· سلطان المحققين
· صدر الدين القوني
607إلى 673 هــ
· ربيب الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
--------------------------------------------------
· هــــــو
الشيخ الكامل و العارف الواصل وارث علوم سيد المرسلين ، سلطان المحققين و المكاشفين صدر الدين محمد بن إسحاق بن يوسف بن على قوني .
· ولد في سنة 606 أو 607 و توفي 673 بقونية ، الملقب بالشيخ الكبير و المكني بــ " أبو المعالي "
· من أكابر المشايخ ، جامعا للعلوم الظاهري و الباطني و العقلي و النقلي والحديث والفقه و الشريعة و الطريقة والحقيقة ، معززا عند الأولياء لا سيما جلال الدين محمد بن محمد بلخي الرومي صاحب كتاب المثنوي و الذي وصى ان يصلي الشيخ عليه ، ثم عند السلاطين و الأمراء .
القوني ربيب الشيخ الأكبر
القوني و ابن العربي
و هو الصاحب و الخليفة و الربيب لقطب السالكين و المكاشفين ، شيخ المشايخ العظام أبو عبد الله الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي _
و كان من أعاظم تلامذته و تربى في حجره و أخذ العلوم و المعارف منه حتى صار خليفة له و جلس في مقامه بعد وفاته لإشاعة علومه و معارفه ، و بعد ذلك كان عارفا بعلوم لا يصل أحد إلى حقيقتها إلا بعد تتبع تحقيقاته و التفكير في تدقيقاته _ لاسيما مسألة الوحدة في الوجود _ كما قال الجامي في كتابه المسمى بـ " نفحات الأنس "
و حضر عنده كثير العلماء و كثير من العرفاء الذين في سماء العرفان نجوم زاهرة و بدور باهرة ، منهم الشيخ مؤيد الدين الجندي الشارح لفصوص الحكم و له تصنيفات آخر .
و مولانا سعيد الدين فرغاني شارح قصيدة التائية الفارضية بالفارسية المسمى بــ" مشارق الدراري الزهر في كشف حقايق نظم الدر " و منتهى المدرك و مشتهى كل عارف و سالك " بالعربية .
و شمس الدين أبكى و الشيخ فخر الدين العارقي صاحب كتاب " اللمعات "
و عفيف الدين التلمساني و غيرهم رضى الله عنهم ..
· ترجمة كامل ييلماز لصدر الدين القوني
هو محمد اسما و صدر الدين لقباً و أبو المعالي كنية و ابن إسحاق بن محمد بن يوسف بن على ، الشهير بالقونوي ..
و كان أبوه اسحق ذا مكانة حتى انه كان يدعى من أشراف السلاجقة نسباً ..
نشأ صدر الدين في أسرة غنية تبدو عليه آثار الثراء ..
ولد القونوي في محافظة ملاطية في آناضول سنة 606 { 1209 } و كانت وفاته 673 { 1274 م } و كان قد اوصى ان يدفن في الحارة الصالحية بجانب استاذه في دمشق الا انه لم يتيسر ذلك و دفن في بلدة قونية أمام الجامع المسمى باسمه ..
علاقته بالشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي قدس الله سرهما ..
عندما توفي أبوه حوالى 615 و هو صغير آن ذاك ظل يتيماً و أمه ثيب ثم تزوجت أمه بأستاذه ابن العربي على ما يروى ، و كانت مناسبته بأستاذه تؤيد هذه الرواية ..
و لا نعرف التحاقه بأستاذه ابن العربي و لكن إقامة الشيخ ابن العربي بملاطية كانت في سنة 618 و كان عمر القونوي يتراوح بين الحادية أو الثانية عشر حينما تتلمذ عليه و ذهب معه إلى دمشق و لم يفارقه إلى أن توفى الأستاذ رضى الله عنه .. و ظل القونوي بعده في دمشق و شكل حلقة تدريسية لفترة ثم أنتقل منها إلى حلب سنة 640 { 1242م } و منها خرج مسافراً إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ثم ذهب إلى مصر و ظل بها مدة .. و التقى بمصر بـ ابن سبعين الذي كان يقول بوحد الوجود .
