لي ولوالديك ، وينشد حينئذ بلسان حاله ومقاله :
الحمد لله لا تفنى محامده***والحمد لله في الاصال والبكر من يهده الله أصبح عالما ***فطنا بالله في كل مايبدو ياطالب الوصل جد بالنفس ملتفتا***عنها الى منزل الاشياء بالقدر فان ظفرت فأنت الفرد والعلم *** منعوت بالحسن والحسنى لذي نظر
وبالله التوفيق | |
|
أحمد موسى مشرف ديوان أهل الغرام
عدد الرسائل : 61 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: رد: وصولك إليه وصولك إلى العلم به وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء الثلاثاء يناير 15, 2008 11:48 pm | |
| والله إن هذه لعلوم أهل العرفان من ذوى المقامات العالية .. ننظر إليهم وتغمرنا أنوارهم .. وشتان بيننا وبينهم بارك الله فيك سيدى الموصلى على تلك التحليقات بنا فى رحاب علوم أهل الله الصالحين .. جعلنى الله وإياك من محبى الصالحين .. وصلى الله على سيدنا محمد النبى الكريم وعلى آله وصحبه وسلم . أحمد موسى
| |
|