حاء الحواميم سر الله في السور ...
أخفى حقيقتة عن رؤية البشر
فإن ترحلت عن كون وعن شبح ...
فارحل إلى عالم الأرواح والصور
وانظر إلى حاملات العرش قد نظرت ...
إلى حقائقها جاءت على قدر
تجد لحائك سلطاناً وعزته ...
أن لا يدانى ولا يخشى من الغير
الشيخ الأكبر ابن عربي
----
الحاء
في اللغة
" الحاء : الحرف السادس من حروف الهجاء ، وهو صوت حلقي " .
في القرآن الكريم
ورد حرف الحاء في القرآن الكريم ( 7 ) مرات بصورة مفردة ضمن الحروف المعجزة في أوائل السور بلفظ ( حم ) ،
كما في قوله تعالى :
حم . تَنْزيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ
الْعَزيزِ الْعَليمِ .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ شهاب الدين السهروردي
يقول : " ح باعتبار التصوف : حفظ الأسرار ، وحب الأبرار ، ومجانبة الأشرار "
الشيخ الأكبر ابن عربي
الحاء : هو حافظ الحق ، أنزله الله تعالى من الحضرة إلى الحق في الحديد ، قال الله تعالى :
وَأَنْزَلْنا الْحَديدَ فيهِ بَأْسٌ شَديدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ .. .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : " الحاء : هو مظهر الإرادة ، ومحلها غيب الغيب .
ألا ترى إلى حرف الحاء كيف هو من آخر الحلق إلى ما يلي الصدور . الإرادة كذلك مجهولة في نفس الله ،
فلا يُعلم ، ولا يُدرى ماذا يريد فيقضي به " .
الشيخ عبد العزيز الدباغ
يقول : " الحاء : إن كانت مفتوحة :
فهي تدل على الإحاطة والشمول للجميع .
وإن كانت مضمومة : فهي العدد الكثير الخارج عن بني آدم كالنجوم .
وإن كانت مكسورة : فهي العدد الداخل في الذات ، أو للذات عليه ولاية كملكية العبيد والدنانير والدراهم وغير ذلك " .
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : " الحاء المهملة : هو حرف تركب منه لفظ الرحمات ... فلو زالت الحاء من رحمة أو من لفظ رحمات لبقي التركيب ( رمة ) و ( رمات ) : وهي العظام البالية ، فلولا الحاء لما ظهرت الرحمة الإلهية لكل رمة من الرمات " .
ويقول :
" الحاء : هو كناية عن أول عالم الطبيعة لاقتضائه الهبوط من العالم
الروحاني ".
الدكتور عبد الحميد صالح حمدان
يقول : " الحاء : وهو حرف نوراني ، والاسم منه حكيم .
وبسر الحاء كان عيسى {عليه السلام} يحيي الموتى بإذن الله " .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " الحاء : هو لاحتواء الكون هذا الجمال " .
الحواميم
الشيخ ولي الله الدهلوي
يقول : " الحواميم : هو كلام بني على الإجمال " .
آل حم
الشيخ ابن دحية
يقول : " آل حم : آل محمد " .
إضافات وإيضاحات
مسألة : في ذكر بعض خصائص الحاء من الناحية الصوفية
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" الحاء : من عالم الغيب . وله من المخارج : وسط الحلق .
وله من العدد : الثمانية .
وله من البسائط : الألف والهمزة واللام والهاء والفاء والميم والزاء .
وله من العالم :
الملكوت . وله الفلك الثاني ،
وسني حركة فلكه إحدى عشر ألف سنة .
وهو : من الخاصة وخاصة الخاصة .
وله من المراتب : السابعة . وظهور سلطانه : في الجماد .
ويوجد عنه ما كان بارداً ورطباً وعنصره الماء .
وله من الحركات : المعوجة . وهو من حروف الأعراق .
وهو : خالص غير ممتزج .
وهو : كامل يرفع من اتصل به
. وهو : من عالم الأنس الثلاثي .
وطبعه : البرودة والرطوبة .
وله من الحروف : الألف والهمزة .
وله من أسماء الذات : الله والأول والآخر والملك والمؤمن والمهيمن والمتكبر والمجيد والمتين والمتعالي والعزيز .
وله من أسماء الصفات المقتدر والمحصي .
وله من أسماء الأفعال : اللطيف والفتاح والمبدئ والمجيد والمقيت والمصور والمذل والمعز والمعيد والمحي والمميت والمنتقم والمقسط والمغني والمانع . وله : بداية الطريق " .
تفسير صوفي - 1 :
في تأويل قوله تعالى : حم
يقول الصحابي عبد الله بن عباس {رضى الله عنه} :
" حم ، يعني : قضى الله ما هو كائن إلى يوم القيامة " .
ويقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
" الحاء : هو وحي كتابه المنزل على رسوله .
والميم : كتابه إلى محمد برسالته " .
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" حم : يعني الحي الملك " .
ويقول :
" يعني : قضى في اللوح المحفوظ وكتب فيه ما هو كائن " .
ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قال بعضهم : حم : الحافظ الملك هو الله " .
ويقول الإمام القشيري :
" الحاء : إشارة إلى حلمه .
والميم : إشارة إلى مجده " .
ويقول : " الحاء : تدل على حياته .
والميم : على مجده " .
ويقول : " الحاء : تشير إلى حقه .
والميم : تشير إلى محبته " .