القونوي و جلال الدين الرومي
كانت تربطه بجلال الدين الرومي رابطة قوية ويعتقد كل في الآخر .
و قد اوصى الرومي بأن يصلى القونوي على جنازته بعد وفاته من بين علماء قونية ..
رؤية منامية
رؤيته للنبي صلى الله عليه و سلم
· أشار القونوي في شرح الحديث الثاني و العشرون من الأربعين
" من رأني في المنام فقد رأني فإن الشيطان لا يتمثل بي " و في رواية " من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتراءى به "
افاض في سر هذا الحديث و معانيه بعد ما نقل منامات عديدة من جملتها رؤى للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الذي حكاها له ..
و يقول القونوي في هذا الباب :
أما أنا فرأيت في الليلة التى أخذت بغداد في صبيحتها النبي عليه السلام مكفناً على نعش و أقوام يشدونه و رأسه مكشوف و شعره يكاد يمس الأرض ، فقلت لأولئك : ماتصنعون ؟
فقالوا : إنه مات و نحن نريد حمله ودفنه ، فوق في قلبي أنه عليه السلام لم يمت ، فقلت لهم : ما اري وجهه وجه ميت ، اصبروا حتى يتحقق الأمر ، فدنوت إلى فمه و انفه ، فوجدته يتنفس نفساً ضعيفاً ، فصحت عليهم ومنعتهم مما كانوا عازمين عليه ، واستيقظت فزعا كئيباً.
و عرفت بما كنت أعلم من هذه المسألة و التجارب المكررة ، أن ذلك مثال حادث عظيم حدث في الإسلام ، و لما كان الخبر قد وصل بأن المغول قد قصدوا بغداد ، وقع لي أنه قد أخذت بغداد ، فضبطت التأريخ ، فجاء غير واحد ممن حضر الوقعة من أهل الخبرة وذكر أن ذلك اليوم أخذت بغداد ، فخرجت الرؤيا على نحو ما وقع لي في تعبيرها ، ولو ذكرت ما سمعته من الثقات و ما جريته في هذه المسألة مرارا كثيرا في نفسي و في غيري لطال الكلام ، و إنما ذكرت هذا القدر على سبيل التنبيه و الأنموذج .
و مما اشتبه على جماعة من السالكين طريق الله بسبب ما ذكرنا أنهم رأوا النبي عليه السلام في زعمهم على ما مر بيانه و أخبرهم بأمور ، فلم يقع على نحو ما وقع الإخبار به ، فلما سألتهم عن جلية الصورة المرئية و أخبروني ، و جدتها مخالفة بحلية صورته الأصلية ، فأخبرتهم بالسبب و نبهتهم ففرحوا و تنبهوا ، يعني ذلك المرئي هو صورة الشرع بالنسبة إلى اعتقاد الرائي أو حاله أو بالنسبة إلى صفة أو حكم من أحكام الإسلام ، أو بالنسبة إلى الموضع الذي رأى فيه ذلك الرائي تلك الصورة التى ظن أنها صورة النبي ، و قد جربنا ذلك كثيراً في أنفسنا و في غيرنا و سمعنا من شيوخنا أيضا ما يؤيد ذلك مرارا شتى ..
· وصاياه لاصحابه قدس الله سره
-أوصى أصحابه ألا يخوضوا بعده في مشكلات المعارضة الذوقية ..
-و لا يقبلوا كلاما من ذوق أحد ، اللهم إلا من أدرك منهم الإمام محمد المهدي فليبلغه سلامي و ليأخذ عنه ما يخبره به من المعارف لا غير ..
-و الا يشتغلوا بشىء من العلوم النظرية وغيرها ، بل يقتصروا على الذكر و تلاوة القرآن و المثابرة على الأوراد الموظفة ومطالعة ماسبقت الإشارة من الصريح الجلى من الأذواق المذكورة ،
- و من كان متجرداً فليقصد المهاجرة إلى الشام فإنه سيحدث في هذه البلاد من فتن مظلمة تغير سلامة الأكثرين منها " فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد و أن الله حسب من تقى و سلك سبيل هداه .
و الحمدلله رب العالمين